بسبب دعوة كوين المُفاجئة، رمشّت ميلاني بعينيها مرارًا مِن الدهشة.
«أجل، هُناك شخصٌ أود أنْ أعرّفكِ عليه.»
«هاه…»
بصراحةٍ، ميلاني التي تخشى مُقابلة الغرباء كانت تَجدُ صعوبةً في الذهاب الأماكن الاجتماعية مثل الحفلات.
«ألا ترغبين في الحضور؟»
عندما نظر إليّها كوين مُطولًا، شعرت ميلاني بخفقانٍ في قلبها.
في الآونة الأخيرة، بدا أنْ كوين ينظرُ إليّها هَكذا كثيرًا، وفي كل مرةٍ تشعرُ بشيءٍ ما يُثير بداخلها إحساسًا غريبًا.
هل هو مُجرد وهمٍ، أم أنْ المسافة بينهما أصبحت أقرب مِن قبل؟ بل إنها تشعرُ أنْ اللمسات العابرة بينهما قد زادت.
عندما ينتقلان مِن مكان لآخر، يُرافقها كوين دائمًا، وحتى بعد أنْ يرافقها، لا يترك يدها بسرعة، بل يبقيها مُمسكةً لفترةٍ أطول. وعندما تنجح في أداء مهمةٍ ما، يُربت على رأسها بلطف ويمدحُها. باختصار، المسافة بينهما كانت أقرب.
لكن… بِما أنهما مخطوبان، فرُبما هَذا طبيعي؟
آه، لكن كوين فقط وافق على شروط خالي ليأخُذني كتلميذةٍ له، أليس كذَلك؟ ماذا يعني هَذا؟
على أيِّ حال، لَمْ تكُن هُناك أيُّ لمساتٍ مُشابهة مع خطيبها السابق جوليان، لذا لَمْ يكُن لديها أيُّ شيءٍ تُقارنه بهِ.
كانت ملابسهُ الرسمية السوداء تبدو وكأنْها مُصممةٌ خصيصًا له، مِما جعل ميلاني، التي لَمْ تعتد رؤية كوين بهَذا الشكل، تشعرُ بالارتباك.
أما ميلاني، فكانت ترتدي اليوم فستانًا جميلًا وناعمًا بدلاً مِن رداءها المُعتاد.
كوين أيضًا، الذي كان بجانبها، شعرَ داخليًا بالإعجاب بجمال ميلاني في هَذا المظهر المُختلف، ولكنهُ كـ ساحرٍ ملكيٍ بارع، استطاع إخفاء مشاعرهِ عن طريق وجهه الخالي مِن التعبير.
وفي قاعة الحفل، جذب الاثنان اهتمام الجميع بشكلٍ كبير.
مُجرد خطوبة كوين، الذي لَمْ يكُن في أيِّ علاقةٍ عاطفيةٍ لسنواتٍ طويلة، كانت خبرًا كبيرًا.
والأكثر مِن ذَلك، أنْ خطيبتهِ كانت ابنة عائلة ستيوارت، التي أُلغيت خطوبتها مؤخرًا مِن أحد الدوقات.
ولكن على الرغم مِن اهتمام الجميع، لَمْ يجرؤ أحد على الاقتراب منهما مُباشرةً. الجميع كانوا يراقبونهما مِن بعيدٍ وبسرية.
ميلاني، التي لَمْ تكُن تُدرك هَذا الوضع، شعرت وكأنْها مٌراقبةٌ، لكنها اعتقدت أنْ ذَلك ناتجٌ عن توترها.
كان التوتر يُسيطر عليها لدرجة أنْ رأسها بدأ يشعرُ بالدوار.
وفي تلكَ اللحظة، سمعت صوتًا لطيفًا يُناديها.
«يا آنستي، يبدو أنْ لونَ وجهكِ ليس جيدًا. هل أنتِ بخير؟ إذا أردت، تفضلي بعض العصير.»
«أوه، شكرًا جزيلًا.»
أخذت ميلاني كأس العصير الذي قُدم لها، وشربت منهُ جرعةً.
تنفست الصعداء قليلًا وبدأت تشعرُ بالهدوء.
عندما رفعت رأسها، كان أمامها شابٌ يبدو لطيفًا ويرتدي زيًا مُزينًا بتطريزٍ فخم.
«أوه، إنهُ أنتَ، كيفين. ماذا تفعل هُنا؟»
نظر كوين إلى الشاب بجانبهِ بدهشةٍ.
«هل تَعرِفُه؟» سألت ميلاني، فأومأ كوين برأسهِ.
«أجل، هَذا هو الشخص الذي أردتُ أنْ أعرّفكِ عليه. إنهُ كيفين.»
التعليقات لهذا الفصل " 11"