“م، ماذا تفعل؟”
“ماذا أفعل؟”
“قبّلتني…”
أمسكت خدي المُقبّل وارتبكت. بدا إيساك حائرًا، مما زاد إحراجي.
“نعم، فعلت. ما المشكلة؟”
“لا يجب أن تقبّلني!”
“… لماذا؟ كنتِ تسمحين بذلك.”
بدا مرتبكًا. رؤيته جعلتني أشعر بالغباء لتوتري السابق.
‘كنت أتوتر أمام شخص لا يفرق بين قطة وإنسان.’
أدرت رأسي وقلت:
“كنت قطة حينها، والآن أنا إنسانة.”
“… لماذا لا يجوز كإنسانة؟”
“القبلة بين البشر لمن يحبان بعضهما.”
لمعت عينا إيساك بحدة. حدق بي، عيناه الكبيرتان تعكسانني:
“… أنا أحبكِ يا ميا. ألا تحبينني؟”
“ماذا؟”
عرفت معنى حبه، لكن قلبي قفز. بينما كنت مرتبكة، حدق بي:
“ألا تحبينني؟”
“أحبك، لكن…”
[ارتفع مستوى إعجاب إيساك بمقدار 100.]
[مستوى الإعجاب الحالي: 800]
ابتسم إيساك راضيًا. فرك رأسه بي وقال:
“صحيح؟ أنا وميا نحب بعضنا. إذن، يمكنني تقبيلكِ، أليس كذلك؟”
“أقصد حب العاشقين.”
نحب بعضنا، لكن كعائلة. و بالتأكيد هو يُفكر في نفس الأمر.
“لا أعرف حب العاشقين. لكن إن كان يجب أن أكون حبيبكِ لأقبلكِ، أريد أن أكون حبيبكِ.”
هاه.
‘لو قلت إنك تحبني بشكل رومانسي، لفكرت في الأمر…’
جسده ناضج، لكن عقله عقل طفل. ماذا يجب أن أفعل معه؟
أنا أيضًا أهتمُ به، لكن ليس بشكل عاطفي. يجب أن أرفض… فكرت ثم قلت بحذر:
“إيساك، هذا صعب.”
“لماذا؟”
“أنا أواعد ريان.”
توقف إيساك وشعرتُ ببرودة تنطلق من عيناه.
“… صحيح، هذا صحيح.”
تغير فجأة. الآن كان يبدو كإيساك الذي قتلني و نظراته حادة و مخيفة.
“نعم، ذلك الرجل حبيبكِ.”
شعرت بنية قتل منه. شعرتُ بالقلق لذا تحدثتُ بسرعة.
“إيساك، أنتَ لا تفكر في قتل ريان، أليس كذلك؟”
لم يجب، فقط رفع زاوية فمه مبتسمًا.
“من يدري؟”
“إن آذيت ريان، لن أراك مدى الحياة.”
لا يمكنني السكوت عن إيذائه للناس.
نظر إليّ بخيبة أمل، لكن هذا لا يمكن التفاوض فيه.
“لن ترينني مدى الحياة؟ بسببه؟”
‘يجب أن أقول رأيي، مهما كانت نظرته.’
ضربت جبهته برفق.
“ليس بسبب ريان! أكره أن تقتل الناس!”
تفاجأ إيساك من الضربة. أمسكت خديه وجعلته ينظر إليّ.
“لا يجب قتل الناس بلا سبب يا إيساك. إلا إذا كانت حياتك مهددة. أتمنى ألا تقتل بسهولة.”
“….”
“أتمنى ألا تتلطخ يداك بالدماء.”
كنت صادقة. أريد إيساك أن يعيش بيدين نظيفتين.
أشاح إيساك بنظره، كطفل تم إمساكه وهو يرتكب جريمة.
“… هل تكرهين من يقتلون الناس يا ميا؟”
“أكرههم.”
سكت إيساك.
‘كم شخصًا قتل؟’
بفضل حجر الحماية، موتي لم يُحسب، لكن مع الضحية وتوبي، هما اثنان.
‘هل هذا يسبب تعبيره هذا؟’
وضع يده فوق يدي وقال:
“… إن توقفت عن القتل، هل ستحبينني؟”
كانت يده ترتجف، رغم تلوثها بالدماء. نظر إليّ بتوسل.
‘بهذه النظرات، قد يتغير.’
أمسكت يده بقوة وأومأت.
“نعم، إن توقفت عن القتل، سأحبك.”
ابتسم إيساك بحيوية وقبل خدي.
“أحبكِ يا ميا…”
“مهلاً! قلت لا تقبلني!”
سددت فمه بيدي. نظر إليّ متذمرًا.
“نعم، بسبب حبيبكِ.”
“بالضبط.”
“حسنًا… سأتحمل قليلاً.”
‘يتحمل ماذا؟’
شعرت بقلق، لكنه عانقني مبتسمًا دون قول المزيد.
كان ريان يتجول في قصر الليل.
‘كم يومًا مر منذ استدعائي؟’
توقف عن تسجيل الأيام، إذ بدى أن حسابها بلا معنى.
– كييي…
سمع صوت مخلوق غريب من بعيد. نقر ريان بلسانه وغيّر طريقه.
يمكنه مواجهة المخلوقات، لكنه كثيرًا ما يُصاب. أحيانًا، تظهر مخلوقات لا يطيقها.
لذا، يفضل تجنبها. تنهد وهو يتفحص غرفة فارغة.
‘كم بقيت في الطابق الثالث؟ أحتاج دليلاً مفيدًا.’
سلّم الطابق الرابع ما زال مغلقًا. حاول إيجاد طريقة لفتحه، لكن دون جدوى.
قالت ميا إنها ترى أحلامًا تساعد في تخطي العقبات، لكنها توقفت مؤخرًا. لذا، عليه إيجاد حل بنفسه.
‘لا يمكنني الاعتماد على ميا فقط. أحتاج المزيد من الأدلة…’
غريب أن الأدلة أصبحت نادرة فجأة.
‘هل أخطأت بشيء؟’
بينما كان يجرب مفتاحًا وجده، انفتح باب غرفة.
كانت مليئة بالساعات: ساعة جدارية كبيرة عند المدخل، وساعات معلقة على الجدران…
صوت التكتكة أزعج أذنيه. عبس وهو يتفحص، ثم لاحظ الساعة الجدارية.
‘لا يوجد عقربا ساعة ودقائق؟’
تذكر أنه وجد عقربين سابقًا. أخرجهما من جيبه ووضعهما في الساعة. بدأت تتحرك بسرعة مذهلة.
– دينغ، دينغ، دينغ…
بعد اثني عشر رنة، انفتح درج سفلي. اتسعت عينا ريان عند رؤية المحتوى.
‘… رسالة؟’
فحصها، فعبس. كانت عن السحر الأسود، مع نص إضافي.
«سأزوركم حتى يوم الوعد. الدير يشك بنا، فكونوا حذرين. سألقاكم في القصر.»
الدير. دليل مهم.
‘هل جاءت ميا اليوم؟’
يجب إخبارها سريعًا. وضع الرسالة في جيبه واستدار، لكنه انتفض.
كان إيساك يستند إلى إطار الباب، يراقبه.
تلك العيون الرمادية المزعجة. رجل لا يعجبه بسبب هوسه بميا. ابتسم ريان بسخرية.
“آه، ما الذي جاء بك إلى هنا؟”
“لدي حديث معك.”
‘هو يريد التحدث معي؟’
كان يرفض الحديث دائمًا، فتساءل عما يريده.
سكت ريان، فاعتبره إيساك موافقة وبدأ.
“انفصل عن ميا.”
“… ماذا؟”
— ترجمة إسراء
التعليقات لهذا الفصل " 69"