قال أستان بصراحة وهو يعلم أنَّ الطفل لا يُصدّق هذا الكذب:
“بالنّسبة لي، تبدو كأنّها آثار سوط.”
“…..”
خفضت غلوريا بصرها وقد كُشِف سرٌّ لا تُريد لأحد أن يعرفه. ملامحها المرتبكة تُوحي بأنّها على وشك الانهيار.
كان أستان على وشك أن يسأل عن ذلك الشخص الحقير، لكنّه تراجع. ليس من اللائق نبش الذكريات التي يُفضّل المرء نسيانها.
فقال بصوتٍ ثقيل:
“دعيني أسألك شيئًا واحدًا. هل كان رجُلًا من فعل ذلك؟”
أومأت غلوريا برأسها بخفّة.
“حسنًا.”
“حـ، حسنًا ماذا؟”
“إن كان رجلًا، فأنا أستطيع ضربه دون تردّد.”
قهقهت غلوريا خفيفة، وقد زال بعض التوتّر عن وجهها.
الابتسام يُناسبها أكثر بكثير.
التقط أستان أحد المعاطف المرمية على الأرض، وألقاه على ظهرها النّحيل.
“ستُصابين بالبرد. ارتدي شيئًا بسرعة.”
***
[إلى السيّدة العزيزة ماكّين،
أنا، أستان فون شولتزمير، لطالما أُعجبتُ بكِ بشدّة. أكنّ احترامًا عظيمًا لنُبلكِ وذكائكِ المتوهّج وطيبة قلبكِ المتفانية. وبعد تفكيرٍ طويلٍ وشجاعةٍ كبيرة، أُقدّم لكِ عرض الزّواج هذا.
أنا على يقينٍ بأنَّ ارتباطنا سيجلب المجد العظيم لكلتا العائلتين، وسنكتب سويًّا فصلًا جديدًا من التّاريخ مليئًا بالسّلام والازدهار، تحت بركة الجميع. لذا أرجو منكِ ألّا ترفضي هذه المشاعر الصّادقة، وأن تتقبّلي قلبي هذا.
آستان فون شولتزمير.]
“…مُثيرٌ للسُخريّة بالفعل.”
قال أستان، وهو يتأمّل خطاب الزّواج الذي تركته غلوريا على مكتبه، بابتسامةٍ ساخرة.
“النّبل، الذّكاء، الطّيبة…” أيُّ مديحٍ هذا الذي يُوجَّه لطفلة في الثّالثة عشرة؟
لو كانت عائلةً أرستقراطيّةً طبيعيّة، لقالوا إنّ شخصًا مجنونًا انتحل صفة دوق شولتسمير وأرسل هذا الخطاب الطّفوليّ السّاذج.
لذا، فعدم تلقّيه أيّ ردّ من ثلاثين عائلة لم يكن مفاجئًا.
ولهذا أيضًا، فإنّ مجرّد قدوم غلوريا ماكّين إلى قصر شولتسمير اعتمادًا على هذا الخطاب يُخبركِ كم كانت يائسة.
وضع أستان الخطاب جانبًا، واسترجع صورة ظهرها.
حتى هو، الذي خاض عشرات المعارك على حافّة الحياة والموت، قطّب حاجبيه عند رؤيتها… لا، لا يوجد وصفٌ سوى “مروّعة” يفيها حقّها.
ربّما تظاهرت بالتماسك أكثر لهذا السّبب بالذات.
شرب أستان البراندي السّاخن دفعةً واحدة محاولًا تهدئة مرارة قلبه.
“لو علمتُ من فعلها…”
لجعلته يتوسّلني لأُجهز عليه.
عضّ على نواجذه وسحب حبل الجرس. سرعان ما طرق كبير الخدم الباب، وقد شعر باضطراب سيّده.
“هل ناديتني، سيدي؟”
“ادخل.”
دخل كولين الغرفة متقدّمًا بحذرٍ نحو المكتب. ناوله أستان خطاب الزّواج.
“بما أنّك من أرسلته، فأنت تعلم ما هو، أليس كذلك؟”
“هو خطاب الزّواج الذي جلبته الآنسة، يا سيّدي.”
“صحيح. لكن، لِمَ أرسلتَه إلى عائلة ماكّين؟ لا توجد أيُّ علاقةٍ بيننا.”
“إنّه منذ زمن طويل، ولا أذكر التّفاصيل بدقّة، لكنّي أظنّ أنّني بحثتُ عن عائلةٍ لديها بنات، وتُناسب مكانة دوق شولتسمير.”
“هل كانت عائلة ماكّين بتلك العظمة؟”
“ليست معروفةً كثيرًا في المجتمع الرّاقي، لكنّها من العائلات النبيلة القديمة التي سبقت قيام الإمبراطوريّة.”
“همممم.”
“كما أنّ للكونت سُمعةٌ حسنة. وقد اعتقدتُ أنَّ ابنة رجل كهذا ستكون زوجةً مناسبة لك، يا سيدي. لكن…”
تردّد كولين، ثمّ نظر إلى الباب يتأكّد من عدم وجود من يتنصّت، وتابع:
“بعد إرسال الخطاب، وصلنا خبر وفاة زوجة الكونت. فأرسلنا برقيّة تعزية، ولم نتواصل معهم بعد ذلك.”
“فهمت.”
إن كانت الخطابات أُرسلت حينها، فكانت في الثّالثة عشرة. فقدان الأم في ذلك العمر لا بدّ أن يكون مؤلمًا.
قال أستان بشيء من الحزن.
“لا بدّ أنّها شعرت بوحدةٍ كبيرة لو تربّت مع والدها فقط.”
“في الواقع… حسب علمي، فقد تزوّج مجدّدًا بعد فترةٍ قصيرة.”
“تزوّج؟ مِمَّن؟”
“لم أتمكّن من التّحقّق من ذلك بعد.”
تجعّد جبين أستان.
تكوين عائلة متحابّة مع شخص لا يجمعك به قطرة دم ليس سوى خيالٍ في الرّوايات.
الآثار على ظهرها، وصمتها التّام عن عائلتها… لم تكن أدلّة كثيرة، لكنّها كافية لاستنتاج بعض الأمور.
“رجلٌ ذي خُلقٍ عظيم… ولا يعلم ما حدث لابنته؟”
“ربّما لا يعلم فعلًا، فقد توفّي قبل ستّ سنوات.”
“هاه…”
أطلق أستان تنهيدةً مستنكرة. باتت شكوكه شبه يقين. لكنّه لا يزال بحاجةٍ لتأكّد.
“تحقّق بدقّة مِمّا جرى في عائلة الكونت ماكّين. سبب وفاة الكونت، من ورث ممتلكاته بعد وفاته، كيف كانت غلوريا تعيش هناك، لا تُهمل أيِّ تفصيلة.”
“أمرك.”
أتمّ أستان تعليماته، وصبّ المزيد من البراندي. وما إن كاد يرتشفه، حتّى سأله كولين بحذر:
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 6"