من الواضح أنه كان يغلي من الداخل، ولم تحاول إيف حتى أن تتجاهل ذلك.
لكنها لم ترَ داعيًا لقول ذلك بصوت عالٍ.
“لا بد أن هناك وثائق مالية تتعلق بعائلة إستيلّا في القصر الإمبراطوري. أريدك أن تعبث بها قليلًا، لا، بل كثيرًا.”
“أنتِ تطلبين مني التلاعب بالوثائق المالية، إذن.”
نظر إليها وكأنه يتساءل: “ما الذي تخططين له بحق الجحيم؟”
فقالت بوضوح
“لأن عائلتنا يجب أن تنهار.”
عائلة نبيلة مرموقة مثل عائلة الكونت ستثير الضجة لفترة إن سقطت، لكن سرعان ما سيُنسى الأمر.
عندها، سيكون فسخ خطوبتها من باليريان، ونزولها إلى الريف لتعيش في الظل، أمرًا طبيعيًا.
“إذا كان هدفك التهرب الضريبي، فاطلبي المال بدلًا من ذلك.”
ضحك زافير بحدة. كان رد فعله متوقعًا تمامًا بالنسبة لإيف.
لم تكن بحاجة إلى النظر في عينيه لتعرف أن رأيه فيها قد بلغ القاع تمامًا.
“إذا لم تفعل، فلن يكون أمامي خيار سوى الزواج من ليان.”
قالتها وهي ترسم ابتسامة هادئة، وكأنها لا تملك ما تخسره.
“ولا أعتقد أن هذا ما تريده، أليس كذلك، سموّك؟”
أصبح بريق عينيه، الموجه نحوها، باهتًا تمامًا، كما لو كان يشاهد خيانة سافرة تحدث أمامه.
“بالطبع، فأنت ولي العهد النبيل.”
لكن إيف لم تكن تهتم برأيه فيها.
ما يهمها هو ما إذا كان سيلبي مطلبها أم لا.
والأغرب من ذلك، كيف يمكن لشخص طلب منها فسخ خطوبتها بكل هذه الوقاحة، أن ينظر إليها الآن بهذه الطريقة؟
“…… حسنًا. كل ما تريدينه هو تزوير الوثائق المالية، صحيح؟”
يبدو أن زافير كان يتمنى فسخ خطوبتها أكثر مما توقعت.
تساءلت عن السبب، لكن لم يكن الوقت مناسبًا الآن للفضول.
“نعم، والأهم من ذلك، لا تخبر ليان بأي شيء.”
كان هذا هو الشرط الأهم.
“إذا عرف ليان، فسينهار كل شيء.”
“…… مفهوم.”
هل هذا يعني أنها تريد أن تحتفظ بصورتها الجيدة أمام خطيبها حتى النهاية؟
‘ما الذي يعجبه فيها بالضبط، هذا الباليريان؟’
تنهد زافير بمرارة بينما ارتشف الشاي، متحسرًا في داخله على صديقه الذي يفتقر إلى أي حس في الحكم على الناس.
كانت إيف تدرك تمامًا ما يدور في ذهنه، لكنها لم تظهر ذلك، بل وقفت بهدوء.
وقبل أن تغادر غرفة الاستقبال، قالت
“وأخيرًا، أرجو منك أن تجتهد في نشر إشاعة انهيار عائلتنا، سموّك.”
* * *
كان الكونت وزوجته يتجولان أمام المنزل بقلق، يتساءلان عن ابنتهما التي غادرت فجأة دون أن تعود.
لكن سرعان ما انفرجت أساريرهِما حين لمحا العربة القادمة من بعيد.
“إيف!”
لحسن الحظ، بدت ابنتهما هادئة كعادتها.
نزلت إيف بخفة من العربة، ورفّت عيناها وهي تنظر إلى والديها المتجهين نحوها.
“لماذا أنتما بالخارج؟”
“إيف! كيف تخرجين دون أن تخبرينا؟!”
“لم أخبركما؟ لقد تركت رسالة.”
جاء صوتها حادًا رغمًا عنها، إذ كانت لا تزال غاضبة من والديها لإخفائهما حقيقة ولادتها.
“ولديّ أمر أود إخباركما به.”
عند نبرتها الباردة، تبادل الوالدان النظرات قبل أن يتبعانها بوجوه متوجسة.
عندما جلسا في غرفة الاستقبال، قالت إيف مباشرة
“بعد بضعة أيام، ستصدر مقالة في الصحف.”
“ماذا؟!”
نظر إليها والداها بملامح متوجسة، وكأنهما يخشيان ما قد تقوله.
لاحظت إيف الصدمة في أعينهما، فأوضحت
“لم أكشف حقيقتي بنفسي، لكن ما حدث هو—”
ثم اختصرت المحادثة التي دارت بينها وبين ولي العهد قبل قليل.
وكلما تقدمت في الحديث، ازداد اضطراب تعابير الكونت وزوجته.
“إذاً، ولي العهد بنفسه قرر مساعدتك؟”
“نعم.”
“لكن… كيف؟ ولماذا؟”
لم يكن بإمكانها إخبارهما أن ولي العهد كان يتوق بشدة لفسخ خطوبتها.
وإلا، فقد يسيئون الفهم.
‘ليس وكأن لديه أي اهتمام بي من الأساس.’
لو سمع أحد حديثهما، لظن أن ولي العهد واقع في حبها.
لكن نظراته كانت أشبه بعاصفة جليدية، بعيدة كل البعد عن أي مشاعر دافئة.
‘إن كان يحبني، كان يجب أن ينظر إليّ كما يفعل ليان…’
دون قصد، وجدت نفسها تفكر فيه، وشعرت بانقباض غير مريح.
كان ليان رجلاً ينظر إليها دومًا بعينين دافئتين جدًا.
“الأمر معقد بعض الشيء، لذا أرجو أن تتعاونا معي. أخبروا بقية أقاربنا أيضًا.”
حين أدرك الكونت وزوجته أن كل هذا كان مجرد خطة لفسخ خطوبتها، بدا عليهما الاضطراب.
“نحن آسفان، إيف… لم نكن نريدك أن تعاني بسببنا.”
لم تحاول إيف إنكار الأمر.
“لو أخبرتماني مسبقًا، لكان الأمر أسهل.”
حتى شقيقها، نواه، كان مصدومًا من اكتشاف أنها ساحرة.
لقد خدع والداها كليهما وأخفيا حقيقة كهذه… وكأنهما فجّرا قنبلة في حياتهما.
“… نحن آسفان. لم نرغب في أن تحملي هذا السر وكأنك مجرمة هاربة.”
“لكن لو علمت مسبقًا، لما وصلت الأمور إلى هذا الحد.”
“هل يعرف باليريان شيئًا عن هويتك الحقيقية؟”
سأل الكونت، متأملًا ابنته بنظرة مترقبة.
لكنها زفرت ببطء وهزّت رأسها، وكأنها تقول: “كيف له أن يعرف؟”
“سيعرف قريبًا… طالما بقيت بجانب ليان.”
“ماذا….؟! كيف!”
صُدم الكونت وزوجته بشدة، وشحب وجهاهما وكأن الدم قد تجمد في عروقهما.
“سيعرفون قريبًا على أي حال، عليّ مغادرة هذا المكان بسرعة.”
بعد أن استعادت الكونتيسة بالكاد وعيها من الصدمة، سألت ابنتها
“لكن… كيف ستُقنعين الناس بأن عائلة سليمة تمامًا قد انهارت؟”
“سأشيع ببساطة أن مزرعة العنب قد انهارت.”
كان المصدر الرئيسي لدخل عائلة إستيلّا هو صناعة النبيذ، حيث كانت جودة العنب السنوية تحدد مستوى النبيذ لذلك العام.
‘على أي حال، يمكنني التلاعب بسبب انهيار العائلة كما أشاء.’
حتى لو أوضحت سبب إفلاس العائلة بالتفصيل، فإن الألسنة المتطفلة ستعمل على تحريف القصة ونشرها بأسلوب مختلف في النهاية.
ملاحظة : ليان هو دلع باليريان .
~ ترجمة : سول.
~ انستا : soulyinl
~ واتباد : punnychanehe
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "3"
اوه ولي العهد شعره اسود وعيناه خضراوتان
جميل~وموووووختلف