لأنني أرسلت برقيةً إلى ويليام، وطلبت منه أن يأتي إذا احتاج إلى مزيد من التوضيح.
لكن ألتر هز رأسه وكأنه لا يعرف عن ماذا أتكلم.
“لا.”
وفي نفس اللحظة، رنّ جهاز البرقية بصوت “دينغ”.
-“حسنًا، هناك عضوٌ من النقابة بالقرب منكِ؟ سأوكل الأمر إليه.”
كانت هذه رسالة الرد من ويليام.
حسنًا، من الجيد أنني لن أضطر إلى شرح كل شيء لألتر.
فما كنت أرغب بنشر الموضوع على عدة أشخاص على أي حال.
‘لكن لماذا أتى ألتر إذًا؟’
هل جاء يطالبني بالسلاح الذي طلب استشارته؟
“لا يوجد لديّ سلاحٌ للاستشارة حتى الآن. وحتى إن وُجد، لما استطعت إعطاءه لك اليوم.”
“استشارة؟”
“نعم، كما ترى، الوضع خارجًا فيه بعض الفوضى. وأنا مشغولة.”
وأشرت بعيني نحو النافذة، فرأى ألتر الفرسان الذين يتجولون في الخارج، وعبس قليلاً.
“…لم آتِ لأطلب منك سلاح الاستشارة.”
“إذًا لماذا؟”
“جئت لأخبركِ بشيءٍ مرجعي. لو عرفته، فقد يزداد الوضع، الذي تصفينه بالفوضوي، سوءًا.”
لماذا تقول شيئًا يجعلني أفقد رغبة الحديث…
نظرت إليه بعينين باردتين، ثم رفعت كتفي.
لا يمكن أنه سيطلب مني المال مقابل المعلومات التي سيعطيني إياها، أليس كذلك؟
“تفضل، أخبرني. أنا أؤمن دائمًا أن المعرفة لا تضر.”
“عن ذلك الفارس الذي جاء المرة الماضية.”
“آه، ذلك البلطجي، الأرستقراطي الأنيق والمزعج.”
“…لماذا دائمًا تصفينه بالبلطجي؟ على أي حال، سيأتي مرةً أخرى اليوم.”
“من المحتمل جدًا، أليس كذلك؟ هناك الكثير من الفرسان في الشوارع اليوم وكأنها مناسبةٌ ما.”
“لكن لا تندهشي. ذلك الرجل، فارسٌ مقدس.”
ثم نظر إليّ ألتر بثبات.
بدا وكأنه ينتظر رد فعلي، فكرت أن أقول “حقًا؟!” لأجاريه، لكنني كنت مشغولة بالي.
“نعم، توقعتُ ذلك.”
“…كنت تعلمين؟”
“بدا لي غير عادي من عدة نواحٍ. وبصراحة، من الغريب أن يكون شخصٌ بهذا الوجه الجميل والصوت الساحر مجرد فارسٍ منخفض الرتبة. سيكون إهدارًا للمواهب.”
بدلًا من قول أنني سمعت ذلك من إيما، لمّحت إليه بشكل عام.
نظر إليّ ألتر بتعبيرٍ وكأنه لا يصدق، ثم هز رأسه ببطء.
“هذا ليس شيئًا يمكن تجاهله هكذا. وجهُ جميل وصوت؟ …حسنًا. كما قلتِ، على الأقل ليس مضيعةً للمواهب.”
ثم تغير تعبير ألتر وأصبح أكثر جدية.
“ذلك الرجل، هو قائد الفرسان المقدسين في البلاط الإمبراطوري.”
“ماذاااااا؟! حقًا؟!”
“الآن صار رد فعلكِ مناسبًا للموقف.”
أن يكون ذلك البلطجي المزعج قائد الفرسان المقدسين؟
كان ألتر محقًا.
الأمور ستزداد سوءًا.
‘إذًا، ماذا عن خال لينا؟ كيف يجرؤ على التصرف كأنَّ بإمكانه التحكم بقائد الفرسان المقدسين؟’
حاولت أن أسترجع ما أعرفه عن الوضع الحالي.
حاليًا، الإمبراطور ليس في القصر.
منذ سنةٍ تقريبًا، بعد وفاة الإمبراطورة، غرق الإمبراطور في الحزن وذهب في رحلة.
‘من المتعارف عليه أن على الإمبراطور أن يؤدي رحلةً خلال فترة حكمه، فربما فعل ذلك ليهدئ قلبه.’
لكن يبدو أن مدة غيابه طالت أكثر مِن المعتاد.
‘ومن يدير الإمبراطورية في غيابه هو…’
ماركيز كروديل.
الوصي على العرش، الذي يعمل على تدمير الإمبراطورية بهدوء في غياب الإمبراطور.
‘هل يمكن أن يكون خال لينا هو ماركيز كروديل؟ إذًا لينا… لا، هذا ليس مهمًا الآن!’
قد يكون هو، أو شخصًا قريبًا منه ويملك نفوذًا يسمح له بطلب مثل هذه الأمور.
وفي كلتا الحالتين، فالمشكلة قائمة، ولا حاجة للتدقيق الآن.
لكن هناك ما يزعجني أكثر.
‘أنا متأكدةٌ بأنني قرأت مقالةً عن قائد الفرسان المقدسين في هذه الفترة…!’
تذكري! تذكري!
وبينما كنت أضغط على رأسي، سألني ألتر بقلق.
“لم أطلب منكِ رد فعلٍّ عنيف لهذه الدرجة.”
“لا، فقط شعرتُ بألم مفاجئ في رأسي.”
أجبت وأنا أنزل رأسي.
“على أيّ حال، شكرًا لإخباري.”
“…أليس لديكِ شيء آخر لتقولي؟”
شيءٌ آخر؟
“شكرًا جزيلًا لك لإخباري…؟”
“ليس هذا.”
“أن يكون مثل هذا البلطجي قائد الفرسان المقدسين… ما الذي سيحدث للإمبراطورية؟”
“ليس هذا أيضًا…”
تنهد ألتر بعمق.
“ألن تطلبي المساعدة؟”
كان يبدو عليه الدهشة من نفسه لأنه قال ذلك.
مرر يده على شعره بخشونة واقترب مني خطوة.
“قلت من قبل إنه يمكنكِ طلب خدمات الحماية أو الأمن عند الحاجة. أليس هذا هو الوقت المناسب؟ رجل بمقام قائد الفرسان المقدسين قادم إلى هنا… إلى ذاك المكان الثمين لديك، الذي قلتِ إنكِ ستبكين إن حدث له مكروه.”
نظرت إلى ألتر بصمت.
تلك الكلمات قالتها في السابق، وها هو يتذكرها.
‘ربما هو جزء من أسلوبه في العمل… لكنني مع ذلك ممتنة.’
طال النظر بيننا.
نظرتُ في عينيه العميقتين، وقلت بصدق.
“شكرًا لاهتمامك. لقد تأثرتُ قليلًا.”
ارتجف طرف عين ألتر.
ثم فتح فمه ببطء.
“إن كنتِ ستقولين مثل هذا الهراء…”
ليس هراء، ولكن أعلم أنها تبدو كذلك بالنسبة له.
فلدي ماضٍ طويل في قول أشياء سخيفة.
ابتسمت بخفة وأضفت.
“لكن مع ذلك، أريد أن أتعامل مع الأمر وحدي في البداية.”
“ماذا؟”
“لدي بعض الترتيبات، وأريد أن أرى إن كانت ستُجدي نفعًا.”
‘هل هذه الفتاة عاقلة؟’
كان ذلك واضحًا على وجه ألتر، لكنه صمت عندما سمعني أتابع.
“…والحقيقة أنني لست معتادةً على طلب المساعدة.”
الاستعانة بمساعدة مقابل المال أمرٌ سهل.
لكن طلب المساعدة فقط، كان صعبًا جدًا.
في حياتي السابقة، لم يساعدني أحد عندما طلبت.
‘ربما هو أثر الصدمات المتراكمة من الرفض الدائم.’
همهمت ثم تنحنحت.
“وفوق ذلك، أعتقد أن أجرك مرتفعٌ جدًا! لا يمكن أن أضيع مواهبكَ في أمرٍ كهذا.”
ضحكت بمرح متعمد.
نظر إليّ ألتر طويلًا، ثم حول نظره.
ظننت أنه سيغادر، لكن فجأة قال:
“إذًا تدرّبي اليوم.”
“…عذرًا؟”
“قلتِ إنكِ لستِ معتادةً على طلب المساعدة، أليس كذلك؟ إذًا تدرّبي على ذلك.”
استند إلى الحائط.
“سأكون هنا، إن احتجتِ إلى شيء، قولي فقط.”
ثم أضاف:
“…وسأخفض السعر قليلًا.”
وأدار وجهه بسرعة.
ربما بسبب الإضاءة، لكن أذنه التي كانت تظهر من الجانب بدت محمرة، مما جعلني أبتسم.
“سأفعل، شكرًا لك.”
لم يجب، فقط أشار بذقنه.
وحين تبعت نظره…
“عذرًا على الإزعاج.”
كان البلطجي قد وصل.
رغم أن الطقس كان غائمًا، بدا وكأن هناك نورًا يشع من حوله. ربما بسبب الزينة الكثيرة التي ارتداها أكثر من المرة السابقة؟
مِما جعل ملامحه تبدو أوضح. جبهته كانت معقودةً قليلًا.
لكن، أن تلقي تحيةً كهذه بينما جئت لتفعل شيئًا مروعًا…؟
‘إن كنت تعرف، فلا تفعلها…’
كنت أفكر بذلك حين نظر إلى ألتر، ثم اقترب مني.
شعرت بهالته بقوة أكبر بعد أن لاحظته.
كنت أظنها مجرد هالةٍ قوية، لكن ربما بسبب امتلاكه للقوة المقدسة والسحر في آنٍ، بدا مختلفًا تمامًا.
“أرى أنكِ التزمتِ بما أبلغتكِ به في المرة السابقة.”
“نعم، عن ألا أحاول الفرار…”
“إذن سأفي أنا أيضًا بوعدي. هذه مذكرة تفتيش.”
هكذا تبدو مذكرة التفتيش إذًا.
كنت أقرأها، لكن توقفت فجأة.
“أعتذر على التأخير في التعريف. أنا آيلان هيوغو راديان، قائد الفرسان المقدسين في بلاط إمبراطورية فيلوسوفي.”
‘هيوغو…؟؟!!’
آسفة، سيدي احدهم-هيوغو-احدهم…
أعتقد أنني بدأت أكرهك، أو في الحقيقة، أعتقد أنني أكرهك فعلًا.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 40"