بينما كنتُ مصدومة من السطور غير المتوقّعة، أكمل الأمير الإمبراطوريّ طقوس إيقاظ المرآة بلغة غريبة.

 

ومضت المرآة بضوء يتبدّل بين الأبيض والأسود بشكل مخيف.

 

أظهر الأمير الإمبراطوريّ تعبيرًا طفيفًا بالذعر، ثم تظاهر بالهدوء مجدّدًا. يبدو أنّ هناك متغيّرًا ما.

 

لو لم تكن عيناي حادّتين، لما لاحظتُ ذلك.

 

من الجانب، أبلغ يوريل إيفلين: “الأمير الإمبراطوريّ بدا مرتبكًا.”

 

“لماذا برأيك؟”

 

“لا أعرف.”

 

في لحظة ردّ يوريل غير المبالي، ارتفعت عينا إيفلين بشكل حادّ.

 

سأل الأمير الإمبراطوريّ المرآة بجديّة: “هل الساحر العظيم موجود حاليًا؟”  

 

حينها، ظهرت كلمات حمراء كالدمّ على المرآة.  

 

[الساحر العظيم موجود حاليًا.]

 

من رؤية ارتباك الأمير الإمبراطوريّ الطفيف، يبدو أنّ الكلمات لم تكن من المفترض أن تكون حمراء.

 

في الوضع العاديّ، كانت المرآة تومض فقط باللون الأزرق الفاتح، لذا لم أكن أعرف.

 

[إيفلين: (كلمات تُكتب على المرآة.)

[إيفلين: (هل هي معلومات عن الساحر العظيم؟)]

 

كانت الحوارات تظهر بهذه الطريقة ، مشيرة إلى كتابة كلمات على المرآة.

 

نظر الأمير الإمبراطوريّ إلى المرآة و سأل: “هل الساحر العظيم موجود داخل العالم الموازي؟”  

 

[لا يمكنه مغادرة العالم الموازي.]

 

تململ الناس بقلق عند سماع أنّ الساحر العظيم موجود في العالم الموازي.

 

بالطبع، كانوا يعرفون ذلك.

 

لكن معرفة أنّهم جُرّوا إلى العالم الموازي بسبب لعنة منذ ألف عام شيء، ومعرفة أنّهم محاصرون في عالم موازٍ مع روح شريرة منذ ألف عام شيء آخر.

 

الخوف، الاعتماد على بعضهم، القلق الحادّ.

 

سأل الأمير الإمبراطوريّ أخيرًا: “أين هو … حاليًا؟”

 

[الساحر العظيم موجود حاليًا “داخل شخص ما”.]

 

“ماذا…؟”

 

كانت معلومة صادمة حتّى بالنسبة للأمير الإمبراطوريّ، لدرجة أنّه تمتم لنفسه.

 

في الطابق الرابع من الزنزانة، كان هناك تلميح بأنّ عابد الشيطان أو الروح الشريرة يتجول بحثًا عن جسده ويمكنه دخول أجسام مؤقّتة، وهنا تمّ حلّ هذا التلميح، وهو ما أسعد أخي.

 

تصاعد تململ الناجين.

 

“صاحب السمو، ربّما هذا …”

 

تحدّث زيان كما لو أنّه أدرك شيئًا.

 

تحسّن تعبيره.

 

يبدو أنّ عودة خصائصه واستعادته القدرة على استدعاء الأرواح العليا ساعدته على استعادة رباطة جأشه.

 

بالطبع، بما أنّ عليه قيادة الناس، قد يكون يتظاهر بالهدوء.

 

ثم تقدّمت إينيل وسألت المرآة بهدوء: “هل الساحر العظيم، في شكل روحيّ، يقيم “داخل شخص ما”؟”

 

[روح الساحر العظيم، في شكل روحيّ، تقيم داخل ■■]

 

استطاع الجميع رؤية تلك الكلمات.

 

“هذا جنون تامّ.”

 

زمجرت إيفلين بجانبي. 

 

تصلّب وجه الدوق الأكبر كايل أيضًا.

 

أصبحت الأجواء باردة. هدأ الناجون بدلاً من التململ، في صمت ثقيل كأنّه يسحقهم.

 

“إذن-“

 

في اللحظة التي حاول فيها الأمير الإمبراطوريّ طرح سؤال آخر، تحطّمت المرآة بصوت عالٍ.

 

باشانغشانغ-! جانغرانغ–!

كان الصوت عاليًا بقدر حجم المرآة. 

 

تناثرت الشظايا المتحطّمة كبلّورات ثلج متلألئة في الممرّ.

 

اختفت عند ملامسة الأرض ، أو استقرّت على رؤوس وأكتاف الناس.

 

“واو، إنّها تثلج! إبريل تحبّ الثلج.”

 

التقطتُ شظايا المرآة بيدي ببراءة. 

أمسكت إيفلين يدي بسرعة.

 

“لا تلمسيها! …إنّها خطرة.”

 

“حسنًا! لن ألمسها. إبريل سعيدة جدًا لأنّ الآنسة إيفلين تهتمّ بها.”

 

عندما ابتسمتُ لإيفلين، سمعتُ صوت ارتفاع درجة الإعجاب.

 

[ارتفعت درجة إعجاب إيفلين قليلاً] 

 

“يا لها من آنسة غريبة.”

تمتمت إيفلين وهي تنظر إليّ.

 

من وجهة نظري ، هي الأغرب. حقًا.

 

كانت الشظايا المكسورة مختلفة عن الزجاج العاديّ. 

باردة ومثلجة. ذابت القطع التي أمسكتُها واختفت.

 

كأنّها جليد.

 

‘جليد؟’

 

شظية المرآة التي حصلتُ عليها في المنطقة الآمنة في الطابق الثاني من الزنزانة كانت من زجاج حقيقيّ.

 

من الجهة الخلفيّة للمرآة التي نفدت منها شظايا الزجاج، تدفّق الدمّ بغزارة. بلّل سجادة ممرّ الطابق الثالث، واستمرّ في التدفّق دون توقّف.

 

كان هناك صمت بارد.

 

منذ سماع أنّ روح الساحر العظيم تقيم في شخص ما، بدأت أجواء الريبة تتسلّل بين الجميع.

 

امتلأت أعين الناس بالشكّ والخوف. يشتبهون بهدوء في رفاقهم الذين كانوا معهم حتّى الآن.

 

من هو الساحر العظيم؟

من المقيم فيه؟

هل هناك من تغيّر عن ذي قبل؟

 

لا يستطيعون فتح أفواههم بسهولة. لأنّهم يشتبهون. 

وفي الوقت نفسه، يُشتبه بهم.

 

وفي الصمت، فتح أحدهم فمه مرتجفًا: “لقد تغيّرت منذ دخولك العالم الموازي …! أنتَ الساحر العظيم، أليس كذلك؟”

 

“بل أنت …! أصبحت غريبًا. تخلّيتَ عن الرفاق! في الطابق الرابع، حاولتَ الهروب!”

 

انتشر الشكّ بكثافة. أصبحت الأجواء مشحونة.

تبادلت النظرات المتّقدة بالشكّ.

 

لأنّ الفشل في الكشف يعني احتمال الموت دون معرفة شيء.

 

راقبتُ زيان بتعبير معقّد، ومجموعة إينيل بجانبه.

 

‘من وجهة نظر زيان، ستبدو إبريل، التي لم تعد الآنسة الساذجة، هي الشخص الذي تغيّر أكثر في العالم الموازي.’

 

لكن قد لا يعتقد أنّ الشخص الذي يقيم فيه الساحر العظيم هو بالضرورة من تغيّر كثيرًا. 

 

زيان ذكيّ.

 

لم ترتفع درجة الشكّ.

 

حتّى درجة شكّ إينيل ، التي كنتُ أراقبها بحذر شديد، ظلّت هادئة.

 

تجمّع الناس تلقائيًا.

 

يتهمون بعضهم، ويشرحون ويدافعون عن أنفسهم. 

تجمّعوا مع من يعرفونهم جيّدًا من قبل.

 

أنا وإيفلين، والدوق الأكبر كايل، ويوريل مع النبلاء.

 

الإمبراطوريّون مع الإمبراطوريّين.

 

الرعاع مع من يشبهونهم في الأجواء.

 

هنا، إذا لم يجب اللاعب الذي يتحكّم في الشخصيّة على الأسئلة الموجّهة إليه بشكل صحيح، يثير الشكوك.

 

كان حدثًا لرفع درجة الشكّ.

 

لكن، بطريقة ما، مع وجودي مع فريق إيفلين …

 

“أ… أعتذر، ولكن.”

 

“ماذا؟”

 

تراجع النبلاء الذين كانوا يحاولون طرح سؤال ما تحت نظرة إيفلين الحادّة المتّقدة.

 

“آسف…”

 

“إذا كنتَ ستتحدّث، فافعل بسرعة. ليس لدينا وقت كافٍ. وعلاوة على ذلك، هل تعتقد أنّ نبيلًا من طبقة دنيا مثلك يمكنه مخاطبتي؟”

 

تحت كلماتها المتغطرسة، ارتبك النبلاء خوفًا من إغضاب إيفلين.

 

وبالنظر إلى الأجواء، بدا أنّ إيفلين والدوق الأكبر كايل هما الأعلى مرتبة هنا.

 

‘إيفلين هي الدوقة القادمة، أليس كذلك؟ والدوق الأكبر كايل هو دوق أكبر.’

 

بالفعل شريرة. شخصيّة تمتلك كلّ شيء باستثناء خسارتها لإينيل في مشاجرات غريبة.

 

“إذا كنتَ ستسأل بشكل مشكوك فيه، فأحضر على الأقل كونت بيرون أو أعلى. هه، أن أُستجوب من قبل نبيل لا يختلف عن عامّي!”

 

ومن المدهش، أضاءت وجوه النبلاء بكلمات إيفلين الباردة المتغطرسة.

 

“الآنسة ديفنوا حادّة وذكيّة!”

 

“بطبعها، لا يمكن أن تتجاهل مرتبة النبلاء! لو شعرت بروح الساحر العظيم، لكانت متسامحة!”

 

“إذن، معظم الأشخاص هنا آمنون تقريبًا!”

 

بسبب طباع إيفلين … يبدو أنّهم يعتبرونها كاشفًا سيدرك روح الساحر العظيم. شعرتُ بالأسى تجاه فرحة النبلاء الشديدة.

 

‘حسنًا، طالما أنّ الأمور تسير على ما يرام، أليس هذا كافيًا؟’

 

إنّه مريح بطريقة ما.

بالطبع، تعرّض فريقنا أيضًا للشكّ.

 

إيفلين، مرّت.

 

أنا، إبريل، مررتُ لأنّني كنتُ أبتسم ببراءة بمفردي.

 

مرّ يوريل بسهولة أيضًا. 

يبدو أنّه يتمتّع بسمعة طيّبة بشكل مفاجئ.

 

لكن الناس كانوا ينظرون إلى الدوق الأكبر كايل بشكوك خفيّة.

 

‘آه.’

 

فهمتُ على الفور.

 

ابتسم الدوق الأكبر كايل بابتسامة خفيفة تحت النظرات الموجّهة إليه.

 

“إنّ نظراتكم محرجة.”

 

كان ماكرًا. وبدا مشبوهًا.

 

“لم أفعل شيئًا.”

 

يبدو أنّه فعل شيئًا. سواء كانت روح الساحر العظيم تقيم فيه أم لا. كنتُ متأكّدة.

 

لو ظهر إشعار بشأن درجة شكّ الدوق الأكبر كايل، لكان: 

 

[يشتبه الناس بشدّة في الدوق الأكبر كايل! ارتفعت درجة الشكّ بنسبة 15%!]

 

[إجمالي درجة الشكّ 70%]

 

كدتُ أعدمه في خيالي.