في نهاية الورقة التي خرجت من جهاز البرقيّات، كان ختم نقابة المعلومات مطبوعًا.
‘ويليام بدأ العمل فعلًا؟ سريعٌ كالعادة.’
أخرجتُ البخّاخ الذي أرسله ويليام مع جهاز البرقيّات.
إنّه محلولٌ خاصّ، تُصبح الكتابة على الورقة ظاهرةً فقط عندما تُرشّ بالسّائل، وتختفي تمامًا عندما يتبخّر. إنّه إجراءٌ أمنيّ لا بأس به.
ماذا قد تكون محتويات هذه البرقيّة؟
رششتُ المحلول وأنا أتطلّع بحماسة، ثم عبستُ فور رؤية ما كُتب.
“مرحبًا، أيّتها المالكة الشّابّة. قد تكونين بانتظار أخبار عن إشاعات النّبلاء، لكن دعيني أخبركِ منذ البداية: هذا الأمر لا علاقة له بذلك.
لكن بما أنّكِ عضوٌ في نقابة هذا الحيّ، من الضّروري أن تعلمي، لذا أرسلته على عجل.”
ما الأمر الذي يستدعي هذه العجلة؟
واصلتُ القراءة، ولم أملك إلّا أن أوافق على ما قاله ويليام.
“القصر الملكي أصدر تصاريح عملٍ جديدة للتّجّار.
بمعنى آخر، إن لم تتوافقي مع النّموذج الجديد، فسوف تُجبَرين على إغلاق متجرك.
المشكلة أنَّ فترة التّأقلم قصيرة جدًّا، والأسوأ من ذلك أنّ حيّ الرّماد سيكون أوّل من يُطبّق عليه القرار.”
‘إن لم أحصل على التّصريح، فسيُغلق المتجر؟!’
ويليام أضاف:
“حدث ذلك في وقتٍ مبكّرٍ من صباح اليوم، ولم أتمكّن بعد من معرفة الشّروط الجديدة، لكن لديّ شعورٌ سيّئ.
كنّا نعلم أنَّ أصحاب السّلطة لا يحبّون هذا الحيّ، لكن أن تصل الأمور إلى هذه الحدّ؟ الأمر يبدو متعمّدًا، أليس كذلك؟
على كلّ حال، استعدّي نفسيًّا. هذا كلّ شيء.”
طويتُ البرقيّة وتنهدتُ، ثمّ مرّرتُ يدي بشعري.
كان هناك أمرٌ يخطر ببالي. تذكّرتُ ما حدث منذ بضعة أيّام.
‘إنّه شبيه بما فعلوه مع الكتاب المحظور. أولئك الّذين يُخطّطون لأعمالٍ مظلمةٍ يتظاهرون بالشرعيّة. لا يمكن أن يحدث ذلك دون تدخّل من أحد أصحاب السّلطة. فهل يكون هذا أيضًا…؟’
لو كانت هذه حيلةٌ من روزان لتغلق متجر الرّهن الخاصّ بي…
عضضتُ شفتي وأرسلتُ فورًا برقيّتين.
الأولى كانت لويليام. طلبتُ منه أن يُخبرني فور معرفته بمن طالب بتعديل قانون تصاريح العمل.
والثّانية…
‘هانّا. قالت إنّها تعمل موظّفةً وثائق في القصر الملكي. لا بدّ أنَّ تصاريح العمل مرّت بين يديها!’
أرسلتُ إليها برقيّةً أسأل فيها إن كانت تستطيع إخباري بمحتوى النّموذج الجديد.
وأثناء انتظاري للرّد، بدأتُ أُراجع في ذهني كلّ ما أعرفه عن روزان.
‘هيوغو كان يخشى جدّي خوفًا أعمى، لكن روزان… كانت مختلفة.’
في حياتي السّابقة، حين رفضتُ التّوقيع للنّهاية، جاء هيوغو بأقاربه إلى منزلي.
وكانت روزان أبرز من بينهم. ليس بسبب مظهرها البارد، بل بسبب ما قالته.
لقد تجاهلتني تمامًا، وسارت مباشرةً نحو جدّي.
لا يمكنني نسيان ما قالته بينما كانت تنظر إلى جسده المُسجّى، الغارق في نومٍ لا يستفيق منه.
“هاهاها! عمّي، في النّهاية، انتهى بك الأمر هكذا!”
نظراتها، مع صوتها المجنون، لم تعبّر إلّا عن انتصارٍ واضحٍ وجليّ.
‘كانت روزان تشعر بالدّونيّة تجاه الجدّ. فحتى بعد نفيه، بقي حضوره طاغيًا.’
مجدُ العائلة انهار بعد رحيله، والماليّة تدهورت.
لكن بدلًا من محاولة إصلاح الأمور، كانت روزان تحترق بالحقد والدّونيّة.
‘لا بُدّ أنّه بدا لها كجدارٍ لن تُجاريه أبدًا. وعندما سقط مريضًا، خُيّل إليها أنّها انتصرت عليه.’
ثلاث سنواتٍ من حياته قضاها مع امرأةٍ كهذه، في حالةٍ ذهنيّةٍ مضطربة… يا له من جحيم.
قبضتُ يدي بشدّة.
وحين تمزّقت الورقة بين أصابعي، سُمِع صوت.
“هل المتجر مفتوح؟”
رفعتُ رأسي، فإذا برجلٍ واقفٍ أمام الباب.
تفاجأتُ قليلًا، لا لظهوره المفاجئ، بل…
‘آه… إنّه يسطع!’
بمعنى الكلمة، كان من الصّعب النّظر إليه.
هل كان شعره الأشقر يعكس ضوء الشّمس؟ أم أنَّ ملابسه البيضاء بالكامل جعلته يبدو مُشِعًّا؟
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 30"