واو، وصلت! تصفيق تصفيق! افتح خزانة الطعام التي عليها هَذهِ الورقة!
اللون غريب، أليس كذَلك؟ ومع ذَلك، عليكَ أنْ تشربه. وبعد أنْ تنتهي، انظر في الدرج الأيمن، هُناك هدية!
تادا، إنها حلوى!
كانت أوراقًا كُتبت بعنايةٍ شديدة، وكل حرفٍ فيها كُتب بضغطةٍ واضحة.
لا يُمكن معرفة متى أو لماذا أو لأيِّ غرضٍ كُتبت، لكن شيئًا واحدًا كان واضحًا.
‘لَمْ تُكتب لنفسها.’
كانت رسائل موجّهةً إلى شخصٍ آخر.
وبينما كان كاسيان يقرأها واحدةً تلو الأخرى، أعاد ترتيبها ووضعها في مكانها.
عندها…
“لا، لا يُمكن…….”
أنّت المرأة، متألمة، وهي تتلوّى وتحتضن عقدها بقوة.
“أنا آسفة، كان خطأي. أرجوكم لا تفعلوا هَذا، لا تأخذوه، أرجوكم…”
كان صوتها حزينًا وموجوعًا.
كاسيان، الذي نادرًا ما يفقدُ رباطة جأشه، وقف مشدوهًا.
ما الذي سيؤخذ منها؟ ما الحلم الذي يُحزنها إلى هَذا الحد؟
وبينما كانت تُحاول حبس دموعها وتكتم شهقاتها، تراخت فجأةً وانسحب منها كلّ توتر.
“لا تفعلوا، جدي…”
حتى بعد أنْ خفت صوتها، بقي كاسيان واقفًا دوّن حراك لفترةٍ طويلة.
***
فندق الشارع الثاني.
كان مساعد هوغو يُحدّق باندهاش في الكونت، الذي كان قد طلب منه إرسال لوحة إلى متجر الرهن، وها هو الآن يحزم حقائبه بنفسه.
رغم أنه نفّذ الأوامر كما طُلب منه، لكنه لَمْ يفهم إطلاقًا سبب استعجال الكونت لمُغادرة الفندق في هَذا الوقت المتأخر مِن الليل.
“لقد سمعتَ بنفسك! لا نعلم متى سيقتحمُ المكان، لذا يجب أنْ نغادر فورًا!”
“آه، سيدي الكونت… لقد ظللتَ تقول منذُ قليل إنني سمعت، لكن في الحقيقة… لَمْ أسمع شيئًا.”
“ماذاا؟ هل تعاني مِن مشكلةٍ في أذنيكَ؟”
“كلّ ما رأيتُه هو أنكَ جلست ثم نهضت، ثم انزلقت، ثم خرجت راكضًا.”
“ألَن تُغلق فمك؟! ولِمَ تذكر أمورًا كهَذهِ؟!”
أحمرّ وجه هوغو وراح يزمجر بغضب.
“آه! حسنًا! حتى وإنْ كان لعمي دوافعٌ خفية، فماذا سيُفيده بتلكَ اللوحة فقط؟ أليس كذلك؟”
خشِيَ المُساعد أنْ يُخالف مزاج سيّده، فأجبر نفسه على الموافقة قائلًا:
“ن-نعم، صحيح. وقد كانت لوحةً صغيرة تافهة أيضًا، أليس كذلك؟”
“بالضبط! ثم هل كتبتُ له تفويضًا؟ هل قلتُ إنني سأتنازل له عن جميع ممتلكاتي؟ لا يزال عمي غير قادرٍ على فعل أيِّ شيء، فلا توجد أيِّ مشكلة! ثم أيضًا…”
لوّحَ هيوغو بيدهِ التي كان يرتدي فيها القفاز.
“تحسبًا لأيِّ طارئ، ارتديتُ القفازات! لذا، حتى لو كان يُفكّر في استخدام بصمتي، فلَن يُجدي ذَلك نفعًا!”
وكان ذَلك أمرًا لا يُمكن للمُساعد أنْ يُجادل فيه.
وبينما كان يُلقي التحية على هيوغو الذي كان يُعجّله بحزم أمتعته، ويغادر الغرفة، فكّر في نفسه:
‘حسنًا، ما الأمر الكبير؟ صحيح أنه أحدث جلبةً بسبب بعض الأصوات الغريبة، لكنهُ لَمْ يدخل سوى لبضع دقائقٍ فقط.’
هل سيحدث شيءٌ فعلًا؟
***
“يبدو أنْ الحلم لَمْ يكُن مريحًا.”
كان حلُمًا سيئًا على ما يبدو، لكنها لَمْ تتذكّر تفاصيله.
‘هل بسبب تعويذة أسوأ ذكرى؟ لا، لقد شربتُ الماء المقدّس، لذا فلا تأثير لذَلك.’
‘أتُرى أنني أستطيع أنْ أرى الكوابيس دوّن الحاجة إلى تعويذة؟’
مدّت جسدها المُتصلّب قليلًا، وحين رأت بتلة وردٍ سقطت على البطانية، أمالت رأسها في حيرة.
“هم؟ ما الذي تفعله هَذهِ هُنا؟ كانت في العلية.”
هل لَمْ تُنظّف المكان جيدًا؟
تفقدتُ الخزنة كالمُعتاد وتأكدتُ مِن عدم وجود أيِّ خلل، ثم وضعتُ بتلات الزهرة في الدرج بشكلٍ عشوائي، ونظرتُ إلى الساعة. لا يزال أمامي عدة ساعات قبل موعد الافتتاح.
وهَذا يعني؟
“أنه وقتٌ مثالي لزيارة البنك.”
البنك المركزي للعاصمة.
كنتُ على وشك التوجه مُباشرةً إلى منطقة كبار الشخصيات.
“لحظةً، عذرًا سيدتي.”
لكنّ الموظف أوقفني.
“تلكَ الجهة مخصصةٌ لمنطقة كبار الشخصيات.”
“أجل، أعلمُ بذَلك.”
“إنها مخصصةٌ للنبلاء أو كبار الأثرياء فقط.”
بمعنى آخر، هو يرى أنني لا أنتمي لأيٍّ مِن الفئتين، أليس كذَلك؟
نظرتُ إليّه وهو يُمعن النظر إليّ مِن أعلى إلى أسفل، ثم ابتسمتُ وأجبته بلُطف.
“نعم، أعرف ذَلك جيدًا.”
“وما دمتِ تعرفين، فلِمَ تُصرّين على الدخول؟”
“لأن تلكَ المنطقة مُخصصةٌ لي، ببساطة.”
قدّمتُ له الوثائق بثقة، فتغيّر وجهه وبدأ الشحوب يتسلل إليه.
“جئتُ لأُعالج بعض الأمور نيابة عن الكونت هيوغو ليونيت.”
“أ-أوه، فهمتُ، لكن…”
“أجل، أعلم أنني أزعجتكَ قليلًا، أليس كذلك؟”
قاطعتُه بابتسامةٍ مشرقة، ثم التفتُّ وتوجهتُ إلى منطقة كبار الشخصيات.
‘أيعقل أنْ على المرء أنْ يكون نبيلًا كي يعيش حياةً كريمة؟’
صحيح أنني مِن الناحية التقنية حفيدةُ الدوق ليونيت، أيِّ أنني مِن النبلاء، لكن إنْ كان التمييز بهَذهِ الطريقة هو ما يعنيه الأمر، فلا حاجة لي به.
لهَذا السبب يظن أمثال هيوغو أنهم شيءٌ عظيم بلا سبب.
وبينما كنتُ أتمتم لنفسي غاضبة، أسرعتُ في خطواتي حتى وصلتُ إلى الموظف المخصص في الداخل.
“مرحبًا بكِ، كيف يُمكنني مساعدتكِ؟”
“أود الاستعلام عن حساب هيوغو ليونيت. لقبه كونت، وممتلكاته في فانون.”
سعل الموظف بدهشة.
لقد بدأتُ الحديث مُباشرةً دوّن مقدمات، بل وتحدثتُ عن الكونت دوّن استخدام أيِّ ألقاب، فحاول الموظف أنْ يُخفي ارتباكه وسأل بابتسامة مصطنعة.
“عذرًا، ما هي علاقتكِ بالكونت هيوغو ليونيت؟”
“قريبةٌ له.”
‘رغم أنه لَمْ يُوافق على ذَلك يومًا.’
كتمتُ الجملة الأخيرة في قلبي.
“فهمت، ولكن، حتى لو كنتِ مِن أقاربه، فهَذا لا يخولكِ للاطلاع على حسابه…”
“طبعًا، لا يُمكنني ذَلك مباشرة. لكن هُناك طريقةٌ، أليس كذلك؟”
لقد تحريتُ الأمر، وأدركتُ كيف تمكن أولئكَ الأشخاص مِن الاطلاع على ممتلكات جدي.
أخرجتُ ما أعددتُه مُسبقًا.
“هَذهِ وكالة موقّعة مِن قِبل السيد هيوغو ليونيت.”
إنها نفس عقد التنازل عن الممتلكات الذي أحضره هيوغو.
لكنني وضعتُ ورقة كربون خفيةً تحته دوّن أنْ يشعر.
لا شك أنْ سُمك الورقة كان مختلفًا، لكنه كان حينها مذعورًا بسبب صوت المطرقة، لذا لَمْ يُلاحظ.
وهَكذا حصلتُ على تفويضٍ موقّعٍ منه.
“وسأُسمعكَ الآن ما قاله بصوتهِ. نعم، بصوتهِ شخصيًا.”
نقرتُ على القلم السحري، فبدأ صوت هيوغو يُبث منه:
“الكونت هيوغو ليونيت. هو بنفسهِ عرض عليِّ أنْ يُفوّضني. أليس كذلك؟”
“قلتُ لكِ نعم!”
بينما كان الموظف يُقارن الصوت مع ما هو محفوظ في النظام، فتح فمه بتردد وقال:
“نعم، تم التحقق مِن التفويض والصوت. لكن، هُناك شرطٌ أخير لا بد منه ليحل محل الختم الرسمي، وهو… آسف…”
“آه، تقصد بصمة الإصبع، أليس كذلك؟”
كان هيوغو قد ارتدى القفازات في الأمس.
وبما أنني كنتُ أُخطط للحصول على بصمتهِ، فقد شكّل ذَلك عقبةً لي.
لكن سرعان ما تذكرت شيئًا.
“ها هو.”
ابتسمتُ بسعادةٍ، وأخرجتُ شيئًا مِن حقيبتي ومددتُه له.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿《التليغرام》
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 15"