أغلقت إيفلين عينيها ببطء، وكأنها تستوعب الموقف.

“آنسة إبريل؟”

كانت تشبه قطة متعجرفة. 

انعكست أشعة الشمس على عينيها البنفسجيتين ، و تدفقت خصلات شعرها السوداء المتموجة كالشلال.

لكن أكثر من مظهرها الفاخر ، كان شيء ما في نظراتها يسرق انتباهي للحظة.

شعرت وكأن الزمن تباطأ، وكأننا في تلك اللحظة تبادلنا نظرات كشفت أرواحنا لبعضها البعض.

“هل أنتِ بخير، آنسة إيفلين؟ لقد أمسكتُ بكِ”

“شكرًا لكِ. لم أتوقع هذه المساعدة”

بما أن الدوق كايل يعرف إبريل منذ أكثر من عشر سنوات، فمن المحتمل أن تكون إيفلين قد عرفتها أيضًا منذ فترة طويلة.

لكن رغم ذلك، تعاملنا مع بعضنا وكأننا غرباء نلتقي لأول مرة.

ما كسر هذه اللحظة كان ظهور فارسها العبد ، يوريل.

“سيدتي ، هل أنتِ بخير؟”

عادت حركة العالم إلى طبيعتها.

حررتُ إيفلين من ذراعي ، فهبطت ببطء على أرض الحديقة.

هبت الرياح، وتمايلت أوراق الشجرة العملاقة، وغردت الطيور في مكان ما. 

كما تعالت أصوات الناس في الحديقة العائمة من حولنا.

ثم، فجأة، اتسعت عينا إيفلين بغضب شديد.

“يوريل! تأخرتَ!”

دوّى صوتها كالرعد.

“لماذا تحدق بي هكذا؟”

“أعتذر ، سيدتي”

“تعتذر؟ كدتُ أموت لو تأخرتَ أكثر! هل لديك عقل أصلاً؟ أنتَ بطيء بشكل مثير للشفقة! تقف هناك متفرجًا بينما وريثة ديفنوا تسقط؟ هذا هو حال العبيد دائمًا!”

وفقًا للقصة الأصلية ، كان من المفترض أن يتلقى يوريل هذه الإهانة حتى لو أنقذها.

‘سواء أمسك بها أم لا، النتيجة واحدة … يتم توبيخه لكونه بطيئًا.’

شعرتُ ببعض الشفقة تجاهه.

“أعتذر ، سيدتي”

لكن يوريل، الذي بدا معتادًا على مثل هذه المواقف، ظل هادئًا تمامًا، لدرجة بدا معها وكأنه بلا مشاعر.

بعد أن أفرغت غضبها، التفتت إليّ إيفلين.

“… لقد جعلتكِ واقفة طوال هذا الوقت. شكرًا لكِ على إنقاذي. يجب أن أردّ لكِ الجميل. هل هناك شيء ترغبين به؟”

كان هناك سبب لكون إيفلين ، التي تعامل الآخرين بازدراء ، أكثر تهذيبًا معي.

أولًا، لأنني نبيلة من عائلة ماركيز شيرون ، و هي عائلة مرموقة تعترف بها. فنحن من نفس الفصيل الأرستقراطي.

“لا أعرف ، لكني سعيدة لأنني أنقذتكِ ، آنسة إيفلين”

“….”

ظهر على وجهها ارتباك طفيف، وكأنها لم تعرف كيف تردّ.

ثانيًا، لأنها رغم شخصيتها القاسية ، كانت ضعيفة أمام اللطف ، تمامًا كما يحدث الآن.

عند لعب «قصر الساحر العظيم» من منظور إينيل، كانت إيفلين دائمًا شريرة بلا رحمة.

