تجمدت تشيشا في مكانها، عيناها مفتوحتان على وسعهما من شدة الصدمة.
كيف يمكن أن يظهر هيلرون في ذكريات ريميل؟
بل وملطخًا بالدماء على هذا النحو…
بينما كانت تفحص المشهد المنبسط أمامها ببطء، أدركت تشيشا فجأة حقيقة صادمة.
“هذه ليست ذكريات ريميل.”
كانت ذكرى محفوظة في هذا الفضاء الأبيض الغريب، مختلطة بقوة الجنيات، نائمة حتى استيقظت برد فعل قوتها الخاصة.
خفق قلبها بعنف، دوي النبضات يملأ صدرها.
شعرت بألم خفيف يعتصر قلبها، وهي تنظر إلى هيلرون ذي الوجه الفتي، الذي بدا كأنه بلغ لتوه سن الرشد.
كان وجهه يحمل ملامح الشباب الواضحة مقارنةً بالحاضر.
وقف هيلرون في منتصف الفضاء الأبيض.
كان يرتدي زي الفارس المقدس، لكنه غارق في الدماء القرمزية، حتى لم يعد بالإمكان تمييز اللون الأبيض النقي للزي.
حتى شعره الفضي، الذي كان يتلألأ بلمعان خافت في الظلام، تلطخ بالدماء، فتحول إلى مظهر قاتم.
لم يتوقف النزيف بعد، إذ كانت البقع الحمراء تزداد كثافة حتى وهو واقف دون حراك.
“…”
رفع عينيه ببطء من الأرض إلى الأمام.
تحت رموشه الفضية، ظهرت عينان زرقاوان ترتعشان بخفة.
شعرت تشيشا وكأن قلبها يهوي إلى الأسفل.
على الرغم من علمها أن هذه مجرد شظايا من الماضي المنقضي، وعلى الرغم من إدراكها أنها لا تستطيع سوى المشاهدة دون تدخل، إلا أن رؤية عينيه المعبأتين بالألم جعلتها تتوق للركض نحوه.
“هيلرون!”
نادته باسمه، لكن صوتها لم يُسمع، كما كان متوقعًا.
في هذا المكان، كانت تشيشا مجرد متفرجة عاجزة، غير قادرة على التدخل بأي شكل.
فتح هيلرون، الواقف على رمز أزرق، فمه ببطء وقال:
“…أستطيع فعل ذلك.”
كانت نبرة الألم في صوته غريبة وغير مألوفة.
هو، الذي نادرًا ما يكشف عن مشاعره للغرباء، كان يتوسل إلى شخص ما.
“سأنجح مهما كان الثمن، لذا…”
قاطعه صوت مألوف بشكل غريب:
“لا تعاند، يا هيلرون.”
عبست تشيشا، محاولة تذكر مصدر الصوت. في تلك اللحظة، عض هيلرون على أسنانه بقوة.
فجأة، رن صوت معدني حاد.
امتدت سلاسل بيضاء في كل الاتجاهات.
مع امتلاء الفضاء الواسع بالسلاسل، تشنج وجه هيلرون من الألم.
تدفق الدم بغزارة من بين أصابعه التي غطت فمه بسرعة.
ظهر سوار أبيض على معصمه المرتجف، وهو أثر مقدس من إمبراطورية هيلدرد، سلسلة العقاب.
توهجت السلاسل المشبعة بالقوة المقدسة بلمعان أبيض، لكنه كان واهنًا، كأنه على وشك الانطفاء.
“!”
تدفق الدم فجأة من زي هيلرون، إذ ظهرت جروح جديدة على جسده.
“توقف! أيها الأحمق!”
كادت تشيشا تطير من القلق، لكن هيلرون، بعناده، استمر في مد السلاسل.
لكنه لم يتحمل طويلاً.
انهار على الأرض، وتحطمت السلاسل كأنها زجاج.
تلاشت الشظايا المتطايرة كضوء.
ارتسم اليأس على وجه هيلرون.
حاول النهوض مجددًا، لكنه سقط مرة أخرى.
جاء أمر بارد:
“أحضروه.”
دخل ثمانية فرسان مقدسين إلى الغرفة، يرتدون نفس الزي.
كانوا جميعًا في سن هيلرون تقريبًا، يحملون ملامح الشباب، وكل منهم يمسك خنجرًا.
بينما كانت تشيشا تتفحص الفرسان، تعرفت على وجه مألوف.
“دارين…؟”
كان دارين، نائب هيلرون.
على عكس الحاضر، لم يكن يرتدي نظارة أحادية، ولم يكن هناك أثر للندبة التي كان يخفيها دائمًا.
كان الفرسان يرتجفون، عاجزين عن إخفاء خوفهم، وبعضهم كان الدموع تترقرق في عيونهم.
مع ذلك، تحركوا ببطء ليحيطوا بالرمز الأزرق من الخارج.
كان هيلرون، المحاط بالثمانية، يلهث بصعوبة.
تفحص عينيه الزرقاوان كل فارس على حدة.
كلما التقى بنظرهم، حاول الفرسان المذعورون رسم ابتسامة باهتة.
حرك دارين شفتيه بصمت:
“كل شيء سيكون على ما يرام.”
لكن زاوية فمه المرتجفة كانت تكشف عن بؤسه.
جاء صوت كالقضاء:
“إنه التضحية الصغرى من أجل القضية الكبرى.”
شق الفرسان أيديهم بالخناجر في وقت واحد.
امتص الرمز على الأرض دماءهم، وهدر صوت مشؤوم في الفضاء الأبيض.
تدفقت القوة المقدسة البيضاء من الفرسان، لتمتصها الأرض.
بدأ الرمز الأزرق يتحول إلى اللون الأحمر، متجهًا من الخارج إلى الداخل، نحو هيلرون في المركز.
عندما تحول الرمز إلى الأحمر بالكامل، سقط أحد الفرسان بلا حراك.
اختفى البريق من عينيه، وتلاشى تدفق القوة المقدسة من جسده.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات