البحث عن زوج للدوقة - 84
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- البحث عن زوج للدوقة
- 84 - السيدة النبيلة والجميلة هي في الواقع...²⁵
الفصل 84 : السيدة النبيلة والجميلة هي في الواقع…²⁵
فتحت أرتيا الكتاب بيدين مُرتجفتين.
على الصفحة الأولى، كان هُناك توقيعٌ فاخر مِن ريدليب مع عبارةٍ قصيرة مكتوبة.
[إلى مُعجبتي أرتيا، مع خالص امتناني.]
“كييياااا!”
في النهاية، لَمْ تستطع أرتيا كبح صرختها وقفزت في أرجاء الغرفة بحماس.
مَن يكترث بمكانة السيدات النبيلات؟
لقد حصلتْ على الطبعة الأولى مِن كتاب كاتبها المُفضل مع توقيعٍ شخصي!
***
حصلت دارُ النشر الصغيرة، التي كان دان يُديرها بمفرده، على موظفٍ جديد.
كان هو الطفل الذي سرق حقيبة داليا.
وقف الطفل وهو يُمسك بمنفضة الغبار ووجهُه مُتجهمٍ، متذمرًا.
“آه، لماذا عليّ أنْ أعمل هُنا؟”
رد دان، الذي كان يتفحصُ المخطوطات بينما يرتدي نظارته.
“إذا لَمٌ تُرد العمل، يُمكنك الذهاب إلى مكتب الأمن الآن وتحمل عقوبة السرقة.”
كانت السرقة جريمةً خطيرة، وإذا كان المسروق مُلكًا لأحد النبلاء، فالأمر يُصبح أشد خطورة.
“إذا كنت سيئ الحظ، فقد تُقطع يدُك…”
“هيييك!”
قال دان، بينما كان ينظرُ إلى الطفل الذي شحُب وجههُ مِن الخوف.
“أليس مِن الأفضل أنْ تعمل هُنا بجدٍ بدلًا مِن ذَلك؟”
على الرغم مِن أنْ رئيسه كان مزعجًا، والعمل مرهقًا، إلا أنه كان يحصل على وجبات طعام، ويمكنه النوم في أحد أركان المكتب.
بكُل المقاييس، كان هَذا أفضل بكثيرٍ مِن السجن.
“تبااا!”
تذمر الطفل وأخذ ينفضُ الغبار عن الرفوف بحماس.
على الرغم مِن أنه بدأ كعاملٍ مُجبر مِن دوّن أجر، إلا أنه مع مرور الوقت، سيتعلمُ القراءة تدريجيًا ويُصبح موظفًا رسميًا.
وبذَلك، سينتهي به المطاف في دوامةٍ لا نهاية لها مِن تصحيح الأخطاء المطبعية.
كان هَذا هو المُخطط الخفي لدان.
“المساس بالمخطوطات المُقدسة جريمةٌ عظيمة، أيُها الصغير.”
رفع دان زاوية شفتيهِ مثل شريرٍ مُتآمر، قبل أنْ يُعيد تركيزه على المخطوطات.
***
في قصر الكونت غريك.
اتسعت عينا الكونت غريك، زوج داليا، بدهشةٍ.
فقد كانت هُناك عربةٌ ضخمةٌ وفاخرة متوقفة أمام القصر.
“هل لدينا زوار؟”
لكن توقعه سرعان ما تبدد عندما تحدثت داليا بلا اكتراث.
“إنها لي. لقد اشتُريتها.”
اتسعت فاه الكونت غريك مٍن الصدمة.
“م-ماذا؟ اشتريتِ عربة؟”
“نعم، لطالما كان ذَلك حُلمي. إنها عربةٌ فاخرة صنعها أعظم الحرفيين، بنشيا.”
أطلق الكونت غريك تنهيدةً صغيرة، ثم وضع تعبيرًا صارمًا أشبه بمعلمٍ يوبخ طفلًا شقيًا.
“سيدتي، أنا موظفٌ حكومي أعمل في شؤون الدولة. إذا تجولتِ بعربةٍ فاخرة كهَذهِ، فَسيتهموننا بالإسراف.”
“أليس الإسراف يعني إنفاق المال بإفراطٍ دوّن مُراعاة المقدرة المالية؟ هَذهِ العربة لا تعُد إسرافًا على الإطلاق.”
“وكيف لا تكون كذَلك؟ راتب الموظف الحكومي لا يكفي لشراء عربةٍ بهَذهِ الفخامة.”
لكن داليا ردت بثقة، موجهةً حديثها إلى زوجها، الذي يعتزُ بنزاهته.
“لكن هَذهِ العربة لَمْ تُشترَ بأموالكَ.”
“ماذا؟!”
“لقد دفعتُ ثمنها مِن مالي الخاص. بل وتبرعتُ للأكاديمية بمبلغٍ يُعادل ضعف ثمنها. لذا، إنْ كان هُناك مَن سيُصرّ على اتهامنا بالإسراف، فالمشكلة تكمُن فيهم، لا فينا.”
بدا الكونت غريك في حيرةٍ مِن أمرهِ بسبب هَذا الطوفان غير المتوقع مِن الكلمات، لكنهُ استعاد رباطة جأشه.
“مِن أين حصلتِ على كُل هَذا المال؟”
“هَذا سر.”
لَمْ تكُن داليا تنوي إخبار زوجها بأنْ روايتها الجديدة حققت نجاحًا باهرًا، وجعلتها تجلس على ثروةٍ ضخمة.
“على أيِّ حال، سأذهبُ الآن.”
تجاوزت داليا زوجها، الذي بدا وكأنه قد تحول إلى حجر، وصعدت إلى العربة.
“رائع، الداخل واسعٌ وفاخرٌ حقًا… لا عجب أنْ أبطال الروايات جميعهم يركبون عرباتٍ فاخرة.”
في مثل هَذا المكان، يُمكن للحب أنْ ينمو حتى لو لَمْ يكُن موجودًا مِن قبل.
وفي عقل داليا، التي لطالما كانت هادئةً ورزينة، بدأت تتشكل مشاهدٌ غرامية ساخنة تدور داخل هَذهِ العربة الفاخرة.
* * *
قال كيليان بوجهٍ مُمتعضٍ بوضوح.
“نظراتُ النساء نحوي أصبحت أكثر حدةً هَذهِ الأيام…”
لَمْ يكُن هُناك شيءٌ في العالم يُمكن أنْ يخيف كيليان، لكنهُ كان شديد الحساسية للأجواء مِن حوله، وكان أكثر حساسيةً تجاه نظرات النساء على وجه الخصوص.
أجاب نوكتورن، وهو يُراقب كيليان بحذر.
“رُبما يكون ذَلك بسبب تلكَ الرواية.”
“رواية؟”
“نعم. هُناك روايةٌ اكتسبت شعبيةً هائلة مؤخرًا، ويقال إنْ بطلها أميرٌ ذو شعرٍ أسود وعينين ذهبيتين. لا بد أنْ الناس يربطون بينكَ بها.”
“وما عنوان تلكَ الرواية؟”
“الأمير النبيل هو ممسحة قدميها.”
“…..؟”
“هل تريدُ أنْ أخبركَ بموجز القصة أيضًا؟”
“لا داعي.”
عندما التقت عيناهُما، نوكتورن، الذي كان خادمًا حاذقًا، تحدث على الفور.
“إذا كان الأمر يزعجكَ، يُمكنني جمع كُل النسخ فورًا، والعثور على الكاتب وإنزال عقوبةٍ قاسيةٍ به حتى لا يكتُب مثل هَذهِ الروايات مرةً أخرى.”
لو كان كيليان في حالتهِ المُعتادة، لكان قد أومأ برأسهِ فورًا. فَلَمْ يكُن مِن النوع الذي يتسامح مع أيِّ شيءٍ يُزعجه.
لكن كيليان قال شيئًا غير متوقع.
“انتظر، لدي شيءٌ أريدُ التأكد منه أولًا.”
***
كان كيليان جالسًا قبالة أرتيا.
‘الآن قد أصبح يأتي إلى هُنا كما لو أنْ هَذا منزله.’
نظر إليّها كيليان وقال فجأةً.
“الأمير النبيل هو ممسحة قدميها.”
في تلكَ اللحظة، تغيّر تعبيرُ أرتيا.
قبل لحظاتٍ فقط، كانت هادئة، لكنها الآن أصبحت مُتحمسةً وكأنْ صاعقةً ضربتها.
“جلالتُك تعرف هَذهِ الرواية أيضًا؟”
“نعم.”
“هل قرأتها؟”
“لا.”
عَبُست أرتيا بإحباطٍ واضح.
شعر كيليان بغرابة، وكأنهُ قال شيئًا قاسيًا دوّن قصد.
“نوكتورن أخبرني أنْ هَذهِ الرواية تحظى بشعبيةٍ كبيرة هَذهِ الأيام.”
“ليست مُجرد شعبيةٍ عادية! فقد نفذت الطبعة الأولى فور صدورها، وعندما يلتقي الناس، لا يتحدثون إلا عنها. وعند إصدار طبعاتٍ جديدة، تصطف الحشود أمام المكتبات منذُ الفجر، وهُناك مَن يدفع عشرات أضعاف سعرها للحصول على نسخة! إنها أكثر روايات ريدليب شهرةً على الإطلاق!”
لَمْ يكُن مِن الصعب معرفة الحقيقة مِن حماس أرتيا غير المُعتاد.
“إذًا، هي مِن معجبي الكاتب.”
لقد كان قرارًا صائبًا ألا يقبض على الكاتب. وإلا لكانت تلكَ العيون التي تُشبه عيون الأرانب قد أغرقت المكان بالدموع.
شعر كيليان بالرضا عن قرارهِ وانتقل إلى موضوعٍ آخر.
“بالمُناسبة، الكتاب الذي أوصيتني بقراءته…”
“آه، هل قرأته؟”
عندما أومأ كيليان برأسهِ، لمعت عينا أرتيا الوردية ببريقٍ غريب.
كانت تتساءل، بكُل شغف، هل أعجب جلالتُه بالرواية التي تُحبها؟
“ما رأيُكَ فيها؟”
‘كنتُ أود توجيه لكمةٍ للبطل.’
لكنه امتلك مِن الحكمة ما يكفي لعدم قول ذَلك.
“تصرفات البطل لَمْ تكُن مُقنعة.”
“أيُّ جزءٍ تحديدًا؟”
“كلها، كلها بالكامل.”
أرتيا نظرت إليّهِ بعدم تصديق، وكأنها تقول: كيف يُمكن ألا يُعجبكَ الكونت أوغست؟ إنهُ رائع!
“على سبيل المثال…”
نهضّ مِن مقعدهِ وسار بضع خطواتٍ، ثم جثا على ركبتيهِ أمامها.
اتسعت عينا أرتيا مِن الصدمة.
“جلالتُك، ماذا تفعل…؟”
قبل أنْ تتمكن مِن إكمال جُملتها، نظر كيليان إليّها مُباشرةً.
“جسدي وقلبي ملكٌ لكِ بالكامل. أرجوكِ، امنحيني جزءًا صغيرًا منكِ.”
كانت هَذهِ الجملة تحديدًا هي عبارة الكونت أوغست الشهيرة.
حين قرأتها أرتيا لأول مرة، كانت قد صرخت بحماسٍ وقفزت في مكانها بفرحٍ طفولي.
لكن الآن، لَمْ تستطع إصدار أيِّ رد فعل.
كان السبب في ذَلك هو الرجل الذي أمامها.
كان وجهُه جميلًا للغاية، وعيناه الذهبيتان تخطُفان الأنفاس.
توقفت كُل حواسها.
أنفاسُها، دقات قلبها، الزمن نفسُه—كُل شيء تجمد في تلكَ اللحظة.
وسط هَذا الشعور وكأنْ الزمن قد امتد إلى الأبد، سألها كيليان بصوتٍ هادئ.
“هل هَذا هو ما يجعلُكِ تشعرين بالإثارة؟”
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
《واتباد: cynfti 》 《انستا: fofolata1 》