لكنه، إذ لم يكن له مكان آخر يذهب إليه، بدأ يقضي أيامه في الغرفة التي وفرها له الكونت.
وفي أحد تلك الأيام، وبينما كان يعيش هذه الحياة، توفي والده فجأة.
كان ذلك قبل أيام فقط من تخرّجه من الأكاديمية.
كارلايز، الذي كان جالسًا شارد الذهن في إحدى غرف قصر الكونت تويت، تم اعتقاله فجأة من قبل الحرس.
ولولا أن الكونت تويت عاد بسرعة إلى قصره ووبّخ الحراس قائلاً: “كيف تجرؤون على اقتحام منزلي دون إذن؟”، لربما تم اقتياده مباشرةً.
توفي والده في غرفة نومه بالقصر.
أخوه غير الشقيق، براوليو، رأى أن والده مات وملامح العذاب على وجهه، فاتهمه بأنه سُمِّم.
ثم اتهم كارلايز بأنه هو من قتل والده بالسم، إذ لم يتبقَ سوى أيام قليلة على تخرجه من الأكاديمية وكان على وشك أن يُقصى من وراثة اللقب.
وبما أن إجراءات إقصاء كارلايز من الوراثة وتعيين وريث بديل لم تكتمل بعد، فإن وفاة والده في هذا التوقيت تعني أن كارلايز سيصبح الوريث الشرعي لدوقية كيرينا.
كان وضعًا يجعل من الطبيعي أن يُشتبه به.
لكن كارلايز لم يكن لديه أي رغبة في وراثة دوقية كيرينا إلى درجة قتل والده.
ومع ذلك، استمر براوليو في اتهامه، حتى أنه زجّ باسم فالنتينا، خطيبة كارلايز السابقة، في الأمر.
كان من المعروف في الأكاديمية أن كارلايز، الذي لم يكن يهتم بأي شخص، كان يتحدث فقط مع فالنتينا ويبتسم لها، لذا آمن الكثيرون بتلك المزاعم.
استُدعي كارلايز إلى فرقة الفرسان للتحقيق، وظلّ محتجزًا لديهم لعدة أيام.
زارت فالنتينا كارلايز هناك، وقالت له بحزن: “حتى لو فعلت هذا، لن أعود إليك. كنت أتعامل معك بلطف فقط لأننا كنا مخطوبين.”
وكان براوليو واقفًا خلفها، بوجه يفيض بالانتصار، كما يتذكر كارلايز.
لو كان قد قتل والده حقًا ليغتصب اللقب، لكان قد حُكم عليه بالنفي، أو حتى بالإعدام.
لكن كارلايز لم يكن يهتم بما سيحدث له.
شعر أن وجوده في الحياة كان خطأً منذ البداية.
وفي قمة يأسه، جاء إنقاذه على يد الكونت تويت.
شهد الكونت أنّه هو من التقط كارلايز من الشارع وأسكنه في قصره، وأنه لم يغادر الغرفة تقريبًا ولم يذهب لا إلى القصر ولا إلى الأكاديمية.
ثم قام بجمع معلومات من أطباء ومعارف، وأثبت أن دوق كيرينا كان يعاني من مرض في القلب.
ونظرًا لشربه المفرط يوميًا، فمن المحتمل أنه مات فجأة بسبب نوبة قلبية.
ولم يتم العثور على أي سم في جثة والده، بل أثبتت الأدلة أن قلبه كان مريضًا فعلًا، تمامًا كما جمع الكونت تويت من أدلة.
ولم يكن الحرس يحتجزون كارلايز كمجرم، بل كنوع من الحماية حتى تنتهي التحقيقات.
وبعد وقت طويل، تم إثبات براءة كارلايز.
وبما أن والده توفي بسبب المرض ولم يترك وصية، لم تكن الوعود الشفهية كافية لإقصائه أو تغيير الوريث، فتم إعلان كارلايز وريثًا لدوقية كيرينا.
استمر براوليو في الاعتراض، مدّعيًا أن كارلايز ليس ابنًا حقيقيًا للدوق ولا يملك الحق في اللقب.
ويبدو أن والده كان قد لقّنه هذه الفكرة منذ صغره.
لكن رغم أن كارلايز لا يشبه براوليو، إلا أنه يملك ملامح تشبه والده.
كما شهد أقارب والدته على أنه ابن شرعي للدوق.
وهكذا، في اللحظة الأخيرة، استعاد كارلايز مكانته كوريث لدوقية كيرينا.
قال له الكونت تويت ذات مرة: “من الأفضل القضاء على الأعداء منذ البداية.”
وبناءً على نصيحته، قرر كارلايز مقاضاة براوليو، الذي اتهمه بجريمة دون دليل، وقد يُعيق خلافة الدوقية.
بالفعل، كان براوليو يرفض التنازل بسهولة.
وكان مزعجًا أن يُعاد الحديث عن فالنتينا، وربما كان براوليو سيحاول إيذاء كارلايز لاحقًا.
براوليو ظنّ أنها مجرد محاولة انتقام طفولية، لكنه نسي أن كارلايز الآن هو دوق كيرينا.
أما براوليو، فما هو إلا ابن غير شرعي للدوق السابق.
وفي النهاية، أُدين براوليو في المحكمة وتم نفيه إلى الريف.
وبعدما شعر كارلايز أن الأمر قد انتهى، توفي الكونت تويت فجأة.
وعندما زاره كارلايز في مرضه الأخير وأخبره برغبته في ردِّ الجميل، طلب منه الكونت أن يعتني بعشيقته.
كان للكونت عشيقة شابة.
لكن بسبب تجربته مع والدته وخطيبته السابقة فالنتينا، لم يكن لدى كارلايز مشاعر طيبة تجاه ما يُسمى بـ”العشيقة”.
لذا لم يستطع أن يرد بشيء على طلب الكونت الأخير.
وبينما كان لا يزال مترددًا، توفي الكونت تويت.
ندم كارلايز على أنه لم يتمكن من تلبية طلبه الأخير.
ومع ذلك، فقد سمع أن تلك العشيقة لم تكن ذات سمعة حسنة، وأنها لا تزال تلهو رغم أنها ورثت جزءًا من تركته.
حتى أنها تتظاهر بأنها ابنته الراحلة، وكانت امرأة أنانية ومزعجة، لدرجة أنها كانت تسيطر حتى على الكونت تويت.
كارلايز، الذي شهد أنانية والدته وفالنتينا، استنتج أن عشيقة الكونت تويت ليست سوى امرأة أخرى تهتم بنفسها فقط.
ولمّا رأى كيف أن الكونت تويت، الذي كان متيمًا بتلك المرأة، يشبه كارلايز نفسه حين أحب فالنتينا، شعر بألم لا يُطاق.
وبعدما نُفي براوليو، قامت فالنتينا بفسخ خطوبتها منه، وتقدمت بطلب لإعادة خطبتها من كارلايز.
لأنها كانت تعرف أنه كان مهووسًا بها، ظنّت أنه سيقبل بها فورًا، لكن…
ترجمة فيبي(❀❛ ֊ ❛„)♡
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 27"