وكشف بارت حقيقة صادمة.

“إيكيان، أنت لست الطفل البيولوجي للزوجين مايوس.”

“…ماذا تقول؟”.

في البداية لم يصدق الأمر، ولكن لأن بارت ليس من النوع الذي ينطق بمثل هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة من العدم، امتنع إيكيان عن إخبار الدوق والدوقة.

“لقد قمت دائمًا بخلط جرعة تغير لون شعرك في الشاي الذي أقدمه لك.”

كل صباح، كان إيكيان يشرب الشاي الذي أعده له بارت. وكان كل أفراد أسرة الدوق يشربون الشاي الذي أعده بارت بما يتناسب مع أجسامهم.

“توقف عن شرب هذا الشاي، حينها سوف تفهم الأمر.”

وبعد أيام قليلة، لاحظ إيكيان نمو شعر أسود في جذور شعره.

وبينما كان اليأس يسيطر عليه، أعطاه بارت مجلة طبية. كانت المجلة عبارة عن سجل لصحة إيزابيلا يحتفظ به طبيب الأسرة السابق.

وفي تلك المجلة، كانت هناك فجوة مدتها عشرة أشهر – السنة التي ولد فيها إيكيان.

“في العام الذي ولدت فيه، سافر الدوق والدوقة إلى جزيرة بيرث. كان من المقرر في الأصل أن تكون رحلة قصيرة لمدة ثلاث ليالٍ وأربعة أيام، لكن الدوقة لم تعد إلى العاصمة إلا بعد عامين. عادت مع طفلها الصغير إيكيان، الذي ادعت أنها أنجبته هناك. ومع ذلك، فإن الأشهر العشرة من حملها مفقودة من السجلات. ادعت أنها ضاعت.”

سلم بارت مجلة طبية أخرى. سجلت هذه المجلة صحة إيكيان منذ أن كان في الثانية من عمره.

“هممم.”

ابتسم بارت.

“لقد كان تطورك سريعًا بشكل ملحوظ، أليس كذلك؟”.

كان إيكيان يتنفس بصعوبة.

نظر بارت ببرود إلى إيكيان الذي بدا عليه الاضطراب، وتابع: “اكتشفتك السيدة كطفل مهجور في جزيرة بيرث وقررت تربيتك كابنها. الشعر الأشقر نادر، لذا على الرغم من أن الصبغة باهظة الثمن، فقد اختاروا لونًا غير ضار وأعطوه لك باستمرار”.

“أنا… أنا… سأسألهم مباشرة…”.

“ثم لن تتمكن أبدًا من اكتشاف الحقيقة الكاملة، كما تفعل الآن.”

كان صوت بارت مهذبًا ولكن باردًا.

“إيكيان مايوس، أنت لست مجرد طفل مهجور تم انتقاؤه من قبل الدوق والدوقة. أنت من دم إمبراطوري.”

“…ماذا؟”.

أصيب إيكيان البالغ من العمر سبعة عشر عامًا بصدمة شديدة عندما واصل بارت حديثه.

“إن العائلة الإمبراطورية التي باركها القمر لها سمة فريدة. فعندما تتعرض لضوء القمر ينزف أفرادها…”.

كما لو كان مسحورًا، سحب إيكيان خنجرًا دون علمه.

إذا كانت نعمة القمر بمثابة هدية للعائلة الإمبراطورية، فقد كان لديه بعض المعرفة بها ولكنه كان يعتقد دائمًا أنها غير ذات صلة به.

كان يقف عند النافذة تحت ضوء القمر، فجرح ذراعه. ورغم الجرح العميق، إلا أن الجرح شُفي على الفور.

“لقد عرفت ذلك بالفعل، أليس كذلك؟”.

جرح إيكيان ذراعه مرة أخرى، ثم مرة أخرى، ومرة ​​أخرى، مما أدى إلى إحداث جروح أعمق في كل مرة. وبغض النظر عن مدى عمق الجرح، فقد شُفي في لحظة. وبحلول الوقت الذي بدأت فيه الدموع، وليس الدماء، تتساقط، تحدث بارت ببطء.

“رجاءا غادر قصر مايوس.”

في الغرفة، مع هما فقط، ركع بارت ببطء.

كان ذلك اليوم هو اليوم الذي انهار فيه عالم إيكيان البالغ من العمر سبعة عشر عامًا.

“السيد الشاب كارل مايوس هو الوريث الشرعي. لا أستطيع أن أسمح لعائلة مايوس بأن تستهلكها الدماء الإمبراطورية.”

“لكنني… أنا…”.

“أنا الخادم الوحيد في هذا المنزل الذي يعرف هذه الحقيقة. وذلك لأنني بحاجة إلى صنع الصبغة. افهم أن ولائي لعائلة مايوس يجبرني على تقديم هذا الطلب.”

في ذلك الوقت، كان إيكيان شابًا نبيلًا يبلغ من العمر سبعة عشر عامًا ولم يكن يعيش إلا داخل حدود قصره.

لقد شعر بالرعب والجزع من الحقيقة التي عرفها. ومع ذلك، فقد فهم شيئًا واحدًا: إن منصب الدوق الشاب ليس من نصيبه. بل إنه ينتمي إلى كارل، الوريث الشرعي لسلالة الدوق. وعلاوة على ذلك، كان كارل، على الرغم من صغر سنه، استثنائيًا في كثير من النواحي.

لم يكن هناك سبب يمنع كارل من أن يصبح الدوق القادم.

إذا أخبر الدوق والدوقة بكل شيء، فمن المؤكد أنهما سيحاولان التمسك به. وكان من الواضح أيضًا أن كارل، الذي كان يعشق إيكيان كثيرًا، لن يتولى منصب الوريث.

وهكذا غادر المكان، ولم تكن لديه أي رغبة في الذهاب إلى الإمبراطور الذي كان يحتقره دائمًا.

كان يأمل ببساطة أنه بعد خمس سنوات، سيتم إعلانه مفقودًا، وسيتولى كارل بشكل طبيعي دور الدوق الشاب. ورغم أن هذا قد يحزن الدوق والدوقة، إلا أنه كان يعتقد أن هذا هو القرار الصحيح.

لقد أراد أن يموت ولكنه وجد ذلك صعبًا للغاية، لذلك اختار أن يعيش حياة مختلفة تمامًا.

وبعد ذلك، وبفضل جوديث، نجا. ومن خلالها، عرف الحقيقة الكاملة من بارت. ومن ثم، في الليلة التي أُلقي القبض فيها على بارت، زار إيكيان الزنزانة مرة أخرى.

“دعني أخبرك الحقيقة، لأن هذا سيؤلمك أكثر، يا صاحب السمو الأمير الملعون.”

ابتسم بارت وكأنه كان ينتظر، وهو ينظر إلى الشاب الذي أصبح الآن ناضجًا ذو شعر أسود.

“لقد فرض الإمبراطور نفسه على الكاهنة الأخيرة، وأنت، إيكيان، أنت الطفل المولود من هذا الاتحاد.”

لم يكن بارت مخلصًا لدوق مايوس أبدًا.

“…الكاهنة الأخيرة؟”.

“نعم، وبعد أن أنجبتك، استخدمت حياتها لإلقاء اللعنة.”

كانت هناك شائعات حول اختفاء الكاهنة الأخيرة، لكن إيكيان لم يتخيل أبدًا أنها كانت مرتبطة به.

“لعنة على الطفل لتدمير والده.”

ابتلع إيكيان ريقه بجفاف. كانت هذه هي المرة الأولى التي يسمع فيها أي شيء عن والدته الحقيقية. في سن السابعة عشرة، أصيب بصدمة شديدة عندما علم أنه ليس طفلًا بيولوجيًا لدرجة أنه هرب على الفور. ومع ذلك، كان فضوليًا بشأن والدته الحقيقية.

“لقد استخدمت حياتها لتلقي عليك هذه اللعنة وأنت مولود جديد. أمر الإمبراطور بقتلك على الفور، لكن الكاهنة استخدمت آخر قوتها لترك وصية: “أي شخص يقتل هذا الطفل سوف يُصاب باللعنة أيضًا”. في النهاية، تخلى عنك الخادم، متردداً في قتل الطفل، في البحر. لقد انجرفت إلى جزيرة بيرث، حيث استقبلك دوق ودوقة مايوس.”

لكن تلك الأم كانت قد ماتت بالفعل، بل ولعنته.

“إن الدوق والدوقة على علم بكل هذا. ومع ذلك، فإن عاطفتهما تجاهك دفعتهما إلى غض الضرف وتجاهل الأمر. إذا زرت ضريح الوقت المتجمد، فسترى مدى قوة تعويذة الكاهنة. في النهاية، ستتسبب في سقوط والدك، الدوق مايوس.”

ضحك بارت بخبث.

“في النهاية، لن تتمكن من العودة.”

كان ذلك صحيحًا. كان تجاهل اللعنة والعيش مع عائلته، آل مايوس، الذين كان يعتز بهم بشدة، أمرًا لا يمكن تصوره.

ورغم أن اللعنة ربما كانت موجهة إلى والده البيولوجي، الإمبراطور، فقد أمضى إيكيان سبعة عشر عامًا وهو يعتقد أن الدوق هو والده. ولم يتغير هذا الاعتقاد حتى الآن.

إذا سُئل من هو والده، فسيجيب دون تردد أنه دوق مايوس. حتى في هذه اللحظة.

“الإمبراطور يعرف ذلك أيضًا. لقد تعقب الطفل المهجور واكتشف أنه دخل عائلة مايوس.”

ابتسم بارت بخفة وأضاف: “وهو يتظاهر بأنه لا يعرف. إنه يتوقع منك أن تجلب الخراب لعائلة مايوس، التي تعتبرها عائلة والدك”.

مرت لحظة صمت. كان إيكيان يعرف بالفعل أن الإمبراطور رجل حقير، لكن إدراكه أنه كان يُستَخدَم كسلاح جعل وجوده يشعر بأنه لا يطاق.

“ثم لماذا…”.

إن معرفة الحقيقة جعلت من المستحيل بالنسبة له العودة إلى هنا، حيث تعيش عائلته الحبيبة وجوديث.

“لماذا طردتني منذ خمس سنوات؟ إذا لم تكن مخلصًا لعائلة مايوس، ألم يكن من الأفضل لي أن أبقى هنا كابن للدوق وأرث اللقب؟”.

كان هذا هو السؤال الذي كان الأكثر فضولاً بشأنه منذ اكتشاف جرائم بارت.

كان بارت قد ذكر الولاء لعائلة مايوس كسبب لطرد إيكيان. ولكن الآن بعد أن تبين أن الافتراض خاطئ، لم يتمكن إيكيان من تمييز نوايا بارت الحقيقية.

“إنه…”.

ما قاله بارت بعد ذلك كان شيئًا لم يكن إيكيان ليتوقعه أبدًا.

~~~

توقع هيسو طلع صح الامبراطور طلع حقير😑