3
⊱ ───── {.⋅ ✯ ⋅.} ───── ⊰
الفصل الثالث: لم أستطع انقاذك.
أحاط نور حول “سيلت” وتحول لون عينيها للون الذهبي، تشكل النور على شكل جنية ذات شعر وعينين ذهبيتين حجمها ككف اليد
ابتسمت “سيلت” وقالت لها:
– لورا أهلا بكِ … لقد افتقدتك كثيرا يا صديقتي.
ضحكت روح النور “لورا” وقالت ودموعها تساقطت وهي تضم وجه “سيلت”:
– سيلت اشتقت لكِ اعتذر لأنني لم اتي من الحادثة الأخيرة لقد شعرت بالذنب…
قاطعتها “سيلت” وهي تقول بحزن:
– هذا من الماضي يا لورا وهذا لم يكن خطأكِ، الآن عليك حماية ابنتي أوريليا …
فرحت “لورا” وهي تحوم حول “أوريليا” وتقول:
– انها لطيفة لا اصدق انها ابنتكِ خدودها لطيفة وشعرها وردي انها كحلوى القطن تماما، تريدين حمايتها اذا حسنا…
وضعت “لورا” جبينها على جبين “أوريليا” ثم فجأة ابتعدت عنها وهي تنظر لـ “سيلت” بقلق:
– ان المانا الخاصة بها تؤهلها للتعاقد مع الأرواح جميعا، سيلت اتركي حمايتها على عاتقي حتى تتعاقد معي.
عند انتهاء الحرب التي تأسست فيه الإمبراطورية على أركانها الأربع احد هذه الأركان كان لديه سر وهي مملكة إليريون التي كان بإمكان أبناء العائلة الملكة فيرون التعاقد مع الأرواح وها ما جعل تطور الإمبراطورية سريعا بعد انتهاء الحرب مقابل جعله سرا حتى لا يستغل وجود الأرواح الطامعون في عرش روزافيلد.
أرواح العناصر السبعة المسؤولون عن حماية افراد روزافيلد بالتعاقد لكن تم استغلالهم لذا لم يعودوا يظهرون للعامة فقط نسل عائلة فيرون من يملكون قدرة التعاقد معها وفي القرن لا يأتي سوى شخص واحد يستطيع التعاقد معهم كلهم وكل من “سليت” و “كلايد” و “ليريس” يستطيعون التعاقد معها.
لقد أبقت “سليت” سر تعاقدها حتى عن “كاليوس” لأنها تخاف انه اذا علم سرها سيتغير.
روح النور الأولى “لورا” روح الماء والجليد الثانية “نيرفين” روح النار الثالثة “لافيرا” روح الرياح الرابعة “نيماري” روح الطبيعة الخامسة “ماي” روح الزمن السادسة “كيلا” روح الظلال السابعة “نيفا”.
عندما استيقظت “أوريليا” كانت لوحدها في غرفتها تسأل نفسها:
– أولا كيف ظهر جوليان، انا متأكدة ان مقابلتي الأولى له كانت في دار الايتام وانا في سن الرابعة، بعد وفاة امي وانا في الثانية انا لازلت اشعر بالخوف، ماذا حدث بعد موتي؟ هل أصبح جوليان الامبراطور كما كان يريد؟ بالتأكيد أصبح سعيد لكن ما هو ذنبي لما قام بقتلي، انا لما اخبرته قبل موتي انني لازلت اعتبره اخي لما انا أكرهه كثيرا لما…
ثم بدأت في البكاء دخل “كاليوس” وحمل ابنته وضمها ثم ابتسم وقال:
– لقد قلقنا عليكِ كثيرا، لما تبكين يا طفلتي كأن في عينيكِ ألم العالم كله لما، انتِ بأمان انا هنا.
شعرت “أوريليا” بالدفء بين أذرع والدها، وعندما قال والدها انه تشعر بألم العالم كله حاولت إخفاء ما تشعر به حتى لا يتكشف عودتها بالزمن.
في الجهة الأخرى عند “جوليان” في غرفة باردة مظلمة كالسجن تمسك الكونتيسه “إيريسكا موريل” يد “جوليان” وتشده لتسحبه على الغرفة وهي تقول ببرود وغضب:
– هل تعرف ما فعلته لقد خربت حفل الاميرة تستحق العقاب ابقى هنا هل تفهم اياك ان تتحرك.
كان “جوليان” يبكي وهو يضع يديه على اذنيه من الخوف وهو يقول وصوته يرتجف:
– انه الم بسيط سيزول بسرعة، انا اسف لن افعلها مجددا ارجوكم اريد الخروج من هنا ، انا خائف…
دخلت “إيريسكا” وهي تحمل السوط في يديها وهي تضحك بسخرية وتقول:
– احب رؤيتك وانت ترتجف مثل فأر الجبان من كان يظن ان طفل مثلك كان …
كان “جوليان” يبكي بحرقة وهو يمسك بردائها ويقول لها:
– انا اسف ارجوكِ سامحيني لن أقوم بفعلها مجددا انا آسف اعتذر…
قامت بركله واقتربت منه وسحبت شعره وقالت:
– عليك ان تتذوق هذا الألم حتى تتعلم …
بدأت في ضربه بقوه على ظهره بالسوط وهو يصرخ ويتألم ويطلب المساعدة حتى انتهى الأمر مغشيا عليه.
شعرت “أوريليا” في نفس اللحظة بأن جسدها يرتجف ثم بدأت بالبكاء فجأة لم تكن تعلم لماذا…
كل منهما نشأ في بيئات مختلفة لكن كانا يتشاركان المصير نفسه.
بعد مرور عامين
في دوقية أليريك الدوقية الخاصة بأفراد العائلة الإمبراطورية التي يقودها الارشيدوق “ليسيوس أليريك روزافيلد” أخ الامبراطور “كاليوس روزافيلد” وعم صاحبة السمو “أوريليا”.
في وسط الحديقة الخاصة بالقصر
كانت شمس الصباح تنعكس على أوراق الأشجار العالية، فتمنح الحديقة الخاصة بالقصر ضوءًا ذهبيًا ناعمًا، بينما النسيم البارد يحمل رائحة الزهور البيضاء التي تشتهر بها دوقية أليريك.
في وسط الحديقة، كان “ليون روزافيلد“، وريث الدوقية، يجلس على العشب وهو يحاول ربط شريطٍ وردي صغير حول شعر أوريليا. كان يبلغ من العمر سبعة أعوام، لكنه يتصرف وكأنه الأخ الأكبر الحقيقي لها، ليحاول تعويضها عن اخيها “أوسكار”
قال وهو يعبس بتركيز:
– أوريليا توقفي عن الحركة… الشريط لن يثبت هكذا.
ضحكت أوريليا بخفة، وكانت تتمنى في قلبها ان تدوم هذه الضحكات، لان كل تلك الابتسامات تحولت لآلام في حياتها السابقة.
أما “لينور”، ذات الخمسة أعوام، فكانت تجلس بجانبهم وهي تحمل سلة صغيرة مليئة بالوجبات الخفيفة، وتقول بحماس:
– ليون أوريليا هيا بنا لنتناول الكعكات انها تبدوا لذيذة…ماذا بكِ أوري؟
نظر كل من “ليون” و “لينور” ل “أوريليا” التي كانت شاردة الذهن فقد كانت تتذكر ما حدث للأبناء عمها في الماضي.
ربتت “لينور” على رأس “أوريليا” بلطف وقالت وهي تقطف وردة بيضاء وتضعها على شعر أوريليا:
– ابنة عمي الصغيرة، ان شعرتِ بالقلق يوما انا وليون معكِ.
قالت “أوريليا” وهي تضع يدها على قلبها والرياح تداعب شعرها:
– بالتأكيد، ليون، لينور….. انا احبكما لذا لا تتركاني.
تجمد الطفلان للحظة، ثم اندفعا نحوها يعانقانها من الجانبين.
توردت وجنتا “لينور”، وصرخت بسعادة:
– قالت انها تحبنا! ليون، سمعت؟! لن اتركك.
ضحك “ليون” وهو يربت على رأس “أوريليا”:
– طبعًا سمعتِ… أوري تحبنا … أوسكار ياليتك كنت معنا الان.
قالت “أوريليا” وعيناها تلمعان بالفضول، وهي تتمنى ان تعرف المزيد عن اخيها الذي لم تعرف عنه حتى في حياتها السابقة:
– ليون، اريد ان اعرف عن أخي أوسكار، عندما اسأل أي شخص عنه لا يخبرونني كأنهم يتهربون من الاجابة.
