ما هي الآثار المقدسة؟
إنها آثارٌ إلهيةٌ وهبها الإله للبابا الأول.
الوحيدون الذين يعرفون قدرات الآثار المقدسة وشكلها هم كبار كهنة المدينة المقدسة.
‘لهذا السبب يصعب العثور عليها.’
إنها لا تختلف عن السراب.
يقول البعض: لماذا كل هذا العناء في البحث عن شيءٍ لا تعرف مظهره وقوّته؟
ولكن، من وجهة نظر المدينة المقدسة، لا بد من العثور على الآثار المقدسة.
الآثار المقدسة هي الدليل على أن الإله قد اختار المدينة المقدسة.
‘ويريد الإمبراطورية تدمير شرف المدينة المقدسة.’
في هذا السياق، لا بد من وجود الآثار المقدسة.
لو لم تكن موجودة، لما تقدّمت الإمبراطورية والمدينة المقدسة في الوقت نفسه.
“لا. لا بد من وجود الآثار المقدسة.”
سأل لُــو ردًّا على إجابتي.
“كيف لكِ أن تكوني متأكدةً إلى هذه الدرجة؟”
“سرقت الإمبراطورية الأثر المقدس.”
أجبتُ بحزم.
“ولهذا السبب، لا تزال المدينة المقدسة والإمبراطورية على خلاف.”
اهتزّت العربة، وارتجف جسدي قليلًا. أمسكتُ بإطار النافذة وعدّلتُ وضعيتي.
“إذا لم يكن الأثر موجودًا، فهذا الصراع زائفٌ أيضًا، ولا يوجد سببٌ لذلك، أليس كذلك؟”
“هذا صحيحٌ أيضًا.”
بدا لُــو مقتنعًا بعض الشيء، لكن لم يبدُ أنه تقبّل ما أقوله تمامًا.
فكرّرتُها، مُحدثًا شرخًا.
“بغض النظر عن شكله، الأثر موجودٌ بالتأكيد.”
“إذا لم نعرف شكله، فكيف يمكننا العثور عليه؟”
“قلتَ إنكَ ستعرف عندما تراه.”
هذا ما قاله كلٌّ من كاتاكل وجارديان.
ستعرف أن الأثر موجودٌ لحظة رؤيته.
هذا ما قلتُه، لكن لُــو حدّق بي بدلًا من أن يُجيب.
لا أعرف ما الذي يُفكّر فيه.
لكن يُمكنني القول إنه لا يُوافق تمامًا على ما أقول.
على أيّ حال، إنه عنيد.
هززتُ رأسي.
“أجل. هذا سؤالٌ بلا إجابة.”
“قلتُ إن هناك إجابة.”
“إذن شارل مُحقة. شارل دائمًا مُحقة.”
يبدو أنه يُضايقني.
أغمضتُ عينيّ وحدّقتُ في لُــو.
“لماذا تنظرين إليّ هكذا؟ أنا جاد.”
“لا أشعر بصدقك.”
“أوه. من المُحزن قليلًا أنكِ لا تفهمين مشاعري.”
“امسح الابتسامة التي على شفتيكَ ثم تحدّث.”
عبس لُــو ثم ضحك.
كانت ابتسامةً مشرقةً لدرجة أنني حتى أنا لم أستطع إلّا أن أضحك وأنا أشاهده.
بينما كنا نضحك هكذا، توقّفت العربة ببطء. وصلنا إلى منزل الكونت لوكوود.
“إذن، هل سنبلي بلاءً حسنًا اليوم؟”
نهض لُــو بخفةٍ ومدّ يده إليّ.
“للعثور على مكان الأثر المقدس.”
كان لكلٍّ منا أهدافٌ مختلفة، لكن غايتنا كانت واحدة.
لم يكن أمامي خيارٌ سوى أن أمسك بيده تلك.
* * *
كانت الحديقة الخارجية مضاءةً ببراعةٍ بأضواءٍ رائعةٍ وضوء شموعٍ خافت.
لمعت أكواب الكريستال المملوءة بالنبيذ الفاخر بأناقة، وفي الوسط، كان خبير نبيذٍ ‘مُختارٍ من العائلة المالكة للدوقية’ يختار ويسكب النبيذ.
استمتع النبلاء بالحفل وهم يتلذّذون بهذا النبيذ الثمين على مهل.
“إذن سأذهب لألقي التحية.”
قال لُــو.
“أجل. فلتُبلي بلاءً حسنًا.”
“أراكِ لاحقًا.”
قبّل لُــو ظهر يدي برفقٍ وغادر.
كنتُ أعلم أنها كانت مجرّد محاولةٍ للتظاهر بأننا ثنائي، لكن كتفي ارتعشتا قليلًا لأنني شعرتُ وكأن الزغب دغدغ يدي بلا سبب.
احمم.
سعلتُ ونظرتُ حولي.
‘كيف لي أن أسبّب فوضى ليعرف الناس أنني أبليتُ بلاءً حسنًا؟’
هدفي هو إحداث فوضى هنا وطرد لُــو.
بهذه الطريقة، لن يتمكّن لُــو من جمع المعلومات، ولن ينظر إلينا الكونت لوكوود بعين الرضا، ولن تنتشر أيّ قصصٍ عن الآثار المقدسة.
“آه.”
نظرتُ إلى الناس الواقفين أو الجالسين على الطاولة المستديرة.
في الواقع، هناك مئات الطرق لإحداث فوضى.
لكن عليّ أن أختار طريقةً لإحداث فوضى دون إثارة شكوك لُــو اتجاهي.
‘ما الحل؟’
كنتُ أفكّر مليًا في ذلك.
“آنسة شارل!”
حينها سمعتُ صوتًا مألوفًا. عندما استدرتُ، رأيتُ إيفلين فلوريا اركض نحوي.
“ماذا ستفعلين إذا سقطتِ وأنتِ تركضين هكذا؟ كوني حذرة!”
أمسكتُ بذراع إيفلين بسرعةٍ وساندتُها.
“إنه يومّ جميل، لذا سيكون من المؤسف أن تُصابي.”
رمشت إيفلين عدّة مرّات.
“أنا، لستِ بحاجةٍ للقلق بشأني، آنسة شارل. الآنسة شارل تبدو أضعف مني!”
هذا غير صحيح.
أنا على الأرجح ثاني أقوى شخصٍ هنا.
الأول هو البغيض لُــو.
“على أيّ حال، تعالي إلى هنا. لقد حجزتُ مقعدًا للآنسة شارل هناك.”
اتسعت عيناي لا إراديًا.
ظننتُ أنه إذا حضرتُ الحفلة، سيغادر لُــو، وسأبقى وحدي ككيس شعير.
لقد حجزت لي مقعدًا.
هذا يُسهّل إثارة المشاكل، أليس كذلك؟!
يا إلهي، أنا ممتنةٌ جدًا.
ابتسمتُ بصدقٍ ورحّبتُ بإيفلين.
“شكرًا لكِ على رعايتكِ لي.”
ثم تجمّدت ملامح إيفلين قليلًا. فتحت مروحتها بسرعةٍ وغطّت وجهها وهي تصرخ.
“لقد دعتني أغاثا، لكنني لم أُرِدكِ أن تتجوّلي، لذا خصّصتُ لكِ مكانًا! لا تسيئي الفهم!”
“أجل، أجل. لن أسيئ الفهم.”
“أنا لا أحبّ الآنسة شارل، أنا فقط أجدكِ لطيفة!”
ألستِ كذلك؟
شعرت بأن إيفلين، التي تتحدّث بحنانٍ بنبرةٍ مقتضبة، لطيفةٌ جدًا الآن.
ضحكتُ بخفّةٍ وتبعتُ إيفلين.
“هيا! اجلسي هنا!”
نظرتُ إلى الطاولة التي أرشدتني إليها.
كانت طاولةً مستديرةً تتسع لثمانية أشخاص، وكانت تجلس عليها أغاثا لوكوود، التي دعتني، وكاثرين وينسلو، التي رأيتُها في حادثة حفل شاي الدبابير العملاقة.
و…
“كونتيسة؟”
بمجرّد النظر إليها، أدركتُ أنها سيدة هذه العائلة.
لا! لماذا نادتني إلى الطاولة التي تجلس عليها الكونتيسة!
لكن …
‘قد يكون ذلك أفضل؟’
لو أحدثتُ جلبةً أمام الكونتيسة، ألن أُطرد فورًا؟
لمعت عيناي ببريق.
“مرحبًا، كونتيسة. اسمي شارل كورتني. أودّ أن أشكركِ على دعوتي إلى هذا الحدث المرموق. شكرًا جزيلًا لكِ.”
ابتسمتُ وحنيتُ رأسي، مُعتقدةً أنه يجب عليّ على الأقل أن أقول مرحبًا، لكن ردّ فعل الكونتيسة كان غريبًا.
“….”
رغم أنني حيّيتُها أمامها مباشرةً، إلّا أنها لم تنظر إليّ حتى.
آه، همم.
حككتُ خدي.
أعرف جيدًا شعور أن يتصرّف أحدهم هكذا.
لقد مررتُ بهذا الموقف مراتٍ عديدة في كاتاكل.
‘إنها لا تحبّي.’
حسنًا، من الغريب أن تُعجَب بشخصٍ لم تلتقِ به من قبل.
و…
‘ربما لا يُحبّذون حضور فتيات الريف لحفلٍ راقٍ كهذا.’
عائلة كونت لوكوود عائلةٌ ذات تاريخٍ عريق، لدرجة أنه يُمكن وصفهم بالآباء المؤسسين.
يعيشون حياةً راقيةً وقديمة الطراز، لدرجة أنهم يُعتبرون قدوةً لجميع النبلاء، لذا كان من الطبيعي ألّا يُحبّوا شخصًا ذا مكانةٍ متدنيةٍ مثلي.
حسنًا، من الجيد أنهم لا يحبّونني الآن.
ابتسمتُ بلا مبالاةٍ وجلستُ على الكرسي الفارغ بجانب الكونتيسة.
ثم نظرت إليّ الكونتيسة.
“لا بد أن وصولكِ إلى هنا كان صعبًا. ربما لم تكوني معتادةً على ركوب العربات.”
ثم أطلقت ضحكةً ساخرة.
“اشربي الكثير من النبيذ. ربما لم تتذوّقي نبيذًا فاخرًا كهذا في حياتكِ.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات