•♡•

لم تكن إيلا تنوي مشاهدة هذا المشهد.  

لقد تخلت بالفعل عن توقعاتها من بقية العائلة، لكن أمها كانت حالة مختلفة.  

لم تكن لتسمح بأن تتعرض والدتها الحنون لهجوم من قبل هؤلاء الإخوة الأغبياء.  

‘لو حدث ذلك، سأنسى هدفي الحقيقي وأثور.’  

في اللحظة التي كانت إيرين على وشك رفض طلب روزيا كما في الرواية الأصلية…  

تدخلت إيلا أولاً:

“سأغادر القصر.”  

تقطبت جبهة كاليوس وهو يحدق فيها.  

طوال وجبة الإفطار، تجاهلها الجميع.  

والآن، لأول مرة، التفت الجميع إليها.  

سخرت إيلا داخلياً من هذا التناقض.  

“ماذا تقولين يا إيلا؟”  

“سأغادر القصر، سيدي الدوق.”  

تصلبت ملامح كاليوس عند سماعها تناديه بهذا اللقب الرسمي.

كانت إيلا تخطط لمغادرة القصر مبكراً لتجنب الصراعات المستقبلية.  

مقارنةً بما سيحدث لاحقاً، خسارة مقعدها على مائدة الطعام كانت تافهة.  

ستشن روزيا هجمات أكثر شراسة، وبدون دليل يثبت نسبها الحقيقي، لن تستطيع إيلا الدفاع عن نفسها.  

“لماذا هذا القرار المفاجئ؟”  

“من غير المنطقي أن أبقى هنا بعد أن تبين أنني لست من العائلة. لا أريد أن أسبب إزعاجاً لأحد.”  

أدّت كلماتها الهادئة إلى صمت مطبق.  

القاعدة الأولى للبطلات المأساويات.

البقاء مع العائلة وتحملهم رغم الإهانات والمعاملة السيئة. 

لكن إيلا قررت كسر هذه القاعدة.  

‘على أي حال، كل ما سأحصل عليه هنا هو البطاطس الحلوة.’  

كانت أكاديمية ريويد الإمبراطورية هي مفتاح خلاصها.  

“إذا تمكنت من العثور لي على غرفة في سكن الأكاديمية، فسوف أترك العائلة وأعيش هناك بهدوء.”

على الأقل إذا ذهبت إلى سكن الأكاديمية، فلن تضطر إلى القلق بشأن التحديق بها في كل مرة، لذا ستكون حياتك أكثر راحة.

‘سوف يتم طردي من عائلتي عاجلاً أم آجلاً على أي حال.’

وكان ذلك بسبب افتراءات روزيا وتصميم كاليوس. لذلك، خططت لمغادرة العائلة أولاً قبل أن يتم طردها.

“هل تعتقدين أنكِ ستنجحين إذا ذهبت إلى الأكاديمية؟” 

عبس كاليوس.

لكن كاليوس اعترض:

“الأكاديمية الإمبراطورية من أعرق الأكاديميات. سبب التحاقكِ بها دون أي عناء حتى الآن هو أنكِ الأميرة بلانش.”

واصل الدوق حديثه بنظرة عدم فهم.

“لكن الآن وقد أصبحتِ من عامة الشعب، تُريدين أن تُكملي تعليمكِ بين أبناء العائلات المرموقة. مع أن مواهبكِ السحرية أقل من مواهب العامة……”

وكان ذلك صحيحًا أيضًا.

على الرغم من أن إيلا كانت تمتلك معرفة سحرية ممتازة، إلا أنها عانت من عدم حساسية المانا ولم تتمكن من الشعور بالمانا.

خفضت إيلا عينيها وأظهرت تعبيرًا حزينًا مرة أخرى.

“سأتدبر أمري. أنا ممتنةٌ للخدمات والتربية التي منحتموني إياها حتى الآن، لا أستطيع طلب المزيد.”

عبس كاليوس، كما لو كان يعاني من صداع. وكان الأمر نفسه مع إخوتي. 

“إيلا، والدك محق. أنتِ تعرفين أي معاملة سيتلقاها عامة الناس لو ذهبوا إلى الأكاديمية.” 

“حسنًا، ألم ترَي كيف يعيش عامة الناس في الأكاديمية؟ سيتغير مواقف أصدقائك أيضًا.” 

وعندما أعربت العائلة بأكملها عن مخاوفها، تقدمت روزيا أيضًا إلى الأمام، لأنها لم تستطع البقاء ساكنة.

“إذا كان الأمر بسببي، فلا داعي لمغادرة العائلة، آنسة إيلا.”

“أنا آسفة. أشعر أنني أفسدت الجو المتناغم. أنا آسفة جدًا لجلوسي هنا……”

وبينما بدأت بالبكاء، أغلق جميع الإخوة الأكبر سناً، الذين كانوا يوقفون إيلا بقوة قبل لحظة، أفواههم.

لكن إيلا عرفت السبب الحقيقي.

‘تحتاج لجذب انتباه الإخوة من أجل الحفاظ على سحرها، لا يمكنها تحمل خسارة ولو القليل من الاهتمام.’  

على الرغم من أن نيته كانت واضحة، إلا أن إيلا ابتسمت بهدوء وهزت رأسها.

“لا يا روزيا، لا داعي للاعتذار. لم يكن من المفترض أن أكون هنا أصلًا.”

كان صوت إيلا هادئًا، لكن كان هناك شعورٌ غريب بالوحدة فيه.

“رؤيتكِ حزينةً جدًا تُشعرني بأسفٍ أكبر. أنتِ مالكة هذا المكان، لذا يمكنكِ التصرّف بثقةٍ أكبر.”

عند سماع هذه الكلمات، تغير تعبير وجه روزيا قليلاً. لقد كان رد الفعل متوقعا.

‘من المفهوم أنني، الذي أصبحت للتو من عامة الناس، يُطلب مني أن أكون فخوراً.’

ولكن في الوضع الحالي، لم يكن هناك شيء آخر يمكن قوله للرد. في النهاية اختارت روزيا الصمت.

ثم بدأ ينتشر جو غريب بين أفراد العائلة.

سيدريك، الذي كان يتجاهل إيلا حتى الآن، عض شفتيه فقط، وبقي جيرالد صامتًا، ممسكًا بأدوات المائدة في يده.

كانت الدوقة إيرين وحدها من تنظر إليها بعيون دامعة.

التقت إيلا بنظراتها وأضافت بحنان.

“أنا بخير تمامًا. أنا متأكدة أنني سأكون بخير في الأكاديمية. فلا تقلقي كثيرًا.”

وكأنها قد تقبلت كل الواقع، كان مظهر أيلا هادئًا للغاية.

وأخيراً فتح كاليوس فمه وكأنه قد اتخذ قراره.

“نعم، اذهبي. من الأفضل لكما الذهاب إلى الأكاديمية والعيش منفصلين. الآن حان وقت عودة كلٍّ منكما إلى منزله.”

“…….”

“روزيا، يجب عليك أيضًا أن تبدئي في تعلم كيفية رعاية عائلتك.”

أحسنتِ يا روزيا.

ابتسمت إيلا لنفسها.

لو لم تتقدم روزيا للأمام، لكان كاليوس قد رفض السماح له بمغادرة العائلة تقريبًا.

‘لأنني كنتُ ابنة مفيدة.’

روزيا، التي لا تعلم بالظروف، لا بد أنها سعيدة الآن، إذ تعتقد أنني طُردت بسهولة من العائلة.

ولكن هذا كان سبب سقوط روزيا.

لأن تصرفاتها الحالية جعلت عائلتها تشعر بالذنب والأسف تجاه إيلا.

‘وسيكون هذا عائقًا أمام سيطرة روزيا على العائلة في المستقبل.’

على أية حال، كان عليها أن تترك العائلة قبل أن يغير كاليوس رأيه، لذا فتحت إيلا فمها بسرعة.

“شكرًا لك، سأستعد للذهاب إلى الأكاديمية على الفور.”

“الآن……؟”

“نعم، لأن الدراسة ستبدأ قريبًا. لا داعي للبقاء هنا على أي حال.”

حاول كاليوس أن يقول شيئًا، ثم أغلق فمه.

نهضت إيلا بسرعة من مقعدها قبل أن يتمكن من التحدث.

“حسنًا، سأدخل أولًا. لا أستطيع مقاطعة وقتكم العائلي. استمتعوا بوقتكم جميعًا.”

*** 

بمجرد عودتها إلى غرفتها، بدأت إيلا على الفور في حزم حقائبها.

لم تأخذ من عائلتها شيئا إلا شيئا واحدًا.

وكانت الأعشاب هي الاستثناء الوحيد.

لأن هذه كانت أشياء جمعتها بنفسها على مدى فترة طويلة من الزمن.

في الواقع، كانت إيلا تمتلك موهبة طبيعية في صنع الجرعات السحرية.

على الرغم من أنها لم تكن قادرةً على الإحساس بالمانا، إلا أنها كانت على دراية كبيرة بالنظرية السحرية وعلم الأعشاب.

‘دعونا نستخدم هذا لتجنيد الأشخاص الذين يمكنهم المساعدة. إذا فعلنا ذلك، فسوف تكون لدينا فرصة للكشف عن هوية روزيا الحقيقية.’

في الوقت الحالي، ليس هناك ما يمكن فعله بشأن روزيا، الساحرة القوية، ولكن إذا أصبحت هي ساحرةً ممتازة، فسوف تكون قصة مختلفة.

لمعت عيناها وهي تفحص بعناية عدة مرات للتأكد من عدم فقدان أي أعشاب.

إيلا، التي كانت قد حزمت حقائبها على عجل، أخذت نفسا عميقا وفكرت.

‘…… هناك أيام تكون فيها روزيا مفيدة.’

اعتقد كاليوس أنه طالما بقيت إيلا في منزل بلانش، فلن يكون من الممكن الاعتراف بروزيا كأميرة حقيقية.

لذا، بعد مرور بعض الوقت، كان يفكر في طرد إيلا من العائلة.

‘ولكن بما أنها كانت مسؤولاً عن الشؤون الداخلية للعائلة حتى الآن، فقد كان من الصعب إبعادها على الفور.’

«««»»»

✧ملاحظــــات✧

البطاطا الحلوة: 

مصطلح يتم استخدامه عند “آل الكيميتشي” للتعبير عن الإحباط أو نفاد الصبر تجاه موقف أو شخص، يشبه بشكل كبير عندما تتناول حلوى لزجة تلتصق في فمك. 

«««»»»

لا تنسوا التصويت والكومنت اللطيف 🙈