تغيرت ملامح “ليون” الهادئ المبتسم لشخص جاد، يشعر بالذنب، والحزن العميق، لأنه يتذكر ذكريات لا يريد ان تعود له ابدا.
لكنه قرر اخبار “أوريليا” لأنه في النهاية اخوها الكبير التي افتقدت لحمايته وحبه:
– أوري… ان اخوكِ أوسكار، أفضل صديق لي على الاطلاق، لم أحظى في حياتي بمثله، لقد كان مبتهج دائما ابتسامته لا تفارق وجهه، كان أكبر من عمره لطيف مع الجميع قد اعطى الإمبراطورية كلها بريقا لم نرى مثله لكن…
توقف قليلا وأغمض عيناه ثم أكمل وكأنه يجمع ذكرياته:
– لكن، في ذلك اليوم…
قبل 4 سنوات كانت الدفيئة الإمبراطورية تعجّ بالضوء الأخضر المتسلل من بين أوراق النباتات، والهواء دافئًا برائحة الزهور. ضحكات الأطفال الثلاثة
“اوسكار” و “ليون” و “ايدن” كانت بريئة لم يعلموا ان ذلك اليوم هو اليوم الأخير الذي سيتقابلون فيه.
كان “ليون” يعدّ وهو يغطي عينيه:
– واحد… اثنان… ثلاثة… سأجدكما مهما اختبأتما.
ركض “أوسكار” و “إيدن” بين النباتات، يختبئان خلف شجيرات الياسمين، يتهامسان ويكتمان ضحكاتهما.
قال “أوسكار” وهو يضع إصبعه على شفتيه:
– لا تتحرك يا إيدن… ليون يسمع كل شيء.
ضحك “إيدن” بخفة:
– أنت الذي تضحك بصوت عالٍ دائمًا سوف نكشف.
وفجأة… انفتح باب الدفيئة بهدوء، ودخلت مربية “أوسكار” وهي تحمل صينية صغيرة عليها قطع حلوى مغطاة بالسكر.
ابتسمت بلطف مصطنع:
– أيها الأمير الصغير… إيدن… لقد أحضرت لكما شيئًا لذيذًا. من أجل أن تستمتعا أكثر بلعبتكما.
ركض “أوسكار” نحوها ببراءة:
– حقًا؟! شكراً لكِ!
أخذ قطعة، وكذلك فعل إيدن. كانت المربية تراقبهما بعينين لا تحملان أي دفء.
قالت بصوت منخفض:
– كونا طفلين لطيفين… واستمتعا بآخر يوم لكما.
ثم خرجت.
“أوسكار” ابتسم، وقضم قطعة الحلوى”. إيدن” فعل الشيء نفسه.
لم تمر ثوانٍ حتى بدأ “أوسكار” يرمش ببطء …وفجأة خرج من فمه دم.… ثم جلس على الأرض… ثم استلقى دون أن يفهم ما يحدث، لكنه ضحك بصعوبة ورفع يده في الهواء والدموع في عينيه وقال:
– ايدن انا… اسف انه مؤلم … انا اسف … انا احبكم جميعا.
قال “إيدن” بصوت مرتجف:
– أوسكار… أشعر… بالدوار… لما تعتذر… انها دماء…
وسقط هو الآخر.
كان “ليون” قد انتهى من العد، وبدأ يبحث عنهما وهو يضحك:
– أوسكار… إيدن… أعلم أنكما هنا.
لكن ضحكته اختفت عندما رأى قدمي “أوسكار” خلف النباتات.
اقترب بخطوات سريعة… ثم تجمد.
“أوسكار” مستلقٍ بلا حركة. و “إيدن” بجانبه، يتنفس بصعوبة.
صرخ “ليون:”
– أوسكار! إيدن! ماذا تفعلان؟! هذه ليست مزحة!
ركع على الأرض، يهز كتف “أوسكار”:
– أوسكار… انهض… أرجوك انهض…
لكن جسد “أوسكار” كان ساكنًا. ساكنًا تمامًا.
بدأت يد “ليون” ترتجف، وصوته يتكسر:
– لا… لا… أوسكار… أرجوك… افتح عينيك…
ثم صرخ بكل ما يملك من قوة:
– أوسكااااااااااااااااااااار!!!
أمسك بيد “إيدن”، الذي كان يتنفس بصعوبة، وصرخ يطلب المساعدة، لكن أحدًا لم يسمعه في البداية.
وعندما وصل الحراس… كان الوقت قد فات.
“إيدن” نُقل وهو بين الحياة والموت. أما “أوسكار”… فقد توقف قلبه.
كان “ليون” يروي القصة بصوت منخفض، وعيناه مليئتان بالدموع، ثم بدأ بالبكاء وقال وهو يضغط على قبضته:
– لقد مات بين يدي… ولم أستطع فعل شيء. أوري… أنا آسف… لم أستطع حماية أخيك.
كانت “أوريليا” تشعر بأن قلبها يُسحق داخل صدرها. دموعها تساقطت، ووضعت يدها على يد “ليون” وهي تحاول الابتسام وتتساءل:
– ليس خطأك ليون … انا متأكدة ان اخي لم يكن ليرضى ببكائنا لكن … لما دموعي لا تتوقف لما….
ضمت “لينور” ابنة عمها التي كانت تبكي بقوة وتحاول إيقاف دموعها لكنها لا تتوقف.
همست “لينور” وهي تهزّها بلطف:
– لا تبكي يا أوري… لا تبكي… أنا هنا…
لكن “أوريليا”، التي لم تحتمل ثقل الذكريات، أغمضت عينيها ببطء، وارتخت بين ذراعي “لينور”.
قال “ليون” بصوت مرتجف:
– لقد نامت…
نظر إليها، وجهها الصغير مبلل بالدموع، لكنها كانت هادئة… كأن النوم كان ملاذها الوحيد من كل هذا الألم.
اقترب “ليون”، وجلس بجانب لينور، ثم وضع يده على رأس أوريليا:
– أوسكار… لو كنت هنا، كنت ستضحك وتقول إننا نبالغ… لكننا لا نبالغ، أليس كذلك؟ لقد تركتنا مبكرًا جدًا…
كان الصمت قد خيّم على الحديقة بعد أن غفت “أوريليا” بين ذراعي “لينور”. لم يبقَ سوى صوت أنفاسها الصغيرة، وارتجاف خفيف في كتفي “لينور” التي ما زالت تبكي بصمت.
مسح “ليون” دموعه بسرعة عندما سمع خطوات تقترب. رفع رأسه… فرأى والده “ليسيوس” يقف عند مدخل الحديقة، ثوبه الداكن يتمايل مع نسيم المساء، وملامحه تحمل قلقًا واضحًا.
اقترب بخطوات ثابتة، لكن صوته كان ناعمًا حين قال:
– ليون… لينور… ماذا حدث؟
لم يستطع “ليون” او اخته الإجابة فورًا.
انحنى “ليسيوس” بجانبهم، وعيناه تنتقلان بين وجوه الأطفال الثلاثة. ثم مدّ ذراعيه نحو “أوريليا” بلطف:
– أعطوني إياها… سأعيدها إلى القصر.
رفعتها “لينور” بحذر شديد، ثم وضعتها في حضن عمّها استقرت الطفلة فورًا على كتفه، ويدها الصغيرة أمسكت بطرف ثوبه دون وعي.
تنهد “ليسيوس” بعمق، ومسح دمعة جافة على خدها بإصبعه:
– صغيرتي… حتى دموعكِ أثقل من عمرك.
ثم نظر إلى “ليون” و”لينور”:
– لقد فعلتما ما بوسعكما. أوريليا محظوظة بوجودكما معها. ي
احمرّ وجه “لينور”، بينما خفض “ليون” رأسه بخجل.
في اليوم التالي
صوت مربية “أوريليا” “لورين” التي ضحت بنفسها لإنقاذ الأميرة من الاغتيال في حياتها السابقة.
كانت المربية تنزع الغطاء من على “أوريليا” وهي تقول:
– هيا يا اميرتي الصغيرة حان وقت الفطور ان جلالة الامبراطور وجلالة الامبراطورة ينتظرانكِ.
فتحت “أوريليا” عينيها ببطء وقالت:
– ماذا حدث بالأمس ومتى عدت لقد بكيت كثيرا بالأمس… لم اودع ليون ولينور.
قالت “لورين” وهي تختار فستانا لها:
– لقد احضركِ الارشيدوق في المساء وكنت نائمة …هذا مناسب. هيا يا اميرتي هذا الفستان مناسب للإفطار.
