مسحتُ المكان بسرعة. كانت أرفف الكتب تتحرّك بإيقاعٍ منتظم.
‘يمكنني سدّ الطريق.’
دون أن أُبطِئ، مددتُ يدي وسحبتُ الرافعة.
تشينغ … لكنني سمعتُ خطواتٍ من خلفي.
‘لقد حوصرت.’
لا،
‘عليّ إيجاد مخرج.’
نظرتُ حولي بسرعة.
إلى الأعلى، السور الذي يربط أرفف الكتب.
كان مرتفعًا وخطيرًا، لكنه ليس مستحيلًا.
دون تردّد، اندفعتُ نحو هيكل غرفة التخزين.
في اللحظة التي لامست فيها أطراف أصابعي المعدن البارد، وضعتُ وزني عليه وسحبتُ نفسي للأعلى.
صرخ الحراس في الأسفل.
“لقد صعد إلى الأعلى! أوقِفوه!”
لكنني كنتُ أتحرّك بالفعل على طول العمود التالي.
ركّزتُ على أطراف أصابعي وقدميّ، وعبرتُ فوق رؤوسهم.
كان المخرج في الأفق.
الآن، لم يبقَ سوى قفزةٍ واحدة.
أخذتُ نفسًا عميقًا وقفزتُ.
في تلك اللحظة،
تا-بانغ!
تردّد صدى صوت إطلاق النار من الخلف.
استدرتُ لا إراديًا، ولحسن الحظ، ارتدّت الرصاصة عن الحائط.
“آه.”
سقطتُ مواجهةً المخرج. ظهرت أمامي البوابة الحديدية المؤدّية إلى المجاري.
دفعتُ الباب بكلّ قوتي.
“تسك! أمسِك بهذا الرجل—”
لكن أصواتهم لم تستنر.
كوونغ.
لأن البوابة الحديدية قد أُغلِقت.
“هاااه …”
اتّكأت على البوابة الحديدية، انزلقتُ للأسفل، ألهث لالتقاط أنفاسي.
“كدتُ أموت، حقًا …”
لنعُد الآن.
مسحتُ عرقي البارد، ونهضتُ مجددًا، كانت الأسطوانات لا تزال بين ذراعيّ.
* * *
في وقتٍ متأخّرٍ من بعد الظهر.
كان المقهى مهجورًا.
المكان الذي كان يعجّ بالنشاط في السابق أصبح هادئًا مع مرور الوقت، ولم يبقَ سوى عددٍ قليلٍ من الزبائن في مقاعد النوافذ.
من بينهم، جلس لُــو وحيدًا على طاولةٍ في الزاوية.
على الطاولة كان هناك فنجان قهوةٍ لم يُمَسّ.
تصاعد منه بخارٌ خفيف، لكنه بدا غير راغبٍ في شربه.
تتبّع لُــو حافّة الكوب بإصبعه ببطء.
ظلّت نظراته على الطاولة، لكنه بدا مشتّتًا تمامًا.
كان تعبير وجهه غير مبالٍ.
كان ذلك تناقضًا صارخًا مع السعادة التي كان عليها عندما كان مع شارل سابقًا.
زفر لُــو ببطء، وهو ينقر على حافّة الكأس بأطراف أصابعه مرارًا وتكرارًا.
خطرت بباله فكرةٌ واحدةٌ فقط.
‘شارل.’
مجرّد ذِكر اسمها رسم ابتسامةً على وجهه.
«أنا فضوليّةٌ جدًا. إلى متى ستبقى متشبّثًا هكذا؟»
«هل يمكنكَ الابتعاد؟ الجو أصبح أكثر حرارةً الآن!»
هذا ما قالته شارل قبل ساعات، عندما كانا مستلقيين على السرير، يحتضنان بعضهما البعض بشدّة.
طريقة ثرثرتها بوجهٍ متورّد …
‘كم كانت لطيفة.’
ضحك لو وتمتم.
لم يكن اليوم مختلفًا عن سابقه.
كانت شارل، التي كانت تقتلع الأعشاب لتجمع أفكارها، ترتدي بنطالًا فضفاضًا وقميصًا فضفاضًا قصير الأكمام، وحتى ذلك كان لطيفًا للغاية.
‘لدرجة أن تركها يؤلمني.’
تمتم لُــو، ثم عبس فجأة.
بالأمس فقط قرّر عدم التعلّق بها أكثر من ذلك، والآن وجد نفسه يفكّر في أن شارل جميلةٌ ولطيفةٌ مجددًا.
في الواقع، مجرّد لقائي بشارل جعلني أشعر وكأن كلّ ما كنتُ قد قرّرتُ عدم التعلّق به قد تلاشى.
لهذا السبب واصلتُ مغازلتها، ولهذا السبب بقيتُ أتعلّق بها.
لكن…
‘لا.’
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 84"