نظر أليستو إلى القديسة التي ترفع كأس الشاي بأناقة مصطنعة أمامه.

كانت رثة بالأمس أيضًا ، و اليوم كذلك.

شعرها متشابك كما لو لم تمشطه بعد الاستيقاظ ، و الشال الذي ارتدته عشوائيًا غير متماثل من الجانبين.

مهما كانت متواضعة ، هل تكون ابنة كونت عادة هكذا؟

يقال إن سيدات العائلات النبيلة يهتممن بمظهرهن ، لكن القديسة تبدو غير مهتمة بذلك تمامًا.

أو ربما تثق بجمال وجهها كثيرًا.

… بالتأكيد ، حتى في حالة رثة و متشابكة ، تبدو جميلة ، لذا يمكن الثقة بها.

كيف يجب وصف هذا المظهر؟

كلب صغير سعيد يتدحرج في الغبار حتى يصبح فراؤه الأبيض رماديًا؟

لكن ، حقًا ، كلب جميل.

مهما كان ، يستمر في التفكير في الكلب ، لكن لا يجب التفكير فيها ككلب.

القديسة ليست كلبًا ، و هي أيضًا بالغة مثلي.

“هل تريد تناول الغداء معًا اليوم؟”

… لا ، ربما تشبه الكلب قليلاً.

القديسة نبيلة على الأقل ، ألا تعرف كم هو مشغول ولي العهد لأداء واجباته؟

و مع ذلك ، تقول كلامًا لا يختلف عن كلب يدور بقدميه قائلاً «لا أعرف كم أنت مشغول ، العب معي الآن».

لكن بشكل غير متوقع ، لم يغضب.

“هل هناك شيء تريدين تناوله؟”

ابتسمت ببراءة.

“أريد تناول الطعام خارجًا. باللحم”

أومأ أليستو برأسه بعمق ، مفكرًا في أنه يجب تصحيح نظامها الغذائي.

“لنذهب”

***

ذهب الاثنان إلى بحيرة فيشيل الطبيعية في وسط العاصمة.

كانت بحيرة فيشيل تتميز بفرق عمق كبير بين الأجزاء العميقة و الضحلة ، و تتغير ألوان الماء حسب العمق ، مما يوفر مناظر طبيعية جميلة.

جلس أليستو و آثا في مطعم هادئ حول البحيرة.

كان مقعدًا في الشرفة مرتفعًا و مفتوحًا أمامه ، مثاليًا للاستمتاع بالبحيرة.

صب الموظف الماء في كأس زجاجي ، و وقف بوقفة مهذبة.

“هل تريدان وجبة عشاء رسمية؟”

الليلة الماضية—

في 〈مائدة الأسد〉، سعلت آثا بعد شرب النبيذ ، و احمر وجهها بالكامل قبل إنهاء كأس واحدة.

اعتقد أليستو أن آثا لا تتحمل الخمر.

“للسيدة ، بدون مشروب قبل الطعام ، مشروب خفيف. هل عصير التفاح جيد؟”

أومأت آثا برأسها دون تفكير كبير.

“نعم ، جيد”

ما الفرق بين الخمر و العصير.

الأمر المهم هو تناول اللحم خارج القصر.

في الواقع ، كان لآثا سبب آخر لطلب تناول الغداء خارجًا اليوم.

لماذا ، ألم تسمع كلامًا ذا معنى عندما تم القبض عليها أثناء الهروب بالأمس؟

كانت تريد معرفة ما إذا كان الخروج ممكنًا أم لا ، لذا اقترحت تناول الطعام خارجًا كاختبار سري بعد تفكير.

بالإضافة إلى ذلك ، اعتقد أليستو أن القديسة تتظاهر بعدم معرفة انشغاله ، لكن ذلك لم يكن صحيحًا.

لم تكن آثا تعرف حقًا كم هو مشغول ولي العهد.

كل ما تعرفه عن ولي العهد هو كليشيهات روايات الفانتازيا الرومانسية فقط.

[بارد من الخارج لكنه طري مثل التوفو من الداخل] ، أو [بارد لكنه دافئ مع امرأته] ، أو [وحيد في عالم مزخرف] ، كليشيهات مثل هذه.

و ذلك لأن الروايات التي قرأتها كانت معظمها روايات رومانسية.

في الروايات الرومانسية ، ولي العهد عادة البطل أو شخصية ثانوية مهمة ، لذا بالطبع تركز على مشاهد الرومانسية.

لذلك ، لم تعرف آثا عن واجبات ولي العهد ، و أعجبها الخروج اليوم.

كانت بحيرة فيشيل مكانًا رائعًا حقًا.

سماء زرقاء ، دفء معتدل ، صوت أوراق الأشجار تتحاكك مع نسيم خفيف.

فجأة ، شعرت آثا بغرابة في أنها في مثل هذا المنظر الرائع في وقت الظهيرة هذا.

حياة لم تعد ترتدي فيها بدلة الغبار و تقف أمام السكة كآلة.

و علاوة على ذلك ، هذا المكان له مناظر طبيعية رائعة ولا يتخلف عن الحضارة تمامًا.

أنا ، أخيرًا أرتاح بسلام؟

في لحظة السلام الهادئ و الجميل للحياة اليومية ، امتلأ قلبها بشكل مؤثر.

