خفايا القصر المؤلم - 19
الفصل : وردة تحمل مشاعر
بعد أن انتهيا من شرب الشاي، وضع ديمتري فنجانه على الطاولة بحذر، بينما كانت إيلينا تنظر من النافذة إلى الحديقة التي تحيط بالقصر.
شعرت بسلام غريب، حيث كانت السماء تكتسب ألوانًا دافئة مع اقتراب الغروب.
كانت النسائم تداعب شعرها برفق، ولكن قلبها كان يخلو من أي شعور مختلف تجاه ما كان يحدث.
هي فقط كانت تتمتع بهدوء اللحظة، في الحديث الذي دار مع ديمتري.
ديمتري: (بخجل وهو يغطي وجهه)ماذا عن نزهة في الحديقة؟ سيكون …الجو رائعًا في هذا الوقت.
كان ديمتري يبتسم بخجل، لكن ابتسامته كانت تحمل شيئًا من الحماس الذي كان يشعر به في قلبه.
كان يراقبها وهو ينتظر ردها، وتلك النظرة في عينيه كانت تتوسل للحظة مشتركة بينهما.
(لكن في داخله كان هناك تردد، وكان يتمنى أن تجد الفكرة مثيرة مثلما شعر هو).
إيلينا: نزهة؟
نظرت إليه، وشعرت بقلق بسيط.
كانت الحديقة في هذا الوقت من اليوم تبدو هادئة وملائمة للمشي، لكن فكرة قضاء وقت طويل مع ديمتري في مكان هادئ كانت جديدة عليها.
عندما كنا صغار كنا دائما نتنزهة و اتذكر انه كان ممتعاً.
إيلينا: لن يكون ضارًا على الأقل، صحيح؟ .
قالت ذلك بابتسامة هادئة، توازي حقيقة أنها لم تكن تشعر بحماسة كبيرة، لكنها لم ترفضه أيضًا.
ديمتري: بالطبع. سأكون سعيدًا جدًا إذا مشينا سويا في الحديقة.
ابتسم لها مرة أخرى، ولكن ابتسامته كانت تشعر بشيء من التوتر، وكأن هناك شيئًا غير مرئي بينهما يتراكم مع كل لحظة يمر بها بجانبها.
بعد أن أخبرت إيلينا خادمتها، آنا، بتحضير سلة الطعام، توجهت هي وديمتري إلى الحديقة حيث كانت الزهور تزدهر حولهما.
كانت الورود الحمراء والوردية والبيضاء تملأ الأرجاء، وتميل بلطف مع الرياح الخفيفة.
شعرت إيلينا بأن هذه اللحظات كانت مختلفة عن المرات الأخرى التي قضتها مع أصدقائها أو حتى مع نفسها.
كان هذا الجو غير معتاد، ومع ذلك كان مريحًا.
ديمتري: هذه الورود… كل واحدة منها تحمل معنى خاصًا. الأحمر يعبر عن الشغف، الوردي عن الحب الطاهر، والأبيض عن النقاء.
كان ديمتري يتحدث بينما ينظر إلى الزهور بحركة خفيفة، وكان يتحدث بعاطفة غير عادية.
(إيلينا كانت تتابعه بنظرة هادئة. هي فقط كانت تمشي بجانبه في صمت).
إيلينا: أعتقد أن كل زهرة هنا تعكس جزءًا من الشخص الذي يهتم بها.
قالت ذلك بصوت هادئ، مع ابتسامة، ولكن عيونها لم تكن تركز على طريق.
كانت تراقب زهور أمامها، وتفكر في كيف أن ديمتري كان دائمًا يحرص على إظهار اهتمامه بها .
ديمتري: أنتِ محقة… ربما يعكس كل شيء حولنا مشاعرنا بطريقة ما.
بينما كان يتحدث، شعر بنبضات قلبه تزداد سرعة قليلاً، وعينيه تركزان على إيلينا وهو يسير بجانبها.
كان في قلبه شيء غريب لم يستطع تفسيره بعد.
اقترب ديمتري من شجرة ورد حمراء كبيرة، وتوقف ديمتري أمامها.
كان ينظر إليها بعينين مليئتين بخجل.
لكن ذهب الي ، زهرة الوردية
التقط زهرة وردية ورفعها إلى شعر إيلينا بحركة رقيقة.
