وكأن شيئًا لم يكن، عدتُ أنا ولُــو أقرب إلى بعضنا.
لا، دعوني أُصحّح كلامي.
أشعر أننا أقرب من ذي قبل.
“شارل، شارل.”
ركض لُــو نحوي ووضع ذراعه حول كتفيّ بمجرّد أن رآني.
“ماذا نفعل اليوم؟”
ابتسم ابتسامةً مشرقة وأسند رأسه على رأسي.
“بالتأكيد، سأكون سعيدًا بالاستلقاء مع شارل فقط طوال اليوم.”
حتى أنه قال أشياءً يُمكن أن يُساء فهمها بسهولة.
حتى لو كان ذلك مجرّد استعراض، فهذا قليلًا …..
‘مبالغٌ فيه!’
حدّقتُ في لُــو، الذي كان يميل عليّ، ودفعتُ رأسه للخلف.
“لا أحد يراقبنا الآن، فلا تتصرّف على هذا النحو.”
“همم؟”
أمال لُــو رأسه نحوي، ناظرًا إليّ في حيرة.
“لا أفعل ذلك لأن أحدًا ينظر إلينا.”
ثم ابتسم ابتسامةً مشرقةً مرّةً أخرى وقال.
“أريد أن أكون مع شارل الرائعة. بالمناسبة، هذه ليست سخريةً، أنا جاد.”
هل أنا مجنونةٌ لأظن أنه يسخر مني تمامًا؟
لمستُ جبهتي وهززتُ رأسي.
في الحقيقة، ليست هذه هي المرّة الأولى أو الثانية التي يُغازلني فيها لُــو بهذه الطريقة.
ألم يتصرّف هكذا منذ أن جئتُ إلى الإمبراطورية؟
لقد اعتدتُ على ذلك نوعًا ما.
لكن اليوم، أشعر برغبةٍ في رفضه ……
‘قلبي يخفق بشدّة!’
تذكّرتُ ما قاله لُــو الليلة الماضية، والتعبير الصادق الذي وجّهه لي، وتذكّرتُ بوضوحٍ مدى تأثّري بتلك الكلمات والتعبيرات.
لهذا السبب ظلّ قلبي يخفق بشدّة.
“حسنًا، لا تقترب كثيرًا.”
لأن هذا سيُرهِق قلبي! تمتمتُ، ودفعتُ وجه لُــو مرّةً أخرى. عندها فقط انفجر لُــو ضاحكًا، كما لو لم يكن لديه خيارٌ آخر، وابتعد عني نصف خطوة.
“لكن عليكِ البقاء معي اليوم.”
أكمل.
“علينا التخطيط للزفاف الآن.”
الآن وقد فكّرتُ في الأمر، كنا نتحدّث عن حفل الزفاف منذ فترة.
في الواقع، أنا بالفعل مشهورة، لذا لا أعتقد أن حفل الزفاف ضروري. لكن كلمات لُــو لم تكن غير منطقيةً تمامًا، لذلك قرّرتُ المضي قُدُمًا في الخطة الأصلية.
في الواقع، المملكة المقدسة تريد ذلك أيضًا.
“أعتقد أن القصر سيكون مكانًا جيدًا. أودّ أن نقيمه في كاتدرائية، لكن … أنتِ تعلمين، صحيح؟”
أومأ برأسه.
حفلات الزفاف في الكنيسة شائعة، ولكن منذ الحرب بين الإمبراطورية والمملكة المقدسة، لم تعد هناك كاتدرائياتٌ في الإمبراطورية مناسبةٌ لمثل هذه المناسبات.
بالطبع، الإمبراطورية لا تضطهد المؤمنين علنًا، لكن الجو السائد في المجتمع الأرستقراطي هو أنه لا داعي للتباهي بدينكَ والمخاطرة بنقدٍ لا داعي له.
لذا، لا داعي للإصرار على القيام بزفافٍ في كاتدرائية.
‘خاصةً وأنني لستُ متديّنةً حتى.’
ماذا عن لُــو إذن؟
هل لُــو متديّن؟
‘إنه ابن رئيس الكهنة بالتبنّي، لذا قد يكون كذلك…’
لكنني لم أرَ لُــو يدخل غرفة الصلاة في المملكة المقدسة قط.
‘حسنًا، لا يهم.’
بعد أن جمعتُ أفكاري، نظرتُ إلى لُــو مجددًا. تابع لُــو حديثه.
“لقد تفقّدتُ بعض القصور في المنطقة، فلنتفقّدها اليوم.”
“…هل نحتاج حقًا للذهاب إلى هناك لنتفقّدها؟”
قلتُ، وقد بدا عليّ بعض الحرج.
“حسنًا، إنه حفل زفافٍ مزيفٍ على أيّ حال. إذن، أعتقد أنه بإمكاننا اختيار مكانٍ يبدو جيدًا فقط.”
رمش لُــو ببطء. كانت عيناه اللتان تظهران من خلال جفنيه باردتين بعض الشيء.
لماذا تنظر إليّ هكذا؟ هل هذا مخيف؟
ماذا لو اكتشف أنني لم أكن مستعدة؟
“الـ … الأمر هو.”
“إذن، ماذا لو بدأت التفكير أنه حفل زفافٍ حقيقيًا؟”
“….”
ظننتُ أن هذا بعيد المنال بعض الشيء، لكنه لم يكن مستحيلًا تمامًا، لذلك لم يكن لديّ خيارٌ سوى الإذعان.
“حسنًا. فلنذهب، هيا بنا.”
عندها، ابتسم لُــو كجروٍ حصل على طعامه للتوّ.
هذا جيد.
…… حسنًا.
‘ربما الأمر ليس بهذا السوء.’
* * *
كان القصر فخمًا وقديمًا.
استقبلتنا أعمدةٌ رخاميةٌ وأبوابٌ أماميةٌ منحوتةٌ بأناقة، وكأن الزمن قد توقّف.
كتمتُ إعجابي وأنا أدفع الباب الكبير بيدٍ واحدة.
“يا إلهي! إنه ضخمٌ حقًا.”
تدلّت ثريا فخمةٌ من السقف العالي، تتلألأ بعظمة.
“كم خادمًا يحتاج قصرٌ كهذا؟”
“لا أعرف. ثلاثون على الأقل؟”
“لا بد أن صيانته مكلفةٌ للغاية.”
تمتمتُ ونظرتُ حولي مجددًا.
تسلّل ضوء الشمس من النوافذ الكبيرة، ليغسل القاعة الفسيحة برفق.
بدت الحديقة والنافورة خلف النوافذ هادئتين.
ثم سأل لُــو.
“هل تريدين العيش في مكانٍ كهذا؟”
التفتُّ لأنظر إلى لُــو.
كان لُــو يقف في أسفل الدرج، ينظر إليّ، لكن ضوء الشمس المائل حجب تعبيره.
“همم. لا أرغب فيه كمنزلٍ حقًا.”
هززتُ كتفي وأجبتُ.
“كلنا أغنياء، أليس كذلك؟”
“هذا صحيح.”
أكمل لُــو ضاحكًا ضحكةً خفيفة.
“لكن ألا تشعرين أحيانًا برغبةٍ في الاستقرار؟ أنا كذلك.”
الاستقرار ……
ستكون كذبةً إن قلتُ أني لم أفكّر في ذلك قط.
فكّرتُ يومًا ما في بناء منزلي الصغير والمريح وقضاء بقية حياتي فيه.
لكن ……
ابتسمتُ بمرارةٍ وهززتُ رأسي.
“قد تتمكّن من ذلك.”
لدى عملاء جارديان مفهومٌ للتقاعد.
لكن …
“أنا لا أستطيع.”
ليس لعملاء كاتاكل.
هناك طريقةٌ واحدةٌ فقط للتخلّي عن كونكَ عميلًا.
الموت.
لهذا السبب لم أستطع، ولا ينبغي لي، أن أحلم بالاستقرار.
“هاه؟”
أمال لُــو رأسه، غافلاً تماماً عن أفكاري.
“لماذا لا تستطيعين…؟”
كان في تلك اللحظة.
“أوه! أنتما هنا!”
جاء صوتٌ غريبٌ من مكانٍ ما. التفتُّ فرأيتُ رجلاً يرتدي بدلةً أنيقةً يقف هناك.
“مرحباً. اسمي ألبرت، المدير والوسيط هنا.”
رحّب بنا بابتسامته المشرقة المعهودة.
“إنه لشرفٌ أنكما، نجما المجتمع الصاعد، تزوراننا شخصياً.”
استغربنا من التحيّة الرسمية، فأومأنا برؤوسنا موافقين.
“هذا قصرٌ تاريخيٌّ له تاريخٌ يمتد لـ 300 عام. أُقيمت هنا مآدب ملكيةٌ وتجمّعاتٌ أرستقراطيةٌ لا تُحصى، حتى أن أرستقراطيين مرموقين أقاموا حفلات زفافهم هنا.”
استطرد الوسيط، بحماسٍ شديد، في سرد تاريخ القصر.
“الزواج هنا أكثر من مجرّد حفل؛ إنه أشبه بكتابة صفحةٍ في التاريخ. إذا كنتما تبحثان عن مكانٍ يُحفَر فيه زفافكما في ذاكرتكما للأبد، فلا مكان أفضل منه.”
كانت كلماته مفعمةً بالثقة.
تبادلنا أنا ولُــو النظرات. شعرنا أننا على وفاق.
“لقد أعجبني.”
“وأنا أيضًا.”
عندها، أشرق وجه ألبرت.
“اختيارٌ موفق!”
انحنى مرّةً أخرى وسار نحونا.
“سأعطيكم المستندات ورسوم الإيجار التي تحتاجونها لاحقًا. هل توافقون؟”
“بالتأكيد. يرجى التواصل مع قصرنا وسنرسل لكم الرد.”
“فهمت.”
أومأ ألبرت برأسه، وهو يدوّن ملاحظاته في دفت
ر ملاحظاته.
“بصرف النظر عن ذلك …”
ثم نظر إلينا، وقال بهدوء
“رؤيتكما تقفان جنبًا إلى جنبٍ مشهدٌ رائعٌ حقًا. تبدوان متناغمين تمامًا، كما لو أنكما معًا منذ زمنٍ طويل.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات