ظهر من بعيد كلّ من زيان و إينيل وماكس وهم يركضون نحو وليّ العهد.
يبدو أنّهم ابتُلّوا قليلًا بمطر الدم، فقد تلطّخت ملابسهم ببقع حمراء داكنة.
“من الجيد سلامتك، جلالتك!”
استغللتُ تركيز أنظار الجميع على وليّ العهد، فأملتُ رأسي قليلًا وهمستُ بصوت منخفض لا يكاد يُسمع إلا لـيوريل: “السيّد يوريل، أنت مستيقظ، أليس كذلك؟”
كنتُ قد لاحظتُ منذ مدّة أنّه ليس فاقدًا للوعي حقًّا.
على عكس حالته حين أغمي عليه فعلاً، كان الآن يوزّع ثقله بتوازن ولو عبر السحب، ما يشير بوضوح إلى أنه يفتعل الإغماء.
هذا الرجل … من شدّة توجّه الأنظار نحونا، قرّر ببساطة التظاهر بالنوم.
“أرجوكَ، أخبر الآنسة إيفلين أنّه، كما توقّعتُ، سيكون من الأفضل أن نلتقي في نهاية الطابق الثالث. لذا، قل لها أن تلتقيني هناك، لا بدّ من ذلك.”
لم تكن هذه الجملة على لسان إبريل العادية، لكنّي كنتُ مضطرة للمخاطرة بزيادة مستوى الشكّ تجاهي، لأُجيب بوضوح.
كنتُ قد قرّرت أن أُنهي لعبة الدفاع هذه، ثمّ أنتقل.
“قل لها إنّ إبريل ستنتظر عند مدخل الدرج المؤدّي للطابق الثاني.”
قواعد لعبة الدفاع بسيطة.
يتم اختيار عدد من الأبراج من بين سبعة موزّعة خارج القصر، وتُستخدم كقواعد للدفاع ضدّ هجوم خارجيّ، بينما نحمي قصر الساحر العظيم من الوحش.
وبما أنّ الفصيلين المشاركين في هذه المرحلة هما فصيل البطلة “إينيل” والشريرة “إيفلين”، فقد خُصّص برجين فقط، على أن يكون كلّ فصيل في الجانب المقابل تمامًا للفصيل الآخر.
البرج الذي يحقّق أعلى مساهمة يحصل على مكافآت في الوقت الحقيقي.
هل سأقوم بتعزيز مساهمة فصيل إيفلين عمدًا؟
لا.
أن أبدو غير نافعة في فصيل “إينيل” ليس في مصلحتي.
لذا، خطّتي هي أن أستحوذ على جميع المكافآت الناتجة عن أعلى مساهمة بنفسي.
فأنا الوحيدة التي تعرف أنّ هذه اللعبة تمنح مكافآت ، لأنني الوحيدة التي لعبت قصر الساحر العظيم.
بالطبع، إن سرقتُ المكافآت أمام أعين أعضاء فصيل “إينيل”، سينكشف أمري فورًا.
لكن، ماذا لو لم يكن أحد بجانبي؟ أو على الأقل، لم تكن إينيل موجودة؟
كانت خطّتي بسيطة.
السبب الذي يجعل “إينيل”، و “وليّ العهد”، و “ماكس” يغامرون بالدخول إلى أماكن خطيرة هو اعتقادهم بأنّهم آمنون نسبيًّا.
فمع وجود “زيان” القادر على حماية عدّة أشخاص عبر الأرواح، و “أنا” التي ألوّح بسهولة بالرمح الضخم، يوجد على الأقلّ اثنان من أصحاب القوّة العالية في المجموعة.
لكن، ماذا لو أصبح “زيان” عاجزًا؟
“ليدي إبريل، هل حدث شيء أثناء انفصالكِ عنّا؟”
سألتني إينيل، وهي تتقدّم نحوي وتحاول التصرّف بهدوء.
صحيح، مظهري أكثر سوءًا من ذي قبل، وأنا أجرّ “يوريل” المغمى عليه، فلا بدّ أنّ الأمر بدا مريبًا لأيّ شخص.
لكنّني لم أرغب في شرح التفاصيل لإينيل، فابتسمتُ ابتسامة جميلة وتهرّبت: “هممم، إبريل ليست متأكدة، لكنّها تظنّ أنّها جميلة كالغزال. جلالته قال إنّني جميلة كالغزال أيضًا.”
“أفهم … طالما أنّكِ لا تكذبين، فلا بدّ أنّ جلالته قال ذلك فعلًا.”
حتى إينيل نفسها بدت للحظة وكأنها فقدت القدرة على الرد.
ربما ظنّت أنّ وليّ العهد قد جنّ أخيرًا.
“على أيّ حال، سعيدة لسلامتكِ. سنترك السيّد يوريل لأرواح السيّد زيان لينقلوه، وسنتوجّه نحن إلى المطبخ لتنظيف الأطباق. لقد حصلنا على منظّف.”
“نعم!”
أجبتُ ببراءة.
لا زلتُ غير قادرة على قراءة ما يدور داخل إينيل، رغم أنها تمسك بيدي وتسحبني بثقة.
حين وصلنا إلى المغسلة في المطبخ، بدا أنّ لقاء وليّ العهد قد انتهى، فتسلّم زيان يوريل.
حان الوقت.
في تلك اللحظة، كانت إينيل مستديرة بظهرها، وماكس والآخرون مشغولون بغسل الأطباق باستخدام المنظّف.
شاهدتُ كيف أن بضع قطرات من المنظّف قد نظّفت الصحون الملطّخة بالدم داخل المغسلة.
وأثناء مناولتي لجسد يوريل، مددتُ يدي بخفّة ولمستُ “زيان” بساعة الجيب التي حصلتُ عليها سابقًا.
تيك تاك-! ، تيك تاك-!
بدأت العقارب تدور عكس الاتجاه، وكان الصوت يصل إلى أذنيّ فقط.
[لقد لعنتَ المستشار زيان!]
**خلال معركة الحدث القادمة، ستختفي خاصيّة “الاستدعاء الأعلى للأرواح” لدى المستشار زيان.**
وفي تلك اللحظة، تساءلت فجأة عن احتمال أن أكون مصابة باضطراب نفسيّ.
فإن كانت كلّ هذه القصّة عن “أخي البطل” مجرّد خيال من بنايات أفكاري، فهذه مصيبة.
وإن كنتُ أتوهم أشياءً لم تحدث في اللعبة، وأتخيّل أنني لعبتها 99 مرة في عزّ الشتاء، فقد أكون مجنونة حقًّا.
رأيتُ “إينيل” تكلّم خادم المطبخ عديم الرأس وهي تسلّمه الأواني والأطباق النظيفة.
بدا أنّ باقي الناجين قد أنهوا مهامّهم، فلم يكن أحد مشغولاً كما في السابق.
الخدم عديمو الرؤوس مرّوا وهم يضعون أطعمة غير مرئيّة على الأطباق.
لقد انتهت طقوس اللعنة بسلام.
وفي المعركة القادمة، سيكون “زيان” عديم الجدوى.
“ما الذي يجب أن نفعله الآن، يا آنسة إينيل؟”
سأل وليّ العهد، فأجابت إينيل: “ننتظر انتهاء المأدبة. عندها ستُفتح الأبواب. سنبقى داخل قاعة العشاء و نراقب الموقف. من خلال التحليل، من المحتمل أن تكون هذه المأدبة هي الأخيرة التي حضرها الإمبراطور المؤسّس ومعه أربعة من أعمدة الدولة الأوائل.”
“الإمبراطور المؤسّس ، تقولين؟!”
صرخ ماكس بحماس.
نظر وليّ العهد إلى إينيل وهي تقود المجموعة، ثمّ قال لها بجدّية: “مأدبة جمعت الإمبراطور المؤسّس وأعمدة تأسيس الدولة … لم يكن بإمكاني استنتاج ذلك مطلقًا، لكنّ تحليلكِ المتفوق يا آنسة إينيل، يجعلني أقدّركِ حقًّا.”
“رغم أنّها مجاملة مفاجئة، أشكرك، جلالتك.”
ربّما بدأ يشعر بالامتنان نحو إينيل و زيان بعد أن سُحبنا أنا و يوريل بقوّة إلى “المشروع الجماعي” معهم.
وقفنا قرب جدار قاعة العشاء.
كانت القاعة واسعة بما يكفي، والخدم عديمو الرؤوس يقفون في أماكنهم بحُريّة بحيث لا يعيقون حركة الضيوف المهمّين.
ثمّ أحسستُ بنظرات من بعيد، وحين التفتُّ، رأيتُ إيفلين و الدوق كايل ينظران إليّ.
وخلفهما، كان يوريل واقفًا، كأنّه لم يكن مغمًى عليه قبل لحظات، وقد تلألأت عيناه.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات