‘هُمف!’
رفعت لور ذقنها بتحدٍّ ونظرت إلى الكاهن وكأنّها تقول له: “إن كان لديك ما تقوله، فقله.”
“آ، آه!”
تفاجأ الكاهن ولم يعرف كيف يُتابع كلامه، بدا مضطربًا للغاية.
كان هناك شيءٌ مريب.
ملامح الكاهن أظهرت بوضوح أنّ لديه ما يُخفيه، فبدأ المساعدون يتبادلون النظرات فيما بينهم.
“الآنسة ذكية جدًّا! إذًا، نحن أيضًا سنتأكد. يا حضرة الكاهن، هاتِ الصندوق الذي كان فيه الخاتم.”
خرجت من بينهم امرأة حمراء الشعر، ضُفر شعرها بعناية، ومدّت كفّها تنتظر أن يُسلِّمها الصندوق.
شحب وجه الكاهن.
“ما هذا الهراء! أتُشَكِّكون فيّ أنا الكاهن الموثوق فقط استنادًا إلى كلمات طفلة صغيرة؟! كيف تجرؤون على الشكّ في ذخيرة مقدّسة جاء بها ختم المعبد؟!”
“لا تُسَمِّه شكًّا، بل سَمِّه توثيقًا.”
وقبل أن يُكمل الكاهن كلامه، خطفت المرأة الصندوق من بين يديه بسرعة خاطفة.
حاول الكاهن الفرار ممسكًا بالصندوق، لكن يد المساعدة سبقتْه وأمسكت به في اللحظة الأخيرة.
تفحّصت المساعدة ذات الشعرِ الأحمر الصندوق بين يديها، ثم صاحت:
“إنّه صحيح! الصندوق يُمكن فتحه من الجهة الأخرى أيضًا!”
كما قالت لور تمامًا.
وهذا يعني أنّ الكاهن تعمّد فتح الصندوق بالعكس ليُضلِّلهم.
قال ألكايد بصوتٍ بارد:
“اطرحوه أرضًا.”
فما إن صدرت أوامره حتى أمسك المساعدون بكتفي الكاهن وطرحوه على الأرض.
صرخ الكاهن وهو يتخبّط:
“سيدي! سموّك! الأمر ليس كما تظنّون—!”
لكن المساعدة ابتسمت بعينيها، واستلت خنجرًا مجهول المصدر وقرّبته من عنقه.
“من الآن فصاعدًا، تتكلّم فقط عندما يُسمح لك.”
تناول ألكايد الصندوق من يديها وفتحه بالجهة الصحيحة.
كان داخله خاتم آخر يلمع بضوءٍ نقي.
“ها، إذًا كان هناك حقًّا ذخيرة أصلية.”
“بالطبع، كيف يجرؤ أحد على أن يأتي إلى حضرة الدوق دون أن يحملها؟”
“جيزيل!”
قهقهت المساعدة ذات الشعر الأحمر، جيزيل، بسخرية:
“يبدو أنّه كان يخطط لإخراج الذخيرة الحقيقية في اللحظة الأخيرة إن شعر أنّنا كشفنا خدعته. أيّ كاهن هذا؟ إنّه مجرّد محتال.”
“كفى يا جيزيل!”
قاطعها هاگنز مرتبكًا.
“حسنًا، حسنًا. أنت صارم جدًّا يا هايغنز!”
تذمّرت جيزيل، لكن سيفها ظلّ مصوَّبًا نحو عنق الكاهن.
أما ألكايد، فلم يُعر جدالهم انتباهًا، بل أخذ الخاتم الأصلي وتأمّله بعناية.
[أحسنتِ يا لور! ذلك الخاتم هو “الذخيرة الحقيقية”!]
تطايرت صفحات الكتاب السحري تُداعب خدّ لور. كاد الضحك يفلت منها من شدّة الدغدغة، لكنّها تماسكت.
‘الكتاب السحري يظهر لي وحدي!’
كان قد أوضح لها قبل أن يطير معها إلى هنا أنّه لا يراه أحد غيرها.
أُعجبت لور به وقالت إنّه يشبه جنّية الحكايات، فأجابها الكتاب ملوّحًا بصفحاته:
[صحيح يا لور! لذا، حافظي على سرّي، لا تُخبري أحدًا أنّني بقربك.]
طبعًا ستُخفيه. ففي القصص، إن كُشف سرّ الجنية، تختفي إلى الأبد.
لا تُريد أن تفقد الكتاب الجميل الذكي الذي أخبرها بطريقة لإنقاذ أمها.
‘نعم! أعدك!’
إذن عليها أن تتظاهر بعدم رؤيته، وألّا تضحك فجأة كي لا تبدو غريبة.
أشارت لور بيدها الصغيرة نحو الخاتم بين يدي ألكايد وقالت:
“هذا يبدو حقيقيًّا!”
“أجل. صحيح. يبدو أنّه الذخيرة الحقيقية فعلًا.”
أومأ ألكايد وأعاد نظره نحو الكاهن.
“ه-هاا!”
منذ أن رأى الخاتم يُستخرج من الصندوق، جفّ حلق الكاهن وتقطّعت أنفاسه.
تلك الاستجابة تعني…
“لم يكن خطأً إذًا.”
حدّق ألكايد فيه ببرود، وصوته ازداد ثِقَلًا وجديّة.
تأكّد الأمر.
الكاهن ارتكب ذلك عمدًا.
بأوامر مَن يا ترى؟
لكنّ هناك ما هو أهم في اللحظة الراهنة.
أعاد ألكايد ارتداء الخاتم، ثم خلعه وسلّمه إلى لور.
أراد أن يرى النتيجة إن استُخدم الخاتم بالطريقة الصحيحة.
“الآن دورك لتلبسيه.”
“حاضر!”
ارتدت لور الخاتم في سبّابتها من دون تردّد.
في الحال، أحاط بها نسيم بارد منعش كهواءٍ عليل في يومٍ صيفيّ قائظ.
‘واااو!’
هتفت مندهشة من روعة الإحساس.
عندها اهتزّت صفحات الكتاب الطائر قربها.
[لور، هذا هو “القوّة المفدسة”! لنجعلها لنا استعدادًا للمستقبل.]
‘هاه؟’
وقبل أن تفهم، تساقطت جزيئات ضوء دقيقة من بين صفحات الكتاب نحو الخاتم، وبدأت تمتصّ طاقته بهدوء من دون أن يلحظ أحد.
تابع الآخرون يترقّبون بقلق، لكن شيئًا لم يتغيّر. ظلّت جوهرة الخاتم متلألئة بلونها الشفّاف.
وهذا يعني…
“أنا… أنا… أنا ابنة أبي الشرعية!”
ابتسمت لور فرحةً.
‘استخدمتُ الجملة التي تعلّمتها قبل قليل!’
امتلأ صدرها بالغبطة. احتضنت نفسها بذراعيها القصيرتين وضحكت بصوتٍ عالٍ.
شعرت وكأنّها تطير في السماء بجناحين.
لأنّها الآن…
‘صار عندي أب!’
أروع أب في العالم! وسيُنقذ أمها أيضًا!
[الطفلة الشجاعة، لور!]
كتب الكتاب تلك الكلمات على صفحاته البيضاء.
قرأت لور بصوتٍ خافت:
‘الطفلة… الشجاعة!’
وشعرت أنّ قلبها يُحلّق من السعادة.
كادت ترقص بحركات مضحكة، لكنها تجمّدت فجأة.
‘لا! توقفي!’
لم تُرد أن يراها ألكايد وهي ترقص. لم يَحن الوقت بعد لتكون قريبة منه إلى هذا الحدّ.
رفعت بصرها إليه بخجل، وإذا بها تُفاجَأ.
‘أبي… حزين؟’
وجهه بدا جامدًا كما هو، لكن عينيه أظهرتا مسحة حزن.
يُشبه أميرًا فقد أميرته في الحكايات.
هل هو شعور ناتج فقط لأنّه وسيم؟
مدّت لور يدها نحوه بعزم: هذه المرّة ستنجح في أن يقول لها “تعالي” ويحتضنها!
لكنّه بدلًا من ذلك التفت بغتةً إلى الكاهن.
ازداد رعب الكاهن بعد أن رأى بنفسه أنّ لور ابنة الدوق الشرعية.
“أخطأت… أرجوكم سامحوني! أرجوكم دعوني أعيش!”
“التحقيق سيكون لاحقًا. الآن لدينا ما هو أهم. خذوه وضعوه في الحجز.”
ابتسمت جيزيل ابتسامة مبهجة وكأنّها كانت تنتظر هذا الأمر، وأمسكت بتلابيب الكاهن.
“أخطأت! يا سيدي! أرجوك الرحمة!”
“أوه، حضرة الكاهن، من الأفضل ألّا تأمل كثيرًا.”
أخذته جيزيل وهي تُدندن بسعادة، وجرّته إلى الخارج.
تبدّل الجو في القاعة تمامًا.
لقد ظهر وريث دم ألكايد أتيلّيون.
ومن بين العائلة الإمبراطورية العريقة، ألكايد كان مميّزًا.
لأنّه يملك قوه مقدسة.
فكيف سيكون حال طفلٍ يحمل دمه؟
المساعدون لم يعرفوا كيف يتصرّفون أمام هذا الحدث غير المسبوق.
“هيهي.”
وكالعادة، كان ضحك لور هو من كسر الصمت.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"