[…البارون نيكولاس راوم، الذي كان مجهولاً، يعود بشكلٍ لافت في ظهوره الأول…]
[…“أحترم نشاط زوجي الفني، وليس لدي ما أضيفه غير ذلك”، السيدة روزان، زوجة البارون، تدلي بتصريح…]
“من الطبيعي أن تقول روزان هذا الكلام.”
أغلقتُ الصحيفة على الطاولة وابتسمتُ بخفة.
“لأنها لا تستطيع التواصل مع البارون حاليًّا. لديها صورةٌ عن نفسها كمحبةٍ للفن، وإن تصرفت بشكلٍ متناقض فستخسر كل شيء، لذا فهي قلقةٌ وتتردد في التصرف. فوق ذلك…”
[…دوقة ألكيميا تتعهد بدعمٍ كامل للبارون…]
“لقد حصل البارون على داعمٍ قوي، وهي دوقة ألكيميا، أليس كذلك؟ لذا لا يمكن لروزان أن تتصرف معه بتهور بعد الآن.”
كنا نجلس في مقهى خاص داخل مقاطعة دوقية الكيميا، وهو مكان لا يُسمح بدخول الغرباء.
من المقابل، كان نيكولاس يحتسي الشاي بخجل، ووجهه محمرٌ قليلاً.
ربما لأنه خرج بعد فترةٍ طويلة، أو لأنه سعيدٌ بالاعتراف بموهبته، أو أنه لا يزال غير مصدقٍ لما يحدث.
“لم أتوقع أبدًا أن تهتم الدوقة ألكيميا برسوماتي…”
“قلتُ لك من قبل. الجميع سيُحب رسوماتك، والدوقة لم تكُن استثناءً.”
في الحياة السابقة، بعد وفاة نيكولاس، أصبحت رسوماته مشهورة جدًا.
الجميع أراد شراء لوحاته.
وكان أكثر من تأثر بموته، وأكثر من أبدى حبه لأعماله، هو…
‘الدوقة ألكيميا.’
وبما أنني تذكرتُ ذلك، أرسلتُ لها صورةً من أعمال نيكولاس عبر شبكة معلومات ويليام.
الذوق والرؤية الفنية لا تتغير بسهولة.
وتوقعي كان في محله.
فقد استدعت دوقة ألكيميا نيكولاس مباشرةً إلى قصرها.
“هل أخبرتها عن وجود مستثمرٍ، يا بارون؟”
“نعم، لكني لم أذكر من هو بالتحديد.”
نيكولاس كان مخلصًا في حفظ السر.
“لكن الدوقة لم يهتم. قالت إن الاستثمار شيء، والدعم شيءٌ آخر. فقط طلبت مني أن أسمح لها برؤية اللوحات فور الانتهاء منها، فوافقت.”
“كما توقعت. الدوقة ألكيميا تعرف حقًا كيف تُحب الفن بصدق. ليس مثل… شخصٍ آخر.”
هزّ نيكولاس رأسه ببطء.
يبدو أنه كان يسترجع المعاملة غير المنطقية التي تلقاها من روزان.
“حتى الآن لم أتلقَ ردًا على أوراق الطلاق التي تركتها…”
“نعم، هذا متوقع. روزان ستُحاول استرجاعك.”
بدافع الحبّ؟
لا. روزان ستدرك قريبًا.
أنه لا يوجد رسامٌ موهوب مثلكَ يمكن التحكم به بسهولةٍ كدمية.
“لكن هذا لن يدوم طويلاً. في النهاية، ستضطر روزان بنفسها إلى التوقيع على الطلاق.”
احتسيت الشاي بينما أتأمل ما أعرفه عن روزان وخطتي.
حديثي الواثق جعل نيكولاس يوافق كما لو كان مسحورًا.
‘صحيح، إن خسر نيكولاس لقبه النبيل بسبب الطلاق، فسيخسر أيضًا مؤهلاته كضامن، لكن هذا لا يشكّل مشكلةً كبيرة.’
فالأمر برمّته بدأ لأن روزان أرادت الإيقاع برجلٍ مسنّ واحد.
والنظام الذي وضعته كان عديم الجدوى منذ البداية، خصوصًا بعد حادثة حي الرماد، التي أثبتت أنه غير فعال.
حتى لو حاولت فرضه بالقوة، لدينا طرقٌ عديدة لمواجهته.
‘لكن من المرجّح أنها لن تفتح فمها.’
تذكرت ما أخبرني به ويليام، وابتسمت بخبث.
“لذا، بإمكانكَ الاستفادة من لقبكَ كـ’بارون’ لفترةٍ قصيرة، أليس كذلك؟ إنها سلطةٌ كنت تملكها دون أن تستخدمها.”
“مثل ماذا؟”
“أممم، كأنَّ تقوم بجولةٍ خاصة لكبار الزوار في متحف الفن؟”
“رائع…”
وبما أن الدوقة ألكيميا ستؤمّن له الحماية، قلتُ ذلك بثقة.
وبدا نيكولاس محمّسًا للغاية، حتى احمرّ وجهه من جديد.
مددت له حقيبتي.
“تفضل. هذا هو عائد مزاد لوحة《الحياة》.”
“آه؟ لك، لكِن… كانت تلك هديةً مني لكِ، آنسة إليشيا. من الأفضل أن تستخدمي أنتِ ودوق ميكيلي المال…”
“لا بأس. فقط أخذتُ 10% كنسبة استثمار.”
لقد كنت قد أبرمت عقدًا استثمار مع نيكولاس ينص على حصولي على 10% من عائدات بيع لوحاته.
لكن نيكولاس، وقد بدا عليه الارتباك، أعاد الحقيبة إليّ مجددًا.
ثم قال، بصوتٍ خجول ولكنه واضح:
“حسناً، سأقبل المال. لكن… أريد أن أعطيه لك مجددًا، كـ، كهدية!”
“هدية؟”
“نعم. كأنها مصروفٌ صغير من قريبٍ كبير لإليشيا. هكذا فكّري بالأمر.”
قالها وهو يخفض رأسه بخجل.
“كان هذا الأمر يزعجني. أعلم أن دوق ميكيلي اعتنى بك جيدًا، لكن… لا بد أن الأمر لم يكن سهلاً، أليس كذلك؟”
نيكولاس لم يكن يعرف تفاصيل كثيرةً عن عائلة دوق ليونيت.
فهو قضى وقته كله تقريبًا في مرسمه، ولم يُدعَ لاجتماعات الأسرة المهمة.
ولم أكُن أتوقع منه أي معلومات، لكن…
‘يبدو أنه سمع بشكلٍ غير مباشر ما كانت تقوله روزان أو هيوغو عن جدي.’
لكن ما قاله بعد ذلك خالف توقعي قليلاً.
“أن تعيشي فقط مع جدك، دون والدين… قد يكون من الوقاحة قول هذا، لكني أنا أيضًا يتيم، لذا أفهم قليلاً. أحيانًا، يشعر الإنسان بالوحدة والحزن.”
آه…
أحيانًا لا يُدرك الإنسان حزنه إلا عندما يسمعه من فم شخصٍ آخر.
‘صحيح، أنا بلا والدين… ربما كنت أتجاهل هذا الأمر عمدًا لأنه مؤلم.’
شعرتُ بوخزٍ في قلبي.
“لذا، استخدمي المال لتشتري شيئًا لذيذًا تأكلينه! ربما لا يكون شيئًا يُذكر مقارنةً بثروة دوق ميكيلي، لكن…”
رغم أن المبلغ كان أكبر بكثير من مجرد مصروف، إلا أنني كنت ممتنّةً لمشاعره أكثر من النقود.
قلت له بصدق وأنا أشعر بالامتنان.
“لا، شكرًا لك حقًا… لم يُخبرني أحدٌ بمثل هذا الكلام من قبل.”
“حقًّا؟”
“نعم. إذًا سأستخدم هذا المال للخروج مع جدي وتناول طعامٍ لذيذ.”
“يمكنكِ أيضًا شراء ملابس أو أحذيةٍ جديدة!”
“هاهاها، حسنًا. سأفعل.”
ابتسم نيكولاس بسعادةٍ وأخرج مفكرةً صغيرة بهدوء.
“وهذا أيضًا. إنه ما طلبته المرة الماضية.”
“آه، قائمة زبائن روزان، صحيح؟”
نيكولاس لم يكن يعرف الكثير عن عائلة الدوق، لكنه كان يعرف كل شيء عن تجارة روزان.
فتحتُ المفكرة وتوقفت عند اسم معين.
‘كما توقعت. كروديل أيضًا من زبائن روزان.’
كان هذا تأكيدًا على أن حادثة التراخيص كانت من تدبير روزان.
“بالمناسبة، هل تم حل موضوع تلك التراخيص؟”
“نعم، بالطبع. بفضلك. الجميع في النقابة يقدّرون لكَ ذلك.”
“بفضلي؟ أنا فقط وقّعتُ على الأوراق.”
لقد جعلت كل أعضاء النقابة يقدّمون نيكولاس راوم كضامنٍ لهم.
لذا، لم يُجبر أيُّ متجرٍ على الإغلاق.
“أمر غريب أن زوجتي وافقت بهذه السهولة.”
“لم توافق بسهولة. حسب ما سمعنا، هناك من قال إن البارون لا ينتمي إلى طبقة النبلاء الموروثين، وبالتالي لا يستوفي شرط ‘الشرف’. من الواضح أن روزان هي من دفعتهم للاعتراض.”
“ماذا؟ إذًا…”
“لكن تمت الموافقة في النهاية.”
-“مرحبًا، أنا ويليام. بخصوص تراخيص الحي، سمعتُ أن بعض النبلاء اعترضوا بشدة، لكن هل تعرف كيف حصلت الموافقة النهائية؟”
“لأن شخصًا لم نتوقعه تمامًا تدخل وساعدنا.”
“الأميرة كاترينا! هل تصدقين أن تلكَ المرأة هي من تدخلت؟! لم أصدق الأمر عندما سمعته!”
***
في مشهدٍ آخر…
كان أيلان في مكتبه.
نظر إلى محتويات مكتبه.
قلم ريشة، أوراق، ثقّالة، و…
‘الساعة الرملية.’
تلك كانت هديةً تلقاها قبل أشهر.
في نفس الوقت تقريبًا الذي بدأت فيه نوبات الصداع.
لكن، أيلان لم يكن قادرًا على إبعاد الساعة الرملية عن مكتبه بسهولة.
لأنها كانت…
-“أوصى جلالته برعاية القصر الإمبراطوري، وأرسل هذه الهدية.”
كانت هديةً من الإمبراطور، الذي غادر في رحلة.
في وقتٍ متأخر من الليل، أحضر خادمه ذو العيون الخضراء صندوقًا يحمل ختم الإمبراطور.
فتح أيلان الصندوق بخشوع، فوجد بداخله ساعةً رملية سوداء.
ظن أنها دعوةٌ للانضباط وإدارة الوقت، فتركها على مكتبه دومًا.
‘لكن إن كانت الساعة سبب صداعي… فهل جلالته… لا، مستحيل. كيف أجرؤ على التفكير بهذا الشكل؟’
ما زاد من ارتباكه كان شيئًا آخر.
بعد تقليله لساعات العمل بالمكتب أثناء جولاته التفقدية، تحسّنت حالته.
تحديدًا، بعد زيارته لذلك المتجر…
‘تحديدًا بعد زيارتي لذاك المتحر… عند لقائي بصاحبة المتجر.’
ففي تلك اللحظة، كان الألم لا يُحتمل حتى أنه لم يستطع التنفّس.
لكن، الألم سرعان ما خفّ. ثم…
‘كان الأمر أشبه بتطهير جرح. في البداية مؤلم جدًا… لكن بعد ذلك شعرت بوضوح ذهني. ما معنى هذا؟’
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 47"