(كان يعتقد أن هذه اللحظة ستترك انطباعًا قويًا في ذهنها، لكنه شعر بشيء غريب عند اقترابه منها).
كانت يده ترتجف قليلاً، وحين وضع الوردة في شعرها، شعر بشيء غير مألوف يجتاح قلبه، شيء لا يستطيع تحليله.
ديمتري: (بخجل وهو ينظر إلى الورود)أنتِ تبدين رائعة بهذه الوردة. أتمنى أن تعجبكِ. هذي الورده تشبهك أنها جميلة
أضاف الكلمات بأمل، وهو يراقبها عن كثب.
كان قلبه ينبض بسرعة، ويشعر بأن الوقت قد توقف للحظة.
لكن إيلينا نظرت إلى الوردة في شعرها بابتسامة هادئة.
إيلينا: إنها جميلة جدًا… شكراً.
(كانت تبتسم بلطف، ولكن في أعماقها كانت تشعر بشيء من الإحراج. هي كانت تتعامل مع ديمتري كصديق).
بينما كانت ديمتري يراقب رد فعلها، شعر بشيء من الخيبة الخفيفة.
كان يتمنى أن يظهر اهتمامه بشكل أكثر وضوحًا، لكن لم يكن بإمكانه أن يفرض على إيلينا مشاعر لم تكن تشعر بها.
بعد لحظات، ظهرت آنا مع سلة الطعام والقماش المخصص للنزهة.
قامت بوضع القماش على الأرض بعناية، ثم رتبت الطعام بعناية أمامهم.
آنا: كل شيء جاهز، سيدي.
(آنا كانت تبتسم بسعادة صغيرة لرؤية إيلينا وديمتري معًا. لكن آنا كانت تتمنى لهما لحظة هادئة، بعيدًا عن المشاغل اليومية في القصر).
جلس ديمتري وإيلينا على القماش معًا، وبدأ ديمتري في فتح سلة الطعام.
كان يحاول التركيز على الطعام أكثر من التركيز على إيلينا، ولكن قلبه كان في مكان آخر.
كان ينظر إليها بين الحين والآخر، ولكن لم يكن يجرؤ على التعبير عما يشعر به.
إيلينا: أعتقد أن هذه هي أفضل لحظة في يومي.
قالت ذلك بابتسامة هادئة، وكانت تشعر بشيء من الراحة في الجو حولها.
ديمتري: أعتقد أنك على حق. همس، وهو يحاول أن يظل هادئًا، لكن قلبه كان ينبض بشدة أكبر.
(كان يتمنى أن تقوى هذه اللحظات بينهما لتصبح أكثر من مجرد صداقة).
(كان يتمني أن تكون معه للأبد..)
بينما كان الحديث بينهما يدور حول أشياء صغيرة وعادية، شعر كلاهما بشيء غير مرئي يجمعهما أكثر من مجرد صداقة.
ولكن كان هذا الشعور غير واضح بالنسبة لهما.
أما ديمتري، فكان قلبه ينبض بسرعة مع كل لحظة يمضيها بجانبها، لكنه لم يكن يريد أن يضغط عليها.
إيلينا: هل تعتقد أنني سأتمكن من إخبارك بكل شيء عن الزهور هنا؟
قالت ذلك بابتسامة هادئة، كأنها تفتح بابًا للحوار مع صديقها.
لكنها لم تكن تشعر بأي شيء أعمق.
هي فقط كانت تحاول إتمام الحديث بلا حرج.
ديمتري: إذا كنتِ ترغبين، أعتقد أنني سأكون مستمعًا جيدًا.
ابتسم لها بصدق، لكن قلبه كان يعجز عن كبح مشاعره المتأججة، حتى وإن لم يكن يستطيع الإفصاح عنها بعد.
بينما كانت الأحاديث تتنوع بين الضحك وتبادل الأحاديث الخفيفة، كان كلاهما يعلم أن هذه اللحظة كانت أكثر من مجرد نزهة.
كانت لحظة لم تكن بحاجة للكلمات أو لوجود عاطفة صريحة بينهما، لكنها كانت لحظة هادئة، وهكذا أرادت إيلينا أن تكون الأمور.
حيث لا يوجد شيء سوى الزهور، والهواء النقي، والوقت الذي كان يتسرب ببطء بين أصابعهم.
يتبع….