لم يستطع كيليان وأرتيا فهم كلمات شارلوت في تلك اللحظة.
من بين الاثنين المتجمدين، كان كيليان أول من تكلم.
“ما قلتيهِ للتو، اشرحيه جيدًا.”
بإنزعاجٍ.
أشارت شارلوت إلى أرتيا وهي تتمتم.
“أعدتُ إلى الحياة تلك الفتاة التي ماتت غرقًا في البحيرة.”
شعرت أرتيا بقلبها يهوي وهي تستمع بصمت.
صرخت أرتيا بصوت مرتبك.
“سقطتُ في البحيرة، لكنني لم أمت!”
ردت شارلوت.
“لقد متِ مرةً واحدة حينها. علامة الموت محفورة بوضوح في روحك.”
“لا، أنا…!”
“هل تقولين إن روحًا من عالمٍ آخر دخلت جسدكِ فقط؟”
“……!”
“كان ذلك مجرد وهم لحظي. ألم تتوقفي عن التفكير منذ وقتٍ ما بأنك لستِ أرتيا؟”
لم تستطع أرتيا قول شيء.
لأن كلمات شارلوت كانت صحيحة.
لكن أرتيا هزت رأسها بعد ذلك بوجهٍ مشوش.
“لدي ذكرياتٌ ضبابية من الماضي.”
عاشت في عالمٍ آخر، محاطةٍ بوالدين حنونين وأصدقاء يحبونها، حياةٌ سعيدةٌ لا مثيل لها.
قالت شارلوت بعد أن قرأت كل شيء في عينيها الورديتين.
“كان ذلك حلمًا رأيتيه.”
“……!”
“لم يدخل جسدك أي روح أخرى. منذ البداية وحتى الآن، أنتِ أرتيا فون إدينبرغ التي ألقت بنفسها في البحيرة لأنها كُرِهت بشدةٍ.”
* * *
في مكتب القصر الإمبراطوري، كان كيليان يراجع الأوراق.
دخل نوكتيرن وقال.
“سموك، وصلت أخبارٌ عاجلة عن عائلة إيدينبرغ.”
على عكس كلمة “عاجل”، كان صوت نوكتورن هادئًا للغاية.
كان ذلك متوقعًا، فبالرغم من تقديمه تقارير مهمة كل ساعة، نادرًا ما بدا كيليان متفاجئًا أو مرتبكًا.
سيكون الأمر كذلك هذه المرة أيضًا.
بهذا الفكر، فتح نوكتورن فمه.
“يُقال إن دوقة إيدينبرغ سقطت في الماء وماتت.”
في تلك اللحظة، تغيّر وجه كيليان الخالي من التعبير.
توقف كيليان عن التوقيع على الأوراق وسأل.
“ماذا قلت؟”
شعر نوكتورن بأن الجو غير عادي، فأبلغ بتوتر على عكس ما سبق.
“اكتشفت خادمةٌ عابرة الدوقة إيدينبرغ غارقة في بحيرة القصر، وحاولت إنقاذها، لكنها لم تستعد وعيها وفارقت الحياة. السبب غير مؤكد بعد، لكن الانتحار هو الأرجح مقارنةً بالقتل أو الحادث.”
لم يستوعب كيليان صوت نوكتورن الذي يرن في أذنيه. لم يفهم شيئًا.
“سموكَ!”
صرخ نوكتورن مرتبكًا.
تحول كيليان إلى نمرٍ أسود في لحظة وقفز من النافذة.
ركض النمر الأسود الضخم بسرعةٍ البرق ووصل إلى قصر إيدينبرغ.
كان المكان واسعًا وغريبًا عليه، لكن النمر توجه إلى مكانٍ واحد دون تردد.
تبع رائحة أرتيا التي يتذكرها.
لكن الرائحة كانت خافتة ًجدًا.
كأثر تركه شخص لم يعد موجودًا.
شعر بقشعريرة في ظهره.
“رائحتها دائمًا أخف من الآخرين.”
أو ربما ليست في القصر.
كيليان، الذي كان دائمًا يحلل الواقع بهدوء، نفى كل ما شعر به ودخل الغرفة.
في غرفة مغطاة بغروب أحمر، كانت أرتيا مستلقيةً بعينين مغلقتين داخل نعشٍ صلب.
تحول كيليان إلى قطٍ أسود وشعر باختناقٍ.
كان وجهها شاحبًا كجثة رآها آلاف المرات في ساحات المعارك.
“أرتيا فون إيدينبرغ تخاف مني. لا يجب أن أظهر حقيقتي.”
لكن كيليان كسر، دون وعي، حظرًا حافظ عليه طويلاً.
عاد إلى شكله البشري وفتح فمه.
“أرتيا فون إيدينبرغ.”
كان أول مرة ينادي اسمها أمامها.
لكن لم يأتِ رد.
“أرتيا فون إيدينبرغ.”
ارتفع صوت كيليان أكثر.
“أرتيا فون إيدينبرغ!”
في النهاية، خرج صوتٍ كعواء وحش، لكن أرتيا لم تفتح عينَيها.
وهو ينظر إليها، تذكر كيليان صورتها منذ زمنٍ بعيد.
قبل أربع سنوات، في التاسعة عشرة، لاحظ كيليان دخول أرتيا إلى القصرِ الإمبراطوري.
بعد حفل الظهور الأول، كان يحلم بها كل ليلة أحلامًا قاسية.
كانت رائحتها، التي شمها بعد وقتٍ طويل، واضحةً جدًا.
تحول كيليان إلى قط أسود وبحث عنها كالمسحور.
كانت التي تبكي دائمًا تبتسم.
خداها محمرتان، تتفتح كزهرةٍ مشمسة.
كان ذلك شكلاً لم يره من قبل.
لكنه لم يستطع التفكير بأنها جميلة أو محبوبة.
لأن نظراتها كانت موجهةَ إلى لويد.
شعر بغضب جامح في تلك اللحظة.
أراد أن يعض رقبة لويد فورًا.
لكنه كبح تلك الرغبة بيأس.
لأنه الرجل الذي تحبه أرتيا فون إيدينبرغ.
ستحزن.
ستكرهني.
مجرد التخيل جعل قلبهُ يؤلمه بشدة.
في النهاية، استدار كيليان وابتعد عنها.
لكن مهما مر الوقت، لم تهدأ مشاعرهُ المشتعلة.
كانت المرة الأولى التي يفقد فيها السيطرة على نفسه هكذا.
غارقًا في الغضب والخوف، حاول كيليان كبح مشاعرهِ بشدة.
بعد فترة، اندلعت الحرب.
تقدم كيليان إلى الإمبراطور للذهاب إلى الجبهة كأنه كان ينتظر ذلك.
بالطبع، عارض الإمبراطور.
كان كيليان وريثهُ الثمين.
لكن بإصرار كيليان المتكرر، غير رأيه.
“مهما كانت قدراته متميزة، كيليان هو الأمير الثاني. ليتجاوز اللعنة ويصبح إمبراطورًا، يحتاج إلى إنجاز يظهر قدراتهُ.”
لم يكن هناك أفضل من الحرب لذلك.
في النهاية، سمح الإمبراطور لكيليان بالذهاب.
ظنًا أنه سيبقى في الخطوط الأمامية محميًا بالفرسان.
لكن توقعاته كانت خاطئةً.
في ساحة المعركة، كان كيليان في المقدمة يلوح بسيفه.
رأى الجنود ذلك وأُعجبوا به كقائدٍ شجاع لا مثيل له.
وخاف آخرون منه لأنه لا يتردد في قطع آلاف الرقاب من أجلِ النصر.
كل ذلك كان بعيدًا عن الحقيقة.
كان كيليان يفرغ مشاعره المغلية في أعدائه فقط.
‘ما المهم في أن أرتيا فون إيدينبرغ ابتسمت لرجلٍ آخر؟’
التقاها كقطٍ أسود عدة مراتٍ فقط، امرأة لا علاقة لهُ بها.
لا داعي للاهتمام.
في أحد الأيام، عاد كيليان إلى الخيمة مغطى بالدماء.
رأى نوكتورن ذلك وذُهل داخليًا.
‘أصبح أكثر وحشيةّ!’
كان يريد الهروب، لكنه لم يملكُ الشجاعة.
في النهاية، فتح فمه وهو يحلم بيوم يتقاعد فيه بسلام.
“سأبلغكَ بالأخبار الواردة اليوم.”
استمع كيليان وهو يمسح وجهه الملطخ بالدم بمنشفة.
أخبار القصر، الوضع الدولي، صراعات النبلاء، معلومات لا تُعرف في ساحة الحرب، تم تلخيصها بإيجاز.
ثم جاء ذلك الخبر.
“أرتيا فون إيدينبرغ ولويد فون راينر سيتزوجان.”
كان زواج النبلاء الكبار أمرًا يجب معرفته.
لكن رد فعل كيليان تجاوز توقعات نوكتورن بكثير.
كانت عيناه الذهبيتان حادتين لدرجة أن نوكتورن، المتمرس بخدمته لسنوات، شعر بالخوف وكتم أنفاسه.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 169"