لكنتُ استعدته إلى جانبي، ولرأيتُ وجه سيلا يتلوّى خوفاً وحسرة، فكنتُ أسعد امرأة في الأرض.
مرّت أناملها على النقش الورقي على القارورة، المرسوم كأنه ورقة شجر، بحنينٍ ولهفة.
“لورد؟”
“هاه؟ ما الأمر؟”
تركت ليليا القارورة، وتطلّعت في وجهه، فتهلّل من الفرح لمجرّد أن كلّمته.
لكن في عينيها الصافيتين ومض غريب.
‘هل أجرب شيئاً؟’
مسحت ليليا بسرعة التعبير عن وجهها.
“يالك من عديم الفائدة. لم تستطع حتى أن تُقنع ابن أخيك. ألا يجدر بك أن تدفن رأسك في التراب وتموت؟”
“آه…”
كانت كلماتها كأشواك ورد، انغرست في قلبه، فانكسر وجهه عذاباً، وأصدر أنيناً حارّاً.
ثم اندفع، كأنّه حقاً يريد الموت، فراح يضرب رأسه بالمائدة مراراً!
شهقت ليليا كأرنب مذعور، لكنّها سرعان ما أطبقت عينيها.
‘كنت أعلم أنّه مستعد لفعل أي شيء من أجلي.’
حتى الآن، لم أطلب منه ما يتعلّق بالحياة والموت، فلم أكن واثقة…
أما الآن، فقد أثبت لي يقينه.
‘إنه مستعد ان يضحي بنفسه من اجلي.’
فقد أزال دينيس شكّها، وأثبت أنّه ما يزال ذا فائدة.
“لورد، أتريد المغفرة؟”
“ماذا أفعل؟ قولي، وسأفعل أي شيء.”
رفع رأسه فجأة، وجبهته دامية، لكن بلا أثر ألم.
بل كان يلحّ عليها أن تواصل.
“إذن…”
أغمضت ليليا عينيها ببطء، واضغطت على قلادتها قبل أن تخرج قارورة صغيرة من السائل الذهبي – ما تبقى من الجرعة الوردية التي استخدمتها ذات يوم على إيزابيل. لم يتبق سوى قطرة واحدة فقط.
ششش.
وملّلت القارورة برفق، فتنقّل السائل الذهبي إلى الشاي قطرًا قطرًا.
انتشر في تموّجات رقيقة، وبدأ توهجه الخافت يختفي تقريبًا على الفور.
وسرعان ما بدا وطعمه كأي شاي عادي لا أكثر.
“اشرب هذا من أجلي… أرجوك.”
قالت بابتسامة ساحرة، وهي تضع الكأس بين يديه، لكن كلماتها كانت سكيناً مغموساً في عسل.
ومن غير تردّد، شرب دينيس الكأس عن آخره مسروراً.
***
“خطوبة…؟”
“نعم، خطوبة.”
ما إن لامست شفتاه ظهر يدها حتى ارتجفت أنفاسها، وانتفضت شعيرات ذراعها.
سحبت يدها سريعاً، ونظرت إليه بنفور، ثم أطلقت تنهيدة عميقة.
‘في مثل هذا الظرف، لا غرابة أن يطرح أمر الخطوبة.’
ولاسيّما عند كاليكس، الذي لا يعرف معدن دينيس الحقيقي، فقد يرى الخطوبة حلاً أمثل.
تردّدت سيلا قليلاً.
إن لم أخبره بحقيقة دينيس، فهل ثمة خيار أفضل من الخطوبة؟
‘لا.’
ولن يضرّ الأمر كثيراً. الخشية الوحيدة أنّ الطرف الآخر هو كاليكس، لكن ما يساور قلبها نحوه ليس إلا شعوراً شخصياً.
والشعور الشخصي لا ينبغي أن يتدخّل في شؤون العلن.
حسمت أمرها.
“حسنًا. دعنا نخطّب.”
أشرق وجه كاليكس بابتسامة عريضة صافية، كطفلٍ نال أمنيته.
ورغم أنّ الخطوبة امر ضروري، إلا أنّ فرحه ملأ الجوّ كأنهما عاشقان أعلنا ارتباطهما للتو.
فتحت سيلا شفتيها بدهشة تحت وطأة الجو الغريب.
“…لكن ليكن واضحاً، هذه الخطوبة لضرورة لا غير.”
“أدرك ذلك، غير أنّ…”
مدّ أصابعه يتلمّس خطوط أناملها الرقيقة، ثم شبكها بين يديه.
“إنّي أُفضّل أن أكون خطيبكِ على أن أكون حبيبك. فالخطيب أقدر على أن يكون شريكاً في كل شأن، وهذا ما يرضيني.”
“…”
“وفكرة أن ترى هذه اليد الجميلة وقد توّجها خاتم، تسعدني.”
“إنك تجد الفرح في أغرب الأشياء.”
“ألآن فقط أدركتِ ذلك؟”
قطّبت سيلا حاجبيها، وسحبت يدها، فيما كان بصره يتوغّل في أعماقها، فاضطربت أناملها تختبئ بين طيّات ثوبها.
“أفنبدأ بالخاتم، أم نخبر الماركيز والماركيزة بالخطوبة أولاً؟”
“لنذهب إلى قصر أرسيل أولاً، فقد كانا هناك حين غادرت.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 89"