طق-! طق-! بقرع قصير ، كشفت الخادمة عن نفسها.

“آنسة إلزي” ، 

نادتني الخادمة بحذر.

رفعتُ نظري عن الوثائق التي كنتُ أُرَكِّز عليها.

“لقد وصل طالب جديد للتو”

“حسنًا” ، رفعتُ رأسي و وقفت.

و كأنها لم تتوقع مني أن أتحرك ، وسّعت الخادمة بعينيها.

“إذن بخصوص هذا الطالب …”

“أخطط لمقابلته شخصيًا” 

أجبتُ بحزم و خرجتُ من الغرفة.

استقبلني منظر رائع بشكل لا يصدق ، يكاد يكون لا يصدق بالنسبة لمدرسة داخلية.

ثريات من الكريستال تتلألأ مثل الجواهر ، تعكس الضوء.

ورق حائط منسوج بدقة بخيوط ذهبية في أنماط كرمة.

الأثاث الموضوع في جميع أنحاء المبنى كان أيضًا من أعلى مستويات الجودة.

يمكن للمرء أن يقول انه كان تصميمًا داخليًا مصممًا لتلبية أذواق الطبقة العليا.

“أين الطالب الآن؟”

“لم نتمكن من إدخاله إلى المدرسة بعد. إنه يقاوم بشدة …”

“فهمتُ ذلك”

توجّهت مباشرة إلى مخرج القصر.

وسط المطر الغزير الذي بدا و كأنه يثقب السماء ، كان شاب يصرخ بصوت عالٍ.

“اتركني!!”

كافح الشاب بشكل محموم بين أيدي الحراس الذين يمسكون به.

تحت الضوء الخافت لمصباح غاز متوهج ، كان شعر أشقر مبلل نابض بالحياة يلمع بشكل ساطع.

مع عيون زرقاء صافية مثل بحر جليدي ، مسح محيطه بحدة.

“من أنتم جميعًا بحق الجحيم؟! لماذا أنتم …!”

رغم أنه بدا شابًا بمظهر غير ناضج ، إلا أن شراسته كانت تعادل شراسة وحش شرس يبرز أنيابه.

عندما لاحظت سلوكه من مسافة بعيدة ، أومأت برأسي قليلاً.

“أفقدوه وعيه”

أومأ أحد الحراس برأسه و ضرب بسرعة مؤخرة عنق الشاب بكفه.

تاك-!

و كأنه فتح عينيه لفترة وجيزة ، انهار الشاب ببطء على الأرض.

أصدرتُ أمرًا آخر.

“أغلق الباب”

كلااك-!

أحدث الباب الحديدي المزخرف ، المُزَيّن بكروم الورد المزهرة ، صوتًا صاخبًا عندما أُغلِق.

نظرت إلى الشاب الملقى أمامي ، و هو يضع تعبيرًا حزينًا.

الآن ، لن يتمكن هذا الرجل من مغادرة مدرسة روز كروس الداخلية لعدة سنوات.

على الأقل ، هكذا كانت الأحداث في القصة الأصلية.

“في الوقت الحالي ، أبقوه في الحبس الانفرادي”

“مفهوم”

أخيرًا ، أدرتُ جسدي بعيدًا عن الشاب.

مدرسة روز كروس الداخلية هي مكان غريب من نواحٍ عديدة.

هذا لأنها ليست مدرسة داخلية حقًا.

هنا، يتم حبس الأشخاص ذوي الخلفيات المثيرة للإهتمام قسرًا، و كذريعة، يتم قبولهم في مدرسة مرموقة بحجة التعليم.

يزعمون حتى أنه لا توجد قيود عمرية للدراسة ، و يقبلون حتى أولئك الذين يسعون إلى التعلم مدى الحياة.

بعبارة أخرى، هذا يعني أنه يمكن جذب البالغين من أي عمر إلى هنا.

منافسة الخلافة ، و معارك الميراث ، و الأطفال غير الشرعيين ، و المزيد …

القصص التي تجلب الناس إلى هنا متنوعة و متنوعة.

و من بين أولئك الذين تم جلبهم إلى هنا ، لم يهرب أحد من المدرسة الداخلية.

يتم مراقبتهم بدقة للتأكد من عدم مغادرتهم أبدًا.

بعبارة أخرى ، هذا المكان هو …

نوع من سلة المهملات التي تُخفي عيوب الطبقة العليا.

مدرسة روز كروس الداخلية.

تُعرف أيضًا بإسم قصر روز كروس.

في يوم من الأيام ، عندما فتحتُ عيني ، وجدتُ نفسي أصبحتُ المرأة الشريرة المسؤولة عن قصر روز كروس.

و الشاب الذي تم إحضاره إلى قصر روز كروس هذا …

إنه أحد أبطال الذكور في هذا العالم ، رجل سيمزقني بوحشية و يقتلني في المستقبل. 

لوسيان فون كاليد.

* * *

<<الزهور المَدوسة هي الأكثر عطرًا>>

كانت رواية رومانسية خيالية منحطّة قرأتها في حياتي الماضية.

أصبح الأبطال الذكور الثلاثة الوسيمين و المثيرين للإعجاب مهووسين بالبطلة ، و في النهاية استسلموا لحب مجنون.

و هكذا تتكشف قصتهم المتشابكة ، مليئة بالحب و الكراهية و النضال و الهوس.

إذن ، ما الدور الذي لعبته في هذا العالم؟

“أنا الخصم النموذجي الذي يسبب الصراع في رواية رومانسية خيالية”

الخصم المعترف به من العمل الأصلي ، إلزي ليفاريان.

لتلخيص حياتها في سطر واحد ،

إنها عشيقة البطل الذكر رقم 3 ، صاحبة مدرسة روز كروس الداخلية ، التي أصبحت مهووسة إلى حد مدمر و في النهاية لقيت حتفها.

يمكن وصف تصرفات إلزي في الرواية تقريبًا على النحو التالي:

تتصرف إلزي نيابة عن البطل الذكر 3 ، الذي يغيب كثيرًا ، و تتولى الحكم كخصم طاغية في المدرسة الداخلية.

و بطبيعة الحال ، يخضع لوسيان ، البطل الذكر 1 ، لجميع أنواع الإساءة أيضًا.

و و بتجميع كومة من أعلام الموت ، تلتقي إلزي في النهاية بمصير مأساوي عندما تظهر البطلة ، مما يؤدي إلى هجرها القاسي من قبل البطل الذكر 3.

بدافع الغيرة تجاه البطلة ، تُلحِق الأذى بها و لكنها تُسحَق بلا رحمة من قِبَل الأبطال الذكور الثلاثة الغاضبين.

بالطبع ، لا أريد أن أعيش على هذا النحو.

لدي هدف واحد فقط.

أن أترك عالم الخيال الرومانسي الفاسد هذا بأمان و أعيش حياة جيدة بمفردي.

إذا ظهرت البطلة على أي حال ، فسوف ينجذب الأبطال الذكور الثلاثة إليها بشكل طبيعي ، و يمكنني بسهولة أن أنسى أمرهم.

لذا ، فمن الأفضل أن أبتعد في الوقت المناسب ، مع الانتباه لأي لحظة مناسبة.

“من الأفضل أن أسحق أي علم موت يتعلق بالأبطال الذكور مقدمًا”

لذلك، فإن استراتيجية البقاء التي ابتكرتها هي:

“إقامة علاقات جيدة مع الأبطال الذكور قبل الفرار”

ليس لدي أي نية لتعذيب البطلة أو ملاحقة البطل الذكر رقم 3 بشكل مهووس.

لكنك لا تعرف أبدًا ، أليس كذلك؟

قد تتطور الأمور بشكل رهيب على الرغم من نواياي.

من بين المفردات التي تعلمتها أثناء التهام العشرات من روايات الخيال الرومانسي ، هناك مصطلح يسمى “قوة العمل الأصلي”

يعني هذا أن القصة ستتبع بطريقة ما الحبكة الأصلية.

إذا حدث ، بالصدفة ، أن تدخل تلك القوة أو أيًا كان شكلها حيز التنفيذ و انقلب الأبطال الذكور ضدي فجأة ، و حاولوا قتلي …

“في مثل هذا الموقف المروع ، سيكون من الأفضل أن أخاطب ضمائرهم من خلال الحفاظ على علاقات جيدة مع الأبطال الذكور”

لذا ، في الوقت الحالي …

“دعونا نركز على البطل الذكر الأقرب إلي”

بلعت لعابي الجاف و حدّقت في الباب المزخرف بنظرة متوترة.

كانت زنزانة الحبس الانفرادي حيث كان لوسيان محتجزًا.

تاك-! 

بينما أدخلتُ المفتاح الذي أحضرته إلى باب الزنزانة و أدرته ، أرسل صوت نقر القفل في مكانه صدى مرعبًا.

و أخيرًا …

انفتح الباب.