⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
ارتجف كادريول وتوقف عندما رأى سيدريك. فبعد كل ما تعرّض له من إحراج طوال اليوم، لم يكن يرغب أبدًا في رؤية المرأة التي وقع للتو في حبّها وهي تقترب بلطف من خطيبها.
لكن، وبحكم كونه المضيف، تقدّم بابتسامة، رغم أن الأجواء كانت متوترة.
كان سيدريك ينظر إلى أرتيزيا بدهشة مرتبكة، بينما خفّضت أرتيزيا نظرها وهي تمسك بذراع ليسيا بإحكام، وليسيا تنظر بين الاثنين بقلق واضح.
عادةً ما تكون مثل هذه المنافسات العاطفية ممتعةً للمشاهدة، لكن الوضع الآن كان معقدًا للغاية.
قال كادريول باعتياد:
“دوق إفرون الكبير، ما الذي جاء بك؟ هل أتيت لتحيي خطيبتك؟”
اختفت ابتسامة سيدريك عندما وصل، لكنه على الأقل لم يعد يتصرف بفظاظة كما قبل.
قال سيدريك بهدوء:
“إنها سفينة فخمة حقًا. كنت أتمنى الحضور، لكن… حسنًا، لم أستطع.”
ضحك كادريول.
كانت تلك جملة وقحة، تُفهَم وكأنها شكوى لأنه لم يُدعَ.
كان كادريول قد تخلّى منذ مدة عن فكرة سرقة خطيبة رجل آخر فهو لم يكن يسعى إلى النساء بل إلى استقطاب أصحاب الكفاءة لكنه لم يكن ليتجاهل ذلك التعليق الساخر.
ثم خطر له فجأة:
«انتظر… مجرد أن الآنسة روزان معجبة بدوق إفرون لا يعني أنهما في علاقة، صحيح؟»
م.م: واثق من روحك 😂👀
ومع أن الأمل كان ضئيلًا، فقد قرر أن يستفز سيدريك عمدًا. أرتيزيا ستشكره لاحقًا هذا ما كان يظنه على الأقل.
وحتى إن فشل في كسب قلبها، فستظل هناك فرص كثيرة لبناء علاقة عمل جيدة.
فتحدث بنبرة متعالية:
“يبدو أن الدوق الكبير مشغول لدرجة تجعل قيامه بواجباته تجاه خطيبته أمرًا صعبًا. فكيف كنتَ لتقبل دعوة لحفل صغير كهذا؟”
“……”
رفعت أرتيزيا رأسها نحو كادريول بصدمة. لكنه رمقها بنظرة وغمز لها مطمئنًا.
احمرّ وجهها على الفور، متذكرة محادثتهما السابقة في القارب.
ضاق فم سيدريك غضبًا. وواصل كادريول بسلاسة:
“كما أعتقد أن هناك سوء فهم. فقد كتبت صراحةً في الدعوات أن بإمكان الضيوف إحضار مرافقين. الليدي كاميلـيا جاءت مع خطيبها أيضًا.”
قالت أرتيزيا بسرعة:
“صاحب السمو كادريول…”
لكن كادريول تجاهلها. كان من الممتع رؤية رباطة جأش سيدريك تنهار وحاجبيه يرتجفان بوضوح.
ثم التفت إلى أرتيزيا بابتسامة:
“إن احتجتِ إلى مرافِق يعيدكِ إلى المنزل، فقولي لي فقط. عربتي قريبة، وسيكون شرفًا لي مرافقتكِ يا صغيرتي.”
فقال سيدريك ببطء، متجاهلًا كل تعليقاته الأخرى:
“شكرًا لك، لكن لا حاجة لهذا. وأقدّر لطفك تجاه خطيبتي.”
تمتمت أرتيزيا: “لا بأس…”
نظر إليها كادريول بقلق:
“إن احتجتِ لأي مساعدة، فلا تترددي. سأكون سعيدًا بأن أكون صديقًا لكِ.”
“شكرًا لك.”
أجابته بخفوت، فابتسم لها مرة أخرى ثم مشى نحو بافيل.
راقب سيدريك ظهرهما قليلًا، ثم أعاد نظره إلى أرتيزيا، التي كانت تتجنب النظر إليه تمامًا وكأنها لا تريد الحديث.
فوجئ حين أدارت وجهها نحو نافذة العربة بعد أن صعدا إليها، بينما قال بهدوء:
“لماذا أنتِ غاضبة هكذا؟”
فردت بحدة:
“ماذا تريد مني يا لورد سيد؟”
“ماذا أريد…؟”
“أنا لستُ طفلة في الثامنة بعد الآن. تتبعني لتلعب دور الوصي… وفي النهاية تزعج صديقي بسلوكك الفظ؟”
“آه…”
صُدم سيدريك حين سمعتاه تقول “صديقي” عن كادريول. كان يجب أن يعترض فورًا، لكنه بقي عاجزًا عن الكلام.
توقفت لحظة ثم قال أخيرًا:
“أنا آسف.”
كان يعلم جيدًا أن الخطأ خطؤه.
“لقد تصرفتُ وكأني أملك حق تقييدك، وهذا ليس ما أردت.”
التفتت نحوه بسرعة، وكانت تلك أول مرة يرى فيها سيدريك نارًا مشتعلة في عينيها التركوازيتين.
قال بلطف:
“قد يبدو هذا عذرًا، لكنني جئت فقط لتحيتك… هذا كل شيء.”
“لا داعي لأن تُجبر نفسك. سأصبح في الثامنة عشرة قريبًا ولا أحتاج وصيًا. وإن كنت تنوي الوفاء بواجبات الخطيب…”
توقفت عدة مرات وهي تحاول حبس دموعها.
كانت تريد الرد ببرود، لكنها لم تستطع مع سيدريك.
“لا داعي لذلك.”
أجابها بدهشة:
“ماذا تقصدين؟”
صرخت وهي تشهق:
“إن كنت تُبقي على الخطوبة فقط لأنك لا تجد سببًا لفسخها! ولأنك أشفقت عليّ عندما كنت صغيرة! إذن لا داعي لكل هذا!”
لم يكن هذا شعورها الحقيقي فهي كانت عازمة على التمسك بخطوبته مهما كانت الأسباب لكن كلمات كادريول سابقا ضربت نقطة حساسة.
لو كان سيدريك قد قالها صراحة:”إنها علاقة سياسية”لارتاحت.
ولو كان تصرّف كحدّ أدنى كوصي، لَما تألّمت هكذا.
لكن لطفه… دفئه… الغيرة الخفيفة التي تشعر بها أحيانًا…
كل ذلك جعل الألم أكبر.
احمرّت عيناها وأنفها، فمدّ سيدريك يده بسرعة ليلمس خدّها.
“تيا، أنا لن…”
فصفعت يده وبكت:
“أبقيت الخطوبة بدافع الشفقة… لكنك لا تستطيع الزواج بي؟ فقط تجرّني خلفك؟ هذا ليس لطفًا!”
التعليقات لهذا الفصل " 90"