[إيفلين: لا يمكن أن تكون إينيل ، مجرد آنسة تافهة ، قد حلّت لغز قاعة الحفل بينما لم أستطع أنا! لا يكفي أنها من عائلة بالكاد تُعتبر نبيلة ، بل تجرؤ على الكذب أيضًا؟]

[إينيل: لا، لقد اكتشفته بالفعل. استدعي الجميع. فلنراهن على شيء-إن كنتُ على صواب ، فعليكِ الاعتذار أمامهم جميعًا. (تعلن الدليل أمام الجميع.)]

[إيفلين: (تبتسم بسخرية.) من الواضح أن هذا كذب، لكنني سأقبل الرهان]

لكن في معظم أحداث المواجهة ، تكون إيفلين دائمًا الطرف الخاسر أمام ذكاء إينيل ، مما يجعل لحظة اعتذارها انتصارًا حاسمًا للاعب.

حتى أنا، التي تتخطى القصة بأكملها، أعرف هذا النمط المتكرر عن ظهر قلب.

و لكن … ماذا لو كانت إيفلين برفقة إبريل؟

[الآنسة إبريل: آنسة إينيل!]

[إينيل: آنسة إبريل… وأيضًا السيدة ديفنوا. (مجرد رؤيتهما معًا تجعل رأسي يؤلمني.)]

[الآنسة إبريل: إبريل كانت تقوم بكيّ منديل الآنسة إيفلين. يبدو أن هذا المكان أشبه بمغسلة ملابس.]

[إينيل: هل … هل هذا بخير؟ (هناك رائحة احتراق. رغم أنها تستخدم المكواة، إلا أن القماش يُصدر صوت انفجار.)]

…

[الآنسة إبريل: لقد احترق المنديل. كنت أريد أن أجعله أكثر ترتيبًا، لكنني فشلت … أشعر بالحزن.]

[إيفلين: أعطيني إياه. همم، ليس بذلك السوء … على أي حال، المكواة قديمة، ولهذا احترق. لكن بقية القماش أصبح ناعمًا جدًا.]

[الآنسة إبريل: يا إلهي، حقًا؟ كما هو متوقع، الآنسة إيفلين لطيفة جدًا!]

[إينيل: (يبدو أنني رأيت جانبًا غير متوقع منها.)]

لكن عندما أكون بجانبها ، كانت تُظهِر جانبًا مختلفًا أكثر إنسانية.

‘حتى عندما التقينا لأول مرة في قاعة الولائم في الطابق الخامس، كانت تعاملني بلطف نسبيًا’

بينما كنت أفكر في معلوماتي عنها ، رفعت إيفلين ذقنها بفخر ، و عقدت ذراعيها.

“قولي لي ما تريدينه.”

“ماذا؟”

أملتُ رأسي بإستغراب.

قد يبدو كلامها وكأنه تحدٍّ، لكنه كان ينضح بشيء من التوتر.

بفضل تجربتي مع إينيل، أصبحت أكثر مهارة في قراءة مشاعر الآخرين. أو ربما كانت إيفلين ببساطة صريحة جدًا في تعابيرها.

“تلقيتُ المساعدة ، لذا عليكِ أن تطلبي مكافأة. لقد أنقذتِ وريثة ديفنوا. صحيح أن هناك أشياء يمكن تقديمها هنا في العالم الداخلي، لكن إن لم يكن ذلك كافيًا، يمكنني أن ….”

“الأصدقاء يساعدون بعضهم البعض ، هذا أمر طبيعي!”

أمسكت بيديها بحماس.

“أليس كذلك؟ الآنسة إيفلين و إبريل صديقتان!”

“ماذا؟”

حسنًا، لقد قررت كيف سأتعامل مع مفتاحي الثاني.

سأتبع نفس الأسلوب الذي استخدمته مع أشخاص فصيل إينيل.

‘أفضل طريقة لكشف طبيعة الشخص هي عندما يتعامل مع شخص ضعيف وغير مؤذٍ’

ولأنني جربت ذلك مسبقًا، فقد عرفت كيف يعمل.

‘إذن، سأكون صديقة غير مؤذية.’

بدت إيفلين مصدومة، وكأنها تسمع هذا للمرة الأولى في حياتها.

“من؟ أنا و أنتِ؟ رغم أننا نعرف بعضنا منذ أكثر من عشر سنوات، لم نتبادل رسالة واحدة على انفراد”

“لكن إبريل تعتبركِ صديقتها! هل … هل إيفلين لا تعتبرني صديقة؟”

حدّقت بها بحزن، متظاهرة بخيبة الأمل.

“لو لم نكن أصدقاء، فسيحزنني ذلك …”

“حسنًا، والدكِ هو الماركيز شيرون، نحن من نفس الفصيل الأرستقراطي، كما أنكِ من إحدى العائلات الأربع المؤسسة. لديكِ المؤهلات، ومن حيث المكانة، أنتِ مناسبة …”

فتحت مروحتها وغطت نصف وجهها، وأقسم أنني رأيت خديها يحمّران قليلاً.

ثم، بعد لحظة، أزاحت المروحة ونظرت إليّ بفخر.

“همم ، ألم تفهمي؟ إذا كنتِ ترغبين بذلك ، فسأكون صديقتكِ”

أوه، إذن هي ضعيفة أمام اللطف أكثر مما توقعتِ. 

الآن فهمتُ كيف أتعامل معها.

“آنسة إيفلين!”

ابتسمتُ لها بإشراق، وأمسكتُ بيديها بحماس، وهززتهما بقوة.

“إبريل تحبكِ كثيرًا!”

“لا داعي للمبالغة. لقد حصلتِ للتو على شرف أن تكوني أول صديقة لي، لذا من الطبيعي أن تفرحي”

لكنها، بطريقة ما، بدت سعيدة أيضًا.

‘إذن … لم يكن لديها أصدقاء من قبل’

لا عجب. رغم أنها كانت محاطة بالكثيرين ، إلا أن الجميع كان يخشاها أو ينافقها.

“نعم! نحن صديقتان!”

“نعم، إبريل. نحن صديقتان”

شعرت بشيء غريب ، إحساس لطيف يلامس قلبي.

منذ أن التقيتُ بإيفلين ، المفتاح الثاني ، أصبحت مشاعري متقلبة أكثر من اللازم.

وتساءلت عن سبب هذا الشعور المزعج، ثم أدركت …

‘إنها أول صديقة لي أيضًا.’

أول شخص في هذه اللعبة يعترف بي كصديقة.

شعرت بأن وجهي يحمّر، فالتقطت أنفاسي بعمق لأتماسك.

‘استفيقي، إبريل. لا يعني هذا أن إيفلين شخص جيد’

تعلمتُ هذا الدرس بالفعل عندما كنتُ مع اينيل. 

من الخطير تصديق الأشياء كما تبدو.

لكن …

“حسنًا، إذن-“

“ما هذا؟”

“حلوى. الأشياء الحلوة تحسّن المزاج ، و السكريات تساعد الدماغ على العمل.”

قالت إيفلين ذلك بنفس النبرة التي يستخدمها الدوق الأكبر كايل ، وهي تمدّ يدها بالحلوى نحوي.

“لماذا تحدقين بي هكذا؟”

حدّقت بي بنظرة حادة بعض الشيء.

“لم يكن لدي أصدقاء من قبل ، لذا لا أعرف كيف يفترض بي أن أتصرف. سأفعل ما يحلو لي ، مفهوم؟ خذي الحلوى ، و استعيدي طاقتك.”

“شكرًا لكِ! آنسة إيفلين!”

“الإطراء المفرط لن ينفعكِ”

[ارتفعت مودة إيفيلين نحوكِ.]

ما بال الدوق الأكبر كايل و إيفلين؟ لماذا هما طيبان بهذا الشكل؟

بينما كنتُ أُذهَل داخليًا ، ظهرت إينيل فجأة.