نظرت أرتيا إلى الورد الذهبية المُتلألئة وفتحت شفتيها قائلة.
“عندما كنتُ صغيرة، قرأتُ كتابًا يتحدث عن الوردة الذهبية، وقد وجدتُه مُمتعًا للغاية.”
الإمبراطور الأول أورفيوس، الذي أسَّس الإمبراطورية.
كان ساحرًا قويًّا نادر الوجود، لدرجة أنهً استطاع بمُفردهِ إبادة ألف جندي مِن الأعداء.
ولَمْ يكُن ذَلك فَحسب، بل كان يملك شعرًا أسود وعيونًا ذهبية، وكان وسيمًا بدرجةٍ مذهلة.
جمالُه المذهل وقوته الغامضة جعلا الناس يركعون أمامه.
وهَكذا، استطاع أورفيوس، وهو في الثالثة والعشرين فقط، أنْ يُحقق إنجازًا غير مسبوق بتوحيد الأراضي المُتفرقة.
امتلأ الناس بالتوقعات، فقد اعتقدوا أنْ العالم الذي يحكُمه كائن مثالي أشبه بالحاكم سيكون جنةً لَمْ يسبق لها مثيل.
لكن أورفيوس لقي حتفهُ فجأة.
في يوم تتويجهِ كإمبراطور، وقبل لحظاتٍ فقط مِن وضع التاج الذهبي على رأسه.
لقد استنفدت قوتهُ بالكامل بسبب استخدامه المستمر والساحق للسحر، مِما جعل جسده غير قادرٍ على التحمل ونفدت طاقتُه الحيوية تمامًا.
لقد كانت ميتةً مأساويةً بحق.
تحوَّل حفل التتويج على الفور إلى جنازة الإمبراطور.
وإحياءً لذكرى أورفيوس، الذي أحب الإمبراطورية التي أنشأها بصدقٍ، دُفن في القصر الإمبراطوري، وأُقيّم له ضريحٌ خاص.
ورغم أنهُ لَمْ يُتوج رسميًّا، فإنْ أتباعه وشعبه، الذين كانوا يوقرونه مِن أعماق قلوبهم، سجَّلوه كأول إمبراطور للإمبراطورية.
لكن حدثًا مذهلًا وقع بعد ذَلك.
على الأرض التي دُفن فيها الإمبراطور، نبتت زهرةٌ ذهبية لَمْ يسبق لأحدٍ أنْ رآها مِن قبل.
لَمْ يزرعها أحد، ومع ذَلك نَمَت وحدها، وظلّت تتفتح ببراعةٍ بغض النظر عن الطقس أو الفصول.
“قام علماء نبات مرموقون بدراسة الزهرة، لكنهم لَمْ يتمكنوا مِن العثور على نوعٌ مُماثل لها في أيِّ مكانٍ آخر. والأكثر غرابة هو أنها لَمْ تتفتح أبدًا خارج القصر الإمبراطوري، مهما حاولوا.”
لقد كانت الوردة الذهبية تزهر فقط في هَذا المكان داخل القصر.
اعتبرها أفراد العائلة الإمبراطورية آخر هديةٍ مِن الإمبراطور أورفيوس، واحتفوا بها كثيرًا.
“إنْ رؤية الحديقة السحرية التي قرأتُ عنها في الكتب بعينيّ تُشبه الحلم تمامًا.”
تألَّق وجه أرتيا بابتسامةٍ مُشرقة وسط الورود ذهبية متلألئة تحت ضوء القمر الأبيض.
تأملها كيليان بعمقٍ قبل أنْ يُتمتم بصوتٍ خافت.
“أنتِ أشبهُ بالحلم فعلًا.”
لَمْ تسمع أرتيا كلماته، بل قالت وهي تتذكرُ شيئًا.
“عندما عرفتُ أنْ دخول الحديقة مسموحٌ فقط لأفراد العائلة الإمبراطورية، قررتُ أنْ أتزوج أميرًا إمبراطوريًّا.”
قالت ذَلك وكأنها تروي حادثةً طريفة، لكن ملامح كيليان لَمْ تحمل أيِّ أثرٍ للضحك.
“وماذا عن الآن؟”
رمشت أرتيا بعينيها بدهشةٍ بسبب سؤالهِ غير المتوقع.
“بالطبع، لَمْ أعد أفكر بذَلك.”
“لماذا؟”
“لأنني أصبحتُ أكثر نضجًا؟”
“كان مِن الأفضل لو أنكِ لَمْ تنضُجي أبدًا.”
“ماذا؟”
تجعد حاجبا أرتيا بعدم فهم، لكنها سرعان ما اتسعت عيناها بدهشة.
فقد مدَّ كيليان يدهُ إليّها بوردةٍ ذهبية قطفها لتوّه.
دوّن وعيّ منها، أخذتها منه.
لكن الأمر لَمْ ينتهِ عند ذَلك.
وردةٌ بعد أخرى، ثم أخرى…
في لحظةٍ وجيزة، وجدت أرتيا نفسها تحملُ العشرات مِن هَذهِ الزهور الإمبراطورية الثمينة، وهي غيرُ قادرةٍ على إخفاء توترها.
“إذا رغبتِ في المجيء إلى هُنا، أخبريني في أيِّ وقت، سأُحضِركِ بنفسي.”
“إنها هديةٌ لـ إيثيريال هَذا العام.”
في الوقت نفسه، كان هُناك شخصٌ آخر يُراقب حديقة الورود الذهبية مِن نافذةٍ بعيدة.
إنه الأمير الأول، أرسين.
لَمْ يكُن هَذا المكان مُناسبًا لمشاهدة الحديقة.
وبالنظر إلى أنْ أرسين كان يُعاني مِن ضعفٍ شديد في البصر، فقد كان الأمر مُستحيلًا بالنسبة له أكثر مِن غيره.
ومع ذَلك، استطاع تمييز وجود كيليان داخل حديقة الورود.
وكذَلك استطاع إدراك وجود شخصٍ آخر بجانبه.
لكن، على عكس كيليان الذي كان يبدو واضحًا تمامًا، بدت تلكَ المرأة كأنها مُحاطةٌ بالضباب، مِما جعل مِن المستحيل تحديد هويتها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 118"