في زاوية زقاقٍ مهجور، حيث هدأت المدينة وبدأت تنام، جلس القائد السابق فوق الأرض الباردة، كأنها تنتمي إليه.
سحب معطفه الجلدي حول جسده، كما لو أنه يلفّ ذاكرته فيه…
كان ذلك المعطف آخر ما يربطه بالماضي…
وها هو اليوم، ينام في الشارع، كأي متشرّد لا تاريخ له.
لا أحد ساعده.
ولا أحد سأل من يكون. وربما كان هذا افضل له
والسماء فوقه، كعادتها، تراقب دون أن تتدخل.
⸻
مع أول خيوط الفجر، فتح لوسِن عينيه.
الإهانة ما زالت حارقة في صدره… لكن العجز أكثر مرارة.
تمتم لنفسه، بنبرة باردة مشوبة بجرحٍ قديم:
“لن أكون ضعيفًا… لا هنا، ولا في أي زمن.”
وقف، ومسح الغبار عن معطفه.
هو ليس رجلاً عاديًا.
هو جاسوس، خبير بالتنكر، وبقراءة ما لا يُقال، وبفكّ الشيفرات التي تربك العقول…ربما لم يكن واضحا لكن
فهل يُعقل ألا يفك شيفرة هذا العالم الجديد؟
من تلك اللحظة، بدأ.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 5"