“هل سبق لكِ الوقوع في الحب؟”

ماذا؟

“فـ ، فجأة؟”

ابتسم أليستو بابتسامة غامضة.

“فجأة؟ بالأمس ، قالت الآنسة آثا بوضوح إن حلمها هو أن يأخذها رجل وسيم و يحبها ، و طلبت مني أخذها”

ابتلعت آثا ريقها.

“نعم ، قلتُ ذلك …”

“قلتُ أيضًا إن الآنسة آثا تعجبني”

دق—!

بينما تبحث عن كلمات للرد ، أضاف: “نحن نعجب ببعضنا البعض. أليس هذا حبًا؟”

كان الكلام المباشر من رجل وسيم كافيًا لإثارة قلب آثا العازبة منذ الولادة.

بصراحة ، ما سبب الرفض؟

مظهره ، جسده ، كل شيء يعجبها ، و هو يراها شريكة حب؟

ليس زواجًا ، بل حب ، ما الذي يمنع؟

و علاوة على ذلك …

لا تعرف إن كان حبًا ، لكنها تحب دقات قلبها كثيرًا لترفض.

“هـ ، هكذا … أنا ، هذه أول مرة أحب فيها”

في تلك اللحظة بالضبط—

دخلت الشرفة المقابلة فجأة في مجال رؤيتها.

مهلاً؟

رأت رجلاً أشقر.

كان سيدريك ، بطل الرواية الأصلية الذي رأته في حديقة اللافندر بالأمس.

عند رؤية مظهره خلف كتف أليستو ، شعرت بمشاعر معقدة.

بعد إدراك أن هذا عالم رواية ، قررت الزواج من سيدريك و العيش بسعادة.

لكن حدث حادث غير متوقع ، و تم إلغاء اللقاء ، و الآن تناقش الحب مع رجل آخر …

يشبه الخيانة بطريقة ما.

بالطبع ، إنه مجرد شعور ، و تعرف آثا أفضل من أي أحد أنه ليس خيانة ولا شيء.

لم تتبادل كلمة واحدة مع سيدريك ، و هو ربما لا يعرف من هي.

***

كان سيدريك في مزاج سيء منذ الأمس.

بالضبط منذ رؤيته لولي العهد و الشخص الذي يُعتقد أنه حبيبته في حديقة اللافندر في المعبد.

كان السبب واضحًا.

لأنه يستمر في التذكر.

هل وقع في حبها من نظرة واحدة لرؤيتها تقضي وقتًا حميميًا مع ولي العهد لا أحد غيره.

“…حقًا مثير للشفقة”

لا يؤمن بالوقوع في الحب من نظرة ، لكن بما أنه حلم بها ، يبدو أن هناك مصداقية.

كان في حديقة اللافندر في الحلم ، و قبّل امرأة مجهولة الاسم بقبلة كثيفة جدًا.

لم تقاوم.

في الواقع ، “قبلة كثيفة” تعبير مهذب جدًا.

كانت قبلته الخرقاء و المتهورة تقريبًا تأكل الطرف الآخر.

“سأجن”

هل يأتي سن البلوغ المتأخر؟

يشعر كأن شخصًا ما سحره أو لعنه.

“ها …”

كانت ضفاف بحيرة فيشيل مكانًا اقترحه سكرتيره ستيوارد الذي تبعه إلى العاصمة.

بما أنه محبوس يتنهد فقط ، اقترح تغيير المزاج بلطف ، و هذه النتيجة.

كان يشرب الشاي في مقهى يطل على بحيرة فيشيل جيدًا لتهدئة عقله.

مذهلًا ، ظهر ولي العهد و امرأة الحلم في الشرفة المجاورة.

ظن للحظة أنه يرى هلوسات بسبب مرض الحب الشديد.

فرك عينيه ، و تأكد أنها ليست هلوسة ، فشحذ أذنيه.

لم يكن يتجسس عمدًا.

كما أن العين تنجذب تلقائيًا إلى زهرة مزخرفة على جانب الطريق ، كان رد فعل طبيعي.

كان الاثنان يتحدثان بهمس عن الحب المستقبلي.

ثم سمع اسمها.

“آثا”

عندما تذكر صاحبة الاسم الغريب المألوف ، انقبضت قبضة سيدريك فجأة.

آثا كانت اسم المرأة التي كان يفترض أن يلتقيها بالأمس.

هذا الصباح.

عندما جاء ابن عائلة هيرمان الأكبر برسالة اعتذار رسمية عن ابنته التي لم تحضر المكان الموعود ، قبل سيدريك بلطف.

لم يكن لديه أي أسف بشأن إلغاء اللقاء.

“لكن ، امرأة الحلم هي في الواقع الآنسة آثا التي كان يفترض أن ألتقيها؟”

فجأة ، شعر كأن صاعقة ضربت صدره ، بدأ قلبه يؤلمه.  

الآن بعد التفكير ، المحادثة بين الاثنين لم تكن شيئًا يقوله عشيقان قديمان.

كانت محادثة محرجة كما لو أن رجلاً و امرأة التقيا لأول مرة بالأمس و بدآ الحب للتو.

لا يعرف ما الخطأ و من أين ، لكن شيئًا واحدًا واضح.

الشخص الذي يضحك و يتحدث عن الحب معها الآن كان يمكن أن يكون أنا.