1
يوم ممطر في ليلة مظلمة
و طريق بلا نهاية
هذا طريق صحراوي يمر عبر آلاف الكيلومترات من المناطق غير المأهولة لا توجد إشارة، ولا تغطية للشبكات ولا إنارة شوارع ولا كاميرات بمجرد دخولك لا يمكنك الاتصال بأي فريق إنقاذ ولا أحد يعلم ما قد يحدث لك في الداخل
خلف وأمام يانغ مي كانت صحراء شاسعة خالية من البشر و على جانبيها أمتدت طرق لآلاف الأميال
امتزجت رياح الخريف الباردة الكئيبة مع المطر الغزير وساد الظلام المكان وقفت على جانب الطريق غارقًة في الماء
كان الجو لا يزال باردًا بعض الشيء، لذلك كان عليها أن تعانق نفسها بقوة لغرض تدفئة
هل عليّ الانتظار لفترة أطول؟” تنهدت يانغ مي وسألت بانزعاج، “لقد انتظرت لفترة طويلة ولم يأتِ بعد؟”
سيأتي قريباً
كانت نبرة النظام باردة خالية من أي عواطف
كانت يانغ مي خائفًة بعض الشيء من التحدث إليه انتظرت بهدوء وبعد قليل من الوقت سمعت هدير شاحنة صغيرة قادمة من بعيد، وأضواؤها العالية أخترقت الظلام
رفعت يديها لحماية عينيها وشعر ببعض الألم
نظرت يانغ مي إلى المدى البعيد بجهد فرأئت شاحنة بيك آب سوداء كبيرة قادمة باتجاها
نهضت فورًا وهرعت إلى جانب الطريق و لوّحًت بيديها
كانت ترتدي سترة فضفاضة رقيقة وبنطالًا أبيض اللون وكانت مبللة بالكامل
و أطرف أنفها أحمرت من البرد وبدئت قطرات المطر تنزلق على جفنيها بدت بائسًة للغاية
وعلى ورغم من أنها كانت تحت المطر لفترة طويلة و مبتلة بسبب ذالك إلا أنه كان من الممكن رؤية الهشاشة الضبابية بين حاجبي الفتاة من خلال قطرات المطر
يبدو أنها واجهت بعض الصعوبات وكانت تبحث عن المساعدة من المارة، ولم تتوقف لها أي سيارة تقريبًا
حمل رقيق وغير ضار
كانت وحيدًة في هذه الأرض المحرمة حيث يمكن أن يحصل لها أي شيء غير قانوني أو إجرامي دون أن يتم اكتشافها وحيث لا يمكن لأحد مساعدتها حتى لو اتصلت برقم الإنقاذ الخاص با الطريق سريع يمتد عبر ألف كيلومترات المتعرجًة عبر الصحراء
بدت شاحنة البيك أب السوداء بالكامل كعاصفة ريح تعوي في ليلة ماطرة، بصوت هدير حاد وسرعة فائقة تجاوزت الشابة على جانب الطريق دون تردد واستمرت في السير دون توقف
عاملها كا شخص شفاف وتظاهر بعد رؤيتها
لم تتباطأ السرعة على الإطلاق
تجمدت يانغ مي للحظة وهي لا تزال تلوح بيديها
و عاجزت عن الرد حدقت في الشاحنة التي بدئت تبتعد أكثر فأكثر
وسألت بجدية وبرود: “هل حقًا لا توجد مشكلة في بطاقة الشخصية التي أعطتني إياها الزنزانة؟”
وبمجرد أن انتهت من الكلام رأئت شاحنة البيك آب تتباطأ
توقفت فجأة لبرهة في منتصف الطريق
وبدون أي إنذار بدأت في التراجع
بعد قليل توقفت السيارة أمامها كانت شاحنة بيك أب ثقيلة بصندوق خلفي مغلق بالكامل و الرفارف فوق الإطارات كانت مرتفعة بارتفاع كاد أن يصل الى مستوى خصرها
كان هيكل السيارة الأسود الناصع مغطى بآثار رمال وغبار متطاير مع القليل من طين ناتج عن تساقط لأمطار الغزير
مخيف جداً
لم تتحرك يانغ مي لفترة طويلة
لم يقم صاحب السيارة حتى بفتح النافذة بل أطلق البوق بفارغ الصبر لحثها على الصعود واستمر صوت البوق في الرن على طوال الليله الممطرة
فزعت يانغ مي فاندفعت مسرعًة نحو نافذة السيارة و وقفت على أطراف أصابع قدمها
ومدّ يدها وطرقت على نافذة الشاحنة المغلقة وصوتها أصبح مكتوم بسبب صوت المطر
“أنا في ورطة صغيرة المعذرةً هل يمكنك توصيلي؟”
كررتها عدة مرات من خلال نافذة السيارة، خائفة من أن الأشخاص بالداخل قد لا يستطيعون سماعها لكن
لم يستجب أحد على الإطلاق
لم تستيطع يانغ مي إلا أن تشكره بلا حول ولا قوة وتطلب المساعدة
سأسدد لك بالتأكيد عندما نخرج من الأرض الحرام
وبعد فترة من الوقت تم فتح باب السيارة
كافحت يانغ مي لفتح باب الشاحنة الثقيل وصعدت الدرج المجاور للمقعد كانت مبللاً تماماً، وشعرت بإحراج شديد
“أنا آسفة على توسيخ سيارتك
فقط بعد أن جلست أو تيح لها الفرصة للنظر إلى الشخص الذي يجلس في مقعد السائق
كان رجلاً يرتدي زيًا قتاليًا مموهًا و مدججًا بالسلاح تقريبًا بخوذة قتالية وقناع ونظارات واقية كانت عشرات الجيوب منتفخة في جميع أنحاء جسده وكان هناك احتمال بنسبة 90% أن تكون مليئة بقطع ميكانيكية
لم تظهر سوى أجزاء قليلة من وجهه كان يقود السيارة بيد واحدة مرتديًا قفازات سوداء تغطي نصف أصابعه ودون أن يلتفت
أمر ببرود: “أغلقي الباب”
لم تخشَاة يانغ مي بل شعرت بالأمان و سألت بدهشة:
“هل أنتَ من فريق الإنقاذ القريب؟”
هل هو جندي؟
هذا النوع من الشخصيات غير القابلة للعب هو على جانب العدالة في هذة الزنزانة وهو بالتأكيد ليس شخصًا سيئًا
أخيرًا، نظر الرجل جانبًا وقال: “لن أكررها مرة أخرى”
بدا وكأنه سيُخرجها من السيارة في اللحظة التالية
ردفت يانغ مي بسرعة “سأقوم بإغلاقة الآن
أغلقت باب السيارة بجهد كان ثقيلًا جدًا و أضاعت
بعض الوقت بسبب ذالك وشعرت بأجواء السيارة تزداد سوءًا
ويصبح هذا الأمر أكثر وضوحًا عندما يكون باب السيارة مغلقًا مما أحال هذة المساحة الصغيرة و الضيقة الى ظلام دامس
كان الماء على جسدها المبتل لا يزال يقطر على الأرض وسرعان ما تشكلت بركة صغيرة عند قدميها
شعرت أنها تزعج الآخرين، لذا أخفضت رأسها قليلاً بقلق محاولة لف نفسها على شكل كرة صغيرة حتى لا تلوث الأماكن الأخرى
قلقة للغاية
لم تجرؤ يانغ مي على التنفس بصوت عالٍ ، “شكرًا لك اسمي يانغ مي شكرًا لمساعدتي
يبدو أن الرجل ينظر إليها من خلال مرآة الرؤية الخلفية
لطالما شعر يو لي أن الطرف الآخر ينظر إلى المقعد الذي لوثتة بدت قذرًة في عيون الآخرين
وشعرت بارغبة شديدة لأ خبارة بتجربتها البائسة: “أنا وصديقي
——”
لم تنتهي من الكلام بعد اهتزت السيارة فجأة
كانت على وشك الاصطدام بلوحة التحكم الأمامية و بالكاد استطاعت التمسك، لكن حزام الأمان آلمها قليلاً، وظنت أن السبب هو اصطدام الإطار بحجر كبير
الطريق الذي أمامنا ليس مسطحا جدا
قالت يانغ مي؛ جئتُ إلى هنا في رحلة مع حبيبي لغرض زيارة هذه الأرض المحرمة الشهيرة، لكن تشاجرنا في منتصف الرحلة ، وتركني على جانب الطريق
همست: “انتظرتُ تحت المطر طويلاً لكنك كنتَ الوحيد الذي مرّ
“
شكرا لك على انقاذي
رن صوت في أذن يانغ مي وكانت الوحيدة القادرة على سماعة
أهلاً بكَ يا أيتها المُضيفَة في زنزانة طريق الصحراء
يُرجى استلام بطاقة شخصيتك – مسافرةٌ هجرها حبيبها على الطريق تنتظر تحت المطر حبيبك الحبيب لليعود و يأخذك لكنه لم يأتي أبدًا يملؤك الاستياء وفي خوفٍ شديدٍ وعجزٍ تنتظر شاحنةً صغيرةً لتنقلك مؤقتًا…
“الشرط لإخلاء الزنزانة هو مغادرة الطريق الصحراوي
“تذكري لا تنحرفي عن شخصيتك
بعد أن مرت المؤامرة الأمامية كرر النظام القصة في ذهن يانغ مي “الآن لقد دخلت رسميًا إلى “أرض الحرام
يبدو أن يانغ مي رئت الرقم الموجود على الزي القتالي للرجل من خلال مرآة الرؤية الخلفية والذي كان
019
قامت بقرص حافة ملابسها، وعصرتها لتخرج منها بركة من الماء وسألت با عاجزً : “هل يمكنني أن أفتح نافذة السيارة؟”
قال رجل ال019 ؛ الأمر متروك لك
بعد أن تلقت يانغ مي ردًا أمسكت بسترتها وخلعتها كان هناك فستان أبيض تحتها
قامت بلف سترتها وفتحت نافذة السيارة
ولأنهم كانوا السيارة الوحيدة على الطريق الصحراوي مدّت يدها بجرأة وعصرت ملابسها بعد عصر الماء ورغم أنه كان مبللاً بقليل من المطر لا أن حالته كانت أفضل من ذي قبل
لم تلاحظ إطلاقًا أن ملابسها الداخلية كانت أيضًا مبللة وملتصقة بجسدها ولأنها كانت بيضاء استطاع أن يرى بوضوح خط لوح كتف المرسوم على ظهرها من خلال القماش
القماش لاصق جزئيًا من الجزء الخلفي من الرقبة
كان الخصر والظهر ظاهرين بشكل غامض
عندما أُغلقت نافذة السيارة تسبب الزفير الذي خرج من فمها في تشكل دائرة صغيرة من الضباب الأبيض على زجاج النافذة
عندها استدارتُ لرتداء السترة الممزقة كانت السترة الأمامية مسدودة عند المنتصف ولم تظهر سوى عظمة
الترقوة وما تحتها بقليل ولأن الجو كان باردًا جدًا كان الجلد واللحم على المفصل ورديًا تمامًا
لكن السترة التي كانت تحملها لم تكن تغطي سوى مساحة صغيرة في المقدمة وكانت الدهون الموجودة على بطنها مرئية بوضوح
يمكن لقرصة واحدة أن تترك علامة ولا يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تظهر بصمة راحة اليد البشرية على مثل هذه البشرة الحساسة
كانت يانغ مي تتساءل إن كان عليها خلع السترة الرطبة مجددًا وبينما كان تهمّ بنفضها
قال لها شخص الذي بجانبها: “هناك ملابس في الخلف
اندهشت يانغ مي للحظة و استدارت لرؤية المقعد الخلفي كانت هناك بالفعل حقيبة قالت: “شكرًا لك”
فكت حزام الأمان ثم استدارت قليلاً لتتمكن من الوصول للحقيبة ومع امتداد أصابعها لم تتمكن إلا من سحب جزء صغير من الحزام
السيارة كبيرة جدًا والمقعد الخلفي واسع جدًا
لم يبدو الأمر وكأنها سيارة يقودها شخص واحد على الإطلاق، مما جعل يانغ مي تشعر أنه يجب أن يكون هناك عدد قليل من الأشخاص في السيارة وسيكون من المناسب أكثر ملئها بالوقود
سحبت يانغ مي الحقيبة فسقطت على الأرض قالت “آسف والتقطتها على الفور فتّشت فيها فوجتدها مليئة بالملابس وعثرت على قميصًا أسود
ثم سألت “هل يمكنني استعارة منشفتك؟”
رجل 019 ؛ مهما يكن
أخرجت يانغ مي المنشفة و رأت شيئًا فضمّت شفتيها
وقالت “هل يمكنني استخدام كل ما في الداخل؟”
رجل 019: “نعم
صُدمت يانغ مي للحظة، وما زالت مترددًة بشأن تغيير ملابسها في سيارة شخص آخر بعد محاولة جاهدة قمعت خجلها لأن سروالها كان يقطر ماءً خلعتة أخيرًا
لأن رجل 019؛ استمر في القيادة غير مبالي بها ولم يسترق النظر إليها دون داعٍ، كما لم تكن هناك حاجة لأخبارة بأن يستدير لأن رجل أدار ظهره لها بالفعل
أولًا، ارتدت القميص الذي كان واسعًا عليها قليلًا، وأخيرًا ارتدت حذاء وجوارب و داست على ملابسها المبللة في أسفل المقعد
أخرجت بنطال القتال الجاف من الداخل بحذر ولأن الضوء كان خافتًا والبنطال ممتلئًا بالجيوب كان عليها تحديد الجهة الأمامية والخلفية قبل أن تجد الجهة الصحيحة
كانت ساقاها بيضاءَ اللون ومتناسقةَ القوام ولم يكن هناك ما يدل على أنها كانت جالسة على كرسي متحرك لفترة طويلة، ولأن جلد كاحليها ومشط قدميها كانا رقيقًتا جدًا فقد كانت الأوعية الدموية الزرقاء تحتها ظاهرة بوضوح
باستخدام منشفة رجل أخر و في سيارة شخص غريب حتى لو كانت على بعد مسافة قصيرة من فرامل اليد انحنت بصعوبة لمسح الماء عن ساقيها
استخدمت يانغ مي المنشفة لمسح المقعد المبتل
وبعد أن مسحت الماء عن المقعد،كانت على وشك أردتداء السروال، عندما سمعت الرجل الذي كان صامتًا طوال الوقت والذي لم ينظر إليها حتى، وقد أعطاها مساحتها لتغيير ملابسها
يسأل سؤالًا فجأة دون سابق إنذار
هل يعرف صديقك أنك منفتحة جدًا؟
لقد أثار الاستفزاز الصريح و الوقح صدمة يانغ مي
كان رجل 019 يمسك بعجلة القيادة. بدا وكأنه يراقبها لفترة طويلة دون أن يظهر أي أثر على تلصصة
كان وجهه مغطى تحت النظارات والقناع ذات جودة المنخفضة للغاية
كزعيم قطاع الطرق كان قد ذاق كل الفوائد ورأى ما يكفي في غفلتها
و الآن فقط طرح السؤال متأخرًا وكانت الكلمات
المستخدمة وقحة وغير محترمة
“لماذا لا تخلعين ملابسك الداخلية؟”
ملاحظة؛ لا يحتوي هذا العمل على اي مشاهد خادشة للأحياء أو بذيئة تحتوي هذة رواية فقط على الكلمات الصريحة قد يجدها البعض مزعجة لذى أن شعرت بعدم لأرتياح لا أنصح با متابعة العمل.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"