٦. أنا معجبٌ بكِ
خطر لي أن سبب انتقال لُــو المفاجئ من غرفةٍ إلى أخرى ربما يكون لمراقبتي.
‘هذا صحيح.’
ربما يكون ذلك جزئيًا لتجنّب انتباه الآخرين، لكن السبب الرئيسي هو مراقبتي.
‘سيرى إن خرجتُ ليلًا مرّةً أخرى.’
لكن ماذا أفعل؟
لن أخرج ليلًا بعد الآن.
لن أرى أدريان لفترة، وبايلور ……
‘سأتلقّى مَهمةً قريبًا وأتّجه إلى المقر على أيّ حال.’
أستطيع رؤيته خلال النهار.
لذا، فكّرتُ أنه يمكنني تجنّب مراقبة لُــو مؤقتًا، وحاولتُ طمأنة نفسي.
لكن في لحظة دخولي الغرفة، تحطّمت راحة بالي.
“السرير …”
تمتمتُ بصمت.
“واحد …؟”
لماذا؟
فُتِح فمي بدهشة، وعيناي مفتوحتان على اتساعهما.
“لُــو!”
وسارعتُ لأجد لُــو.
لم أكن أُدرِك تمامًا أن أغراضي مُرتّبةٌ بعنايةٍ في كلّ مكان، وأن جميع الأثاث مُفصَّلٌ حسب ذوقي.
“هل انتهيتِ من الأكل؟”
في تلك اللحظة، جاء صوتٌ من خلفي.
التفتُّ بسرعة، وتصاعدت نفخةٌ من البخار الساخن. لا بد أن باب الحمام قد فُتِح.
ثم ظهر لُــو من خلفه.
لم يكن يبدو مُرتّبًا كعادته، بل كان يرتدي رداء حمامٍ فقط، يُبعثر شعره المبلّل.
كانت قطرات الماء تتساقط من غُرّته المُتهدّلة. التصقت أطراف الشعر المبلّلة بمؤخرة رقبته بأوضح ما يكون.
احمرّت بشرته، الواضحة من خلال شقّ رداءه، احمرارًا خفيفًا.
أوه، آه.
بلعتُ ريقي بصعوبةٍ دون أن أُدرك.
“لا، إن كنتَ تغتسل، كان عليكَ قول ذلك فحسب.”
“انتهت شارل من العشاء أبكر مما توقّعت. إذًا؟ لماذا كنتِ تنادين بي؟”
أشحتُ بنظري بعيدًا بسرعةٍ وحككتُ رأسي.
“هذا. بسبب…”
يا إلهي. التقطتُ أنفاسي، التي بدأت تتسارع قليلًا، واستجمعتُ قواي.
“لماذا يوجد سريرٌ واحدٌ فقط؟”
حاولتُ أن أبدو غير مبالية، لكنني كنتُ أعرف أنني بدوتُ مضطربة.
لكن لُــو بدا غير مبالٍ، وارتسمت على وجهه ابتسامته البطيئة المعهودة.
“حسنًا، نحن على وشك الزواج.”
أجاب وهو يمسك بمنشفةٍ في يده ويفرك مؤخرة رقبته ببطء.
“نحن على وشك الزواج، لذا لن يكون من الجيد أن يعرف أحدٌ أننا ننام في سريرين منفصلين.”
“آه.”
“السرير واسعٌ بما يكفي للنوم دون أن نصطدم ببعضنا البعض على أيّ حال.”
اقترب لُــو. مع كلّ خطوةٍ سريعة، كانت رائحة الماء والزيت العطري تفوح في الهواء.
“لماذا؟”
أمال لُــو، الذي اقترب مني، رأسه قليلًا وسأل.
“ألا تريدين النوم معي؟”
مع تلك الحركة الطفيفة، انساب شعره المبلل، وتشكّلت قطرات ماءٍ تساقطت على فكّه.
“أ- أنا!”
صرختُ بينما أتراجع مسرعة.
“سأنام على الأريكة. الأريكة واسعة. إنها جميلةٌ جدًا!”
“وماذا لو رأت ماردي ذلك؟”
“فقط قُل إننا تشاجرنا!”
“هل سنتشاجر دائمًا؟”
ضحك لُــو وهزّ رأسه.
“لن أفعل شيئًا.”
ثم التقط الكوب من على الطاولة.
بدا فكّه، وهو يبتلع الماء، حادًّا بشكلٍ خاصٍ اليوم، أو ذلك ما بدا لي. يا إلهي، زفرتُ بارتباك.
“وبالتأكيد، لن تفعلي ذلك أنتِ أيضًا.”
لا، قد أفعل فعلاً. وجهكَ الآن يبدو خطيرًا عليّ بعض الشيء.
بلّلتُ شفتيّ الجافتين بلعابي.
“شارل؟”
في تلك اللحظة، حشر لُــو وجهه فجأةً أمامي مباشرة. ثم وضع يده على جبهتي.
“وجهكِ مُحمرٌّ جدًا. هل تعانين من حمّى؟ هل أستظعي الطبيب؟”
“…بالتأكيد لا.”
ماذا سيقول الطبيب لو فحصني؟
يبدو أن هذا مجرّد شعورٍ بالحرارة في الجسم بسبب الإثارة. هل حدث شيءٌ جعلك متحمّسة؟
أرفض سماع ذلك تمامًا، خاصةً مع وجود لُــو بجانبي.
لسببٍ ما، كان حلقي جافًا، فأخذتُ الكوب الذي وضعه لُــو وشربتُ الباقي.
“ابتعد عني. سأغتسل الآن.”
وهربتُ بسرعة.
شعرتُ وكأنني إن حدّقتُ في لُــو لفترةٍ أطول، سيسمع دقّات قلبي المتسارعة.
* * *
‘اجمعي شتات نفسكِ.’
بعد حمامٍ بارد، صفعتُ نفسي مرّتين قبل مغادرة الحمام.
‘هيا، تماسكي.’
هذا يكون لُــو.
لا أستطيع الانجراف وراء لُــو.
مهما كان وسيمًا، لا أستطيع.
مهما كان يناسب ذوقي من رأسه إلى أخمص قدميه، لا أستطيع.
أكّدتُ عزمي، ودفعتُ باب الحمام بحذر.
كنتُ آمل بشدّةٍ ألّا يكون لُــو في نفس حالته السابقة – مرتديًا رداء الاستحمام فقط.
“……”
لحسن الحظ، كان لُــو مستلقيًا على السرير، يرتدي ملابس مريحةً ولكن لائقة.
لم يكن ينطق بكلمةٍ واحدة، يتنفّس بهدوءٍ فقط، فظننتُ أنه نائم.
فيوه.
‘يا للراحة.’
تمتمتُ وأنا أقترب من لُــو بحذر.
تسلّل ضوء القمر الخافت من النافذة، مُنيرًا مظهر لُــو برفقٍ وهو مستلقٍ على السرير.
لم يكن جالسًا منتصبًا كعادته.
لم يكن مرتّبًا بشكلٍ مثالي، ولم يكن وجهه متوتّرًا.
كان يتنفّس بهدةءٍ ويغطّ في نومٍ عميق.
خفضتُ نظري بهدوءٍ من جانب السرير.
لُــو فانسين.
لا.
لُــوفانتي إليانور.
ردّدتُ ذلك الاسم في رأسي، وواصلتُ النظر إلى لُــو.
كانت رموشه الطويلة الأنيقة متدلّيةً قليلاً، وألقى شعره الأشقر الناعم الذي يغطي جبينه بظلالٍ خفيفةٍ على وجهه.
كان تنفّسه منتظمًا وهادئًا.
بدا أن ذلك جعلني أشعر بمزيدٍ من الهدوء والسكينة.
مددتُ يدي لا شعوريًا. مرّرتُ أطراف أصابعي على شعر لُــو.
لكن…
‘هاه؟’
في اللحظة التالية، توقّفت.
‘لماذا؟’
أنا أيضًا فزعتُ من أفعالي وحاولتُ سحب يدي بسرعة. ولكن بعد ذلك…
عقد لُــو حاجبيه قليلًا.
وأطلق تأوّهًا خفيفًا.
هل يحلم؟
أو ربما يشعر بتوعّك؟
عضضتُ على شفتي السفلى، ثم تنهّدتُ وسحبتُ الغطاء فوقي.
“أنتَ جميلٌ جدًا وأنتَ نائمٌ بهدوءٍ هكذا.”
وجهٌ أعزل تمامًا، شيءٌ لا أراه عادةً.
بطريقةٍ ما، بدا لي المشهدُ مُباحًا فقط في هذه اللحظة.
“حسنًا …”
نظرتُ إلى لُــو النائم مجددًا، ثم هززتُ رأسي قليلًا وتوقفتُ.
“قد يكون شيئًا جميلاً أن أستطيع رؤية هذا.”
على أيّ حال، سنفترق قريبًا.
* * *
في الصباح الباكر.
تثاءبتُ بعمق، وتقلّبتُ في فراشي بحذر. الليلة الماضية، كنتُ قد غفوتُ على الأريكة.
لذا لم أتحرّك إلّا قليلاً، خشية أن أسقط على الأرض.
‘هممم؟’
شعرتُ بشيءٍ غريب.
فتحتُ عينيّ فجأةً. ثم رأيتُ أن بطانية السرير، وليست بطانية الأريكة، ملفوفةً حولي.
أوه.
رفعتُ الجزء العلوي من جسدي بسرعة. استقبلني سريرٌ واسع.
“هل … نقلني لُــو؟”
إذن أين لُــو؟
نظرتُ حولي بسرعة، لكن لم أجد أيّ أثرٍ للُــو. بالنظر إلى أن الغرفة لم تكن تختفظ بأي دفء، بدا أنه قد غادر منذ وقتٍ طويلٍ بالفعل.
همم. من المريح ألّا أراه في هذا الصباح الباكر …
إذًا لماذا أشعر ببعض المرارة؟
شعرتُ بشعورٍ غريب، وعضضتُ شفتي وأنا أجلس. ثم شددتُ الحبل.
“هل أنتِ مستيقظة؟ صباح الخير!”
بعد قليل، ظهرت ماردي. غسلتُ وجهي بمنشفة الاستحمام التي أحضرتها، ثم جفّفته بأخرى جافّة.
“ماذا عن لُــو؟ هل هو بالخارج؟”
“نعم. لقد خرج السيد. سمعتُ أنكِ ستخرجين اليوم أيضًا، آنستي. هل هذا صحيح؟”
“نعم.”
أومأتُ برأسي ورفعتُ بصري قليلًا.
مَهمتي اليوم محدّدة.
“هل يمكنكِ تجهيز بنطالٍ لي من فضلكِ؟”
لتنفيذ مَهمة كاتاكل.
“أعتقد أنني بحاجةٍ للتحرّك قليلًا.”
ولإيقاف خطة بايلور.
اليوم ستكون البداية.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات