عبستُ قليلًا ونظرتُ إلى كاميلا. سحبت كاميلا يدها بسرعةٍ وكأنها أدركت الأمر للتوّ.
“يا إلهي، أنا آسفة. عادةً ما أُلقي التحيّة على الرجال أكثر، لذا أصبحت هذه عادة. لم أكن أُدرِك مدى القوّة التي يُمكنني بذلها على شخصٍ صغيرٍ كالآنسة شارل.”
ما الأمر؟ أشعر بعدم الارتياح.
‘هل أنا حسّاسةٌ بشكلٍ مُفرِط؟’
فجأة، خطرت في بالي إيفلين. لو كانت هنا، ألم تكن لتقول شيئًا؟
لكن إيفلين ليس هنا الآن.
فأعدتُ رباطة جأشي والتفتُّ إلى لُــو.
“كيف تعرفان بعضكما؟”
“أوه، هذا صحيح!”
أنا متأكدةٌ أنني سألتُ لُــو، لكن كاميلا هي التي أجابت.
“كدتُ أن أُسرَق منذ قليل، وساعدني اللورد لُــو. كنتُ أعرض عليه وجبة طعامٍ لأُعبِّر عن امتناني.”
“لم يكن الأمر ذا أهمية.”
“مع ذلك، قلبي يقول إن الأمر ليس بسيطًا.”
نظرت كاميلا إلى لُــو بتعبيرٍ مختلفٍ تمامًا عمّا كانت عليه عندما نظرت إليّ. يا إلهي، عينيها تفيض بالعسل. ما هذا بحقّ الجحيم؟
“أوه، إذا كنتَ ترفض لأن لديكَ خطيبة …”
نظرت إليّ كاميلا وقالت.
“أتفهّم. أحيانًا، هناك مَن لا يسمح لشركائهم حتى بالتواجد في أماكن مريحة كهذا.”
الآن اتضح الأمر.
هذه المرأة، كاميلا.
إنها تهاجمني الآن.
‘لماذا؟’
ربما ……إنها معجبةٌ بلُــو. ربما لهذا السبب تحاول قمعي بكلّ وقاحة.
‘آه ……!’
يا له من أمرٍ مزعج!
كنتُ سأصرخ عليها لتتوقّف.
لكنني لا أريد أن أكون ‘تلك المرأة التي تُقيد خطيبها لدرجة أنه لا يستطيع التواجد في مكانٍ ممتع’.
شددتُ قبضتيّ خلف ظهري وصررتُ على أسناني.
“هاهاها. كيف يكون هذا ممكنًا؟ أتمنى لكما يومًا سعيدًا.”
رفع لُــو حاجبه محتارًا.
“هل لا بأس لديكِ؟”
“نعم. لا بأس. أنا بخير، انطلق.”
تردّد لُــو قليلًا، لكن كاميلا كانت أسرع للتدخّل.
“مرحى!”
شبكت كاميلا ذراعيها بمهارةٍ مع لُــو. ماذا؟ ذراعان؟
“هناك حانةٌ أعرفها جيدًا. اللحم هناك لذيذٌ جدًا، وأوه! البيرة أيضًا لذيذة!”
شعرتُ فجأةً بحرارةٍ في رأسي.
“احمم، آه … لكن شبكُ ذراعيكِ أمام خطيبته قليلاً… مبالغٌ فيه بعض الشيء.”
“يا إلهي!”
سحبت كاميلا ذراعها بعيدًا، كما لو كانت مذعورة.
“أنا آسفةٌ جدًا. لقد اعتدتُ على أن أكون قريبةً جدًا من أصدقائي، حتى أصدقائي الرجال. لذلك لم ألاحظ.”
هاهاها.
أريد حقًا أن أضربها.
لكنني تراجعت. لا يجب أن أغضب هنا. إن غضبتُ… لا أستطيع. أجبرتُ نفسي على الهدوء، ثم كرّرتُ.
“حسنًا. انتبهي لهذا “
“سأحاول.”
ابتسمت كاميلا ووضعت يدها برفقٍ على كتف لُــو.
“هيا بنا!”
نظر إليّ بنظرةٍ خاطفة، وبدت نظراتها متغطرسةً نوعًا ما. كان كما لو أنها تقول ‘لقد فزتُ أنا، أليس كذلك؟’
هاهاها.
“إذن سأذهب، شارل.”
حيّاني لُــو، الغافل تمامًا عن هذا الوضع، ولم يكن لديّ خيارٌ سوى التلويح له.
“أوه. مع السلامة.”
وشاهدتُهما يبتعدان.
انظر إلى ذلك.
يشبكان أذرعهما مجددًا.
* * *
“آنسة!”
حالما دخلتُ القصر، جاءت ماردي راكضةً مسرعة. كان وجهها شاحبًا بعض الشيء، وعيناها متّسعتان من الحيرة.
“رأيتِها! رأيتِها! مَن تلك المرأة؟ هاه؟”
كما هو متوقّع. لا بد أنها كانت تراقب من النافذة.
بعثرتُ شعري قليلاً ونقرتُ بلساني.
“أنا أيضًا لا أعرف.”
“لا، لماذا لا تعرفين شيئًا كهذا يا آنسة؟”
“أنا حقًا لا أعرف. قالت إن لُــو ساعدها … لا أعرف!”
صرختُ ردًّا عليها دون أن أدرك.
كنتُ منزعجةً جدًا.
لماذا أنا منزعجةٌ جدًا؟
هل لأن كاميلا افتعلت شجارًا سخيفًا معي؟
أم لأنها تجاهلتني؟
لا، لا.
أعتقد أن هناك سببًا أعمق من ذلك.
‘لا أعرف ما هو.’
بعثرتُ غرّتي وعضضتُ على شفتي السفلى.
“لا تبدو كامرأةٍ عادية! رأيتُها للتوّ وهي تشبك ذراعيها مع السيد، تحاول إزالة الغبار عن ملابسه، وتقترب منه جدًا!”
“هل فعلتِد ذلك حقًا؟!”
عاد الانزعاج يملأني مجددًا.
بصراحة، لم يكن من حقي أن أغضب من كاميلا لفعلها ذلك مع لُــو.
فأنا ولُــو لسنا مخطوبين حقًا.
نحن مجرّد صديقين وزملاء، لسنا حبيبين.
لذا، سواءً كانت كاميلا أو ناميلا، لا ينبغي له أن يتردّد في التقرّب منها.
الآن، نحن ندّعي الخطوبة لتحقيق هدفنا في ‘العثور على الأثر’. لذا، لا ينبغي أن يكون لُــو قريبًا من أيّ امرأةٍ أخرى. قد يؤدي ذلك إلى سوء فهم.
‘لكن لُــو بدا بخير تمامًا.’
هذا ما يُزعجني.
كان يجب أن نبذل جهدًا للعثور على الآثار المقدسة معًا، لكنه يلتقي بالنساء بدلاً من ذلك.
وهذه المرأة حذرةٌ بلا داعٍ. إنها حذرةٌ مني، وفي الوقت نفسه تثير أعصابي بطريقة خفية.
لهذا السبب أنا منزعجة.
‘أنا بالتأكيد لستُ منزعجةً لأن لُــو مع امرأةٍ أخرى.’
صفعتُ نفسي بقوّةٍ لأستعيد رباطة جأشي.
“يا إلهي! آنسة! لماذا تصفعين نفسكِ!”
“لكي أشعر بتحسّن؟”
هززتُ رأسي، متجنّبةً نظرة ماردي القلقة.
“أنا بخير.”
“حسنًا …”
“لا بأس، لذا لا داعي لقول المزيد.”
ثم وضعتُ يديّ على كتف ماردي.
“بخير؟”
تردّدت ماردي للحظة، ثم أومأت برأسها موافقة.
بدا أنها تتوقّع أن الاستمرار في الحديث عن كاميلا سيزيد من شعوري بالسوء.
“لكن، أتعلمين؟”
سألتُ ماردي، التي التزمت الصمت.
“ألستُ أجمل من تلك المرأة؟”
لا، لقد سألتُ فقط بدافع الفضول. الفضول البحت.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 80"