٧. الدافع وراء ذلك
لُــو، يحبّني.
“آنسة. الحساء يقطر.”
لُــو يحبّني أنا.
“آنسة؟ الحساء يقطر على فستانكِ الآن؟”
لُــو …..لي أنا.
“آنسة!”
“يا إلهي، لقد فاجأتِني.”
أخيرًا، استعدتُ وعيي والتفتُ إلى ماردي.
“لقد ناديتُكِ كثيرًا، يا عزيزتي.”
مسحت ماردي الطاولة بمئزرها وانتزعت الملعقة مني.
“بماذا تفكّرين؟”
آه. كنتُ أفكّر في اعتراف لُــو لي.
«لأنني أحبّكِ، شارل.»
‘منذ متى؟’
صحيح.
تساءلتُ متى بالضبط بدأ لُــو يُحبّني.
وماذا تعني كلمة ‘حبّ’ بالضبط؟
‘كصديقة … بالطبع لا.’
لو كان الأمر كذلك، لما كان هناك داعٍ للغضب وقول ذلك من الأساس.
«اللعنة، لأنني أحبّكِ.»
بالتفكير في الأمر، هذه أوّل مرّةٍ أسمع فيها لُـًو يشتم.
…… ولكن هل هذا اعترافٌ بالنسبة لي؟
أشعر بشيءٍ غريب.
“آنسة؟ أنتِ تفكّرين في شيءٍ آخر مجددًا!”
“آه، آسفة.”
هززتُ رأسي مرّتين، محاولةً استعادة وعيي.
“هل هذا بسبب السيد؟”
“هاه؟”
هل تعلم ماردي أنه قد اعترف لي؟!
اتسعت عيناي مندهشتين.
“لقد كان السيد يخرج كثيرًا في الأيام القليلة الماضية. ظننتُ أن هذا هو سبب قلقكِ.”
“أوه، هذا.”
منذ أن اعترف لي لُــو، أصبح يخرج صباحًا ويعود مساءً.
ظاهريًا، يقول إن السبب هو تحضيرات الزفاف، لكنني لستُ متأكدة.
‘ربما هو مُحرَجٌ من رؤيتي فقط …؟’
حتى لو كنتُ قليلة اللباقة، فأنا أعرف ذلك جيدًا.
“مع ذلك، السيد يُحضّر للزفاف. ابتهجي، حتى لو كنتِ مستاءة يا آنسة.”
“أجل.”
مسحتُ فمي بمنديلٍ ونهضتُ ببطء.
كنتُ في المنزل لبضعة أيامٍ أحاول مراقبة لُــو، لكن الآن يُمكنني الخروج.
“سأخرج اليوم أيضًا.”
تركني اعتراف لُــو أشعر بعدم الارتياح والإحباط، لكن لا يزال عليّ فعل ما عليّ فعله.
“سأعود.”
لأنني كنتُ مضطرةً لرؤية بينكي.
* * *
كان يومًا مليئًا بأشعة شمس الربيع الدافئة، والنسيم العليل، ورائحة الزهور الخفيفة.
لسببٍ ما، شعرتُ بخطواتي أخف.
كيف أصف ذلك؟ شعرتُ وكأنني أطير في السماء.
وضعتُ يدي على صدري دون وعي. ثم شعرتُ بقلبي ينبض بقوّة.
“هممم.”
زممتُ شفتيّ بإحكامٍ ورفعتُ زاويتيهما.
ثم فكّرتُ.
‘أشعر بالسعادة.’
لماذا؟ حتى دون تفكير، جاءني الجواب فورًا.
‘بسبب لُــو.’
اعترافه جعلني أشعر بالسعادة.
هل لُــو يحبّني؟
كان لُــو الرائع يحبّني لدرجة أنه لعن، وهو أمرٌ لم يفعله قط.
خفق قلبي بشدّة. كان قلبي ينبض بسرعة.
بالطبع، هذا لا يعني أنني أحبّ لُــو أو أيّ شيءٍ من هذا القبيل.
لذا، مع أنني كنتُ معجبةً بلُــو، إلّا أنني لم أكن معجبةً به بنفس الطريقة.
‘ربما.’
على أيّ حال، فكّرتُ في التحدّث مع لُــو قريبًا.
و …..
‘عليّ إعادة لُــو إلى المملكة المقدّسة بسرعة.’
إذا عُرف أنه الأمير المفقود، فسيُصبح كلّ شيءٍ في حالةٍ من الفوضى.
عندها، حتى حياة لُــو قد تكون في خطر.
‘هذا لا يمكن أن يحدث.’
هززتُ رأسي، وأنا أشدّ قبضتي.
‘يجب أن أوقف هذا بطريقةٍ ما.’
بهذا العزم، صعدتُ الدرج المؤدّي إلى منزل داميان.
بينما نزلتُ الدرج ومشيتُ في الردهة، انبعثت رائحةٌ شهيةٌ من مكانٍ ما.
يبدو إنها رائحة خبزٍ مخبوز.
لماذا تأتي هذه الرائحة من هنا؟
أملتُ رأسي وفتحتُ الباب.
“أوه! شارل! أنتِ هنا!”
كان بينكي هو مَن استقبلني. وبينكي، وقد تلطّخ أنفه بالكريمة المخفوقة، كان يبتسم.
آه. مشيتُ بسرعةٍ ومسحتُ الكريمة بمنديل، وأنا أنظر حولي.
“ماذا؟ هل تخبز خبزًا؟”
“نعم! داميان يفعل هذا من أجلي!”
ظننتُ أنها طاولة عملٍ تُستخدَم فقط لصنع الأجهزة الميكانيكية، لكن يبدو أنها تحتوي على فرن. شعرتُ بهالةٍ دافئةٍ من الجانب الآخر حيث كان بينكي يقف.
“مهلاً، هل تعرف الخَبز أيضًا؟”
قلتُ لداميان، الذي كان يُخرِج طبقًا بحرصً وهو يرتدي قفازات الفرن.
“إذا كنتَ ستعيش في عزلة، فعليكَ أن تعرف كيف تفعل كلّ شيء…”
هذا صحيح.
اقتنعتُ، وجلستُ على الكرسي.
“أوه، تبدين سعيدةً اليوم؟”
قال بينكي.
“هل حدث لكِ شيءٌ جيد؟”
“جيد.”
لا أستطيع أن أقول لا، ولا أستطيع أن أقول نعم أيضًا.
ضغطتُ بظهر يدي على خدي وتجنّبتُ عينيه.
“حسنًا، تقريبًا.”
“أوووه.”
“اصمت. إذن؟ هل فعلتَ ما طلبتُه؟”
ابتسم بينكي بسخرية.
“نعم. مَن أكون؟ بالطبع أحضرتُه.”
أخرج بينكي خنفساءً من جيبه. أو بالأحرى، جهاز تسجيلٍ على شكل خنفساءٍ كنتُ قد ركّبته في مكتب بايلور قبل فترة.
“لم يشكّ بك، أليس كذلك؟”
“أجل. تسلّلتُ إلى الداخل أثناء غياب القائد. لا تقلقي بشأن ذلك.”
“ياللراحة.”
تركتُه في عُهدة بينكي لأنني خشيتُ أن أُثير الشكوك إذا عدتُ إلى المقرٌ الرئيسي، وكنتُ سعيدةً بذلك.
“ناوِلني إياه …”
أخذ داميان، الذي كان قد خلع قفازات الفرن، الخنفساء. ثم أوصلها بالجراموفون باستخدام سلكٍ طويل.
“لا يحتوي على مكبّر صوتٍ مُدمَج، لذا عليّ توصيله بالجراموفون … هل أشغّله الآن. ..؟”
“نعم.”
حاولتُ كبت توتّري وهززتُ رأسي. بام، ضغط داميان على زر التشغيل في الجراموفون.
– … أعتقد.
سمعتُ صوتًا غريبًا.
صوت امرأة؟ استمعتُ بإنصات.
– علينا أن …… نتحرّك ….. أسرع مما خطّطنا له …..
– اللعنة … ذلك الإمبراطور ….. يؤجّل الأمر ….. مريب ……
عبستُ. ثم نظرتُ إلى داميان.
“جودة الصوت سيئةٌ للغاية.”
“ليس بيدي حيلة… ماذا تتوقّعين من جهاز تسجيلٍ صغيرٍ كهذا …؟”
“هذا صحيح.”
“انتظري … سأجرّبه …”
بدأ داميان بفحص الجراموفون. وضعتُ شعري خلف أذنيّ واستمعتُ باهتمامٍ أكبر.
– …. اقتل ذلك الوغد … واشنقه عند بوابة القلعة ….. ابن العاهرة …..
جلالة الإمبراطورة.
أنتِ بذيئة اللسان.
– أريد قتله بسرعة!
ثم صدى صوتٌ مدوٍّ.
“أوه، جودة الصوت تحسّنت.”
“لقد فعلتُها …”
رفعتُ إبهامي لداميان وأعدتُ تركيزي.
– ما زال الوقت مبكّرًا.
كان صوت بايلور. حدّقتُ وعضضتُ على شفتي السفلى.
– لا يزال نبلاء الإمبراطور يتمتّعون بحضورٍ قوي، لذا لا أستطيع التحرّك بسهولة.
– هذا صحيح! كل هذا بسبب ابنتكَ اللعينة!
التفتت نظرات بينكي وداميان إليّ.
حتى دون أن أنظر، عرفتُ أنهم يقصدونني.
أجبرتُ نفسي على التظاهر بعدم الملاحظة وسحبتُ نفسب للخلف.
– لماذا لا تقتلها بعد الآن؟ ألن يكون ذلك أفضل؟
– لا تزال عميلةً مفيدة.
– ألا تعيق تلك المفيدة عملنا؟
تردّد صدى أنين الإمبراطورة لفترةٍ طويلةٍ بعد ذلك.
جلالتكِ، لم أكن أراكِ هكذا، لكنكِ شخصٌ متقلّب المزاج.
– حسنًا إذًا.
تابع صوت الإمبراطورة.
– اقتل أدريان على الأقل.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات