خرج حارس البوابة مرتبكًا من ظهور الضيف المفاجئ، وعندما رأى ختم عائلة الدوق، ذُهل تمامًا.
بعد محادثة قصيرة مع السائق،
ركض أحدهم بسرعة إلى داخل القصر.
على الأرجح ليعلن عن وصولها.
نظرت ليليث إلى كلّ هذا بعينين تظهر الملل.
لقد كان الأمر مزعجًا.
ليس من الأدب بين النبلاء أن يزور أحدهم الآخر دون إشعار مسبق.
في الواقع، ألم يبدُ إيرهي مرتبكًا جدًا عندما قالت ليليث إنّها ستذهب لرؤية زينون فورًا؟
لكن القدوم دون دعوة كان شيئًا متبادلاً بينهما.
ألم يكن هو نفسه من جاء بوثيقة خطوبة بشكلٍ وقح وغير منطقيّ؟
لهذا السبب، لم تشعر ليليث برغبة في الالتزام بالأدب معه.
كان هذا الزيارة المفاجئة دون إعلان نتيجة لذلك.
“لقد سمحوا لنا بالدخول يا آنستي.”
بعد لحظات، عاد حارس البوابة متلهّفًا وانحنى لتحيتها.
فُتحت البوابة، ودخلت العربة بسلاسة إلى أرض القصر.
كان زينون ينتظرها في غرفة الاستقبال.
عندما دخلت ليليث الغرفة، رفع نظره عندما شعر بوجودها. التقت أعينهما.
لكم مرّ من الوقت هكذا؟
ثمّ انحنى زينون ليحيّيها.
كان موقفه المهذّب يصعب تصديقه من شخص ارتكب وقاحة صلبة قبل فترة.
حدّقت ليليث إليه بتعبير منزعج واضح.
“تبدو بصحّة جيّدة.”
رفع زينون رأسه لينظر إليها مجدّدًا عند سماع كلامها.
“نعم. من الأفضل أن يكون أحدنا على الأقل بصحّة جيّدة بدلاً من أن نكون كلينا في حالة سيّئة. لكنّني أشعرُ بالأسفِ بعض الشيء أنّ هذا الشخص هو أنت وليس أنا.”
تحدثت ليليث بحدّة وتقدّمت بخطى واسعة لتجلس مقابله.
كانت جلستها مستقيمة وخالية من الاضطراب، نتيجة تدريب طويل على الآداب.
لكن بدلاً من الأناقة أو الرقيّ المعتاد لدى النبيلات،
كانت هناك كاريزما قويّة تنبعث منها.
نظر إليها زينون بهدوء.
“…سأطلب الشاي.”
بإشارةٍ منه دخلت خادمة و وضعت كوبين أمامهما.
عندما مال إبريق الشاي، انتشرت رائحته في الغرفة.
كانت رائحةً مألوفة.
قبل أربع سنوات بالضبط، أي قبل أن يغادر زينون عائلة الدوق مباشرة، كان هذا الشاي المفضّل لدى ليليث.
أدركت ذلك وعبست دون وعي.
“إذًا، ما الذي أتى بكِ؟”
أخرجها صوت زينون من أفكارها.
كانت تتذوّق رائحة الشاي بهدوء، ثمّ رفعت عينيها لتنظر إليه بحدّة.
“هل جئتُ إلى مكان لا يفترض بي زيارته؟”
كان سؤالها استفزازيًا واضحًا، لكن زينون هزّ رأسه بهدوء.
“لا.”
شعرت ليليث بالإحباط من موقفه المطيع.
الجدال يحتاج إلى طرف يردّ حتّى يستمرّ.
وضعت ليليث فنجان الشاي جانبًا بعد أن فقدت حماسها، ونظرت إلى الرجل أمامها.
كان زينون ماير ينظر إليها بعيون منخفضة قليلاً.
كأنّه كلب صيد مطيع ينتظر أوامر سيّده… حتّى وصلت إلى هذه الفكرة، سخرت ليليث من نفسها داخليًا.
كلب صيد؟ كلام فارغ.
صحيح أنّه كان عبدًا في الأصل،
لكنّ هذا الرجل لم يكن من النوع الذي يخضع لأحد بطباعه الفطريّة.
وإذا كان كلب صيد، فمن يكون سيّده؟
في هذه الحالة، ستكون ليليث بالطبع،
لكنّها لا تحتاجه ولا تريده.
في النهاية، هو كلب صيد بلا سيّد.
وهذا يعني كلبًا متوحّشًا غير مروّض،
وبالتالي يجب قتله قبل أن يعضّ أحدًا.
بعد أن توصلت إلى هذا الاستنتاج، ابتسمت ليليث بخفّة.
“لنتحدّث قليلاً. لابدّ أن لدينا الكثير لنقوله لبعضنا.”
تفاجأ زينون من كلامها غير المتوقّع، فعبس قليلاً.
“التحدّث عن ماذا…؟”
“حسنًا. لنعد إلى وقت الحفل أوّلاً.”
كتفت ذراعيها ونقرت بأصابعها على ذراعها.
كان وجهها المتعجرف الخالي من الابتسامة يفيض بالثقة.
انفرجت شفتاها الحمراوان بابتسامة ملتوية.
“في ذلك اليوم، التقينا بعد أربع سنوات.
كان ذلك أوّل لقاء بعد مراسم توديعك للحرب.”
نظر زينون إليها كأنّه يحاول استشفاف نواياها،
ثمّ أومأ برأسه ببطء.
“كان الكثيرون يراقبونك. هذا أمرٌ طبيعيّ. أنتَ الآن، زينون ماير، بطل الحرب العظيم وقاتل التنانين. حتّى أنا كنتُ أترقّب متى ستظهر، فما بالك بالآخرين؟ إنّه أمر مذهل. أليس كذلك؟”
لم يرتخِ وجه زينون المتجمّد رغم مدحها له.
ربّما لأنّه يعلم أنّ كلام ليليث لم يكن نابعًا من اللطف.
حرّك زينون شفتيه كأنّه يريد الاعتراض،
لكنّه أغلق فمه بإحكام.
رفعت ليليث حاجبًا وهي تراقبه.
“نعم…إنه أمر رائع حقًا. لِمَ لا يكون كذلك؟ قصّةٌ رومانسيّة جدًا. أليس كذلك؟ كانت لديك قصّة عظيمة لا يمكن لأحد أن ينكرها. قصّة لا يمكن إلّا أن تجذب أنظارَ المتعطّشين للنميمة في الأوساط الاجتماعيّة. كان الجميع يتساءل عن قصّتك مع روزالين و اهتمّوا جميعًا بكيفية انتهاء قصّتكما.”
عند سماع اسم روزالين، تفاعل زينون لأوّل مرّة.
“هذا…”
“اصمت.”
تحوّلت نظرة ليليث إلى برودة.
“لم أنتهِ من كلامي بعد.”
سكت زينون بعد توبيخها.
لكنّ تعقيد مشاعره ظهر على وجهه.
لكن لم تهتم ليليث بذلك وواصلت.
“بالطبع، انتشرت شائعات عن علاقةٍ محتملة مع الأميرة أيضًا… لكنّ الغالبيّة راهنوا على روزالين. هذا طبيعيّ. فتلك القصّة معها أكثر ‘جمالاً’. الناس يريدون قصصًا خرافيّة كهذه، أمرٌ واضح. و لأكون صريحة، كنتُ أتوقّع مثل هذا السيناريو أيضًا. وكنتُ مستعدّة لأبارك علاقتكما إلى حدّ ما. لكن…”
نظرت ليليث إلى وجه زينون مباشرة.
“في ذلك اليوم، تقدمتَ لخِطبتي أنا.”
لم يتجنّب زينون نظراتها، بل قابلها.
كانت عيناه الهادئتان ليستا حادّتين لكنّهما لم تخنا الصلابة.
في تلك التوتر المشدود دون تنازل من أيّ طرف،
فتحت ليليث فمها.
“…ما الذي كنتَ تفكّر فيه يا بطلنا القومي؟ انتَ لستَ غبيًا لدرجة أن لا تعرف أنّ فعل ذلك سيسبّب ضررًا للطرف الآخر.”
لم يبرّر زينون أو يعترض على سخريتها الواضحة.
ظلّ يستمع إلى توبيخها بصمت فضحكت ليليث ساخرةً وهي تراقبه، ثمّ أصبح وجهها باردًا.
“حسنًا، الآن تكلّم.”
طعنه صوتها البارد كالسكّين.
“زينون ماير، ما الذي تفكّر فيه؟”
مع نهاية كلامها، عمَّ صمت ثقيل في الغرفة.
صمت بارد لدرجة أنّ أنفاسهما بدت كضوضاء.
في هذا الصمت، جلس زينون بثبات.
كما توقّعت، وجه لا يمكن معرفة ما يفكّر فيه،
نقرت ليليث بلسانها داخليًا.
تعبيرٌ هادئ بشكل مزعج. لكنّه دائمًا يخطّط لما يريد في داخله.
لم تكن ليليث منذ صغرها تتوافق مع هذا النوع من الأشخاص. كان هذا سبب كرهها له منذ أوّل لقاء.
كما هو متوقّع، لم يجب زينون فورًا.
ظلّ صامتًا لوقت طويل، يختار كلماته بعناية.
أثار هدوؤه انزعاجها، لكنّ ليليث انتظرته بصبر.
وعندما كادت صبر ليليث ينفد،
فتح زينون فمه أخيرًا.
“…هل ترغبين في عقد رهان معي؟”
“ماذا؟”
تجمّد وجه ليليث على الفور.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 14"