بدا من الخارج كما هو، لكن كلامه وأفعاله أصبحا أكثر حذرًا، وكلماته أصبحت أكثر حدّة.
كان من الصعب وصف ما تغيّر بالضبط، لكنني شعرتُ به.
“أنتَ تصمتُ وتتحدّث بحدّة. كما لو أنكَ تخفي شيئًا ما.”
“…أنا؟”
“نعم. أنت.”
حدّق بي لُــو بصمتٍ طويل، ثم ارتعشت زوايا فمه.
كما لو أنه سمع عذرًا سخيفًا.
ظهرت ابتسامةٌ ساخرةٌ مألوفة، تحمل شيئًا من السخرية.
“لا أخفي شيئًا عنكِ، شارل.”
كانت هذه الكلمات، التي ينطق بها بتلقائيةٍ وعفوية، أسلوبه المعتاد.
لكن …… بطريقةٍ ما، شعرتُ وكأنها كذبةٌ سخيفة.
“…هيا بنا. إنهم بانتظارنا.”
مدّ لُــو يده إليّ.
حدّقتُ بها، ثم حاولتُ أن أتظاهر بالعفوية، وأمسكتُ بيده.
سيكون كلّ شيءٍ على ما يُرام.
تمتمتُ في سرّي.
من أجلي، ومن أجله.
لكن حتى أنا لم أكن متأكدةً من ذلك.
* * *
عندما توقّفت العربة، أخذتُ نفسًا عميقًا.
كانت عظمة البوابة الرئيسية، الظاهرة من النافذة، هائلةً لدرجة أنها خطفت أنفاسي.
فُتِح الباب، ونزلنا من العربة.
انعكس ضوء الشمس على الأرضية الرخامية، ساطعًا بشكلٍ مُبهر.
وقفتُ بجانب لُــو.
رفع نظره إلى السماء في صمت، ثم حدّق في البوابة الرئيسية.
كان تعبيره كعادته، لكنني شعرتُ بتوتّرٍ ما في ملامحه.
ضحكتُ وسألتُه.
“لماذا، هل أنتَ متوتّر؟”
ثم استدار لُــو لينظر إليّ.
“لا. إنه فقط … يبدو الجو مألوفًا.”
عندها، أملتُ رأسي قليلًا.
“مألوف؟”
هل كان تعبيرًا بسيطًا، أم ……؟
بينما كنتُ على وشك المتابعة، اقترب منا قائد الحرس وانحنى.
“السيدة شارل فانسين، اللورد لُــو فانسين. أهلًا بكما في القصر.”
كانت تحيةً قصيرةً وباردة.
تبعنا المُرشِد عبر الممر الرخامي.
بينما كنتُ أفعل ذلك، راقبتُ تعبير وجه لُــو.
كان لُــو يسير ببطءٍ بجانبي، لكن نظره كان يتنقّل بين الحين والآخر، بل كان يلتفت أحيانًا.
كما لو كان يبحث عن شيءٍ ما.
“ما الخطب؟”
“….”
أجاب لُــو بعد لحظة.
“لا. إنه فقط … كيف أصفه؟ شيءٌ ما فيه يبدو مألوفًا.”
تمتم بهدوء.
“هذا الممر، النافذة، اللوحة. كلّ شيءٍ يبدو مألوفًا.”
حدّقتُ به في صمت.
كان وجهه مرتجفًا بلا شك.
بقايا الذكريات القديمة وخزت عقله كالأشواك.
غرابةٌ حاول إخفاءها، لكنه لم يستطع.
‘هل لا يزال لديه ذكريات؟’
اختُطف لُــو عندما كان مولودًا جديدًا ….. ومع ذلك، فإن سبب احتفاظه بالذكريات هو أن هذا المشهد مُسجَّلٌ لا شعوريًا.
لكنني لم أنطق بكلمة.
حدّقتُ به بصمت، ثم مددتُ يدي بخفّةٍ وأمسكتُ بكمّه.
ثم توقف الحارس الذي كان يرشدنا عن المشي.
“ستقابلون جلالة الإمبراطور قريبًا.”
عند هذه الكلمات، حبستُ أنفاسي لا إراديًا.
الآن سيلتقي الإمبراطور ولُــو.
سيعرف الإمبراطور لُــو فور رؤيته.
ولكن ماذا عن لُــو؟
هل سيتأكّد لُــو من أن الإمبراطور هو والده؟
حتى أنا لم أستطع استيعاب الأمر.
لذا، كلّ ما استطعتُ فعله هو البقاء بجانب لُــو.
ابتلعتُ ريقي بعصبية.
كنتُ أكثر توتّرًا مما كنتُ عليه عندما وصلتُ أوّل مرّةٍ وحدي، لذا فركتُ يديّ معًا، محاولةً تهدئة نفسي.
في تلك اللحظة.
-رنين!
سُمع صوتٌ حادٌّ ومُحطَّم. التفتُّ أنا ولُــو برأسينا في آنٍ واحدٍ نحو مصدر الصوت.
كان هناك.
“أنتَ، أنتَ، أنتَ…!”
كانت هناك الإمبراطورة ليلى شاحبة الوجه.
وَيحي.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 112"