ومع اعتلاء الإمبراطور الجديد للعرش، أُقيم أول مهرجان تأسيسي في عهده، فكان الأضخم من بين جميع المهرجانات السابقة، سواء من حيث حجم الاحتفالات أو حيوية العاصمة.
“همهم~”
كانت إيرين تقفز بخفة في الممرات وهي ترتدي فستانًا من الدانتيل الأبيض.
اليوم هو أول يوم في حياتها تشارك فيه في مهرجان.
“إيرين، تذكّري، لا تستخدمي السحر مهما حصل، مفهوم؟“
لكن إيف لم تستطع أن تنظر إليها بعين الرضا والسرور فحسب.
فقد كانت قوى إيرين السحرية لا تزال غير مستقرة.
“هل نتحرّك الآن؟“
سأل باليريان بعد أن أنهى استعداداته، فأومأت إيف برأسها.
رغم أن قلبها ما زال يحمل شيئًا من القلق على إيرين… لكنها فكّرت إن لا بأس… سيكون كل شيء بخير.
قالت بيري، المرافقة المكلفة بمرافقة إيرين في هذا اليوم:
“يُصادف أن عرضًا للسيرك سيُقام اليوم، ما رأيك أن نذهب إليه؟“
رغم أنها لم تُكمل الجملة، فقد فهمت إيف تمامًا ما تريد ابنتها قوله، فضحكت بخفة.
‘إلى السيرك إذًا…’
وبما أن السيرك عرضٌ شهير، فمن الطبيعي أن يكون المكان مغلقًا ومزدحمًا بالناس.
ماذا لو ضاعت إيرين في الزحام؟ مجرد التفكير بذلك أقلق إيف.
لكن باليريان، وكأنه قرأ ما يدور في خاطرها، قال:
“لقد مر وقت طويل منذ أن حضرتِ عرضًا للسيرك، لمَ لا تأتي معنا؟ سأتولى مراقبة إيرين بنفسي.”
وأضافت بيري بحماس وهي تقف مستقيمة وتقبض يدها بثقة:
“وأنا أيضًا سأحرس الآنسة جيدًا! كل من يقترب منها بسوء، سألقّنه درسًا قاسيًا!”
ابتسمت إيف ساخرة وقالت:
“وكأننا عصابة شوارع…”
ثم أضافت ممازحة:
“لكن لا بأس… اضربيهم برفق فقط، مفهوم؟“
“أكيد! لن أموتهم ضربًا.”
“حسنًا، هذا مقبول.”
أومأت إيف برأسها موافقة.
‘أجل، من يقترب من ابنتي بنوايا سيئة يستحق الضرب…’
وما داموا سيُضربون ضربًا لا يودي بحياتهم، فذلك يُعد تصرفًا رحيمًا في نظرها!
في هذه الأثناء، لمع بريق بارد في عيني باليريان الزرقاوين وهو يستمع بصمت إلى الحوار الدائر.
‘إذًا لا مفر… سأضطر لقتلهم بنفسي.’
ابتسم فاليريان بلطف وربّت على رأس إيرين بحنو وكأن هذا الخاطر لم يخطر بباله قط.
“لا تعاملني كأنني طفلة!”
قالتها إيرين وهي تنفخ وجنتيها وتبعد يد والدها عن رأسها.
نظر باليريان إلى فعلها وكأن العالم انهار من حوله، وتمتم بصوت حزين:
“إيرين… أزاحت يدي… إيف، هل رأيتِ؟“
“همم، صحيح.”
ردّت إيف بلا أدنى اهتمام، في حين ظل باليريان غارقًا في صدمته، غير قادر على استيعاب أن ابنته الصغيرة قد رفضت لمسته.
“لقد وصلنا!”
قالت بيري وهي تفتح نافذة العربة وتنظر إلى الخارج.
“كما توقّعنا، الزحام شديد.”
“هل هذه فرقة شهيرة؟“
“يا إلهي، سيدتي… لا تقولي إنك لا تعرفين فرقة ‘سيرك ضوء القمر‘؟!”
“لا، لا أعرف.”
أجابت إيف بهدوء، متعجبة من ردة الفعل.
“لا يصدّق! هذه واحدة من أشهر فرق السيرك على الإطلاق! معظم أعضائها من دول أجنبية، حتى القصر الإمبراطوري بالكاد استطاع استضافتهم مرة. عروضهم مذهلة، ومهاراتهم فوق الوصف… ومن شاهدهم مرة، لا يمكن أن ينساهم.”
“حقًا؟ هذا مثير للاهتمام.”
أومأت إيف برأسها مجاملة، لا ترغب في إحباط حماسة بيري المشتعلة.
“هاه، لكنك غير مهتمة أصلًا، أليس كذلك يا سيدتي؟ أعرفك.”
“كُشِف أمري.”
قالتها إيف بابتسامة خفيفة.
لكن الشخص الوحيد الذي تأثّر فعلًا بكلام بيري كانت إيرين، التي اتّقدت عيناها حماسًا.
“أريد أن أذهب الآن فورًا!”
صرخت وهي تفتح باب العربة وتنطلق راكضة.
“إيرين!”
نادتها إيف بفزع، لكنها كانت قد ابتعدت تركض نحو ساحة السيرك.
هرعت خلفها على الفور، لكن الفتاة لم تكن تُرى في أي مكان.
وبينما كانت إيف تدير رأسها قلقًا في كل اتجاه، سمعت صوتًا مألوفًا:
“هاها، ألم أقل لكِ أن تثقي بي؟“
ظهر لاليريان وهو يحمل إيرين بين ذراعيه.
“أرغب بالذهاب الآن! حالًا!”
صرخت إيرين، تحاول التحرّر من بين ذراعيه، كمثل قطة تمّ الإمساك بها بعد فرار.
“لا تتركها، ابق ممسكًا بها.”
“حسنًا.”
“آاااه!”
صرخت إيرين بيأس، لكن الأمر قد حُسم.
تجاهلتها إيف، ودخلوا السيرك معًا.
بعد أن جلسوا في أماكنهم المحجوزة، بدأ العرض بعد لحظات.
“أهلًا بكم في سيرك ضوء القمر!”
دوّى صوت رئيس الفرقة مرحّبًا بالجمهور.
وكان واضحًا من لون بشرته أنه ليس من أبناء الإمبراطورية، وكذلك معظم أعضاء الفرقة.
الآن أفهم لماذا هم مشهورون بهذا الشكل…
فكّرت إيف بينما كانت تنظر إلى العرض بانتباه.
بدأت معزوفة نابضة بالحيوية، تمزج بين الطبول وآلات النفخ، وبدأ الأعضاء يؤدّون عروضًا مذهلة.
ركوب دراجات على حبال معلّقة، قفزات من داخل الحلقات إلى فوقها، حركات بهلوانية مدهشة…
“م–ماما، كيف يفعل الناس ذلك؟“
سألت إيرين وهي تشدّ على كمّ والدتها، مبهورة تمامًا بما ترى.
“هل هذا… سحر؟“
‘لكن… ألم تقولي لي من قبل إننا وحدنا السحرة في هذا العالم؟‘
نظرة إيرين إلى والدتها حملت اتهامًا صريحًا بالكذب.
ضحكت إيف لا إراديًا.
“أجل، مذهل فعلًا.”
قالتها وهي تتصنّع الدهشة، تخفي ابتسامتها خلف يدها.
أرادت أن تحافظ قليلًا على براءة طفلتها.
لكن عند فقرة ابتلاع النار، كانت ردة فعل إيرين الأعنف.
“أمي! هل تستطيعين فعل ذلك أيضًا؟“
“أ…مم…”
ترددت إيف.
ابتلاع النار؟ لو اضطرت، قد تستطيع، لكنها لا ترغب إطلاقًا بتجربة ذلك.
“إذًا لا يمكنكِ؟ هذا يعني أنهم سحرة أعظم منك!”
“أنا؟ أنا أستطيع فعل أكثر من ذلك!”
ردّت إيف فجأة بصوت مرتفع.
وتوقّفت الموسيقى.
“أوه؟! هناك من يدّعي أنه يستطيع تنفيذ هذه الخدعة؟“
قال قائد الفرقة وقد لمح إيف، وابتسم وكأن فريسة وقعت بين يديه.
“سيدتي، هل تشرّفيننا بالصعود إلى المسرح؟“
“…أنا؟“
سألت إيف مذهولة.
أومأ لها الرجل بإيماءة مشجّعة، وابتسامة خبيثة لا تخفى.
“أحقًا يريدني أن أصعد؟“
من جانبها، هزّ باليريان رأسه كأنه ينصحها بعدم الذهاب.
بينما تمتمت بيري الجالسة قربها:
“يبدو أن الدور هذه المرة على سيدتي المسكينة…”
على ما يبدو، لم تكن هذه أول مرة يُستدرج فيها أحدٌ من الجمهور.
“هاها! لا بأس إن كنتِ خائفة، مثل هذه الخدع صعبة على النساء الضعيفات.”
“سآتي.”
قالتها إيف، وقد اشتعلت فيها روح التحدّي.
‘سألقّنهم درسًا.’
صعدت المسرح بكل ثقة، لكنها ما إن وقفت هناك حتى شعرت ببعض الندم.
“هل قلتِ إنك تستطيعين ابتلاع هذه النار يا سيدتي؟“
بدأ الجمهور يهمهم حين تعرّف بعضهم على وجهها، لكن الفرقة على ما يبدو لم تعرف من تكون.
‘هل أقول إنني كنت أمزح؟‘
لكن من غير اللائق التراجع الآن.
“…نعم.”
“إذن!”
أومأ القائد لأحد أعضاء الفرقة، الذي أشعل له النار ذاتها التي استخدمها من قبل.
‘ه–هذه النار شديدة الحرارة.’
قالت إيف في سرّها، متفاجئة.
‘لونها… أزرق؟ هل هذه نار أصلًا؟‘
“إنها نيران خاصة، مصدرها معادن نادرة، أشد حرارة بأضعاف من النار العادية!”
“……..”
“بوسعكِ الانسحاب الآن إن أردتِ. فهذا النوع من الخدع يتجاوز قدرات النساء الهشّات.”
قالها بابتسامة تنضح بالسخرية.
“ناولني إياها.”
قالت إيف، ونظرت إلى الوعاء الذي وضعوه بين يديها.
حين أمسكت به، ومضت عينا قائد الفرقة بوميض غريب.
‘لنرَ…’
نظرت إلى النار داخل الوعاء.
‘ربما هي مجرد خدعة، والنار ليست حقيقية؟‘
لكن—
‘تبًا، لا!’
الحرارة المتدفقة من الوعاء لا تُطاق! لو لم تُبرّد يدها بالسحر سريعًا، لأُصيبت بحروق فورًا.
“أوه! تمسكينها فعلًا؟ يبدو أنك أجرأ مما ظننت!”
قال قائد الفرقة بدهشة مصطنعة.
‘هل يسخر مني؟‘
فكرت إيف، راغبة في سكب النار على وجهه، لكنها تماسكت.
لم يكن في وسعها ابتلاع النار فعليًا… كانت على وشك الاعتذار عندما سمعت صوتًا صغيرًا:
“أمي، تشجّعي!”
قالتها إيرين وهي تلوّح لها مبتسمة.
‘أنا أمّها… يجب أن أُريها قوتي.
لننتهِ من هذا بسرعة.’
ثم قالت بصوتٍ عالٍ:
“انظروا جيدًا!”
ورفعت الوعاء وسرعان ما ابتلعت النار.
في الحقيقة، كانت تُبرد اللهب بسحر خفي وهي تبتلعه، لكن للعيون، بدت وكأنها قامت بخدعة حقيقية.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 119"