البحث عن زوج للدوقة - 99
الفصل 99 : الأميرة المليئة بالجراح ¹⁵
” خدم الكونت؟”
“نعم. ألَمْ تكُن الخادمات والخدم في القصر على علمٍ بحادث الاعتداء؟”
“…… كان زوجي دائمًا يضربنُي في غرفتي. لَمْ أظهر لأيِّ شخصٍ أنني تعرضتُ للضرب، لكنني أعتقدُ أنْ الخدم قد لاحظوا الأمر. رغم أنهُم لَمْ يُظهروا ذَلك.”
تألق لون عيني أرتيا الوردية.
“إذًا، دعنا نبحث عن شخصٍ مِن الخدم يُمكنه الشهادة.”
على عكس كلمات أرتيا الحاسمة، كان وجهُ فريجيا يعكسُ الارتباك.
لَمْ يكُن لديّها الشجاعة للعودة إلى القصر. قالت أرتيا مُطمئنة.
“ليس عليكِ أنْ تتدخُلي القصر، فَهُناك مَن هو أكثر ملاءمةً لهَذا الأمر.”
استدعت أرتيا رئيسة الخادمات، سوزان.
عملت سوزان كخادمةٍ في العاصمة لأكثر مِن عشرين عامًا، وكانت تعرف العديد مِن الخادمات، ومِن بينهنَ مَن يعمل في عائلة الكونت إليزيوم.
قالت سوزان بعد أنْ سمعت ما أخبرتها بهِ أرتيا.
“سأتحققُ مِن الأمر.”
“أشكركِ.”
قالت فريجيا بوجهٍ مُتورد قليلاً.
في تلكَ اللحظة، تدخلت ماريغولد. قامت بنزع الخاتم والأساور والمجوهرات التي كانت ترتديها وقدمتهما لسوزان.
“لَن يتطوع أحدٌ للشهادة بدوّن مُقابل. أعطيهم ما يكفي مِن المجوهرات بحيث لا يستطيعون مُقاومة الأمر. إذا كان هُناك نقص، يُمكنكِ دائمًا القدوم إلى عائلة غولدجرس للحصول على المزيد، وإذا تبقى شيء، خذيه.”
كما قدمت داليا كيسًا مِن الحرير. كانت تحتفظُ بهِ في حال حدوث أيِّ طارئ، وكان يحتوي على مبلغٍ كبيرٍ مِن المال.
“استخدمي هَذا أيضًا.”
نظرت سوزان إلى السيدتين بدهشةٍ قبل أنْ تومئ برأسها بهدوء.
“سأقوم بذَلك.”
بعد مُغادرة سوزان الغرفة، قالت أرتيا.
“لقد تركنا مهمة البحث عن الشهود لسوزان، لذا دعونا نتحدث عن ما يجبُ علينا القيام بهِ الآن.”
نظرت ماريغولد بغضبٍ وكأنها على وشك خنق الكونت إليزيوم ، بينما كانت داليا تكتبُ في ذهنها رسالة لعنٍ غاضبة تجاهه، استمرت أرتيا في حديثها.
“العوامل التي يُمكن أنْ تؤثر على المحاكمة هي الأدلة والشهود والرأي العام.”
للأسف، لَمْ يكُن الرأي العام حليفًا لفريجيا في الوقت الحالي.
حتى لو كانت قد تعرضت للاعتداء فعلاً، كان هُناك العديد مِمَن اعتبروا أنها ارتكبت خطأً بالتبليغ عن زوجها. لأنهم اعتبروا أنه كان يجب حل الأمور داخل المنزل.
بينما كانت فريجيا تميلُ برأسها الحزين، صرخت ماريغولد.
“مَن يجرؤ على قول مثل هَذا الكلام؟ سأخيطُ فمه إنْ تطلب الأمر.”
وأضافت داليا بصوت هادئ.
“الفاعل هو الكونت إليزيوم بوضوح. مِن غيرِ الصحيح أنْ نلوم الضحية، وهي فريجيا.”
أومأت أرتيا برأسها.
“أعتقدُ ذَلك أيضًا. لذا دعونا نعمل على تغيّر الرأي العام بما يتماشى مع أفكارنا.”
بينما استمعن إلى كلمات أرتيا، بدأت الدهشة تتسلل إلى وجوه النساء الثلاث.
فقد اعتقدت ماريغولد أنْ الأرنب الهادئ كان في الحقيقة خبيرًا في ركلات الساق الخلفية!
“لَمْ يكُن حظًا بسيطًا أنْ حصلتِ على الطلاق. بل أنتِ التي صنعتِ الظروف ليكون الطلاق مُمكن.”
ابتسمت أرتيا بخجل.
“لأنني أدركتُ أنْ الانتظار بهدوءٍ لَن يُحقق لي ما أريد.”
تألقت عيني أرتيا الوردية وهي تنظرُ إلى النساء الثلاث.
“عندما تريدين شيئًا، يجبُ أنْ تسعي لأخذه بنفسكِ.”
* * *
دخلت النساء إلى قاعة الاحتفالات في عائلة غولدجرس، ووجوههن تعكسُ الدهشة الواضحة.
كانت الثريا المُعلقة مرصعةً بالألماس، والزهور الربيعية المُتألقة التي يصعُب العثور عليها في هَذا الموسم، والحلويات المُغطاة بالذهب، والمئات منِ الخدم والخادمات يرتدون أرقى الملابس.
كانت ماريغولد، التي بدت وكأنها تلمعُ في هَذا المكان الفخم، تبتسمُ وهي ترتدي الألماس الكبير الذي يُمكن أنْ يشعر المرء بالقلق مِن ثقل وزنه.
“مرحبًا بكُم، يا سيداتي.”
مع الإطلالة الفاخرة التي تزيدُ عن عشرة أضعاف، استمرت ماريغولد في حديثها أمام النساء المُتفاجئات.
“أحببتُ أنْ أقيم حفلًا بعد فترةٍ طويلة لأتحدث معكُم. أنتُم جميعًا على علم بأخبار فريجيا فون إليزيوم، أليس كذَلك؟”
مسحت ماريغولد عينيها بمنديلٍ مِن الحرير مزينٍ بخيوط ذهبية.
“لقد حزنت كثيرًا لسماع الأخبار، وبكيتُ لعدة أيام. كم كان يجبُ أنْ تكون فريجيا خائفةً عندما تعرضت لمثل هَذا الأمر المُخيف والمُرعب على يد زوجها. يا للمسكينة فريجيا…”
شعرت النساء بالارتباك.
هل كانت الشائعات حول تدهور علاقة سيدات الزهور مُجرد أكاذيب؟
كانت ماريغولد لا تزال الحليفًا القويًو لفريجيا.
بينما كانت تمسحُ دموعها بتعبيرٍ مأساوي كأنها مُمثلة، تذكرت ماريغولد كلمات أرتيا.
‘إذا عرف الناس أنْ علاقة الثلاثة مِن سيدات لا تزال قويةً، فَلَن يجرؤ أحدٌ على لوم فريجيا. بل سيتعاطفون معها. فقلةٌ مِن النساء في هَذا المُجتمع يجرؤن على تحدي سيدات الزهور.’
كان كلام أرتيا صحيحًا.
نظرت النساء المُحيطات بماريغولد بتشجيعٍ واهتمام.
“لا أستطيع أنْ أصف لكم مدى قلقي عند سماع الأخبار. كيف يُمكن أنْ تُعاني امرأةٌ بدت سعيدةً هَكذا…”
كانت هُناك امرأةٌ أكثر نشاطًا تُدافع عن فريجيا.
“لقد بدا الكونت إليزيوم يُحبها ويعتني بها، ولكن مِن المُحزن أنْ يقوم بمثل هَذا التصرف.”
بدأت أرتيا في الحديث.
“بالطبع، لا تنطبق هَذهِ الصفة على جميع الرجال.”
صرخت امرأةٌ بوجهٍ مُتجهم.
“لا تتحدثي بدوّن معرفة شيء. الكونت نفى تمامًا اعتداءه، مُدعيًا أنْ زوجته قد اخترعت القصة وأفرطت في الشكوى. إنهُ يشعرُ بالإحباط والحُزن لأن زوجته تصرفت بهَذهِ الطريقة.”
كانت تلكَ هي الكونتيسة أكيسيما.
كانت واحدةً مِن الأعداء التاريخيين لـ سيدات الزهور. نظرت إلى ماريغولد بنظرةٍ حادة.
“وحتى لو كان الكونت إليزيوم قد قام بالاعتداء، فإنْ الإبلاغ عنهُ في المحكمة يُعد تصرفًا خاطئًا تمامًا. أيُّ زوجةٍ يُمكن أنْ تُريد أنْ تحول زوجها إلى مجرم؟”
شعرت ماريغولد بالغضب، ولكن قبل أنْ تتحدث، تدخلت داليا.
“كونتيسة أكيسيما، أعتقد أنهُ ينبغي علينا تجنب الحديث عن أمور لا نعرفُ حقيقتها. لكن…”
نظرت داليا إلى أكيسيما والنساء الأخريات بينما تابعت حديثها.
“مِن غير المعقول أنْ نلوم فريجيا على الإبلاغ. مِن الواضح أيِّ الفعلين هو الأكثر إجرامًا الاعتداء أو الكشف عنه. حتى الطفل يعرفُ الفرق بينها.”
لَمْ تتمكن أكيسيما مِن الرد على هَذهِ الكلمات النزيهة والعادلة.
‘لكن مهما حاولت ماريغولد وداليا، سيكون هُناك حدود. لَن يغيروا الوضع بشكلٍ جذري. يجبُ أنْ نقلب الموازين تمامًا. لهَذا، نحتاج إلى أنْ يتجاوز الناس مُجرد التضامن الظاهري ويدعموا فريجيا بصدق.’
سألتها النساء الثلاث: ‘كيف؟’
نظرت أرتيا إليّهن بنظرةٍ حزينة.
“كم عدد الزوجات اللواتي يتعرضن للاعتداء مِن أزواجهنَ في هَذهِ العاصمة، برأيكِ؟”
لا يوجد أي تجاوب. النساء يكافحنَ لإخفاء مثل هَذهِ الأمور.
لكن الحقيقة مُختلفةٌ تمامًا، والعدد أكبر بكثيرٍ مِما يُمكن تخيله.
‘سنجعل هؤلاء النساء يتقدمنَ إلى الساحة.’
ستكون هَذهِ هي المهمة التي ستتولاها أرتيا.
كانت النساء جالسات أمام أرتيا.
كُن جميعًا قد استشرن أرتيا في السر، وأصبحن صديقاتٍ يتناولن الشاي معًا ويتحدثن بانتظام.
تحدثت واحدةٌ منهن، كلارا، بحذر.
“هل صحيح أنْ زوجة الكونت تُقيّم في منزل إيدينبرغ؟”
“نعم، صحيح.”
أبدت النساء تعبيرات الدهشة. إذ كانت العلاقة بين أرتيا وفريجيا غيرَ معروفةٍ بأنها جيدة.
‘كيف حدث هَذا بين هاتين المرأتين؟’
في محاولةٍ لعدم التسبُب في إحراج، لَمْ يسألن، لكن نظراتهُن كانت تُعبر عن فضولهن.
“في الواقع، لقد تعرضتُ لنفس الموقف كما حدث لفريجيا.”
“نفس الموقف؟”
“تعرضتُ للاعتداء مِن زوجي السابق، لويد.”
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
《واتباد: cynfti 》 《انستا: fofolata1 》