نزلت “أوريليا” بسرعة نحو الأسفل كادت ان تقع لكن والدتها أمسكتها وهي تقول:
– احذري من السقوط، انتِ لطيفة اليوم يا طفلتي اعطي ماما عناقًا كبيرًا هيا.
عانقت “أوريليا” والدتها وهي تقول:
– ماما هيا نأكل انا جائعة … اين بابا؟
شعرت “أوريليا” بالحزن فـ “كاليوس” مشغول دومًا لذا لا يجد وقتً للجلوس مع ابنته لكن من الخلف قام بحملها بلطف عندما نظرت له ضحك ثم قالت:
– بابا كنت اظن أنك لن تأتي.
رد “كاليوس” بنبرة متعبة:
– لدي اعمال لكن اليوم سأجلس معك.
شدت “أوريليا” يد والديها الى طاولة الطعام وجلست وهي تقول:
– اذا لنأكل.
طاول الوقت كانت “أوريليا” تحدق في وجه والدتها وهي قلقة حتى وجدت احد الخدم يحضر الحلوى ويضع أمام والدتها طبق ويبتسم بطريقة ماكرة
في نفس اليوم في حياة “أوريليا” السابقة ماتت والدتها في الليل وكان اثر سم بطيء في الطعام ذلك اليوم
صرخت “أوريليا” وهي تقف على الكرسي وتشير لطبق والدتها:
– ماما لا تأكلي الحلوى انها مسمومة.
وقف “كاليوس” وقال بغضب داخله ويداه ترتجفان:
– اين الطبيب الامبراطوري وصانع هذه الحلوى.
كانت “سيلت” مذهولة وبأمر من “كاليوس” اخذت “لورين” الامبراطورة وابنتها في مكان امن حتى نهاية التحقيق
بدأ الجو يمطر بغزارة كان “كاليوس” في زنزانة القصر بسبب خبر ان من قام بمحاولة تسميم الامبراطورة قد انتحر
كان “كاليوس” يفكر وهو يحكم قبضته ويضرب الجدار:
– ماذا لو لم تحذر أوريليا سليت حينها هل كنت سأفقدها هي ايضًا.
في غرفة “سيلت”
كانت الامبراطورة رغم قلقها تضم ابنتها وتلعب معها بدميتها ثم قالت:
– صغيرتي … شكرا لإنقاذي لكن كيف علمتي ان حلواي مسممة.
توترت “أوريليا” لكنها قالت:
– ماما في الامس وانا اتمشى قرب المستودع، وجدت ذاك الخادم مع شخص غريب يعطيه زجاجة مشبوهة، وسمعته يقول اعطِ قطرة منها للإمبراطورة.
صدمت “سيلت” من كلام طفلتها لأنه يشبه كلام الكبار ثم قالت وهي تؤنبها:
– ماذا ان اكتشفوا وقتها انكِ كنتِ تستمعين وحدث شيء سيء لكِ.
ردت بثقة ولطف:
– عندها بابا وماما سينقذانني.
دخل “كاليوس” وهو يبدوا عليه الإرهاق وقال لهما بنبرة قلقة:
– هل انتما بخير، أوريليا لا تفعلي ذلك مجددا لا نريد فقدانكِ.
ردت “سيلت” وهي تقول:
– ثم انني اقوى من أي سم، ماذا بكِ يا صغيرتي؟
نزلت دموع من “أوريليا” فقد تذكرت ما حدث في حياتها السابقة ثم قالت:
– لا كنت سأخسرك … انتما لا تعلمان، ماما بابا لا تتركاني، لا احتمل فقدانكما مجددا…
ثم ركضت “أوريليا” خارجة من غرفة والدتها وهي تبكي استغرب “كاليوس” و “سيلت”
لم تتحكم “أوريليا” بمشاعرها كانت خائفة ان يتكرر مصيرهما نفسه، وهي كانت تظن انها قامت بإنقاذ والدتها من ذاك المصير المؤلم، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ففي تلك الليلة المظلمة الباردة الممطرة…
سوف أكمل سرد حكايتي- أوريليا –
حلمت ذلك اليوم حلمًا غريبًا، لكنه كان مخيفًا أمي تقترب مني… ثم تبتعد.
أركض نحوها، أمد يدي، وأصرخ:
– لماذا تركتني يا أمي؟
عيناها الخضروتين وشعرها الوردي يذوبان أمامي.
لكن صوتها يهمس في قلبي:
– أنا لم ولن أترككِ، صغيرتي.
استيقظت وأنا خائفة يداي ترتجفان ودموعي تتساقط ابحث عن أمي.
كان المطر يهطل بقوة والرياح تعصف بالأشجار كأنها تنذر بحدوث امر سيء، ركضت “أوريليا” الى غرفة والديها وهي خائفة وتشعر بالقلق وقفت أمام غرفة والديها ودقت الباب.
فُتح الباب وفي نفس الوقت ضرب البرق فأضاءت الغرفة بأكملها خافت “أوريليا” وصرخت قائلة:
– وحش انه وحش يا أمي.
كانت ترتجف قام “كاليوس” بحملها وقال لها وهو يربت على ظهرها بلطف ليهدأها:
– انا لست وحشا يا صغيرتي، انتِ بخير وبأمان.
ضحكت “أوريليا” لتخفي خوفها وقالت:
– هيهه ومن قال وحشًا، ماما بابا اريد النوم معكما اليوم … حلمت حلمًا سيئا.
بعد أن وضع “كاليوس” ابنته الصغيرة على السرير بينه وبين “سيلت”، نهض بهدوء وقال:
– سأحضر لكما شيئًا دافئًا… انتظراني.
ركضت “أوريليا” لتجلس في المنتصف، وغطت نفسها بالبطانية حتى رقبتها، ثم نظرت إلى والدتها بعينين واسعتين:
– ماما… بابا اريد كاكاو… مع كثير من المارشملو… الكثير الكثير!
ضحكت “سيلت” بخفة، ومسحت على شعرها الوردي:
– الكثير من المارشملو إذًا… كما تريدين يا حلوتي.
كانت “أوريليا” تهز قدميها الصغيرتين تحت البطانية بحماس طفولي، لكن خلف هذا الحماس… كان هناك خوف تحاول إخفاءه.
كان البرق يضرب النوافذ، وبينما كان “كاليوس” خارج الغرفة ساد صمت خانق في الغرفة قاطعه صوت بكاء “سيلت”.
نظرت “أوريليا” لوالدتها التي اختفت لمعة من عينيها.
ضمت “سيلت” ابنتها بقوة كأنها آخر مرة تضمها نظرت لها وقالت ودموعها تنزل على خد “أوريليا”.
– اوري… صغيرتي، لقد عانيتِ كثيرا قبل ذلك أعتذر لأنه عليكِ تكرار هذا الألم.
توسعت عيني “أوريليا” وحاولت الابتسام لتخفف التوتر وقالت:
– ماما ماذا تقصدين؟ …
وضعت سيلت يدها على قلب “أوريليا” وهي تبتسم بحزن:
– طفلتي، انا احبكِ وأحب والدكِ لم اندم يوما على وجودي معكم لكن يبدوا أنيّ سأذهب للقاء اخيكِ الأكبر … كوني فتاة مهذبة … انا آسفه… انا احبكم جميعا…
نفس كلمات التي قالها “أوسكار” قبل موته قالتها “سيلت” وهي تضم ابنتها وجسدها اصبح اضعف نبضها لم يعد موجودا…
هزت “أوريليا” والدتها التي كانت قد فارقت الحياة كانت تبكي لم تستطع اخراج صوتها قالت:
– ماما… لا تتركيني مجددا لما … من المفترض انني انقذتكِ من المفترض ان نذهب معا في نزهة غدا اليس كذلك…لما عليّ فراقكِ؟ …
صرخت “أوريليا” صرخة هزت القصر بأكمله شع جسد “أوريليا” ووصل لجسد والدتها لكنه لم يستطع انقاذها فقدت “أوريليا” وعيها .
ركض “كاليوس” بعد سماعه صرخة ابنته فتح باب الغرفة ولكنه قد فات الأوان.
Chapters
Comments
- 3 - ~لم أستطع انقاذك~ منذ 20 ساعة
- 2 - ~لماذا قتلتني؟~ 2025-11-19
- 1 - ~ فرصة أخرى ~ 2025-11-01
- 0 - ~ المقدمة ~ 2025-10-31
التعليقات لهذا الفصل " 3"