⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
لقد مر ما يقارب عشرة أعوام منذ أن التقت أرتيزيا بسيدريك. ومنذ البداية، أخبرها سيدريك:
[بإمكانك أن تلتقي بمن تشائين، وتفعلي ما تريدين. إلى أن تبلغي الثامنة عشرة.]
حين كانت أصغر سناً، لم تفهم أرتيزيا تماماً معنى تلك الكلمات. لكن الآن، فهمت.
لقد كان يقصد أنه سيحميها كطفلة طوال عشر سنوات كاملة. وأنه لا داعي لأن تجاهد لتكون مفيدة في تلك الفترة.
وقد أوفى بوعده بالفعل. طوال الأعوام العشرة الماضية، كانت أرتيزيا محمية، ومحبوبة، ومُنحت الحرية لاستكشاف مستقبلها والسعي وراء ما تريده.
وأرتيزيا أيضاً كانت تدرك أنه خطبها من أجل حمايتها. ليصنع رابطاً شرعياً يفصلها عن والدتها، ويعطي سبباً لتربيتها في إيفرون، وكان ذلك ضرورياً أيضاً للإشراف على مركيزية روزان نيابة عنها.
والآن، بعد انتهاء الحماية، هل ستنتهي الخطبة أيضاً؟
مع أنها لم تسمع ذلك مباشرة منه، إلا أن الاحتمال كان كبيراً. فقد كان سيدريك دائماً يقول لها أن تفعل ما تشاء، فلو اختارت الزواج من شخص آخر، ربما لن يعارض.
(هذا لا يمكن أن يحدث.)
تخيلت أرتيزيا هذا السيناريو بنفسها، ثم غضبت من ذاتها، وأصبحت متجهمة.
لقد تلقت الكثير من سيدريك، ولم تشك أبداً في عاطفته نحوها. لكن تلك العاطفة كانت دائماً في إطار وصيٍّ أو مربٍ.
كان سيدريك ناضجاً لدرجة أنها أحياناً تشعر أن الفارق العمري بينهما أكبر مما هو عليه في الحقيقة. وكما كان بافيل يمزح دوماً، كانت تتساءل إن كان سيدريك يراها كابنته بالفعل.
[إن استمر الحال هكذا، فعندما أبلغ الثامنة عشرة، سيقطع خطبتنا على الأرجح ويرسلني إلى حفل الكونتيسة إندار لأرسم مستقبلي بنفسي.]
[مستحيل. الدوق الأعظم دلعكِ كثيراً يا تيا.]
عند شكواها، أمالت هايزل رأسها فقط.
[انظري إلى والدي أو عمي… آه انتظري.]
وعندما رأت تعابير الغضب على وجه أرتيزيا، سارعت هايزل لإغلاق فمها. فالمقارنة مع والدها كانت إشكالية على عدة مستويات. وقد حدث أن غادرت أرتيزيا الغرفة غاضبة حين انفجر مييل ضاحكاً.
[لكن الأمور ستتغير الآن.]
قال مييل ذلك كمواساة، لكن أرتيزيا لم تستطع أن تأخذها بجدية.
فمنذ أن كانت في الثامنة من عمرها وحتى الآن، تحولت مشاعر الإعجاب الطفولي إلى شيء أقوى وأكثر حميمية. وحتى إن لم تُكسر الخطبة، فلن تكتفي بذلك.
لم تكن تريد أن تصبح فقط دوقة إيفرون، بل أرادت أن تكون حبيبة سيدريك.
وما جدوى دراسة علم النفس العميق إن لم تستطع فهم ما يفكر به من تحب؟
في الشتاء الماضي، شعرت أرتيزيا بخيبة أمل لأنها لم تستطع الذهاب إلى إيفرون، لكن بالنظر الآن، ربما كان ذلك أفضل. فقد قالت إلويس ضاحكة كعادتها:
[هل تظنين أن شخصاً أكبر منك، والذي اعتاد أن يراكِ طفلة، سيراكي فجأة كامرأة؟ ليس سيئاً أن تُبقي قليلاً من المسافة. فالأمور تتغير عندما تتغير زاوية النظر.]
[أتظنين أن هذا يمكن أن يحدث في بضعة أشهر فقط؟]
[لن يحدث فجأة هكذا. عليك أن تظهري جانباً جديداً منك.]
كانت إلويس تبدو مسلية لدرجة أن أرتيزيا شعرت وكأنها تستمتع بفكرة جعلها وصيفة لها لمجرد المتعة.
ومع ذلك، بدا كلامها منطقياً. فبعد ذلك بفترة قصيرة، ذهبت أرتيزيا إلى ميلايرا لتتعلم تقنيات التجميل. كما صنعت لها فستاناً جديداً، اختارته لها إلويس.
“ما زلتِ شابة وبشرتك جميلة، فلا حاجة لمكياج ثقيل. أغمضي عينيكِ قليلاً فقط.”
مرّ فرشاة صوفي على جفنيها. جلست أرتيزيا مطيعة، تاركة وجهها بين يديها.
“انتهينا.”
وبعد أن وضعت لمسة خفيفة من أحمر الشفاه الوردي، أدارت صوفي الكرسي نحو المرآة وطلبت منها أن تنظر.
حدقت أرتيزيا في انعكاسها، ملامحها تحمل شيئاً من الاستياء. كان المكياج خفيفاً، يمنحها مظهراً نقياً ومنعشاً. لكنه لم يكن ناضجاً كما تمنت.
“ألن يكون أفضل لو كانت الشفاه أكثر احمراراً؟”
“هذا أنسب لكِ يا آنسة. كما أنه صباح. أنتِ تريدين أن تكوني أجمل قليلاً لكن ما زلتِ على طبيعتك.”
“هممم.”
أصدرت أرتيزيا صوتاً غامضاً، غير متأكدة إن كانت موافقة أم لا. كان من المنطقي أن المكياج الثقيل لا يلائم الصباح، لكنه لم يلبِّ توقعاتها…
ابتسمت ماري برفق وهي تراقبها.
(إنها في هذا العمر، على ما أظن.)
كانت ترى أن هذا كله خطأ سيدريك. فجميع العاملين في قصر الدوق الأعظم إيفرون كانوا يتشاركون نفس الفكرة تقريباً. وحتى أنسغار كان يتنهد أحياناً.
فبعد أن ربوها كطفلة، لم يكن سهلاً عليهم أن يروها كامرأة الآن. لكن فكرة أن سيدريك، البالغ 23 عاماً، قد يهتم بامرأة أخرى كانت غير قابلة للتصور.
وفي النهاية، وبعد إقناع صوفي، قررت أرتيزيا التوجه إلى غرفة الطعام.
كانت الساعة الثامنة صباحاً. وبالنظر للوقت الذي قضته في الاهتمام بمظهرها، فقد بذلت جهداً حقيقياً للاستيقاظ مبكراً.
رغم أنه عاد متأخراً في الليلة السابقة، إلا أن سيدريك، الذي لم يكن معتاداً على النوم لوقت متأخر، كان قد استيقظ بالفعل وبدأ يومه. والراحة الوحيدة التي أخذها كانت بتخطي التدريب.
أما بقية وقته فقد امتلأ بمراجعة جدول أعماله وقراءة الرسائل. ورغم أن أنسغار تولى شؤون التركة، إلا أن هناك تقريراً عن الدفاعات الشمالية وقائمة طويلة من الناس للقاء.
وفي غضون شهر، ستبلغ أرتيزيا الثامنة عشرة.
وهذا يعني أن الوقت قد اقترب لتتسلم حقوق مركيزية روزان.
لم يترك سيدريك كل شيء لميلايرا فيما يتعلق بأملاك ومصالح مركيزية روزان. فقد ضمن ذلك بنفسه كوصي عليها. وعندما اقترح وضع لورانس تحت رعاية غراهام، فصل الإمبراطور ميلايرا عن مركيزية روزان مقابل ذلك.
تم التنازل عن جزء كبير من التركة، وأُلغيت الكثير من الامتيازات التي كانت ممنوحة لميلايرا. ومع ذلك، بقيت مركيزية روزان عائلة ثرية للغاية.
ورغم أن أرتيزيا لن تتمكن من وراثة اللقب مباشرة عند بلوغها الثامنة عشرة، إلا أنها ستكون قادرة على إدارة العائلة كمركيزة شابة. وكان سيدريك قد قرر بالفعل إعادة العائلة إلى أرتيزيا.
“بصراحة، أشعر ببعض القلق.”
تنهد وهو يتصفح التقرير.
لقد ألحق خبراء بالتجار والمناجم لضمان سير الأعمال بأكبر قدر ممكن من الحذر. لكن، وعلى عكس المزارع المستقرة التي تعمل بسلاسة عاماً بعد عام، كان بإمكان بيوت التجارة أن تنهار في لحظة إن لم تواكب الاتجاهات.
لم يفكر سيدريك يوماً بنفسه كتاجر، وكانت قلة كفاءة معاونيه في هذه المسائل حقيقة معروفة.
لكن لحسن الحظ، رغم صغر سنه وقلة خبرته، كان يعرف بعض النجوم الصاعدين في وزارة الخزانة. ورغم أن إدارة بيت تجاري تختلف عن العمل في الخزانة، إلا أن ذلك على الأقل لن يقود إلى كارثة.
والأهم من ذلك، كان هناك مسائل تتعلق بالناس. كالأقارب ذوي الدم الجانبي من عائلة روزان والموظفين القدامى الذين كانوا أشبه بالتابعين. والأكثر أهمية، آل هانسن.
(ربما حان الوقت لتعريفها بهم الآن.)
وأثناء تقليبه للصفحات، فُتح باب غرفة الطعام.
“هل نمت جيداً؟”
“صباح الخير.”
وضع سيدريك التقرير الذي كان يقرأه، ورحب بأرتيزيا بحرارة وهي تدخل.
لقد كانت جميلة بشكل مبهر، لكنه لم يلحظ ذلك على نحو خاص. فهي كانت دوماً جميلة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات