تجمّد الجنود في أماكنهم، ورفعوا رؤوسهم نحو السماء عقب صرخة التحذير من أوين.
في الأعلى، كان مخلوق هائل يحلق بجناحين أشبه بأجنحة الخفافيش، أنيابه حادة كالسكاكين، وذيله طويل ملتف كالسوط… لقد كان وحشًا زاحفًا مرعبًا، لا يُضاهيه شيء في البأس والجبروت.
لقد ظهر… الـ«وايڤرن».
وما إن وقعَت أبصار الجنود عليه، حتى سرت في أجسادهم قشعريرة تشلّ الحركة، بينما غمرهم رعبٌ جارفٌ لا يوصف.
إنه ليس مجرد وحش… بل كائن مفترس يتخطّى حدود المنطق، لا يمكن لبشر أن يصمد أمامه.
“آآآه! اهربوووووا!!”
تعالت الصرخات والفوضى سادت المكان، لكن أوين اندفع إلى الأمام، صوته ثابت وعيناه تلمعان بعزم حازم.
“أحضروا الأقواس والرماح فورًا!”
“لا تتفرقوا! إن تفرقتم، فستصبحون طعامًا للوحش!”
تحرك الجنود الذين أفقدهم الخوف توازنهم، واستعادوا رباطة جأشهم بأمره، بينما أوين سحب سيفه الطويل، واندفع مباشرة نحو الـوايڤرن.
كانت مخالبه الجبارة تنقضّ نحوه في لحظة فاصلة تفصل بين الحياة والموت.
“أوييييييين، انتبه!!”
اصطدم سيف أوين بمخالب الـوايڤرن في ارتطام دوّى في الأرجاء، حتى كأن الهواء تمزّق من شدة العنف.
رغم قوته، لم يستطع أوين مجاراة عنف الوحش، فتراجع وتهاوى أرضًا.
“تبًّا!”
هزّ الـوايڤرن جناحيه، وفي لحظة، اندفع بمنقاره الحاد كالنصل، قاصدًا تمزيق صدر أوين.
“كااااانغ! ابتعد فورًا!”
تدحرج أوين جانبًا في اللحظة الأخيرة، وأمسك بدرعٍ قذفه أحد الجنود، ليتلقّى به هجوم الوحش في رمق أخير.
كاك كاك كااك!
اهتزت الأجنحة، وغيّر الوحش اتجاهه. كان يبحث عن ضحية جديدة… عيناه الصفراء العكرة سكنت عليّ.
لم أتمكن حتى من الصراخ.
كان يزأر وأسفاه، لعابه يتقاطر من فمه، أنيابه تلمع كالموت، وانقضّ نحوي كالصاعقة.
“شوشو! ابتعدي!!”
مدّ أوين يده إليّ، وصرخ رون راكضًا بكل ما أوتي من قوة، وكذلك هرع الجنود لإنقاذي.
لكنني عرفت… إن هم اقتربوا فسيُقتَلون جميعًا.
تمنيت لو أمتلك قوةً ما… تمنيتُ من أعماقي أن أمتلك وسيلةً لحمايتهم.
حينها، أحسست بشيء في داخلي ينبض.
أغمضتُ عيناي وركّزت على الإحساس الغريب الذي تسرّب إلى كل خلية في جسدي. كان ذلك الشعور يمتزج بالهواء، وبالثلج من حولي، وبشيءٍ دفينٍ في روحي.
ثم، رفعتُ ذيلي الكثيف ولوّحتُ به بقوة.
هووووووووووووم!
عاصفةٌ جليدية مهولة اندفعت نحوه، تجمّعت الثلوج حوله، وبَرَد حادّ كالرماح سقط عليه من السماء.
دوّى الوحش، وأخذ يتخبط داخل دوّامة الجليد التي أربكته وقيّدته.
“احذروا! إنه يتجه إلى هنا!!”
صاح أحد الجنود.
الـوايڤرن، وقد فقد توازنه، أخذ يصدر زئيرًا غاضبًا ويضرب بذيله الأرض، حتى انفجرت التربة تحت وطأته.
ثم، وفي نهاية ساحة التدريب، انطلق شخصٌ بسرعة جنونية، قفز عاليًا وهو يلوّح بسيف عملاق.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 23"