“القبعة التي ارتداها جلالته اليوم؟ لقد أثّرت فيّ حقًا!”
هتفت آنسة صغيرة مرافقة لهيرين، مشابكة يديها بحماسة، مجيبةً على كلام شارون.
“صحيح! يا له من جمال وأناقة… لم أستطع أن أشيح نظري عنها لحظة!”
ولم يكن الأمر إعجابًا يقتصر على الفتيات الصغيرات فقط.
“كانت أبرز ما في مراسم التتويج. لم أرَ من قبل تصميمًا يسرق الأبصار بهذا الشكل.”
“بلا شك، إنها فتاة موهوبة. في أكثر من جانب. فقد أسرت قلب ولي العهد العابس بضربة واحدة.”
حتى السيّدات الواقفات خلف شارون أضفن كلمات مديح، من دون إفراط ولا مبالغة.
الجميع أثنى على موهبة روميا، غير أن الابتسامة لم ترتسم على وجه هيرين.
في يومٍ تتويج ملك كاتاس، كانت شارون الأكثر انزعاجا بين الجميع؛ فقد أُقصي ابنها من خط وراثة العرش، فكان أن صبّت كل مرارتها على هيرين لتتحملها وحدها.
وكما ساورت هيرين الشكوك في أمر روميا وعلاقتها بجهادري، كانت شارون أيضًا تُصوّب سهام يقينها تقريبًا نحو الاثنين معًا.
ظهور روميا في حياة هيرين — تلك التي حلمت بكونها “الملكة المثالية” — لم يكن سوى خزيٍ تتلوه شارون على مسامعها كلما سنحت الفرصة.
فاستحالت نظرة هيرين إلى روميا، قاسيةً مسمومة.
—
لم يطل ذهول روميا أمام سقف القاعة العالي والمجلس المزدحم بالبشر. فهي لم تعرف الكثيرين في العاصمة، لذا لم يقترب منها أحد ليحادثها، فظلت واقفة لوحدها، تتحمل سهام النظرات المنصبة عليها في ارتباك صامت.
كان الوقوف متشبثةً بكأس شمبانيا ناولها إياها الخدم محرجًا بما يكفي.
لكن ما زاد ثقل اللحظة هو تلك العيون التي فحصتها كما لو كانت سلعة معروضة في مزاد.
وما كادت مشاعرها تتأرجح حتى باغتتها من الخلف نبرة مألوفة.
وسط ضجيج الأحاديث وضحكات النبلاء والموسيقى الجارية بلا انقطاع، ما كان يُفترض أن تسمع الصوت… لكن حواسها المتأهبة التقطته بوضوح.
“يشرفني أن نلتقي هنا.”
“السيد كارلايل؟”
رفع كارلايل شعره الأزرق إلى الوراء كاشفًا جبينه المرتب، وألقى بنظرة ماكرة نحوها.
لم تكن روميا تتوقع ظهوره إطلاقًا، فخرج اسمه من شفتيها على عجل، بدهشة بادية.
مناداة اسم أحدهم من دون إذنه جُرم اجتماعي فادح، أدركت روميا خطأها سريعًا فانحنت اعتذارًا.
غير أن كارلايل لم يُعر الأمر اهتمامًا. على العكس، تصرف بودٍّ بالغ، واقفًا بجوارها وكأنه صديق قديم، حتى إنه نقر كأسه بكأسها ليحتسيا الشمبانيا معًا.
بسيطة كانت بادرته… لكنها لم تكن كذلك بالنسبة لروميا.
ولم يكد طعم النبيذ يلمس لسانها حتى شعرت بحرارة تغمر حنجرتها، حرارة لم تكن من الكحول بل من لطفه غير المتوقع.
ابتسم وهو يلحظ احمرار وجنتيها:
“إنها ساخنة… أعني النظرات المصوَّبة نحو صانعة قبعة جلالته.”
“أتراهم يرونني بعينٍ حسنة فعلًا؟”
“بالتأكيد. كثيرون يتلهفون للاقتراب والحديث مع الآنسة بيرلوس.”
ومع وقوف كارلايل بجانبها، تضاعفت الأعين الموجّهة إليها. ورغم يقينها بأن هذه الرفقة ستغدو مادة دسمة لأحاديثهم، بدا هو معتادًا على ثقل الأنظار، ثابتًا لا يتزعزع.
تأملته روميا بدهشة؛ كيف لا يضطرب، بينما هي على وشك الانهيار من التوتر؟
بضع كلمات أخرى منه بدّدت حذرها. بدا كارلايل رجلًا حرًّا، لطيفًا، وفي حضوره كانت أبسط المجاملات كفيلة بترك أثر عميق في صدرها.
ومع ذلك، ظلّ شبحُ فكرة يطاردها: لعل تلك النظرات ليست إعجابًا بل عيونٌ تتحيّن الفرصة لتذمّ أصلها.
أعادها صوته إلى الواقع:
“انظري جيدًا… كأنك بطلة الحفل.”
عندها فقط أدركت روميا أن عملها حاز الاعتراف الكامل. لم يعد في وسع أولئك المتغطرسين إنكار ما أنجزته.
لكن ارتخاء التوتر لم يخلّف سوى إنهاكٍ مضاعف. حتى الوقوف بات أمرًا شاقًا.
“وجهك شاحب. أتشعرين بسوء ما؟”
“ليس سوءًا… فقط لست معتادة على هذا. لطالما اعتدت العداء، لا الإعجاب.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 39"