عندما سمع زيان ذلك الصوت ، أسقط دون وعي الشيء الذي كان يحمله بيده.
بسبب تراجعه خطوة إلى الوراء ، كسر عن طريق الخطأ شيئًا آخر كان قد لمسه ، فتسبّب ذلك في إحداث ضجيج.
واجانغ-! جانغرانغ-!
عند سماع ذلك الصوت ، استدارت إبريل.
شفتاها الحمراوان ، الخاليتان من أيّ أثر للابتسامة ، بدتا غريبتين.
نظرتها الباردة و العقلانيّة جعلتها تبدو كشخص آخر تمامًا.
“آنسة إبريل.”
فتح زيان شفتيه المرتجفتين.
ردّت الآنسة إبريل بنعومة مميّزة، بذلك الوجه البريء الخاصّ بها، قائلة: “نعم، السيد زيان؟”
شعر بأنّ دمه يتجمّد في عروقه.
كانت تتصرّف وكأنّ شيئًا لم يحدث للتو.
كانت هادئة و متماسكة ، رغم أنّ زيان سمع كلامها البارد.
كانت تمثيليّتها مذهلة حقًا.
‘منذ متى؟’
منذ متى كانت الآنسة إبريل تتظاهر بأنّها الآنسة الساذجة؟
كلّ شخص في الوسط الاجتماعيّ يعتقد أنّ إبريل هي الآنسة الساذجة البريئة.
آنسة مختلفة قليلاً عن الآخرين، تفتقر إلى الذكاء رغم جمالها المبهر، فلا تفهم حتّى لو تحدّثوا عنها أمامها مباشرة.
كان زيان، مثل الآخرين، يؤمن بذلك أيضًا.
كان يعتقد حقًا أنّ إبريل هي الآنسة الساذجة ويتعامل معها على هذا الأساس.
إذا كانت قد سمعت همسات الناس طوال الوقت ولم تتحرّك، فإنّ إبريل ممثّلة بالفطرة.
“كلّ شيء …”
حاول زيان، بصعوبة، فتح فمه الذي كان يتجمّد.
وجهها البريء بدا كقناع صلب.
بدأ يتذكّر مع من قضى الوقت وكيف.
لم تكن ساذجة.
“هل كان كلّ شيء تمثيلًا؟”
مالت رأسها باستغراب.
ما الطباع الحقيقيّة التي تختبئ داخلها؟
“ما المقصود بذلك؟”
“رأيتُ كلّ شيء. كلامكِ، تصرّفاتكِ.”
متى بدأتِ بخداعنا؟
“إبريل لا تفهم. ما المقصود بذلك؟”
كان الأمر كما لو كان يواجه شخصًا مجهولًا.
أحيانًا، في هذا العالم، هناك حدس يصيب بدقّة تفوق أيّ نظريّة أو حسابات.
شعر زيان بحدسه.
كلّ شيء كان متعمّدًا.
في اللحظة التي ظهرت فيها الأبراج السبعة واندفعت إبريل نحوها.
في اللحظة التي كانت تتصرّف بلطف معه، جعلته يشعر بالحماس، ففقد اهتمامه بمنصّة العرض.
ومنذ ذلك الحين، كلّما كان مع إبريل، لم يعد زيان يهتم كثيرًا بتلك الأبراج.
لقد وقع في تمثيليّتها المثاليّة. لأنّه أحبّ إبريل، ولأنّه وجدها محبوبة، أصبح أحمق.
“منذ متى بدأتِ بخداعنا؟”
كانت تصرّفات إبريل متعمّدة.
لتحويل انتباهه، ولأخذ الأشياء التي تظهر هنا بسبب المقابل.
كان يُخدَع دون أن يدرك أنّه تمثيل. لماذا تصرّفت هكذا؟
‘بسبب الطرف الآخر؟ الآنسة ديفنوا والآخرين؟’
لكن الطرف الآخر يحصل على المقابل أيضًا، أليس كذلك؟
الأمر لا يتّضح.
“إبريل لا تفهم ما تقصده.”
“لا تتظاهري بالجهل. كان هناك أشخاص قد يموتون. الجميع كان في موقف عاجل.”
“هل تقول إنّ إبريل فعلت ذلك؟”
“بينما كان سموّ الأمير الإمبراطوريّ يعاني من اللعنة، وبينما كان أعضاء الفريق الآخرون يتألّمون بسبب تأثير اللعنة، ألم تأخذي الأغراض التي تشفي اللعنة؟ متى بدأتِ …!”
أثناء حديثه، بدأت مشاعره تتصاعد تدريجيًا.
لم يكن الأمر فقط لأنّ إبريل أخفت شيئًا.
بل لأنّ إبريل جرحتهم بلا مبالاة ، و أخفت الأغراض التي تُمنح بسبب المقابل.
عضّ شفتيه وهو يرى تصرّفها الهادئ كالآنسة الساذجة التي كانت عليها.
“نعم، سأخبرهم. إذا تحرّكتُ مع الآخرين…”
“ثم ماذا؟”
مالت إبريل رأسها قليلاً.
“بالطبع…”
“إذًا، من سيكون التالي الذي سيُستبعد؟”
خرج سؤال من فمها الذي بدا بريئًا.
ماذا قالت للتو…؟
تجمّد جسده.
كان هناك ذنب كان يعتقد أنّه لن يُكتشف أبدًا، ذنب جعله يشعر بالقلق باستمرار.
كان قد قرّر أن يُكفّر عنه بجانبهم لأنّه كان متأكّدًا أنّه لم يُكتشف.
كان يعتقد أنّ اختياره لم يُكتشف أبدًا.
اهتزّت أسس كلّ ما كان يؤمن به، وغمر البرد العالم بأسره.
توقّف زيان عن الكلام.
تحدّثت إبريل بنبرتها البريئة كملاك بهدوء: “إذًا، من تعتقد أنّهم سيختارون هذه المرّة، إبريل أم السيد زيان؟”
لقد عُرِفَ ذنبه، بل كانت تعرف كلّ شيء.
* * *
“ماذا قلتِ للتو…؟”
لم يكن زيان يُشكّل تهديدًا منذ البداية.
لو كان يعتقد فقط أنّ تمثيليّتي اكتُشفت، لكان ذلك جيّدًا.
حاولتُ التصرّف بهدوء كالآنسة الساذجة لأرى إن كان سينخدع، وكما توقّعت، تمسّك زيان بهذه النقطة.
[المخطّط زيان في حالة ارتباك! (الشكوك تُقاس أيضًا…)]
كان زيان متجمّدًا، يكاد يتوقّف عن التنفّس.
لماذا؟ هل صُدمتَ لأنّني أعرف ما حدث لي؟
كانت الصدمة شديدة لدرجة أنّ وجهه شحب وهو يترنّح.
‘لم أكن أتوقّع أن تسير الأمور بهذا الشكل.’
بالطبع، اكتشاف الأمر كان صدفة. لكن بالنسبة لزيان في “هذه اللحظة”، كان لديّ ما يكفي لتهديده.
تحدّثتُ بهدوء: “أتعلم، سيد زيان، لقد اخترتَ أضعف ورقة و تخلّصتَ منها خوفًا من الزنزانة التي قد يظهر فيها الشيطان، أليس كذلك؟ لكن من تعتقد أنّه الأضعف الآن؟”
كان زيان شاحبًا، متوقّفًا عن التنفّس.
“إبريل التي تستطيع قتل الشيطان؟ أم السيد زيان الذي أصبح بلا فائدة؟”
لأنّ زيان لا يعلم أنّ صفاته ستعود بعد انتهاء هذه اللعبة الدفاعيّة، كان هذا التهديد ممكنًا.
لا بدّ أنّ عينيه مغلّفتان بالظلام. ربّما كان خائفًا داخليًا من التغيّر في المعاملة بعد فقدان صفاته فجأة.
لا بدّ أنّه فكّر دون وعي أنّه سيكون التالي الذي سيُلقى.
أشخاص معسكر البطلة لا يثقون حتّى ببعضهم البعض.
والسبب المفارق، هو أنّهم تخلّصوا منّي، أنا الرفيقة، أمام أعينهم.
كان شعور أنّ من لا فائدة له يُلقى بعيدًا قد ترسّخ بقوّة.
بالنسبة لزيان، الذي كان دائمًا في موقع القوّة، كان لا بدّ أن يشعر بالرعب في هذه اللحظة التي أصبح فيها موقفه غير مستقرّ، خوفًا من أن يُعامل بنفس الطريقة.
“إذا أخبرتَ الآنسة إينيل أو الآخرين عن إبريل، كما قلتَ…”
الآن هو الوقت المناسب، بينما قدراته مفقودة.
لا، لقد وضعتُ خطّة.
كنتُ أفكّر أصلًا أنّ الانتقال بسلاسة إلى معسكر إيفلين سيكون صعبًا.
مع وجود شخصيّتين ذكيّتين مثل زيان وإينيل، لم أكن واثقة من أنّني لن أُكتشف أبدًا.
إذا بدأ زيان يفكّر في تحرّكاتي في برج الدفاع وشكّ فيّ،
وإذا شارك ذلك مع إينيل، فسيصبح إينيل والأمير الإمبراطوريّ أعدائي، وهذا سيكون مزعجًا للغاية.
“لقد عرفتَ الكثير عن إبريل، لكن هل سيُلقون بزيان الذي يُغضِب إبريل ، أم بإبريل القويّة التي سبق وتخلّصوا منها مرّة ولن يرغبوا في إغضابها مجدّدًا؟”
لم يجب زيان. كان شاحبًا تمامًا، عاجزًا عن الكلام كما لو أنّ ذنبه الأصليّ قد اكتُشف.
“لو كنتُ زيان، لتصرّفتُ بذكاء أكبر. أنتَ ذكيّ، أليس كذلك، سيد زيان؟ ذكيّ بما يكفي لتحسب على الفور من يجب التضحية به للشيطان.”
إذا تعاون زيان معي هنا ،
“ماذا … ما الذي …”
“لكي لا تصبح أكثر عجزًا، يجب أن تخفي حقيقة أنّ إبريل سرقت أغراض إزالة اللعنة. لو كنتُ زيان، لأخفيتُ ذلك و أرسلتُ إبريل بعيدًا بلطف.”
ضحكتُ بنعومة.
“بهذه الطريقة، لن تكون أنتَ التالي الذي يُستبعد، أليس كذلك؟”
كان زيان مصدومًا.
أعلم جيّدًا أنّ زيان سيفعل كما أقول.
بمجرّد ظهور هذا الضعف، لن يستطيع زيان التحدّث عنّي حتّى لو عادت قدراته.
لأنّه سيخاف من أن تُكتشف خيانته لإينيل و معسكر الآخرين ، مما سيجعل موقفه مهدّدًا مجدّدًا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 91"