أكثر حتى مِن خوفهِ مِن شقيقه، أو رًبما أكثر بكثيرٍ.
نظرَ كيليان إلى سيمون المُرتجف تحتهُ، ثم فتحَ فمهُ وسأل.
“هل أنتَ خطيب أرتيا فون إدينبيرغ؟”
كان سؤالًا قد يبدو طبيعيًا عند رؤية شابٍ وفتاة يجلسان معًا، لكنهُ كان يحملُ بعض الوقاحة.
ومع ذَلك، شعر سيمون وكأنهُ يُستجوب بتهمة الخيانة العظمى.
كانت الهالة المُنبعثة مِن عيني كيليان الذهبيتين حادةً لدرجةٍ لا تُحتمل.
‘إذا لَمْ أجب بشكلٍ صحيح، فَسأنال عقابًا رهيبًا.’
كان عليهِ أنْ يُجيب فورًا…
لكن جسدُه المُتوتر لَمْ يتحمل الخوف الشديد، وفي النهاية، سقط على الأرض مصحوبًا بصوتٍ ارتطام.
“سيمون!”
حاولت أرتيا مد يدها نحوه، لكن كيليان وقف أمامها ليمنعها.
تحدثت بسرعةٍ وقلق:
“سيمون هو مرافقٌ لي، سأصطحبهُ إلى طبيب.”
“لا داعي لذَلك.”
‘كيف لا؟!’
صرخت في داخلها، لكن كليان قال ببرود.
“سأتولى علاجهُ بنفسي.”
“……؟!”
عجزت أرتيا عن إخفاء دهشتها، وارتسمت على وجهها ملامحٌ غيرُ لائقة، وكأنها شهدت مشهدًا غريبًا للغاية.
“لماذا سيفعل الأمير ذَلك؟”
كان سؤالها غيرَ مُهذبٍ للغاية، لكنها لَمْ تُدرك حتى أنها نطقت به.
التقت عيناها بعيني كيليان،
“لأنه بسببي. يجبُ أنْ أتحمل المسؤولية.”
…كان ذَلك منطقيًا.
ولهَذا السبب بالذات، شعرت أرتيا بارتباكٍ أكبر.
‘حين يقول الأمير شيئًا منطقيًا، يُصبح الأمر أكثر إثارةً للريبة!’
لوّح كيليان لأحد الموظفين الذين كانوا يُراقبون الموقف.
“خُذ هَذا الرجل إلى القصر الإمبراطوري.”
“ن… نعم؟!”
قفز الموظف مذعورًا، ثم حمل سيمون على ظهرهِ وخرج مُسرعًا.
في هَذهِ اللحظة، لَمْ يعُد بإمكان أرتيا منعه.
فقد كان اعتراضُها على أوامر الأمير تصرفًا غيرَ لائق… ناهيك عن أنها كانت خائفةً أيضًا.
في النهاية، لَمْ يكُن أمامها سوى أنْ تضُم يديها وتتحدث بتوسل.
“أرجو أنْ تعتني بسيمون جيدًا.”
نظر إليّها كيليان ببرود،ٍ ثم نطق ببرودٍ أكثر.
“هل يُعجبكِ هَذا الرجل إلى هَذهِ الدرجة؟”
“ماذا؟!”
قطبت حاجبيها، غيرَ قادرةٍ على فهم ما يقصدُه.
لكن كيليان لَمْ يكُن ينتظرُ إجابةً على ما يبدو، فقد أدار رأسهُ بعيدًا عنها.
طوال الطريق عائدةً إلى القصر، لَمْ تشعر أرتيا بالراحة أبدًا.
‘وجه الأمير في النهاية لَمْ يكُن يبدو وكأنهُ سيعتني بسيمون جيدًا…’
بل على العكس، بدا وكأنه سيحرصُ على ألا يفتح سيمون عينيهِ أبدًا مُجددًا.
وبينما كانت أرتيا تُفكر بقلقٍ، تحدثت بيبي.
“سيدتي، لقد جاء قط أسود إلى القصر قبل قليل.”
“ماذا؟!”
كانت أرتيا قد أعطت تعليمات لخادماتها بعدم طرد أيِّ قطٍ أسود قد يظهرُ في القصر، فقد كانت تتوقعُ قدوم “نوي” أثناء غيابها.
حدقت ببيبي بعيونٍ مُتألقة وسألتها بحماسٍ.
“أخبريني بالتفصيل!”
“قبل ساعةٍ تقريبًا، رأت إحدى الخادمات قطًا أسود جالسًا خارج نافذة غرفتكِ أثناء تنظيفها. وما إنْ تلاقت أعينهما، حتى اختفى في لمح البصر. لكنها أكدت أنهُ كان قطًا رائع الجمال، تمامًا كما وصفتِه يا سيدتي.”
بِمُجرد سماع ذَلك، ركضت أرتيا إلى غرفتها وفتحت النافذة.
لكن كما توقعت، لَمْ يكًن “نوي” هُناك.
تنهدت بخيبة أملٍ.
“نوي…”
كم كان الأمرُ مؤسفًا أنْ يأتي القطُ بينما كانت في الخارج.
لقد أعدت لهُ الكثير مِن الوجبات الخفيفة والألعاب لتستقبلهُ بها…
” سوف يعود مُجددًا…”
وبهَذهِ السرعة، اختفى قلقُها بشأن سيمون مِن عقلها تمامًا.
في نفس الوقت، كان كيليان واقفًا عند النافذة، يعقد ذراعيهِ على صدرهِ.
اقترب نوكترن منهُ وقال.
“جلالتُكَ، لقد استعاد سيمون فون لوشيان وعيّه.”
بما أنهُ فقد وعيّه مِن الخوف فقط، لَمْ يكُن بحاجةٍ إلى أيِّ علاجٍ حقيقي، لذا استيقظ سريعًا.
لكنهُ، بِمُجرد أنْ أدرك أنهُ في القصر الإمبراطوري، بدا وكأنهُ سيُغمى عليهِ مُجددًا.
“اجعلوهُ يفقدُ وعيّه مجددًا. هَذهِ المرة، إلى الأبد.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 31"