“أريدك أن تفعلي لي هذا كتعويذة للحماية أو كنذرٍ قبل مهمة القضاء على الوحوش القادمة. مع أن بريجيت تلقي التعاويذ السحرية بجانبي،
إلا أن جسدي يشعر بالثقل، وأدائي لم يعد كما كان.
أصبحت أشعر بالقلق الشديد بشأن المعركة القادمة ضد الوحوش.”
سمعت أوريليا كلامه بصدمة، وعيناها اهتزتا قليلاً.
‘لم أسمع من قبل مثل هذا الكلام من ترافيس…’
فحتى في المعارك السابقة، التي كان يخوضها بثقة،
لم يظهر ضعفاً كهذا، باستثناء أول لقاء لهما.
غير أن ملامح وجهه الآن بدت خالية من الطمأنينة،
وكأن الضغوط قد بلغت ذروتها.
‘ولكن……’
صمتت أوريليا للحظات، ثم رفعت رأسها وأومأت برفض واضح،
وحررت معصمها من قبضته. نظرت إليه مباشرةً بعزمٍ لا يتزعزع.
“حتى لو استخدمتُ السحر عليك الآن، فلن يكون ذلك حلاً جذريًا. كما أنني أرغب في تخصيص قوتي السحرية لدعم زوجي غيلبرت. لقد أخبرتك سابقًا أن الشخص الذي يجب أن تتحدث إليه هو بريجيت. أنت من اخترت بريجيت وليس أنا.”
ساد الصمت، وظهرت على وجه ترافيس علامات الغضب المكبوت.
“لقد رأيتُ عن قرب كيف حققتَ إنجازات مبهرة. صحيحٌ أن علاقتكَ مع بريجيت ما تزال في بدايته، لكن أرجوك ألا تتسرع في الحكم عليها بسبب بعض الصعوبات. إذا اعتدت العمل معها، فأنا على يقين بأنك ستواصل تحقيق النجاحات في المستقبل.”
ثم انحنت برفق نحو ترافيس.
“أشكرك على قدومك للاعتذار.”
نظر ترافيس إلى رأسها المنحني بنظرة مليئة بالامتعاض.
‘كيف تجرؤ على معارضتي رغم أنني لجأت إليها؟’
عندما أدارت أوريليا ظهرها لتغادر، تكلم ترافيس بحدة.
“أنا أتوسل إليكِ بهذا الشكل، ومع ذلك ترفضين مساعدتي حتى باستخدام السحر؟
هل تعلمين أن إبقاء قوتكِ غير مستغلة هو خسارة كبرى؟”
فوجئت أوريليا بتحول نبرته، فاستدارت نحوه بدهشة.
“مكانك الحقيقي ليس في رعاية المرضى، بل إلى جانبي. لقد اعتذرت لكِ عن الماضي،
ألا يمكنكِ نسيانه؟ إذا بقيتِ معي، فإن مستقبلي الباهر سيضمن لكِ مكانةً مشرفة.”
“لا أفهم ما الذي تعنيه بكلامك.”
“مهما كان غيلبرت وريث عائلة مرموقة، فهو مجرد رجلٍ يحتضر.
بقاؤكِ معه مضيعة لوقتكِ ومجهودكِ. لو انفصلتِ عنه وانضممتِ إلي،
لكان مستقبلك أفضل بكثير.”
“كفى! لن أسمح لك بالإساءة لغيلبرت!”
كانت هذه أول مرة يسمع فيها ترافيس صوتها غاضباً،
فتراجع خطوة للخلف من شدة المفاجأة.
نظرت إليه أوريليا بعينيها الوردتين المتوهجتين غضباً.
“أنا أحب غيلبرت من أعماق قلبي. لن يملأ أحدٌ غيره مكانه في قلبي.
أنا واثقة بأنه سيتعافى قريباً،
ولن أسمح لنفسي ولو للحظة أن أفكر في تركه أو أن أكون بجانب أي شخص آخر.”
فوجئ ترافيس بهذا الرد القاطع. لطالما اعتقد أن أوريليا،
بشخصيتها اللطيفة والمطيعة، ستنصاع له بسهولة. لكنه الآن شعر بالارتباك.
واصلت أوريليا حديثها بحزم.
“أرجو أن تغادر الآن، ولا أريد أن أراك مرة أخرى في قصر إليزيل.”
استدار ترافيس بتوتر، وخرج وهو يتمتم بامتعاض.
عند الباب، كان ألفريد واقفاً بوجه صارم، وخلفه غيلبرت بعينين باردتين، بينما وقف بيل ممسكاً بعربة غيلبرت بقبضة مشدودة تُظهر كل ما يشعر به من غضب مكبوت.
قال ترافيس بسخرية.
“يبدو أنكم تستمتعون بالتجسس على الآخرين.”
ثم تبع ألفريد نحو مدخل القصر.
ما إن غادر، حتى اندفع بيل بعربة غيلبرت إلى الداخل،
نحو أوريليا، التي بدت شاحبة الوجه.
“أوريليا! هل أنتِ بخير؟”
“هل أنتِ بخير؟ تبدين شاحبة.”
بالرغم من الإرهاق النفسي الذي شعرت به أوريليا،
حاولت أن تخفي تعبها بابتسامة خفيفة.
“لا بأس، أنا بخير.”
لكن بيل، الذي كان وجهه مُحمرًّا من الغضب، بدأ بالصراخ.
“ذلك الرجل! إنه أسوأ شخص في العالم. كيف يجرؤ على استغلال لطفكِ ليقول مثل هذه التفاهات بكل وقاحة؟ لا أستطيع تحمّل ذلك. كان يجب أن أطرده من البداية!”
بجواره، كان غيلبرت ينظر إلى أوريليا من كرسيه المتحرك بعينين مليئتين بالقلق.
“أنا آسف، أوريليا. لم يكن يجب أن أترككِ وحدكِ معه.”
عندما أمسك غيلبرت بيدها، أدركت أوريليا أنها كانت ترتجف بخفة.
وسرعان ما جذبها غيلبرت بلطف إلى حضنه واحتضنها.
“لا بد أنكِ شعرتِ بالخوف.”
لفت أوريليا ذراعيها حول ظهره بقوة.
“نعم، قليلاً. لكنني سعيدة أنني استطعت التعبير عمّا أريده بوضوح لأول مرة.”
شد غيلبرت قبضته حولها أكثر قليلاً، ثم ابتسم لها بحرارة.
“في لحظة ما شعرت أن الأمور ليست على ما يرام، فكرت أنا وبيل بالدخول إلى الغرفة. لكن فجأة سمعتُ صوتكِ القوي والواثق يتردد خارج الغرفة. قد يكون من غير المناسب أن أقول هذا الآن، لكن سماع مشاعركِ بصوتكِ كان شيئاً أسعدني حقاً.”
‘غيلبرت كان يستمع لما قلته!’
شعرت أوريليا بوجنتيها تشتعلان خجلاً،
ورفع غيلبرت رأسها لينظر في عينيها مباشرة.
“أنتِ لستِ فقط لطيفة وجميلة، بل قوية ورائعة أيضاً.
وأنا أحبُّكِ من أعماق قلبي، يا أوريليا.”
ثم انحنى ليطبع قبلة خفيفة على جبينها، فزاد خجلها وتوهج وجهها أكثر.
***
خرج ترافيس من بوابة قصر الدوق إليزيل بوجه عابس.
‘اللعنة! كنت أريد استعادة أوريليا بأي ثمن، ولكن……’
عض على شفتيه ورمى حجراً صغيراً كان على الأرض بقدمه بغضب.
‘ليس لدي خيار سوى محاولة تهدئة بريجيت الغاضبة الآن، حتى وإن لم أرغب بذلك.’
بالنسبة له، خسارة أوريليا كانت صدمة كبيرة،
لكنه لم يستطع المخاطرة بفقدان بريجيت أيضاً،
فهي المعالجة السحرية الوحيدة التي تدعمه الآن، وإيجاد بديل لها ليس بالأمر السهل.
تنهدَ بثقل وهو يفكر في كيفية تجاوز الموقف.
في تلك اللحظة، لاحظ ترافيس فتاة شابة تقف قرب البوابة الخارجية لقصر إليزيل.
بدت وكأنها تحاول التسلل خلسة لتراقب الداخل، تماماً كما فعل هو سابقاً.
‘تلك الفتاة… جميلةٌ جداً…’
كانت تغطي رأسها بشال، وملامحها الواضحة رغم قلة الزينة جذبت انتباهه.
وعندما أدركت أنها تحت نظره، غادرت المكان بسرعة.
‘هل رأيتها من قبل؟ وجهها يبدو مألوفاً بطريقة ما……’
وقف ترافيس يتأمل ظهرها وهي تبتعد، محاولاً تذكر أين رآها من قبل.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 20"