رفع دان زاوية شفتيهِ مثل شريرٍ مُتآمر، قبل أنْ يُعيد تركيزه على المخطوطات.
***
في قصر الكونت غريك.
اتسعت عينا الكونت غريك، زوج داليا، بدهشةٍ.
فقد كانت هُناك عربةٌ ضخمةٌ وفاخرة متوقفة أمام القصر.
“هل لدينا زوار؟”
لكن توقعه سرعان ما تبدد عندما تحدثت داليا بلا اكتراث.
“إنها لي. لقد اشتُريتها.”
اتسعت فاه الكونت غريك مٍن الصدمة.
“م-ماذا؟ اشتريتِ عربة؟”
“نعم، لطالما كان ذَلك حُلمي. إنها عربةٌ فاخرة صنعها أعظم الحرفيين، بنشيا.”
أطلق الكونت غريك تنهيدةً صغيرة، ثم وضع تعبيرًا صارمًا أشبه بمعلمٍ يوبخ طفلًا شقيًا.
“سيدتي، أنا موظفٌ حكومي أعمل في شؤون الدولة. إذا تجولتِ بعربةٍ فاخرة كهَذهِ، فَسيتهموننا بالإسراف.”
“أليس الإسراف يعني إنفاق المال بإفراطٍ دوّن مُراعاة المقدرة المالية؟ هَذهِ العربة لا تعُد إسرافًا على الإطلاق.”
“وكيف لا تكون كذَلك؟ راتب الموظف الحكومي لا يكفي لشراء عربةٍ بهَذهِ الفخامة.”
لكن داليا ردت بثقة، موجهةً حديثها إلى زوجها، الذي يعتزُ بنزاهته.
“لكن هَذهِ العربة لَمْ تُشترَ بأموالكَ.”
“ماذا؟!”
“لقد دفعتُ ثمنها مِن مالي الخاص. بل وتبرعتُ للأكاديمية بمبلغٍ يُعادل ضعف ثمنها. لذا، إنْ كان هُناك مَن سيُصرّ على اتهامنا بالإسراف، فالمشكلة تكمُن فيهم، لا فينا.”
بدا الكونت غريك في حيرةٍ مِن أمرهِ بسبب هَذا الطوفان غير المتوقع مِن الكلمات، لكنهُ استعاد رباطة جأشه.
“مِن أين حصلتِ على كُل هَذا المال؟”
“هَذا سر.”
لَمْ تكُن داليا تنوي إخبار زوجها بأنْ روايتها الجديدة حققت نجاحًا باهرًا، وجعلتها تجلس على ثروةٍ ضخمة.
“على أيِّ حال، سأذهبُ الآن.”
تجاوزت داليا زوجها، الذي بدا وكأنه قد تحول إلى حجر، وصعدت إلى العربة.
“رائع، الداخل واسعٌ وفاخرٌ حقًا… لا عجب أنْ أبطال الروايات جميعهم يركبون عرباتٍ فاخرة.”
في مثل هَذا المكان، يُمكن للحب أنْ ينمو حتى لو لَمْ يكُن موجودًا مِن قبل.
وفي عقل داليا، التي لطالما كانت هادئةً ورزينة، بدأت تتشكل مشاهدٌ غرامية ساخنة تدور داخل هَذهِ العربة الفاخرة.
* * *
قال كيليان بوجهٍ مُمتعضٍ بوضوح.
“نظراتُ النساء نحوي أصبحت أكثر حدةً هَذهِ الأيام…”
لَمْ يكُن هُناك شيءٌ في العالم يُمكن أنْ يخيف كيليان، لكنهُ كان شديد الحساسية للأجواء مِن حوله، وكان أكثر حساسيةً تجاه نظرات النساء على وجه الخصوص.
أجاب نوكتورن، وهو يُراقب كيليان بحذر.
“رُبما يكون ذَلك بسبب تلكَ الرواية.”
“رواية؟”
“نعم. هُناك روايةٌ اكتسبت شعبيةً هائلة مؤخرًا، ويقال إنْ بطلها أميرٌ ذو شعرٍ أسود وعينين ذهبيتين. لا بد أنْ الناس يربطون بينكَ بها.”
“وما عنوان تلكَ الرواية؟”
“الأمير النبيل هو ممسحة قدميها.”
“…..؟”
“هل تريدُ أنْ أخبركَ بموجز القصة أيضًا؟”
“لا داعي.”
عندما التقت عيناهُما، نوكتورن، الذي كان خادمًا حاذقًا، تحدث على الفور.
“إذا كان الأمر يزعجكَ، يُمكنني جمع كُل النسخ فورًا، والعثور على الكاتب وإنزال عقوبةٍ قاسيةٍ به حتى لا يكتُب مثل هَذهِ الروايات مرةً أخرى.”
لو كان كيليان في حالتهِ المُعتادة، لكان قد أومأ برأسهِ فورًا. فَلَمْ يكُن مِن النوع الذي يتسامح مع أيِّ شيءٍ يُزعجه.
لكن كيليان قال شيئًا غير متوقع.
“انتظر، لدي شيءٌ أريدُ التأكد منه أولًا.”
***
كان كيليان جالسًا قبالة أرتيا.
‘الآن قد أصبح يأتي إلى هُنا كما لو أنْ هَذا منزله.’
نظر إليّها كيليان وقال فجأةً.
“الأمير النبيل هو ممسحة قدميها.”
في تلكَ اللحظة، تغيّر تعبيرُ أرتيا.
قبل لحظاتٍ فقط، كانت هادئة، لكنها الآن أصبحت مُتحمسةً وكأنْ صاعقةً ضربتها.
“جلالتُك تعرف هَذهِ الرواية أيضًا؟”
“نعم.”
“هل قرأتها؟”
“لا.”
عَبُست أرتيا بإحباطٍ واضح.
شعر كيليان بغرابة، وكأنهُ قال شيئًا قاسيًا دوّن قصد.
“نوكتورن أخبرني أنْ هَذهِ الرواية تحظى بشعبيةٍ كبيرة هَذهِ الأيام.”
“ليست مُجرد شعبيةٍ عادية! فقد نفذت الطبعة الأولى فور صدورها، وعندما يلتقي الناس، لا يتحدثون إلا عنها. وعند إصدار طبعاتٍ جديدة، تصطف الحشود أمام المكتبات منذُ الفجر، وهُناك مَن يدفع عشرات أضعاف سعرها للحصول على نسخة! إنها أكثر روايات ريدليب شهرةً على الإطلاق!”
لَمْ يكُن مِن الصعب معرفة الحقيقة مِن حماس أرتيا غير المُعتاد.
“إذًا، هي مِن معجبي الكاتب.”
لقد كان قرارًا صائبًا ألا يقبض على الكاتب. وإلا لكانت تلكَ العيون التي تُشبه عيون الأرانب قد أغرقت المكان بالدموع.
شعر كيليان بالرضا عن قرارهِ وانتقل إلى موضوعٍ آخر.
“بالمُناسبة، الكتاب الذي أوصيتني بقراءته…”
“آه، هل قرأته؟”
عندما أومأ كيليان برأسهِ، لمعت عينا أرتيا الوردية ببريقٍ غريب.
كانت تتساءل، بكُل شغف، هل أعجب جلالتُه بالرواية التي تُحبها؟
“ما رأيُكَ فيها؟”
‘كنتُ أود توجيه لكمةٍ للبطل.’
لكنه امتلك مِن الحكمة ما يكفي لعدم قول ذَلك.
“تصرفات البطل لَمْ تكُن مُقنعة.”
“أيُّ جزءٍ تحديدًا؟”
“كلها، كلها بالكامل.”
أرتيا نظرت إليّهِ بعدم تصديق، وكأنها تقول: كيف يُمكن ألا يُعجبكَ الكونت أوغست؟ إنهُ رائع!
“على سبيل المثال…”
نهضّ مِن مقعدهِ وسار بضع خطواتٍ، ثم جثا على ركبتيهِ أمامها.
اتسعت عينا أرتيا مِن الصدمة.
“جلالتُك، ماذا تفعل…؟”
قبل أنْ تتمكن مِن إكمال جُملتها، نظر كيليان إليّها مُباشرةً.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 84"