“لا بد أن تلك المنظمة، كاتاكل، هي مَن هاجمت القصر الإمبراطوري. بتحريضٍ من الإمبراطورة.”
من المرجّح أن الإمبراطورة الحالية أرادت محو كلّ شيءٍ عن الإمبراطورة السابقة.
ومن المرجّح أيضًا أنها أرادت قتل ابنها الأمير.
عندها فقط يمكن لابنها أن يصبح إمبراطورًا.
ولكن سبب فضوله هو.
“لكن لماذا كنتُ في المملكة المقدّسة؟”
لماذا لم أمت.
لماذا نشأتُ في المملكة المقدّسة؟
لم أفهم أبدًا مفهوم ‘الاختطاف’ في المقام الأول. كان قتل الأمير أسهل من اختطافه. لماذا بحق السماء؟
“هل يمكنكَ إخباري لماذا؟”
تنهّد رئيس الكهنة إليانور مرّةً أخرى. رمش ببطء، وصمت للحظة، كما لو كان يختار كلماته.
“خلال الحرب الإمبراطورية.”
جاءت الكلمات بعد صمتٍ طويل.
“سرقت الإمبراطورية آثارنا المقدّسة.”
بدا ذكر الآثار فجأةً في هذا الوضع غريبًا. عبس لُــوفانتي وسأل.
“ألم أُرسَل إلى الإمبراطورية لأجدها؟”
“لكنكَ لم تكن تعرف شيئًا عن شكل هذه الآثار أو غرضها، أليس كذلك؟”
بالفعل.
على عكس كلّ الإلحاح حول العثور عليها، لم تُقدِّم المملكة المقدسة أيّ معلوماتٍ عنها.
لقد تساءل عن ذلك من قبل.
“هذه الآثار مِلكٌ للقديسين.”
تابع رئيس الكهنة.
“لقد وضعت الإمبراطورية هذه الآثار على جسدك.”
“…..”
بمجرد قوله ‘جسد’، استطاع لُــوفانتي أن يُدرك ماهيتها على الفور.
سألته شارل في وقتٍ ما أيضًا ‘ما هذا؟’
نظر إلى أسفل بطنه.
لقد كانت على جسده منذ ولادته.
كانت محفورةً على جلده كوشم.
هل هذا يعني أنها آثار؟
“لهذا اختطفناك. لنأخذ هذه الآثار من جسدك.”
شدّ لُــوفانتي قبضتيه. سيكون الأمر كذبةً إن قال أنه لم يتفاجأ.
لكنه لم يكن مصدومًا لدرجة إغمائه.
ربما خمّن تخمينًا غامضًا دون أن يدركه.
هوه، تنهّد تنهيدةً قصيرة. ثم واجه رئيس الكهنة.
“سؤالي لا يزال كما هو.”
نظر في عيني رئيس الكهنة الداكنتين. حدّق في عينيْه الرماديتين اللتين بدتا أبيضتين للوهلة الأولى.
“لماذا لم تقتلني؟”
تردّد رئيس الكهنة للحظة. لكن ليس طويلًا.
“بدلًا من قتلكَ ببساطة، قرّرتُ أنه من الأجدى أن أجعلكَ خادمًا مُخلِصًا للمملكة المقدّسة.”
تابع دون توقّف، كما لو كان مستعدًا لهذا السؤال منذ زمن.
“أعتقد أن هذا القرار كان صحيحًا. في الواقع، كنتَ خادمًا مُخلِصًا للمملكة المقدسة حتى اليوم.”
تجنّب رئيس الكهنة نظرة لُــو.
“أردتُ استخدامكَ بفائدةٍ بدلًا من قتلك. هذا كلّ شيء.”
لكن لماذا كان ينظر إليه رئيس الكهنة بنظراتٍ حزينةٍ الآن؟
ندم؟ شفقة؟ أم ..
هل كان حقًا يشعر ببعض الأسف؟
انبعثت ضحكةٌ جوفاء من فم لُــو.
“إذن لماذا أرسلتَني إلى الإمبراطورية؟”
اقترب لُــو نصف خطوةٍ من رئيس الكهنة وسأله.
“إذا كنتَ تعلم أن الآثار لديّ، فلماذا أرسلتَني إلى الإمبراطورية لأجدها؟”
“…..”
“ألم تُرِدْني أن أعرف؟”
لم يُجِب رئيس الكهنة. استمرّ في صرف بصره بعيدًا عن لُــو.
لهذا السبب كان لُــوفانتي متأكدًا من أن رئيس الكهنة يكذب عليه.
نعم. ربما رئيس الكهنة ……
“لم تُرِد أن يعرف الجميع هويتي، وأنني مالِك الأثر.”
“هراء.”
هزّ رئيس الكهنة رأسه وصرّ على أسنانه.
“أتيتَ كلّ هذه المسافة إلى هنا فقط لتكتشف ذلك؟ أيها الأحمق الذي لا يكترث حتى بحياته.”
ضحك لُــوفانتي مجددًا.
“إذن، كان رئيس الكهنة يعلم بقدومي إلى هنا، ومع ذلك لم يفعل شيئًا حيال ذلك.”
“هذا صحيح.”
“لم تقم بإحضار عشرات العملاء واعتقالي فورًا.”
أمال رأسه، ناظرًا إلى رئيس الكهنة.
“لذا، سأفكّر في الأمر بطريقتي.”
“….”
“لقد كانت إرادة رئيس الكهنة أن أنجو حتى الآن.”
حتى هو فوجئ بهذه الكلمات.
لماذا يحاول ترتيب مشاعره هكذا، الآن وقد كان عليه أن يكرهه؟
هل كان ذلك لأنه أراد التشبّث بآخر شرارةٍ يمكن أن ينقذها من معتقداته المحطّمة؟
‘حتى لو لم أكن محبوبًا، أردتُ على الأقل أن أشعر بأنني مُختار.’
لهذا السبب فكّر في الأمر بهذه الطريقة.
المواقف التي لا تُحصى التي أراني إياها رئيس الكهنة حتى الآن. لحظات الاضطهاد تلك، والإصرار الدائم على أن أكون الأفضل، ربما ..…
ألم يكونوا جميعاً من أجلي؟
لإثبات فائدتي للكهنة الآخرين الذين يعرفون هويتي الحقيقية، ولحمايتي.
يمكن القول إنها كانت فكرةً بعثت في نفسه الطمأنينة.
ربما أيضاً لأنه كان يُبالغ في تمجيد رئيس الكهنة، قائلاً إن الأمر أصبح من الماضي.
لكنه أراد أن يُصدِّق هذا.
عندها فقط يُمكنه مغادرة هذا المكان دون ندم.
“شكراً لك.”
انحنى مُمتنًّا، فحدّق به رئيس الكهنة في صمت، ثم غادر دون أن ينبس ببنت شفة.
حتى تلك اللحظة، لم تتم مهاجمة لُــوفانتي.
* * *
“أدريان.”
حاولتُ تهدئة قلبي المفزوع، وناديتُ باسمه. ابتسم أدريان، وهو يغمد سيفه المُلطخ بالدماء بلا مبالاة.
“لماذا تبدين هكذا، شارل؟”
وضع يده المُلطخة بالدماء على خدي.
“ألم تفتقدني؟”
لسعتني رائحة الدم التي تغطّيه. فعبست.
“هل تسأل هذا بجدية؟ هل تعتقد أنني افتقدتُك؟”
“يا إلهي. لم أتخيّل أنكِ ستظلين غاضبًا.”
ابتسم أدريان ابتسامةً خفيفة.
” لا يزال لُــوفانتي حيًا، في النهاية.”
“…..”
“وحتى أنه تم الإعلان عنه كونه الأمير المفقود…”
تسك، نقر على لسانه قليلًا وقال.
“ألم يكن هذا كافيًا؟”
“ابتعد عن الطريق.”
دفعتُ يده بعيدًا وتراجعتُ للخلف. انخفض حاجبا أدريان.
“يؤلمني عندما تفعلين هذا. أحبّكِ كثيرًا، شارل لا يمكنكِ أن تفعلي هذا بي.”
هراء.
لمستُ جبهتي وهززتُ رأسي.
“لماذا أنتَ هنا؟”
“لقد أخبرتُكِ.”
خفض أدريان رأسه قليلًا وقرّب عينيه من عيني.
“القدر أراد ذلك.”
القدر، أيُّ هراءٍ هذا. يا له من كلامٍ فارغ، يجب أن يعرف كيف يتوقّف …… لا، لا. لن أوقفه.
نظرتُ إلى أدريان بدلًا من أن أُجيب.
“حسنًا، حسنًا. لا تنظري إليّ هكذا. هذا بسبب … أنني جئتُ لرؤيتكِ.”
ابتسم أدريان وقال.
“لديّ طلبٌ أريده.”
“لا.”
“ما رأيكِ أن تستمعي على الأقل؟”
“قلتُ لا.”
“شارل. لنتوقّف عن هذا حقًا.”
اقترب أدريان وأمسك بكتفي.
“أعلم أنكِ عزلاء الآن.”
“….”
“إذن، ألا يمكنني قتلكِ هنا؟”
ابتلعتُ ريقي بصعوبة.
نعم.
يستطيع أدريان قتلي هنا.
بمعنًى آخر، بينما يتصرّف بعقلانية، عليّ أن أعطيه ما يريد.
هاه، تنهّدتُ وأومأتُ برأسي، كما لو لم يكن بيدي حيلة.
عندها، ارتفع فم أدريان بابتسامة.
“لستُ غبيًا كوالدي، لذا لا أريد أن أُغامر بشيءٍ أعلم أنه لن ينجح.”
“… وماذا بعد؟”
عبستُ ورفعتُ رأسي. رأيتُ وجه أدريان المبتسم في مجال نظري.
“الآن وقد ظهر الأمير المفقود، من السخافة الاعتقاد بأنني أستطيع اغتصاب العرش.”
تابع أدريان.
“اصنعي لي هويةً جديدة.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات