تنهد إيكيان وأمسك جبهته. كانت الأمور تتفاقم واحدة تلو الأخرى، ولم يعد لديه أي راحة.

لكنه الآن لم يعد واثقًا من أنه يستطيع مشاركة الغرفة مع جوديث بهدوء. ومع ذلك، لم يستطع أن يطلب الإقامة خارج المنزل باستمرار، خاصة وأن كارل كان يثور بالفعل بسبب غيابه ليوم واحد. في النهاية، لم يكن لديه خيار سوى استخدام عذر “ولي العهد” الذي لا يستطيع أي فرد من عائلة مايوس الاعتراض عليه.

وهكذا، بعد أن ترك مقر إقامة الدوق بعذر “ولي العهد استدعاني ولم يكن لدي خيار”، تنهد إيكيان في المساء وهو يتأرجح داخل الممر السري.

“…… كيف سأواجهها؟”

لكن لم يكن بإمكانه تجنب رؤيتها. أنيتاس كانت تحيك مؤامرة، فكيف يمكنه البقاء مكتوف الأيدي؟ في النهاية، أخذ نفسًا عميقًا وفتح الباب.

في الحقيقة، كان إيكيان يشعر أنه لا يفهم حتى مشاعره الخاصة.

جوديث بالتأكيد كانت تحت تأثير الكحول وتصرفت بدافع عندما قبلته. الرجل الذي تحبه هو هود.

كان من الصعب الاعتقاد أنها تحبه. لأنه دائمًا ما كان يرتدي قناعًا أمامها، ولم يسمح لها حتى بسماع صوته الحقيقي.

حتى لو كانت امرأة، كان من الصعب أن تحب رجلًا لا تعرف عنه أي شيء. يجب أن يكون هناك شيء يجذبها أولًا، أليس كذلك؟

“إنها امرأة ذات إحساس قوي بالمسؤولية. لقد شعرت بالذنب لأنها اعتقدت أنها جعلته يتناول الدواء، لذا أرادت مساعدته بأي طريقة.”

لكنه لم يستطع إيقاف شفتيها من الاقتراب. لم يكن يندم على ذلك.

لقد أثارته حركاتها الخرقاء والمضطربة أكثر من اللازم، وفقد ضميره في النهاية.

لكنه، دون أن يكشف حتى عن هويته الحقيقية، قبلها. من الناحية الموضوعية، كان هذا تصرفًا غير لائق. ومع ذلك، حتى لو عاد إلى الماضي بكل هذه الذكريات، لم يكن ليتوقف. في الأساس، لم يكن شيئًا يمكن إيقافه.

“هل نسيت؟”

ربما كانت في حالة سكر ونسيت ما حدث الليلة الماضية. إذا كان الأمر كذلك، فسيكون التعامل معها أسهل.

تنهد بعمق، ثم طرق على الرف ودخل الغرفة عبر الممر السري.

“آه.”

استقبلته جوديث بوضعية مهذبة كالمعتاد.

“لقد عدت، سيدي.”

عينا جوديث الخضراوان استقبلته بترحيب. شعر إيكيان بالامتنان لأنه كان يرتدي قناعًا ليخفي تعابيره. بالتأكيد لم يكن ليتحكم في تعابيره.

في نفس الوقت، قرر إيكيان:

“سأتظاهر بعدم العلم.”

“بغض النظر عن مدى تفكيري، لم أستطع تحمل الأمر.”

“من الأفضل أن أتظاهر بعدم العلم.”

إذا قالت جوديث: “أنا آسفة، سيدي. في الحقيقة، أنا أحب هود… لقد كان تصرفًا بدافع المسؤولية تحت تأثير الكحول، هل يمكننا اعتباره كأنه لم يحدث؟” لم يكن واثقًا من أنه سيستطيع الموافقة بسهولة.

لا يزال لديه أعمال مع جوديث بصفته سيد منظمة غراي. كان الأمر يتعلق بأنيتاس.

لذا، لا يجب أن يفقد رباطة جأشه أو يشعر بالحرج. لا يزال عليه أن يلعب دور الشريك الممتاز كما كان يفعل دائمًا.

“نعم.”

لذا أجاب إيكيان بأكبر قدر ممكن من الجفاف.

“علينا مناقشة أعمال الأمس.”

عندما سمعت جوديث ذلك، ألقت نظرة خاطفة عليه، ثم ابتسمت قليلًا وأجابت:

“بالفعل كان لدي شيء لأتناقش معك حوله. يبدو أن أنيتاس تتحرك بسرعة.”

ربما قررت جوديث الانضمام إلى تظاهر إيكيان بعدم العلم، حيث لم تبدِ أي تعبير وأخرجت دعوة عليها شعار عائلة أنيتاس الكونتية.

كان إيكيان يعرف بالفعل ما يدور حوله حفل الحديقة هذا. أنيتاس قد أبلغته مسبقًا.

“لدي خياران، أليس كذلك؟”

قالت جوديث بابتسامة عريضة:

“الخيار الأول: الهروب. الخيار الثاني: المواجهة. في الحقيقة، كنت أرغب في اختيار الخيار الأول حتى انفصالنا بهدوء.”

“…… ولكن؟”

“في وقت لاحق من هذا الظهر، ألن تأتي رسالة أخرى؟ حتى زوجة ولي العهد ستأتي.”

أصيب إيكيان بالدوار مرة أخرى. لا، هل ستأتي ميلاني أيضًا؟

ميلاني كانت امرأة قوية وجيدة، لكنه لم يستطع تصديق أنها ستأتي إلى مثل هذا الحدث. كانت زوجة ولي العهد، وبالتأكيد يمكنها التغيب عن حفل حديقة بسيط مثل هذا. خاصة أن علاقتها مع أنيتاس لم تكن جيدة على الأرجح.

“لكن زوجة ولي العهد قد تحتاج إلى مساعدة أيضًا.”

قالت جوديث بعيون متلألئة.

“إنها تبحث عن طبيب جيد يمكن الوثوق به.”

“همم؟”

عند التفكير في الأمر، كانت جوديث هي من حذرت إيكيان من خطر ألتيون في البداية. لذا كان من المنطقي أن تهتم جوديث بهذا الأمر.

“طبيب جيد…”

“بالطبع، هود!”

قالت جوديث بحماس.

“هود قال إنه سيساعدني مرة واحدة على الأقل إذا طلبت منه. لذا أعتقد أنه يمكنني أن أطلب منه فحص ولي العهد سرًا. بالطبع، مع ضمان السرية، ومهاراته رائعة كما أعرف، لذا يمكن أن يساعد في التخلص من السم.”

“آه، هود سودين…”

شعر إيكيان برفض قوي بمجرد أن نطقت جوديث باسمه. دون أن تلاحظ، استمرت جوديث في الحديث.

“إذا فكرت في الأمر، إنها فرصة جيدة. فرصة للقاء دون شكوك. على أي حال، أنا والسيد نعرف خطة أنيتاس ويمكننا الاستعداد لها.”

سمع إيكيان ذلك مباشرة.

—

في حفل الحديقة، كان من المقرر أن يظهر إيكيان كضيف مفاجئ لأنيتاس. بالطبع، مرتديًا قناعه، كشخصية قوية تقود منظمة معلومات مشهورة.

“هناك، تبادلوا بضع كلمات مع جوديث. قولوا إنكما على علاقة وثيقة.”

“حسنًا، هذا صحيح.”

“ثم قولوا إن لديكم شيء لتخبروها به، واستدعوها خلف شجرة كبيرة أثناء الحفل. إذا كنتم شركاء لفترة طويلة، فلا بد أنكم تستطيعون فعل ذلك، أليس كذلك؟ بعد ذلك، سأفعل الباقي.”

“همم.”

“على أي حال، حفل الحديقة مجرد نقطة بداية. الهدف هو أن يصبح شيئًا يتذكره الناس عندما يحدث شيء كبير لاحقًا. لذا لن يكون هناك شيء كبير، ولن يكون هناك ما يثير شكوك جوديث. فقط، مثل، ذريعة صغيرة مثل وجود أوراق عالقة، وتقتربون قليلًا.”

نقل إيكيان هذا الكلام إلى جوديث، فضحكت بحماس وصفت يديها.

“إذن هذا سهل. ألا يمكنني فقط التظاهر بعدم معرفتي بالسيد هناك؟”

“أو يمكنني ألا أذهب على الإطلاق.”

قال إيكيان وهو يضحك. في الأصل، كان قد فكر في هذه الطريقة.

“يمكنني فقط أن أقول إنه حدث شيء طارئ ثم أتغيب.”

—

كانت هذه أيضًا طريقة بسيطة لإحراج أنيتاس. على أي حال، أنيتاس التي تدعي أنها تصالحت مع جوديث واستدعتها، سيتعين عليها التظاهر بأنها قريبة من جوديث أمام الكثير من الناس.

“لا، يمكنك المجيء.”

قالت جوديث براحة.

“طالما أننا لا نذهب إلى مكان منعزل، أليس كذلك؟”

“هذا صحيح، لكن…”

“وأيضًا.”

بعد أن شربت جوديث رشفة من الشاي الذي أعدته، قالت بحزم:

“أنا لست بلا أسلحة.”

“همم؟ أسلحة؟”

“بالطبع. لقد أخبرتك. أنا أيضًا كنت قريبة من أنيتاس عندما كنا صغارًا. أعرف الكثير عنها.”

ابتسمت جوديث بمكر. شعر إيكيان بأن هناك شيئًا لا يعرفه عن جوديث. واعتقد أن مشاهدة ذلك اليوم لن يكون سيئًا.

“إذا كانت تخطط لإذلالي، فلن يكون سيئًا إذلالها قليلًا في ذلك المكان.”

“سأتطلع إلى ذلك.”

—

أومأ إيكيان براحة.

في الحقيقة، لم يكن يرغب في إظهارها أمام شخص سيء مثل أنيتاس. لكن عند التفكير في الأمر، كل الأشياء التي فعلها معها أصبحت ذكريات سعيدة بعد أن انتهت.

كل شيء، كل شيء.

“أنا فضولي لمعرفة أي نقاط ضعف لديك.”

“آه، إنه ليس شيئًا كبيرًا.”

ابتسمت جوديث بخجل.

“لقد أخبرتك أنها كانت معجبة بالدوق الصغير إيكيان مايوس عندما كنا صغارًا.”

في تلك اللحظة، تحولت مشاعر إيكيان الجيدة فجأة إلى قلق.

“إنها قصة مرتبطة بتلك الفترة.”