“كاميرا صغيرة …؟”
رمش داميان، كما لو كان يسأل ما فائدة شيءٍ كهذا؟
“أحتاجُها في أمرٍ ما، لذا أقول ذلك فقط. هل يمكنكَ صنعها لي؟”
“حسنًا … هذا ممكن … لكن.”
“هل هناك مشكلة؟”
“إنه أمرٌ مُرهق…”
آه. مُرهق.
حدّقتُ في داميان.
“لكن إذا استخدمتُ كاميرا، يُمكنني حقًا أن أُفسِد على القائد والإمبراطورة خطّتهما، أليس كذلك؟”
“آه … حسنًا … أعتقد أنني يجب أن أصنعها…”
رفع داميان إبهامه وعبَّر عن عزمه.
كما لو أنه كُلِّف بمَهمةٍ هائلة.
يا إلهي، إنها نعمةٌ أن يكون داميان شخصًا يُمكنه إقناعه هكذا.
“وأنا! ماذا أفعل؟”
في تلك اللحظة، رفع بينكي يده وصرخ.
هل لأنني لم أُكلِّف بينكي بأيّ عمل؟ بدت عيناه يائستين نوعًا ما.
“أفهم أنكَ تريد التقدّم، لكن انتظر. لديكَ أمورٌ عليكَ القيام بها لاحقًا.”
“أوه! أجل!”
ابتسم بينكي برضًا.
حسنًا. بعد أن رتّبتُ الأمر، سأعود وأستعدّ للذهاب إلى القصر الإمبراطوري ……
“شارل.”
في تلك اللحظة، نادى داميان عليّ.
رأيتُ داميان ينظر إليّ بقلق.
“القصر الإمبراطوري …”
“هاه؟”
“بمجرّد دخولكِ إلى هناك … كوني حذرة …”
تحدّث بنظرةٍ خافتةٍ بعض الشيء.
“هناك العديد من العيون والآذان هناك …”
هذا يعني أن هناك عملاء سرّيين من كاتاكل.
شعرتُ بثقلٍ غريبٍ في الغرفة عندما أدركتُ ذلك.
القصر الإمبراطوري.
تلك الكلمة الواحدة كانت ثقيلةً جدًا.
‘أيّهما أخطر؟’
خطرت لي هذه الفكرة فجأة.
عيون الإمبراطورة، أم الأشخاص في الخفاء؟ لم يكن أيٌّ منهما سهلاً.
‘هاه.’
بعد أن التقطتُ أنفاسي، ابتسمتُ لداميان.
“سأفعل.”
في الواقع، لم أكن أنوي توخّي الحذر حقًا.
* * *
‘دوري في القصر الإمبراطوري واضح.’
إيقاف الإمبراطورة.
وللقيام بذلك، كان عليّ لفت انتباههم عمدًا.
بدلًا من تجنّب جواسيس كاتاكب، كان عليّ البقاء بجانبهم.
‘بعد جمع معلوماتٍ كهذه، يمكنني نقلها إلى لُــو.’
بهذه الطريقة، سيكون لُــو بأمان، وسيكون القصر الإمبراطوري نظيفًا.
‘الآن، لنَعُد ونحزم أمتعتنا.’
أنا قلقةٌ بشأن كيفية حمل الأسلحة كالمسدّس والخناجر هناك.
‘هل يجب أن أدخل أولًا ثم أُحضِرَهم لاحقًا؟’
ظننتُ أن هذا قد ينجح.
سيكون تفتيش الأمتعة أكثر صرامةً بقليلٍ عند دخولي القصر الإمبراطوري.
ربما سيكون من الأسهل التسلّل للخارج وإحضار الأسلحة لاحقًا.
“التسلّل للخارج ليس صعبًا عليّ على أيّ حال.”
بينما استمررتُ في التفكير بهذه الطريقة، شعرتُ فجأةً بالفراغ.
‘لا أعرف لماذا عليّ القلق بشأن هذا …….’
كلّ هذا بسبب لُــو.
أراد لُــو فجأةً أن يأخذني إلى القصر الإمبراطوري.
‘ليس الأمر أنني لا أفهمه.’
لكن …..
طالما أن سلامة لُــو مضمونة، أي بمجرّد إعادة تنظيم منظمة كاتاكل وتمكّن لُــو من العيش بفخرٍ كأمير،
‘يجب أن أغادر.’
كان هذا استنتاجًا بديهيًا جدًا بالنسبة لي.
في النهاية، أنا ‘شخصٌ سيء’ خدع لُــو، الذي وثق بي ودعمني.
‘من الصواب أن أغادر.’
ليتمكّن لُــو أن يعيش حياته الجديدة ومكانته. حينها سيكون الجميع سعداء.
‘لأنني لا أستحق أن أكون بجانبه.’
ابتسمتُ بمرارةٍ وابتعدتُ. كان الشارع الرئيسي المؤدّي إلى العربة.
كان الزقاق ضيقًا.
كانت الجدران متعرّجةً وتُصدِر صريرًا.
سرتُ في طريقي المعتاد دون تفكير.
لا بد أن العربة وصلت في هذا الوقت تقريبًا …… فكرتُ.
سوووش-
هبّت عاصفةٌ من الرياح خلف كتفي.
في لحظة، تفاعل جسدي من تلقاء نفسه.
غريزيًا، أنزلتُ خصري.
وفي الوقت نفسه،
دوي!
طار شيءٌ ما فوق رأسي.
معدنٌ ثقيلٌ باهت.
عرفتُه دون أن أنظر. كان سكينًا.
شخصٌ ما خلفي لوّح بسكين، عازمًا على قتلي.
في اللحظة التي استدرتُ فيها، التقت أعيننا.
كان وجه رجلٍ مُغطًّى بقطعة قماش. وجهه، بعينيه المكشوفتين فقط، لم يكن يحمل أيّ انفعال.
لكن تلك النظرة وحدها كانت كافية.
‘لقد جاء من أجل التخلّص مني.’
بدا الأمر مألوفًا.
هذه النظرة، هذا التوقيت.
كنتُ أعلم جيدًا أن هذا أمرًا سأواجهه ما حييت.
لوّح المهاجم بخنجره مجدّدًا دون تردّد.
تراجعتُ سريعًا. انزلق حذائي على الأرضية الحجرية. ارتطم جسدي بالحائط، وارتجفت ذراعاي.
‘آغه، من بين كلّ الأوقات، عندما لا يكون معي سلاح!’
التقطتُ أنفاسي واستعدتُ توازني.
تسارعت أفكاري.
في هذا الموقف شبه العاجز، لم يكن الركض ولا الهجوم المضادّ مُجديًا.
‘لنفكّر بسرعة.’
فكّرتُ سريعًا في طريقةٍ للتغلب على هذا الموقف.
بام!
بالكاد تجنّبت السيف وهو يلوّح مجددًا. هاه! عليّ أن أفكر!
‘قد يكون هذا خطيرًا جدًا.’
صررتُ على أسناني. وبينما كنتُ أحاول تقويم جسدي المُلتوي،
بام.
تناثر شيءٌ ما أمام عيني.
كان دمًا.
احمرّ بصري فجأةً، وترنّح المُهاجم.
تراجعتُ غريزيًا.
في اللحظة التالية، سقط الغريب أمامي.
ترنّح للأمام، وسقط وجهه على الأرض.
ثم ظهر شخصٌ خلفه.
“كيف ستنجين بدوني؟”
رنّ صوتٌ مألوف.
وقف رجلٌ هناك، يحمل سيفًا مُلطخًا بالدماء بلا مبالاة.
كان أدريان.
“هل مرّ وقتٌ طويلٌ دون أن نلتقي؟”
سار ببطء.
اقترب مني برشاقة حيوانٍ مُطارِد، وهو يُلامس أطراف أصابعه المُلطخة بالدماء بلا مبالاة.
“كنتُ أراقبكِ منذ فترة، لكن لو تأخّرتُ قليلًا، لكنّا وقعنا في ورطة، أليس كذلك؟”
لم أستطع قول شيء.
ارتجفت أطراف أصابعي، وشعرتُ بجفافٍ في فمي.
لم يكن هذا… ارتياحًا مفاجئًا، بل أزمةٌ أخرى.
“لماذا أنتَ هنا؟”
“صدفة.”
ابتسم أدريان وأمال رأسه نحوي.
“أم كان قدرًا؟”
* * *
في جبال المملكة المقدسة المكسوة بالثلوج.
حدّق لُــوفانتي في الجبل الثلجي الرائع أمامه.
«أنا آسف.»
«لقد فات الأوان … فات.»
تذكّر كلمات الإمبراطور.
«كان عليّ أن أجدكَ أبكر. لقد فات الأوان. أنا آسف، أنا آسفٌ جدًا.»
لم يُخطِئ.
لذلك، لم يكن الإمبراطور بحاجةٍ للاعتذار، ومع ذلك انحنى للُــوفانتي بلا نهاية.
كان هناك آخرون كان عليم تقديم اعتذارٍ للُــوفانتي أكثر منه.
ووشش!
هبّت ريحٌ ممزوجةٌ بالثلج.
كانت قويّةً لدرجة أنه يمكن وصفها بعاصفةٍ ثلجية.
لكن لُــوفانتي وقف صامدًا، ثابتًا، يحدّق في الجبل الثلجي.
هذا هو المكان الذي كان فيه.
وبالتحديد، هذا هو المكان الذي وجده فيه رئيس الكهنة إليانور وهو طفل.
لماذا أنا هنا؟
لم يُجِب رئيس الكهنة إليانور.
في ذلك الوقت، ظننتُ أن رئيس الكهنة لم يكن يعرف السبب أيضًا …..
لكن الآن وقد عرفتُ أصولي بوضوح،
بدأتُ أتساءل إن كان رئيس الكهنة قد عرف كلّ شيءٍ منذ البداية.
خطر ببالي أيضًا أن هذا ربما لم يكن المكان الذي وجدني فيه رئيس الكهنة ‘أولًا’.
ووش!
هبّت الريح مجددًا. رمش لُــو بهدوء، وشعر برقاقات الثلج تلامس خده.
“لماذا؟”
قال دون أن يلتفت.
“لماذا لم تقتلني؟”
عندها، تنهّد رئيسة الكهنة إليانور، الواقف خلفه، تنهيدةً قصيرة.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات