### الفصل الخامس
وحيدةً في الغرفة التي أوصلها إليها بايرون لترتاح، جلست داليا على الأريكة، تمزق شعرها:
“ما هذا الذي يحدث؟”
كان عقلها المضطرب عاجزًا عن التفكير.
حركتها للنجاة غيرت كل شيء.
“اهدئي، رتبي أفكاركِ.”
وضعت يدها على صدرها، أخذت نفسين عميقين، وبدأت:
في الرواية، كان من المفترض أن تموت داليا اليوم على يد بايرون.
لكنها، لتنجو، استدعت الشيطان الذي هدأت به البطلة جنونه في النهاية.
لكن المشكلة أنها استدعت بايرون، لا شيطانًا، بعد أن أُكمل زواجهما رسميًا.
انقلبت الرواية رأسًا على عقب، محيت بدايتها.
لم تكترث داليا كثيرًا، إذ لم يكن استدعاؤها للشيطان مقصودًا للحفاظ على الرواية.
“ما فائدة الرواية إن متُ؟ يجب أن أعيش.”
لكن الأمر الأكثر إثارةً هو اختفاء جنون بايرون.
قال بوضوح:
“هكذا إذن شعور اختفاء الجنون.”
لكن حتى البطلة لم تستطع إزالته، إذ كان ناتجًا عن قوة شيطانية قوية في جسد بشري.
“كيف زال جنونه؟ هل صار شيطانًا لأنني استدعيته؟”
ارتجفت من هذا التخمين، وحاولت نسيانه، لكنها لم تستطع.
“آه، فلأفكر بما يجب فعله.”
لم تكن البطلة فقيرةً كداليا، بل ابنة كونت محبوبة، تعيش برفاهية الآن.
كان عليها التركيز على سلامتها.
أصبحت دوقةً فجأة، قادمةً من عائلة بارونية فقيرة.
من الواضح أن أهل الدوقية لن ينظروا إليها بعين الرضا.
لكن لحسن الحظ، هي من هدأت جنون بايرون، لا البطلة.
في الرواية، كان الجميع يعظم البطلة لمجرد تهدئتها لبايرون.
شعرت داليا أنها لن تواجه مشكلة في العيش هنا.
لكن المشكلة أن الرواية تغطي ثلاثة أشهر فقط، وهي كل ما تعرفه.
الرواية، بطابعها الدرامي الجريء، كانت بسيطة:
في قرية قرب غابة الوحوش، يلتقي بايرون بالبطلة، مفتونًا بها.
بعد شعوره بها مرات، يختطفها ويحبسها، وتتطور علاقتهما بين هوسه ولطفه العرضي، فتقع في حبه، وتصبح حبيبته رسميًا.
ثم تستدعي شيطانًا، تهدئ جنونه، يتأكدان من مشاعرهما، وتنتهي القصة.
تذكرت داليا الرواية، فبردت أطرافها.
كل ما تتذكره هو هوس بايرون ومشاهد الحب الجريئة المحرجة.
“آه، سأجن.”
“لمَ؟ هل هناك ما يزعجكِ؟”
“الإزعاج كثير.”
عرفت الرواية، لكنها مليئة بمشاهد الحب، وكل شيء انقلبت بدايته.
“هذا…”
تجمدت عندما أدركت أن حديثها الذاتي قُوبل برد.
رفعت رأسها ببطء، فرأت بايرون ينظر إليها بميل:
“قولي، داليا.”
“يا إلهي!”
كادت تسقط من الأريكة، لكنه أمسك ذراعيها بلطف.
كان وجهه قريبًا جدًا.
“أنا بخير!”
حاولت التحرر، فأفلتها:
“احذري.”
جلس بجانبها، مبتسمًا:
“لمَ أنت هنا؟”
“أردتُ أن نتحدث.”
توترت داليا.
ما الذي يريد قوله؟
ارتجفت عيناها، فأمسك يدها بحذر.
فزعت من دفء يده:
“س، سيدي الدوق؟”
“لمَ تنادينني هكذا؟”
ارتبكت من سؤاله القاسي.
كيف أناديه إن لم يكن الدوق؟
“نحن زوجان.”
حرك يده، متشابكًا مع أصابعها.
“نادي باسمي، داليا.”
شعرت بخفقان قلبها من دفء يده.
نظرت عيناه الرماديتان إليها، التي وصفتها البطلة كالرماد البارد، لكنها بدت لداليا دافئة كالسماء عند الفجر.
ذابت يدها الباردة بدفئه، وتلاشى خوفها من المستقبل تحت نظرته.
ابتسامته الساحرة جعلت قلبها يخفق:
“بايرون…”
لم تستطع مقاومة نطق اسمه.
أدركت أن بايرون أمامها ليس بطل الرواية.
لكن الخوف لم يتلاشَ.
هل بسبب قبضته القوية، أم نظرته المهووسة التي تخشى أن تتحول إليها؟
كأنه قرأ خوفها، غمز وأمسك يدها، مقبلًا ظهرها:
“ناديني هكذا، وسأحقق أي شيء.”
صوته القوي جعلها تشعر أنه سيحقق كل شيء إن نادته.
اضطربت.
لم يكن لديها وقتٌ للحزن على موتها وحياتها المأساوية.
كان عليها التحرك لتعيش.
دفؤه هدأ لحظاتها المرعبة.
ربما هو ممتنٌ لتحرره من الجنون.
“لا تخافي، داليا، أنتِ سيدة بايرون إندلين وزوجته الوحيدة.”
هدأت خوفها واطمأنت، مدركةً أنها نجت من الموت.
“أليس كذلك؟”
“…نعم.”
شعرت بسعادته من ردّها البسيط.
أحست بغضبه، سعادته، وحبه لها.
تساءلت: هل يشعر بمشاعرها أيضًا؟
“داليا.”
فزعت من ندائه:
“رغم أن هذا الزواج لم ترغبيه.”
جثا على ركبة، ممسكًا يدها:
“سأكون الزوج الذي تحتاجينه، فهل تقبلينني؟”
رغم أنهما متزوجان قانونيًا، طلبها بحذر.
شعرت بدغدغة غريبة من مراعاته.
أومأت مترددة، فابتسم بسعادة:
“شكرًا، داليا، سيدتي.”
قبّل إصبعها الرابع، ملأه بدفء بدلاً من خاتم.
“أراكِ لاحقًا.”
“لاحقًا؟”
ضحك:
“اليوم ليلتنا الأولى، يجب أن نكون معًا.”
اهتزت عيناها:
“ل، لا، أقصد…”
“أراكِ، زوجتي.”
قبّل خصلة شعرها بحذر، ثم اختفى.
* * *
المترجمة:«Яєяє✨»
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 5"