“كـن حذرًا. أولئك ذوو العيون الحمراء هم مَـنْ تناولوا آدم و تحوّلوا إلى وحوش.”
لم يعد أولئك الذين تأثروا بآدم بشرًا. كانوا يمتلكون قـوّةً تجعل حتى الفرسان المتمرّسين يترددون، و كانوا يهجمون بجنون مرّاتٍ عديدة.
“لا يشعرون بالألم، لذا لا يتوقفون حتى لو أُصيبوا بجروح قاتلة. إذا لم ترغب في قتلهم، سيتعين عليكَ قطع أيديهم و أرجلهم.”
كان عليكَ حرفيًا قطع أنفاسهم لإيقافهم.
أطلقَ شوريل أنينًا مؤلمًا و هو غاضب من المشهد البشع الذي فـاق توقعاته.
“ما الذي تفعله بحق الجحيم؟”
كون المتسببة شقيقته جعله بالتأكيد في حالة نفسية معقدة أكثر من أيّ شخصٍ آخر.
“أوقفـوهم!”
تحرّكت قوّات الشمال، التي كانت قد أُبلغت بالوضع مسبقًا، بانسجام تحتَ قيادة قادة الفِرق.
كانت الوحوش تتبع رائحة الدم، تعض كل مَنٔ يعيش، لكنها، بشكلٍ غريب، لم تمـسّ مدمني آدم ذوي العيون الحمراء. كانت تقطّع المتمردين و الأتباع بوحشية، لكنهم كانوا استثناءً. كان هذا يجعل التعامل معهم أكثر صعوبة.
شعور و كأنهم يقاتلون كفريق واحد.
على الرّغمِ من أن الوحوش و آدم الأحمر كانوا يتصرفون كمجانين بلا عقل، إلاّ أنّ الأمر لم يكن كذلك تمامًا.
“أين سمو الدّوقة الكبرى؟”
“ذهبت السّيدة جيلر لسداد دين.”
ضغطَ على يده المرتجفة بقوة و أمسكَ سيفه مجدّدًا.
فكّـر جيرمان في كاليـد، الذي يقاتل الوحوش بجهد أكبر منه بعيدًا، و عـضّ على أسنانه.
لحسن الحظ، يبدو أن الدّوقة الكبرى كلاوس ذهبت إلى هناك، لذا يمكنه الاطمئنان.
“لن يكون لديكَ وقت للتفكير، شوريل. الأعداء مختلطون بالمواطنين الذين يجب أن نحميهم.”
تركَ نصيحة مناسبة لشوريل ذي القلب الرقيق.
شعـرَ جيرمان بالارتياح لتعزيز القوات، لكنه تجاهل قلقًا آخر يتسلّل إليه.
كانت قوات الشّمال بمثابة أمل حقيقي، لكن لم يبقَ في راجان ما يكفي من المياه لتوزيعها على الجميع.
مثلما قال كاليـد، طلبت إيرديا الصبر، لكن فرسان إلباردان، الذين جاعوا ليومين، تكبّـدوا خسائر فادحة.
كانت ذراعه التي تلوّح بالسيف ثقيلة، وفي لحظة أدار فيها عينيه، خنقته اليأس.
تمنّـى جيرمان في داخله:
‘أرجو ألا يطول الانتظار. أتمنّـى أن ينتهي هذا الجحيم في أقرب وقت ممكن.’
* * * *
“…إذا استخدمتُ تلكَ الطريقة، يمكنني قلب الموقف دفعة واحدة.”
“لا، إنها خطيرة جدًا.”
“لكن، كاليـد… إذا تُرك الأمر هكذا، سيهلك المزيد من الناس.”
“هذا لا يعني أنني سأطالبكِ بالتضحية.”
“أستطيع فعلها. ثـق بي. سأحقّق نتيجةً مؤكدة.”
“……”
“كاليـد.”
“آه… لا يمكنكِ فعلها بمفردكِ. على الأقلّ دعيني أحميكِ من الجانب.”
“لكنكَ الآن…”
“لا يمكنكِ بمفردكِ. إذا كنتِ لا تريدين أن أمـوتَ هنا، فمن الأفضل أن تتوقّفي.”
على الرّغمِ من أنّـه أوقفها بكلمات تشبه التهديد، كان قلب كاليـد مضطربًا أكثر من أيّ وقتٍ مضى.
كان يمـزح غالبًـا قائلاً إن قلبها الجريء سيقتله، لكن هذه المرة، بدت إيرديا مصمّمـةً على قتله بخطة لا تُعقل.
حاول إقناعها و رفضَ بشدة، لكن إيرديا العنيدة ستفعلها في النهاية.
“على الأقل… أريد أن أكـون إلى جانبـكِ.”
“سموّك! احترس!”
بعد قطع رأس وحش، توقّف لحظةً ليستريح و يفكر.
كان مرهقًا، ولم ينتبه للضربة الأخيرة من الوحش المترنح.
حاولَ تدوير جسده بسرعة، لكنه تأخر قليلاً. استعد كاليـد للإصابة.
شقّ!
لكنه لم يشعر بالألم. رمـحٌ اخترقَ ساق الوحش قبل أن تصل مخالب الوحش إليه.
مع صوت دم الوحش الزلج يبلّل الأرض، قفزت امرأة من حصانها، و هي تلوّح بعباءتها السوداء بينما تقترب.
“ما هذا المنظر، كاليـد؟ هل أرهقتكَ الوحوش؟”
تعرّف عليها الفرسان على الفور من خلال عصابة عينها السوداء، الندبة، و العباءة السوداء، و نظروا إليها باحترام.
كانت مشهورة كثاني أفضل مقاتلة بالسّيف بعد كاليًد، لكنها نادرًا ما غادرت الشمال، لذا لم يرها الكثيرون.
و الأهم، أنها تخلّت عن الأكاديمية بعد خسارة خليفة الشّمال فجأة، فعادت لتستعيد النظام في الشمال و أصبحت سيدة الشمال بنفسها.
منذُ أن أصبحت دوقة كبرى، كانت إنجازاتها لا تُحصى.
قصص قيادتها للجيش بنفسها لسحق الأعداء الذين اجتاحوا الحدود كانت حدثًا شتويًا سنويًا لا يَمـلّ منه أحد.
لهذا، على الرّغمِ من أن قليلين رأوها، لم يكن هناك مَـنْ لا يعرفها.
أطلق كاليـد زفرة عند رؤيتها تدخل بشكلٍ دراماتيكي.
مهما كان، كان وصول شخص يمكن الاعتماد عليه الآن مصدر راحة كبير.
“لقد تأخّـرتِ.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 135"