لقد عادت إلى عاصمة مملكة إيثريا تحت اسم فيكتوريا مورين، وريثة ثروة هائلة قادمة من إمبراطورية فاليدوس الشرقية الغنية.
كان كايوس قد نسج شبكة من الأكاذيب والتزوير المعقدة التي لا يمكن كشفها، مانحاً لسيرا الثروة والنفوذ.
كانت فيكتوريا امرأة ساحرة، غامضة، ذات أسلوب لا تشوبه شائبة، تتحدث بلهجة أجنبية تضفي عليها المزيد من الجاذبية والغموض.
كانت أولى خطوات سيرا هي شراء قصر مهجور في الحي النبيل، قريب جداً من قلعة إيفروود.
كان القصر يُعرف بـ قصر الظل ، وقد اشتهر بقصص الأشباح، مما جعله مكاناً مثالياً لـ فيكتوريا التي كانت في الحقيقة روحاً شيطانية متنكرة في هيئة بشرية.
في أول حفل استقبال أقامته فيكتوريا، كانت الدعوات مرسلة خصيصاً إلى العائلات النبيلة القديمة، وعلى رأسهم عائلة ديميتريوس.
لم يكن الكونت ديميتريوس يستطيع رفض دعوة من وريثة بهذا القدر من الثروة والنفوذ، رغم تحفظه.
في تلك الأمسية، عندما دخلت سيرا (فيكتوريا) قاعة الاستقبال، لم يتعرف عليها أحد.
لم تكن الفتاة المكسورة، بل كانت قوة صامتة ترتدي فستاناً من المخمل الأسود المرصع بحجارة تشبه الثلج، مما جعل بشرتها البيضاء وعينيها الخضراوين تبرزان بحدة.
كانت عائلة ديميتريوس تقف في زاوية القاعة، وتبدو كئيبة ومهملة مقارنة بتألق فيكتوريا.
تقدمت سيرا ببطء، وفي عقلها كان صوت كايوس يهمس لها بأسماء وأسرار ضيوفها، وكيفية التلاعب بهم.
“الآن، يا سيرا، مهمتكِ الأولى ريكاردو.” رن صوت كايوس في عقلها.
كان ريكاردو يقف بجوار إيفلين، وقد تزوجا للتو.
بدا ريكاردو مضطرباً، فبعد زواجه لم يحصل على الدعم السياسي الذي وعده به الكونت، بل وجد نفسه محاصراً في علاقة متوترة مع إيفلين المدللة.
تقدمت سيرا نحو ريكاردو مباشرة، متجاهلة إيفلين تماماً.
التعليقات لهذا الفصل " 6"