لكن لُــو أمامي ظلّ على حاله. فتح عينيه، مبتسمًا لي ابتسامةً مشرقة.
“… لُــو.”
“أجل، شارل.”
ما إن خرجت الإجابة من شفتيه،
صرختُ لا إراديًا.
“أيّها الأحمق!”
دفنتُ وجهي في صدر لُــو وبكيت. كنتُ أحاول ألّا أبكي طوال الوقت، لكن الآن لم يعد لديّ خيارٌ سوى البكاء.
“لماذا فعلتَ ذلك؟ لماذا تأذّيتَ بسببي؟ لماذا؟”
“لأنكِ شارل.”
أجاب لُــو كما لو كان الأمر واضحًا جدًا.
“يجب أن أحميكِ.”
“لستَ مضطرًّا لذلك!”
صرختُ، رافعةً رأسي.
“إن متَّ حقًا، فأنا…”
امتلأت عيناي بالدموع دون أن أُدرك. تلعثمتُ دون أن أمسح دموعي المنهمرة على خدي.
“ما كنتُ لأعيش.”
أجل.
لو مات لُــو، لو مات.
لكنتُ تخلّيتُ عن الحياة دون ندم.
لأن لُــو كان سبب حياتي.
رمش لُــو ببطء. ثم رفع يده بضعفٍ وداعب خدي.
“أشعر بنفس الشعور، شارل.”
تابع ببطء.
“إن تمّ إعدام شارل، لكنتُ فقدتُ قدرتي على الحياة. وينطبق الأمر نفسه إن هربتِ. لماذا قد أرغب في العيش في عالم لن أراكِ فيه مجددًا؟”
حقيقة أننا تشاركنا نفس الأفكار أثّرت بي بشدّة.
أعتقد أنني لا أستطيع العيش بدون لُــو.
ولُــو أيضًا.
هو أيضًا لا يستطيع العيش بدوني.
بالتفكير في الأمر. إن كان لُــو في خطر الموت، ألم أكن لأتقدّم لحمايته؟
أنا أيضًا كنتُ سأُلقي بنفسي في النار دون ندم. لذا، كان قلبي وقلب لُــو متوافقين، مترابطين بما يكفي للتضحية بأنفسنا لحماية بعضنا البعض.
عندما أدركتُ أن مشاعرنا تجاه بعضنا البعض حبٌّ ومسؤولية، ازداد ثقل قلبي. لهذا السبب كنتُ ممتنّةً للُــو، ومتأسّفةً أيضًا.
لا، حبّي له كان أقوى من كلّ هذا.
“لذا، شارل.”
خاطبني لُــو مرّةً أخرى.
“لا يمكنكِ الذهاب إلى أيّ مكانٍ من الآن فصاعدًا.”
“…..”
“لا يمكنكِ الموت، ولا يمكنكِ الهرب. عليكِ البقاء بجانبي فقط.”
بطريقةٍ ما، انقبض حلقي. أخذتُ نفسًا آخر ونظرتُ إليه.
“وأنتَ أيضًا…”
حاولتُ السيطرة على صوتي المرتجف.
“هل ستفعل الشيء نفسه؟”
“نعم.”
أجاب لُــو فورًا.
مدّ يده إليّ، وكأنه يطلب مني أن أعانقه. لذا، دفنتُ وجهي في صدره مجددًا. شعرتُ بقلبه يخفق بشدّة. دليلٌ على أنه على قيد الحياة، وسببٌ لبقائي على قيد الحياة.
فأغمضتُ عينيّ ونطقتُ بكلّ حرفٍ بقوّة.
“أحبّك.”
بدأ قلب لُــو يخفق أسرع من ذي قبل.
“وأنا أيضًا.”
ابتسم ابتسامةً خفيفةً وعانقني أكثر.
“وأنا أحبّكِ يضًا.”
* * *
لم يُحكَم عليّ بالإعدام.
للدقّة، مُحِيت الجريمة التي ارتكبتُها. بمعنًى آخر، لقد تمّت تبرِأتي.
أولًا، كشفتُ أن محاولتي لاغتيال الإمبراطور كانت مؤامرةً بيني وبين الإمبراطور.
في البداية، كان لا بد من إخفائها لمنع الإمبراطورة من الهرب، ولكن بفضل خطوة بايلور الحمقاء، تمكّنتُ من توريط كلٍّ من الإمبراطورة وهو، لذا لم يكن مهمًا إن كُشِفت المؤامرة أم لا.
وهكذا، أُسقِطت عني الجريمة التي سُلِّمت إليّ – محاولة اغتيال الإمبراطور.
وهكذا، تحرّرتُ من صفة المجرمة.
لكن الأمر لم ينتهِ عند هذا الحد. بل كنتُ أُعامل كـ’الإمبراطورة المرتَقَبة’.
« شارل مَن أنقذت لُــوفانتي.»
بسبب كلمات الإمبراطور.
عندما كُشِف أنني أنا مَن فعّلتُ الأثر المقدّس على جسد لُــو، أشاد الناس بي وبلُــو كعشّاق القرن.
– أن تتمكّن من إنقاذ شخصٍ ما بالحب؟ يا له من أمرٍ لا يُصدَّق!
وهكذا، تحوّلتُ من مجرمةٍ إلى إمبراطورةٍ مستقبليةٍ بين عشيّةٍ وضحاها، وأصبحتُ محبوبةً من معظم الناس.
حسنًا، بالتفكير في الأمرثانيةً،
‘هناك مَن يكرهني.’
السبب هو كيف يمكنهم الوثوق بي، أنا التي كنتُ عميلةً في منظمة كاتاكل وابنة بايلور المتبنّاة. لم تكن حجّةً مقنعة، لذلك لم أُكلِّف نفسي عناء دحضها.
من ناحيةٍ أخرى، كان لُــو يُقاتل بشراسة.
لكنني أعرف.
لكتم تلك الأصوات، يجب أن أقضي على جذر كلّ هذا …
‘بايلور.’
بايلور، الإمبراطورة، وأدريان، اللذين تمرّدوا أمام الجميع، أُلقي القبض عليهم فورًا وتمّ احتُجازهم.
لم يُجرَ أيّ استجواب.
كانت الأدلّة دامغة، لا تدعُ مجالًا للخطأ. وكانت نهايتهم واضحة.
‘الإعدام، بالطبع.’
سيُعدَم بايلور.
وسيُعدم أدريان، أو في أحسن الأحوال، سيتمّ نفيه.
ستُسجن الإمبراطورة، وربما يُخلَع الأمير من منصبه.
“هاه …”
تنهّدتُ بهدوءٍ ورفعتُ رأسي.
كنتُ أقف أمام الزنزانة.
بإذن الإمبراطور ولُــو، أتيتُ لمقابلة سجين.
السجين الذي سأقابله كان، بالطبع، …..
“قائد.”
بايلور، كان هو.
كان بايلور مستلقيًا على سريرٍ في زاوية الزنزانة، فثار عند ندائي. بدا وكأنه استيقظ للحظة، ثم رفع رأسه ونظر إليّ. ظهر شقٌّ من العبوس على وجهه الملطّخ.
“لماذا أنتِ هنا؟”
اعتدل فجأةً في جلسته وحدّق بي.
“هل أنتِ هنا لتضحكي على حالتي الحالية؟ إن كان الأمر كذلك، فاضحكي عليّ كما تشائين. لقد أصبحتُ ما أردتِ!”
ضممتُ يديّ دون وعي. ارتجفت قبضتا يدي.
“أنا.”
أخذتُ نفسًا عميقًا وقلتُ.
“لم أُرِدْكَ يومًا أن تكون هكذا، أيها القائد.”
كان صوتي هادئًا بشكلٍ مُفاجئ. اقتربتُ خطوةً من القضبان.
“لو لم تكن جشعًا أيها القائد.”
“…..”
“لو لم تؤذِ الناس.”
“……”
“لكنتُ سأظلُّ إلى جانبك. لكنتُ قمتُ بواجبي كابنتكَ المُتبنّاة.”
لم يُجِب بايلور. تمنّيتُ لو أنه ربما يندم على الموقف، ويشعر بالشفقة والحماقة لتركه الأمر يصل إلى هذه النقطة.
في الحقيقة، لم أكن أعرف إن كان يندم حقًا أم لا.
لم أستطع إلّا أن أتمنّى ذلك.
هووه، أخذتُ نفسًا عميقًا.
“أيها القائد.”
ثم نظرتُ في عيني بايلور الفارغتين نوعًا ما، وقلتُ.
“أنا…”
مع ذلك، كان لديّ ما أقوله له.
“لقد احترمتُكَ حقًا.”
كنتُ أعتبره علامةً فارقةً في حياتي.
كنتُ أحبّه.
“أنا صادقةٌ في هذا.”
“… شارل.”
أضاءت عينا بايلور للحظة.
نظر إليّ بنظرة أمل، كما لو كان يتساءل إن كان بإمكاني إنقاذه.
حدّقتُ في الأمل في عينيه، ثم هززتُ رأسي ببطء.
“لكن ليس بعد الآن.”
ثم قلتُ بحزم.
“يجب أن تُعاقب، أيها القائد.”
ارتجفت عينا بايلور. شددتُ قبضتي أكثر لأتمالكَ نفسي.
“يجب أن تُعاقَب على قتلكَ أشخاصًا أبرياء، على إيذائهم، وعلى سعيكَ وراء رغباتكَ الأنانية فقط.”
“…أنتِ.”
“كفِّر عن أخطائك من فضلك.”
انحنيتُ لبايلور وصمتُّ للحظة.
لأنني كنتُ أعلم أن هذا آخر لقاءٍ لنا.
“…سأذهب الآن.”
لم يُجب بايلور. أخذتُ نفسًا آخر وأدرتُ قدميّ. في تلك اللحظة.
“شارل.”
لأوّل مرّةٍ منذ زمن طويل، سمعتُ صوت بايلور الخافت.
التفتُّ بسرعةٍ لأنظر إلى بايلور. كان ينظر إليّ بابتسامةٍ لطيفةٍ على غير العادة على وجهه.
“لا أندم على ذلك.”
حدّق بي بايلور، الذي لا يزال جالسًا على حافة السرير، مباشرةً.
“حتى لو كنتُ أعرف النتيجة، لما تغيّر قراري.”
ابتسم.
كما لو أن شيئًا من هذا لم يكن خطأه.
كما لو كان يعلم منذ البداية أنه سينتهي به المطاف هكذا. هكذا ببساطة.
“لذا لا تشفقي عليّ.”
نهض بايلور واقترب مني ببطء.
وقفتُ أنا وبايلور متقابلين، والقضبان السميكة تفصل بيننا.
“عيشي حياةً هانئة.”
مدّ بايلور يده من خلال الفجوة. استقرّت كفّه الخشنة على ظهر يدي.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات